الرد على شبهة: سبب معاقبة ملاك الرب لزكريا الكاهن لانه اعترض .. دون ان يحدث هذا لمريم العذراء

e-Sword

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
27 مايو 2012
المشاركات
858
مستوى التفاعل
176
النقاط
43
العذراء .. التي صنع بها القدير عظائم !
بقلم : جون يونان
في خلال دراستنا للعهد الجديد في اجتماعات درس الكتاب المقدس الاسبوعي .. دار سؤال ونقاش حول سبب معاقبة ملاك الرب لزكريا الكاهن ( والد النبي العظيم يوحنا المعمدان ) , لانه اعترض .. دون ان يحدث هذا لمريم العذراء ..
ويتخلص حول كلام الوحي في انجيل لوقا :
{ فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ:«أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا. 20 وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتًا وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ } (لوقا 1: 18-20).
والسؤال :
لماذا عوقب زكريا , ولم يحدث هذا مع العذراء وهي ايضاً قالت للملاك :
{فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:
«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36 وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ
الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37 لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38 فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ

لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ}(لوقا1: 34-38).

والجواب :
ان القراءة السريعة لما قاله زكريا والعذراء مريم , لن يحدد في اذهاننا السبب المنطقي .. ولكن القراءة المتأنية لكلا الجوابين سنفهم السبب المقنع .. ولنضع الجوابين معاً :
{فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟}
{فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟}
اذن مفتاح شك زكريا الكاهن كان لأنه طالب " بأدلة " تثبت صحة كلام الملاك بقوله : { كيف أعلم هذا }؟ .. كيف أعلم !؟مما اثار حفيظة ملاك الرب " جبرائيل " الذي قال { أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ} ( لوقا 19:1) ( وهذا يجعلنا نعلم بأن الملائكة لا يمكن ان تجلس في حضرة الرب , انما تقف لانهم جنوده وخدمه ) فوبخهُ وأدبهُ وعاقبهُ بأمر الرب, اذ لسانه الذي نطق بكلام الشك ضربه الملاك بالصمت , فظل صامتاً الى ان حدث كلام الرب , فانفتح لسانه واستخدمه لتمجيد وتسبيح الرب .
في حين ان مريم العذراء لم تسأل عن أدلة .. انما سألت عن " كيفية " اتمام هذه البشارة لها بولادة ابن حالاً وهي العذراء التي لا تعرف رجلاً ..{ كيف يكون هذا ..}؟ ومع كونها فتاة بسيطة ومن عائلة فقيرة .. الا انها كانت في جوابها ورد فعلها أعظم واحكم من زكريا " كاهن الرب " .. والمفترض ان يكون هو سيد العارفين بقوة الرب وانه اعطى لابراهيم وسارة نسلاً في شيخوختهما ..
لهذا نالت العذراء مريم شهادات عظيمة لها لاتضاعها وحكمتها وايمانها .. وقد تفوقت على " كاهن " , وحقاً ان الانسان ينظر الى العينين اما الرب فينظر الى القلب .. اذ ليس بالالقاب والوظائف والشهادات العليا انما بحالة القلب والتواضع وفهم مشيئة الرب .
لذلك كان التواضع الصفة الاسمى عند العذراء .. والتي لو لا هذه الصفة لما كانت ستحتمل ذاتها كل تلك العظمة التي تمثلت في تجسد اقنوم الكلمة ( الابن ) منه ! وهذا شرف لم تناله اي فتاة اخرى في اسرائيل .. وعظمة حلول الروح القدس داخلها .. وعظمة ان تطوبها الملائكة وجميع الأجيال في كل العصور ..! وعظمة ان تصرخ نسيبتها اليصابات أم النبي يوحنا قائلة لها :
{ فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟} (لو1: 48، 43).والتي سافرت اليها مريم مسيرة رحلة شاقة الى جبال اليهودية لتخدمها !مع انه بمقاييسنا البشرية , كان المفروض ان اليصابات هي من تذهب وتخدم مريم { أم الرب } عند قدميها .. ولكنه تواضع مريم ..!كل تلك العظمة قالت امامها العذراء كلمتها الخالدة :
{ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ.} (لو1: 38) أي عبدته وجاريته. فهو الرب الذي صنع معها عجائب إذ { لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، } (لو1: 48، 49) ومع كل عظمتها تلك لم تكن تتفاخر بنفسها وبما حدث معها من عجائب بل كما قال عنها وحي الانجيل : { وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا} (لو 2 : 19)
مريم عبدة الرب .. لم تكن تجادل وتعترض وتحتج كبعض فتيات هذا العصر او عصرها .. بل كانت تطيع وفي صمت !
فهي كانت قد خصصت نفسها كبتول تخدم الرب وحده حتى مع زواجها من يوسف .. لكن الرب الذي ارادها ان تكون أماً بالروح القدس لم تعترض .. لذلك وهبها الأمومة والبتولية معاً .. فصارت أعظم أم , وأعظم بتول !

