چاكس
مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
- إنضم
- 6 فبراير 2012
- المشاركات
- 2,895
- مستوى التفاعل
- 466
- النقاط
- 0
على الفسحة أمام المطبخ .. فى كل صباحٍ انثر بقايا الخبز .. وسرعان ما تتزاحم العصافير لتأخذ نصيبها وسط زقزقة جميلة .. أراقب المشهد من النافذة وأنا أحس بسعادة شديدة .. لا أستطيع وصفها ولا تفسيرها بالضبط ... أفعل ذلك فى الصباح الباكر بعد الفجر مباشرة .. وحين أتاخر يوما لأي سبب من الأسباب .. فأنني أشعر بنبرة عتاب في زقزقة العصافير .. صدقوني ...
تحول هذا الفعل الى طقس يومي .. وحتى حين لا أجد بقايا الخبز .. فأنني اقّطع قطعة او اثنتين من الخبز وأنثرها ، بدون أخذ موافقة وزيرة الداخلية ومسؤولة إدارة التموين .
ونتيجة الشكوى الدائمة .. من ان العصافير توسخ المكان .. فقد إضطررت مؤخرا الى التكفل بتنظيفه بين الحين والحين .. أصبحت هذه العادة متحكمة بى .. بحيث انني عندما اسافر في المرات النادرة .. فأن أول شئ أوصي العائلة به .. هو ان لا ينسوا تقديم بقايا الخبز الى العصافير صباحا
أراقب عن قرب طيران العصافير .. من على الأسلاك الممتدة من عمود الكهرباء أمام البيت .. ونزولها الى الفسحة العامرة بكسرات الخبز .. وانها من النادر ان تحط دفعة واحدة .. من الأسلاك الى الفسحة رغم ان المسافة بينهما لاتتجاوز بضعة امتار .. فهي في غاية الحذر .. فتحط على سلك التليفون في منتصف المسافة وتنظر يمينا ويسارا عدة مرات .. وحين تشعر بالأمان .. تقفز الى الفسحة .. لاحظت ان بعضها ولا سيما الأكبر حجما .. تلتقط كسرة وتطير نحو العش الموجود على عمود الكهرباء .. وتغيب للحظات ثم تعود لتاخذ كسرة اخرى .. اما لاطعام الصغار أو لتخزينها لأوقات الحاجة وأيام المطر ..
أحياناً أجلس قريبا من المكان وعلى بعد خمسة أمتار .. في الحديقة حيث يوجد كرسي ومنضدة عليها اللاب توب .. وأحاول ان تكون حركتي هادئة وبطيئة .. بحيث لا اخيف العصافير ولا أجبرها على الهروب .. وبالفعل فلقد تعودت على ذلك ولم تعد تهتم بوجودي .. ولكن ما ان تمر سيارة في الشارع المحاذى او ينفتح باب الجيران بِقوة .. حتى تطير العصافير دفعة واحدة وكأن خطرا اقترب منها ..
لا أدري .. هل هي نتيجة الكسل .. او البطالة المقنعة .. او الفراغ .. أو أشياء اُخرى لا أعرفها .. إكتشفت انه ليس بالضرورة ان يفكر أحدنا بالقضايا الكبيرة والسياسة فقط .. بل أن المرء يستطيع .. إختراع أمور صغيرة يهتم بها أيضا .. بل ويستمتع بها بشكل ما .. قد لاتكون هذه الامور مهمة .. ولكنها على بساطتها .. ربما تعطي معنى للحياة ..
من الممكن ان ترعى نبتةً صغيرة وتسقيها وتحميها وتنظف محيطها .. الى ان تراها تكبر وتزهر .. من الممكن ان يكون ذلك .. مجرد تقديم كسرات خبز الى العصافير .
تحول هذا الفعل الى طقس يومي .. وحتى حين لا أجد بقايا الخبز .. فأنني اقّطع قطعة او اثنتين من الخبز وأنثرها ، بدون أخذ موافقة وزيرة الداخلية ومسؤولة إدارة التموين .
ونتيجة الشكوى الدائمة .. من ان العصافير توسخ المكان .. فقد إضطررت مؤخرا الى التكفل بتنظيفه بين الحين والحين .. أصبحت هذه العادة متحكمة بى .. بحيث انني عندما اسافر في المرات النادرة .. فأن أول شئ أوصي العائلة به .. هو ان لا ينسوا تقديم بقايا الخبز الى العصافير صباحا
أراقب عن قرب طيران العصافير .. من على الأسلاك الممتدة من عمود الكهرباء أمام البيت .. ونزولها الى الفسحة العامرة بكسرات الخبز .. وانها من النادر ان تحط دفعة واحدة .. من الأسلاك الى الفسحة رغم ان المسافة بينهما لاتتجاوز بضعة امتار .. فهي في غاية الحذر .. فتحط على سلك التليفون في منتصف المسافة وتنظر يمينا ويسارا عدة مرات .. وحين تشعر بالأمان .. تقفز الى الفسحة .. لاحظت ان بعضها ولا سيما الأكبر حجما .. تلتقط كسرة وتطير نحو العش الموجود على عمود الكهرباء .. وتغيب للحظات ثم تعود لتاخذ كسرة اخرى .. اما لاطعام الصغار أو لتخزينها لأوقات الحاجة وأيام المطر ..
أحياناً أجلس قريبا من المكان وعلى بعد خمسة أمتار .. في الحديقة حيث يوجد كرسي ومنضدة عليها اللاب توب .. وأحاول ان تكون حركتي هادئة وبطيئة .. بحيث لا اخيف العصافير ولا أجبرها على الهروب .. وبالفعل فلقد تعودت على ذلك ولم تعد تهتم بوجودي .. ولكن ما ان تمر سيارة في الشارع المحاذى او ينفتح باب الجيران بِقوة .. حتى تطير العصافير دفعة واحدة وكأن خطرا اقترب منها ..
لا أدري .. هل هي نتيجة الكسل .. او البطالة المقنعة .. او الفراغ .. أو أشياء اُخرى لا أعرفها .. إكتشفت انه ليس بالضرورة ان يفكر أحدنا بالقضايا الكبيرة والسياسة فقط .. بل أن المرء يستطيع .. إختراع أمور صغيرة يهتم بها أيضا .. بل ويستمتع بها بشكل ما .. قد لاتكون هذه الامور مهمة .. ولكنها على بساطتها .. ربما تعطي معنى للحياة ..
من الممكن ان ترعى نبتةً صغيرة وتسقيها وتحميها وتنظف محيطها .. الى ان تراها تكبر وتزهر .. من الممكن ان يكون ذلك .. مجرد تقديم كسرات خبز الى العصافير .