- إنضم
- 29 يناير 2007
- المشاركات
- 50,807
- مستوى التفاعل
- 2,019
- النقاط
- 113
القمص تادرس يعقوب ملطي
عن كتاب موس النبى للقديس غريغوريوس اسقف نيصص
القديس غريغوريوس النيسي
أحد الآباء العظام، دعاه القديس غريغوريوس النزينزي: "عمود الكنيسة كلها"، ولقبه الأب مكسيموس المعترف: "معلم المسكونة"، كما دُعي "أب الآباء"، و"كوكب نيصص[2]".
نشأته
وُلد من أبوين مسيحيين تقيين غنيين حسني الصيت، في مدينة قيصرية الكبادوك، يُسميان باسيليوس وإميليا. وكان باسيليوس هذا محاميًا وخطيبًا، ذا مركز سامٍ في المجتمع، له خمسة أبناء وخمس بنات، وكان أكبرهم القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية بعد القديسة ماكرينا، يحمل اسم أبيه.
وُلد أصغر الأبناء حوالي سنة 335 أو 336م، لذا غالبًا ما ُولد غريغوريوس "الابن الثالث" حوالي سنة 329 أو 330م، وكان باسيليوس يكبره كثيرًا في السن، إذ كان غريغوريوس يتحدث معه كابن مع أبيه أو تلميذ مع معلمه، ويتطلع إليه وإلى أخته ماكرينا بكل وقارٍ وتكريمٍ.
في أيام الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس Diocletian Persecution هرب أجداده إلى منطقة بُنطس Pontus الجبلية لأجل الأمان، وقد عانوا متاعب كثيرة. قيل إن جده لأمه قد استشهد وفقد ممتلكاته. لكن بعد سنوات قليلة يبدو أن العائلة عادت إلى العاصمة "قيصرية الكبادوك" أو في "قيصرية الجديدة" في بنطس واستقرت هناك.
مات والده باسيليوس في سن صغير، تاركًا أبناءه وبناته تحت رعاية جدتهم ماكرينا وأمهم اميليا. وقد عُرفت الجدة والأم بحياتهما المسيحية الملتهبة بالروح والتقوية. وقد ساهمت معهما الابنة ماكرينا الحاملة اسم جدتها في تربية وتعليم إخوتها، وقد دعيت ملاك الأسرة.
دراسته
تربى غريغوريوس على أيدي نساء تقيات: جدته وأمه وأخته، لكل منهن بصمات التقوى والورع انطبعت على حياته. نستطيع أن نقول إن قليلين حظوا بما ناله غريغوريوس من بركة الدفء الأسري العجيب، الذي ألهب فيه حب الله، وقدم له صورة واقعية حيّة عن السماء ولغتها: لغة الحب والعبادة المفرحة التقوية!
يبدو أنه لم يُنفق عليه الكثير في تعليمه مثل أخيه الأكبر القديس باسيليوس. فإننا لم نسمع قط أنه التحق بجامعات أجنبية، وقد اعترف بنفسه أنه لم يتتلمذ على أيدي معلمين مشهورين[3]. وإنما كثيرًا ما كان يكرر الإشارة إلى معلمٍ واحدٍ هو باسيليوس، الذي امتدحه كثيرًا، وحسبه "أعجوبة العالم كله"، والمثل الأعلى للفيلسوف الحقيقي[4]. وضعه مع القديسين واعتبر كتاباته مُوحى بها. يقول عنه إنه "بالحقيقة خُلق حسب إرادة الله، وتشكلت نفسه على صورة الخالق[5]". من يقرأ كتاباته يشعر أنه يعتمد على باسيليوس حتى ولو لم يشر إليه بالاسم[6].
كان منذ صباه مولعًا بالدراسة، لكنه كان خجولاً ضعيف البنية[7].
اهتمامه بالعلم الزمني
أراد في البداية أن يكون كاهنًا مثل أخيه القديس باسيليوس، وقد صار بالفعل في صباه واعظًا lector لكنه لم يشعر بأن هذا العمل يناسب شخصيته وميوله فتركه. وكما أعلن القديس غريغوريوس النزينزي بغضبٍ في رسالة له إنه قد سمح لنفسه أن يستبدل الكتب المقدسة بكتب العالم المُرة والبغيضة، وقَبِلَ أن يُدعى "خطيبًا أكثر منه مسيحيًا[8]". لقد صار يمارس حياته الزمنية العالمية كخطيب أو كمدرس للبلاغة rhetor، يطلب المجد الزمني.
زواجه
يبدو أنه قد تزوج، كما يظهر ذلك من مقاله "عن البتولية"، إذ نجده يتأسف أنه لم ينل مجد هذه الفضيلة[9]. غير أن البتولية في فكره ليست امتناعًا عن الزواج، ولا مجرد طهارة للجسد، وإنما هي نقاوة تشمل الحياة كلها: بتولية الجسد والنفس والفكر والأحاسيس.
في خطاب صديقه القديس غريغوريوس النزينزي[10] جاء الحديث عن ثيؤسيبيا Theosebia في عبارات تُظهر بقوة أنها زوجة غريغوريوس أخ باسيليوس الكبير، وإن كان البعض يرى أنها مجرد شمّاسة؛ عُرفت بفكرها الراجح ومحبوبة جدًا.
مدحها القديس غريغوريوس أسقف نيصص فيما بعد حتى عندما كتب عن البتولية، ودعاها القديس غريغوريوس النزينزي صديقته القديسة وأخته الطوباوية، بل وعند نياحتها رثاها، قائلاً: "فخر الكنيسة وبركة جيلنًا"... هكذا كان ينظر إليها القديس بإجلال وإكرام.