كل ما أمرت به اطاعت , اذهبي الى مصر .. " حاضر " ذهبت!
ارجعي من مصر " ها أنذا " رجعت ! أمرها ان تسكن في الناصرة فسكنت .. ان الهدوء والتسليم والطاعة سمتها !
فهي تحتمل كل شيء لمحبتها للرب .. احتملت سفر شاق وهروب الى مصر .. والرجوع ثانية .. احتملت الفقر .. احتملت العذابات التي لاقاها ابنها المسيح .. والتي بسبب ذلك { وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ} كما تنبأ عنها سمعان الشيخ ( لوقا 35:2). ومع كل ذلك قالت في نشيدها : { وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي} (لو1: 47) تبتهج !

عجيب هذا الاحتمال .. ومعه ابتهاج وفرح وسعادة !
وسبب فرحها كما قالت عنها أليصابات { فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ} (لو1: 45)
مريم العذراء كانت مؤمنة .. وكانت فتاة " كتابية "! اي تحفظ نصوص الكتاب المقدس وتتأملها .. فلم تكن تضيع وقتها في القشور والفراغ.. بل تفتدي الوقت ! وهذا واضح في نشيدها ( لوقا46:1-55) الذي يشابه صلاة ونشيد " حنة " والدة صموئيل النبي ( سفر صموئيل الاول 1:2-10) وآيات المزامير .. مريم كانت تحفظ كلمة الله وتحب الكتاب المقدس .. لأنه ما فائدة ترداد صلاة مكررة , لو كان كتابنا المقدس يعلوه غبار الاهمال ؟
فهل نحن محبي العذراء مريم نقتدي بها ونجعل الكتاب المقدس مشعلنا ونورنا وحياتنا ..؟! 
 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
+ألف شكر وتقدير على هذه الدراسة التأملية العميقة الموجزة الرب يعوضكم بالخير +
إذن الملخص :-
+زكريا سأل عن كيفية علمه -وإدراكه وإلمامه الذهنى الذاتى بذلك... كيف يقبل عقلي وخبراتى الذاتية ذلك ... بينما العوائق هى كذا .. وكذا وكذا .. [ وهى عوائق تغلب عليها عمل الله فى حياة إبراهيم وإسحق وراحيل زوجة يعقوب -وحنة أم صمؤئيل النبي]

+بينما العذراء كل حين سألت عن كيفية قيامها هى بما يتوجب عليها عمله تنفيذياً بمجرد إبلاغها بما يصير لها ... بدون تحفز أو تحدى أو مشاغبة عقلية بل بكل إذعان وإمتثال .

شفاعاتها المباركة تشملنا جميعاً . آمين.
دامت نعمة الرب تنطق من خلالكم بارشاد روحه القدوس المعزى امين
 
التعديل الأخير:
أعلى