لنحذر من وهم وعود المسيح للنفس

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
+ حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ (أمثال 11: 14)
مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ
(أمثال 15: 22)
سلام في الرب
احذروا الاندفعات الحماسية للشباب، أحياناً كثيرة يحدث خلط عند بعض الشباب ما بين صوت أنفسهم وصوت الله، لأن الشاب عموماً بينفعل ويتأثر كثيراً باندفعات نفسية غير منضبطة، لذلك فهو يحتاج لأب روحي محنك يستطيع أن يوجهه توجيهاً روحياً سليماً، لأن في بداية الطريق الروحي يحدث انفعالات عاطفية كثيرة ومن الصعوبة التامة التمييز ما بين الحركات النفسية والعاطفية المندفعة، وبين الحركات الروحية السليمة التي مصدرها الروح القدس.
فعند قراءة كلمة الله دائماً المعوق الرئيسي في عدم فهمها فهماً صحيحاً هو الهياج العاطفي والمشاكل النفسية الموجودة في الإنسان، فمثلاً إنسان عنده مشاكل اجتماعية ودخله ضعيف، أو تربى في بيئة فقيرة، وبذلك تتواجد عنده مشكلة في نفسيته وهو الرغبة الجامحة في الخروج من هذا الجو الذي عاش فيه، فحينما يقرأ كلمة الله ويجد غنى إبراهيم أب الآباء أو وعد الله الأرضي لبني إسرائيل أو آيات تُشير للبركة، فأن قلبه يتعلق بها ويظن أن هذا هو وعد الله لهُ ويصلي ويتأكد في قلبه هذا الوعد، فيحيا على أمل أن يعطيه الله غنى لأن هذا هو وعده الذي وعده به، مع أن بعد فترة وفي عدم تحقيق هذا الظن يفقد الأمل بل والإيمان ويبدأ يتسائل لماذا الله لم يحقق لي وعده، ويبدأ في الشكوى إلى أن يصل لنقطة إنكار وجود الله بالتمام.
فيا إخوتي انتبهوا لأن هذا يُسمى خداع النفس، لأن هذا هو الوعد الذي وعدنا هو به: الحياة الأبدية (1يوحنا 2: 25)، ولم يقل الرب أبداً ستصيروا أغنياء وأوعدكم بحياة هنيئة في الأرض، ملؤها فرح مادي وسلام واستقرار مجتمعي لا يهتز، بل بالعكس قال في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، ولم يكن الرسل أغنياء ولا حتى شخص المسيح الرب نفسه عاش على الأرض في غنى، طبعاً الغنى في حد ذاته لا عيب ولا حرام وليس فيه أي مشكلة خالص، لكن المشكلة الحقيقية في القلب، ولا ننسى المكتوب: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، أن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب (1يوحنا 2: 15)
فأحياناً الشاب يُريد مقتنيات كثيرة وقلبه فيها، وقبل أن يتنقى قلبه فأنه يدخل للإنجيل وفي داخل قلبه يشتهي أن ينال أشياء في العالم والقلب بطبعه نجيس ومخادع، فبشكل خداعي دون أن يدري لأنه لم يقتني بعد روح التمييز والإفراز، فأنه حينما يقرأ كلمه الله يُسقط حاجته عليها فيستمع لصوت الله حسب ظنه، ويدخل في الصلاة محمل بكل مشاكله النفسية وبالتالي يطالب بالوعد الذي وعد به نفسه، ظناً أن هذه هي مشيئة الله ويتحدث عنها بيقين، فاحذروا لأن على مر خدمتي 30 سنة شوفت هذا الأمر يتكرر بنفس ذات مشكلته بالحرف الواحد عند ناس كثيرة جداً، وفي النهاية ابتعدوا تماماً عن الله قلباً وقالباً لأنه لم يحقق هذه الوعود المزعومة، لذلك فأن مشكلة إنجيل الرخاء المنتشر عند البعض هو مقبول في الأةوساط الشبابية لأن فيه تحقيق مآرب النفس لذلك فهو مقبول عند الناس التي تتبع الله بعواطفها وتقلباتها النفسية.
انا هنا لا اقصد أكتب موضوع كامل أو تفصيلي، لكن قصدت اضع إرشاد للشباب المندفع واقول ابحث عن أب روحي محنك يكون لك موجه لكي تعرف كيف تميز بين الغث والثمين، وما هو من الله وما هو من ذاتك، وابتعد عن العناد والتمسك بما هو في مخيلتك حسب ما تميل إليه نفسك، واستمع من أجل خلاصك، لأن كل ما على الأرض سيزول ولن يبقى سوى محبة الله هي التي تقودك نحو الأبدية، لأنها هي الباقية للأبد لأنها لا تسقط أبداً .
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ملحوظة هامة
بالطبع الله بيسدد حاجات النفس حتى المادية منها، وعلينا أن نصلي ونطلب معونته ونعمل كل ما علينا لكي نحيا باتزان سليم، فإن اغتنينا نشكر الله ونمجده، وان لم نغتني ودخلنا في حالة عوز نشكر الله أيضاً ونكون مكتفين بما عندنا لأنه قال لا أهملك ولا أتركك، لكن لا نعتمد على الماديات كأن بدونها الله تخلى عنا أو ليس لنا رجاء، فينبغي أن نعتمد على وعد الله بالحياة الأبدية، ونحيا في ملء نوره وإرشاد روحه، لأن كل سعينا أن يكون لنا شركة حقيقية مع الله بتدبير حسن، لأن كل ما نشتهيه ان نعاين مجده، وطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، فنحن لا نشتهي شيء هنا بل شهوتنا في مجد ملكوته الخاص.
 
أعلى