منقول
عن كتاب موس النبى للقديس غريغوريوس اسقف نيصص
القديس غريغوريوس النيسي
أحد الآباء العظام، دعاه القديس غريغوريوس النزينزي: "عمود الكنيسة كلها"، ولقبه الأب مكسيموس المعترف: "معلم المسكونة"، كما دُعي "أب الآباء"، و"كوكب نيصص[2]".
نشأته
وُلد من أبوين مسيحيين تقيين غنيين حسني الصيت، في مدينة قيصرية الكبادوك، يُسميان باسيليوس وإميليا. وكان باسيليوس هذا محاميًا وخطيبًا، ذا مركز سامٍ في المجتمع، له خمسة أبناء وخمس بنات، وكان أكبرهم القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية بعد القديسة ماكرينا، يحمل اسم أبيه.
وُلد أصغر الأبناء حوالي سنة 335 أو 336م، لذا غالبًا ما ُولد غريغوريوس "الابن الثالث" حوالي سنة 329 أو 330م، وكان باسيليوس يكبره كثيرًا في السن، إذ كان غريغوريوس يتحدث معه كابن مع أبيه أو تلميذ مع معلمه، ويتطلع إليه وإلى أخته ماكرينا بكل وقارٍ وتكريمٍ.
في أيام الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس Diocletian Persecution هرب أجداده إلى منطقة بُنطس Pontus الجبلية لأجل الأمان، وقد عانوا متاعب كثيرة. قيل إن جده لأمه قد استشهد وفقد ممتلكاته. لكن بعد سنوات قليلة يبدو أن العائلة عادت إلى العاصمة "قيصرية الكبادوك" أو في "قيصرية الجديدة" في بنطس واستقرت هناك.
مات والده باسيليوس في سن صغير، تاركًا أبناءه وبناته تحت رعاية جدتهم ماكرينا وأمهم اميليا. وقد عُرفت الجدة والأم بحياتهما المسيحية الملتهبة بالروح والتقوية. وقد ساهمت معهما الابنة ماكرينا الحاملة اسم جدتها في تربية وتعليم إخوتها، وقد دعيت ملاك الأسرة.
دراسته
تربى غريغوريوس على أيدي نساء تقيات: جدته وأمه وأخته، لكل منهن بصمات التقوى والورع انطبعت على حياته. نستطيع أن نقول إن قليلين حظوا بما ناله غريغوريوس من بركة الدفء الأسري العجيب، الذي ألهب فيه حب الله، وقدم له صورة واقعية حيّة عن السماء ولغتها: لغة الحب والعبادة المفرحة التقوية!
يبدو أنه لم يُنفق عليه الكثير في تعليمه مثل أخيه الأكبر القديس باسيليوس. فإننا لم نسمع قط أنه التحق بجامعات أجنبية، وقد اعترف بنفسه أنه لم يتتلمذ على أيدي معلمين مشهورين[3]. وإنما كثيرًا ما كان يكرر الإشارة إلى معلمٍ واحدٍ هو باسيليوس، الذي امتدحه كثيرًا، وحسبه "أعجوبة العالم كله"، والمثل الأعلى للفيلسوف الحقيقي[4]. وضعه مع القديسين واعتبر كتاباته مُوحى بها. يقول عنه إنه "بالحقيقة خُلق حسب إرادة الله، وتشكلت نفسه على صورة الخالق[5]". من يقرأ كتاباته يشعر أنه يعتمد على باسيليوس حتى ولو لم يشر إليه بالاسم[6].
كان منذ صباه مولعًا بالدراسة، لكنه كان خجولاً ضعيف البنية[7].
اهتمامه بالعلم الزمني
أراد في البداية أن يكون كاهنًا مثل أخيه القديس باسيليوس، وقد صار بالفعل في صباه واعظًا lector لكنه لم يشعر بأن هذا العمل يناسب شخصيته وميوله فتركه. وكما أعلن القديس غريغوريوس النزينزي بغضبٍ في رسالة له إنه قد سمح لنفسه أن يستبدل الكتب المقدسة بكتب العالم المُرة والبغيضة، وقَبِلَ أن يُدعى "خطيبًا أكثر منه مسيحيًا[8]". لقد صار يمارس حياته الزمنية العالمية كخطيب أو كمدرس للبلاغة rhetor، يطلب المجد الزمني.
زواجه
يبدو أنه قد تزوج، كما يظهر ذلك من مقاله "عن البتولية"، إذ نجده يتأسف أنه لم ينل مجد هذه الفضيلة[9]. غير أن البتولية في فكره ليست امتناعًا عن الزواج، ولا مجرد طهارة للجسد، وإنما هي نقاوة تشمل الحياة كلها: بتولية الجسد والنفس والفكر والأحاسيس.
في خطاب صديقه القديس غريغوريوس النزينزي[10] جاء الحديث عن ثيؤسيبيا Theosebia في عبارات تُظهر بقوة أنها زوجة غريغوريوس أخ باسيليوس الكبير، وإن كان البعض يرى أنها مجرد شمّاسة؛ عُرفت بفكرها الراجح ومحبوبة جدًا.
مدحها القديس غريغوريوس أسقف نيصص فيما بعد حتى عندما كتب عن البتولية، ودعاها القديس غريغوريوس النزينزي صديقته القديسة وأخته الطوباوية، بل وعند نياحتها رثاها، قائلاً: "فخر الكنيسة وبركة جيلنًا"... هكذا كان ينظر إليها القديس بإجلال وإكرام.
منقول