ليالي الصلاة

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


ليالي الصلاة

كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

من الأشياء الجميلة في كنيستنا، ليالي الصلاة..

بدأت كفكرة وسط الخدام، وما لبثت أن انتشرت وسط الشعب كله. ولا تخلو منها كنيسة في ليالي كيهك، كما أصبحت قاعدة لليلة رأس السنة.

وكل كنيسة تبذل جهدها في أعداد برنامج روحي مشوق لليلة الصلاة، يساعد المؤمنين على السهر، ويحفظ فكرهم وحواسهم وقلوبهم داخل العمل الروحي.

ويشمل البرنامج صلوات الأجبية، وصلوات أخرى، وتراتيل، وألحانا، وتسابيح، وقراءات روحية وعظات، وأسئلة وأجوبة، وبعض الكنائس تقدم قطعا لفريق الكورال بالكنيسة.


وتنتهي الليلة برفع البخور، والقداس الإلهي، وتناول الشعب ويخرج الكل وقد شعروا أنهم قضوا ليلة روحية مع الله، تشجعهم على طلب تكرارها..

وفكرة ليالي الصلاة قديمة جدا، وضع أساسها السيد المسيح نفسه، إذ كان يقضى الليل كله في صلاة.

ولها جذور في العهد القديم، إذ يقول داود النبي (في الليالي أرفعوا أيديكم أيها القديسون، وباركوا الرب) وقد وضعت الكنيسة صلاة نصف الليل في ثلاث هجمات.

وتعود الرهبان على صلاة الليل بطقسها في التسبحة . أما تقضية الليل كله في الصلاة، على مستوى الشعب كله، فهو عميق يدل على روحانية الكنيسة..

بينما يقضى العالم لياليه في اللهو، والصخب، والمتعة، تكون الكنيسة روحانية ساهرة تصلى.

ساهرة مع الله، رافعة قلوب أبنائها إليه.

مشتركة مع الملائكة وأرواح القديسين، في عمل التسبيح.

كان الشهداء والمعترفون، حتى وهم في السجون، يقضون الليل كله في الصلاة. وكذلك كان بولس الرسول أيضا..

وكانت صلوات كل هؤلاء، لونا من الكرازة أيضًا.

تعطى فكرة عن القلب المحب لله، المحب للصلاة..

وجميل أن نعود أطفالنا كيف يسهرون معنا في الصلاة، ويأخذون قدوة من آبائهم وأمهاتهم، ومن الكنيسة، وتنطبع الصورة في أذهانهم وقلوبهم..
 
أعلى