خطايا الأنبياء.

thebreak-up

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
21 مايو 2012
المشاركات
1,225
مستوى التفاعل
214
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي يسوع 3>
من ضمن الشبهات التي يلقيها غير المؤمنين ضد الكتاب المقدس والايمان المسيحي القويم، هى خطايا الأنبياء في العهد القديم، بإعتقادهم ان ما ذكر فيه من خطايا ارتكبها الانبياء دليل على بشرية الكتاب المقدس، لكن بنعمة المسيح في هذا الموضوع سنرد على هذه الادعاءات ونوضح ان الشبهة ذاتها دليل على مصداقية الوحي وليس العكس.

الأنبياء الذين ورد ذكرهم في الكتاب المقدس ليسوا مجموعة من الاشرار والسكيرين واللصوص كما يحلو للبعض وصفهم، بل قد عاشوا حياة الأمانة لله بوضوح، وأظهروا كثيرا من الصفات المباركة في سلوكهم وحياتهم اليومية. لكن الكتاب المقدس لا يعلّم أبدا أنهم معصومون عن الخطأ، فلكل إنسان نقاط ضعف ولا كمال إلا لله وحده، وهذا يتماشى تماما مع رسالة الكتاب المقدس حيث قال " إن قلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذبا وكلمته ليست فينا" (1يو 1: 10).

فالكتاب المقدس لم يكتب ليمجد الإنسان، ولا هدفه عبادة البشر، ولذلك فقد سجل حياتهم بكل أمانه ومصداقية، حتى زلاتهم. فمن منا ينكر إلا المنافق والمخادع أن في حياة كل منا صفحات لو أن يد الله الأمينة سجلتها سيغطينا الخزي تماما. وذلك يتفق أيضا مع كلمة الله في قوله " لا فرق، إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" ( رو 3: 22، 23)

مع أن الكتاب المقدس سجل خطايا الأنبياء، لكنه لم يمدحها ولا وضعها في إطار جذاب، بل بالعكس، فقد صور بشاعتها ودنسها وقبحها في عيني الله، كما صور ما سببته الخطية من أحزان ومرارة على مرتكبيها.
لقد أصاب أحدهم عندما قال " إن الطبيب ليس مسئولا عن أمراض الناس التي يشخصها، فهكذا الكتاب أيضا ليس مسئولا عن الشر الذي يصفه. والجراح يكشف الجراح ويعريها قبل أن يتمكن من معالجتها علاجا كاملا، هكذا يفعل الكتاب المقدس أيضا"

وقصد الله أن يلقي الضوء على هذه الخطايا لكي يحذرنا نحن من السقوط في الخطية مهما سمونا روحيا ومهما كنا نسلك في حياة القداسة والايمان والصلاة، وكذلك أن يعطينا الامل أنه مهما وصلنا من مستوى في ارتكاب الخطية، فهنالك أمل وذراع الله مرحبة بنا وباب التوبة مفتوح لنا بالمسيح.

وأخيرا نقول إن تسجيل هذه الخطايا لا يسقط صفة الوحي عن الكتاب المقدس بل بالعكس هو يدعمها، فلو لم يكن هذا الكتاب كتاب الله، لكان اليهود أنفسهم هم أول من بادر بإزالة كل ما يشوه تاريخهم وينسب النقص لأنبيائهم كعادة البشر في تمجيد ابطالهم.

والمجد لله دائما وأبدا.
 
أعلى