الخميس الكبير - دراسة موجزة في ترتيب وأحداث خميس العهد

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
4 – بدء الاحتفال بالفصح
[FONT=&quot]بعد أن يتم كل الأعداد السابق للفصح تبدأ ربة البيت تُعلن عن بدء احتفال الفصح، بإنارة شمعتي الفصح، فتُغطي عينيها بيدها وتتلو صلوات البركة على الشمعتين، شاكره الله من أجل هذه المناسبة الخاصة قائلة: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، الذي قدستنا بوصاياك. وباسمك نُشعل أنوار الاحتفال]

[FONT=&quot]وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [[FONT=&quot]קידוש
[FONT=&quot]قيدوش] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة] ثم يقول: [فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة] ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا: [ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله] (لوقا 22: 17 – 18).[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ثم يأتي بعد ذلك طقس غسل الأيدي بواسطة رئيس المتكأ، وهذا الاغتسال كانوا يشيرون به إلى عبور أسلافهم البحر الأحمر.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]وعند هذا الحد من الطقس – في عشاء الرب مع التلاميذ – قام الرب عن العشاء وفعل أمراً غريباً أمام التلاميذ بعيد عن الطقس اليهودي العادي: إذ خلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل لا الأيادي بل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة.[/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته، وهذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده مصير الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهاؤه، ينحني ليغسل أقدام خليقته. فمن يستطيع أن يحتمل هذا؟ من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة كلها ليًعطيه قدمه المتسخة ليغسلها! [/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]حقاً كان العذر لبطرس كل العذر عندما قال ليسوع في خجل شديد وحيرة وصدمة من انحناءه أمامه ليغسل قدميه: [لن تغسل رجلي أبداً]، ولكن الرب أعلمه أن ما يصنعه معه سرّ لا يستطيع أن يفهمه الآن، ولكنه سيفهمه فيما بعد، وأن لم يغسله فلن يكون له نصيب معهُ في الملكوت، فمصيره في الملكوت مرتبط بغسل رجليه. إذن لم يكن الأمر مجرد غسل قدمين، بل شركة في ملكوت ابن الله وعمل تأهيلي لمن وُضعت عليه الضرورة للكرازة والتبشير. ولما عرف القديس بطرس ذلك قال عن عدم وعي: [يا سيد ليس رجليَّ فقط بل أيضاً يديَّ ورأسي]، فصحح له الرب فهمه الخاطئ قائلاً: [الذي قد اغتسل (بمعمودية الميلاد الجديد) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (أي تقويم سيرة حياته بالتوبة)] (يوحنا 13: 10)[/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ فسكتوا] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة سوى انهم كانوا مندهشين لأنه لا يوجد غسل أقدام في الطقس نفسه بل اليدين فقط، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه] (يوحنا 13: 13 – 17)[/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]عزيزي القارئ للأسف الكثير منا إلى الآن لم نفهم بعد ماذا صنع بنا الرب، وكثير من الباحثين وعلماء الكتاب المقدس والبعض من فوق المنابر يشرح ويفسر بتدقيق ما صنعه الرب ببراعة تامة، لكن الكاتب والباحث والواعظ نفسه والسامعين أغلبهم غير قادرين على الصفح عن أخطاء إخوتهم مع أن الرب قال أن نغسل أقدام بعضنا البعض، فمن منا يقدر على هذا وهو إلى الآن يحمل ضغينة في قلبه ولا يقدر على احتمال أخيه، فكم يكون بغسل أقدامه!
[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها أبداً: [هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم؛ بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً؛ وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه؛ يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (يوحنا 15: 12؛ 17؛ 1يوحنا 3: 23؛ 4: 7؛ 5: 2؛ 3: 18)[/FONT]
[FONT=&quot]ولنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور وعلى الأخص لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي: [طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة] (1بطرس 1: 22)، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادماً] (مرقس 10: 43)[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
5 – ما بين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الرب
[FONT=&quot]نجد كما رأينا سابقاً بعد أن جلس جميع العائلة حول المائدة الفصحية وبدء الاحتفال ويتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس وبعدها يُأخذ الكأس الأولى وبعدها يبدأ غسل الأيدي، ثم بعد الانتهاء من غسل الأيدي يُحضر أحد الخدم طبقاً كبيراً عليه الطعام ولا يأكل منه أحد بعد. ثُمَّ يُجرى الغمس الأول، حيث يغمس رئيس المتكأ الأعشاب [الخس] في الماء المُملح أو الخل، ويُعطي كل واحد على المائدة جزء، وبعد غمس الأعشاب المُرة يُرفع طبق الطعام من على المائدة (ويتم رفع طبق الطعام – الذي هو رمزاً لخروف الفصح الذي به تم خروج شعب إسرائيل من مصر – هو إجراء غير عادي القصد منه إثارة السؤال عند الأطفال والأولاد الحاضرين)، عندئذٍ يصب رئيس المتكأ الكأس الثانية من الخمر، ولكن لا أحد يشرب منها. ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص) الجالس عن يمين رب العائلة كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي:

[FONT=&quot]1[FONT=&quot] – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي؟[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]2[FONT=&quot] – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر؟[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]3[FONT=&quot] – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين؟[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]4[FONT=&quot] – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً؟[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أور الكلدانيين، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة على جبل سيناء [خروج 10، 12][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال "هلليل" أي [مزمور 113، 114] ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان: الأولى من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض، أما الأُخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير. وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، هي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [[FONT=&quot]Charoseth[/FONT][FONT=&quot]] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [[/FONT][FONT=&quot]Hagigah[/FONT][FONT=&quot]] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot]==========[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][FONT=&quot][/FONT][/FONT] [FONT=&quot]وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [هلليل] أي [مزمور 115 حتى 118]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا]، وينتهي بـ [إلى أبد الآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي] [/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]عموماً أهم ما في الموضوع هما ثلاث نقاط ينبغي أن نُركز فيهما:

[FONT=&quot][1] كان يستحيل أن يؤكل شيئاً إطلاقاً بعد عشاء الفصح[FONT=&quot]،[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]إذ يجب أن يكون خروف الفصح آخر شيء يؤكل، والرب يسوع كسر هذه القاعدة، إذ فاجأهم بالخبز المختمر في عشاء لا يوضع فيه سوى الفطير فقط (والفطير باليونانية [FONT=&quot]ἀζύμων [/FONT][FONT=&quot] ونطقها [/FONT][FONT=&quot]azymōn[/FONT][FONT=&quot] وبالعبري [/FONT][FONT=&quot]מַצָּה[/FONT][FONT=&quot] ماتْساه [/FONT][FONT=&quot]unleavened[/FONT][FONT=&quot]) إذ بارك على الخبز المختمر وكسر وأعطاهم قائلاً [هذا هو جسدي]، فالرب أسس سرّ الإفخارستيا أثناء هذا العشاء وقبل الكأس الثالثة مباشرة: [وأخذ خبزاً (وليس فطيراً ([/FONT][FONT=&quot]ἀζύμων[/FONT][FONT=&quot]) بل خبزاً مختمراً [/FONT][FONT=&quot]ἄρτον [/FONT][FONT=&quot] – خبز – رغيف – مِنْ دَقِيق يُنْضَج بِالْفُرْن) وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري] (لوقا 22: 19)؛ [ان الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها (للموت) أخذ خبزاً ([/FONT][FONT=&quot]ἄρτον[/FONT][FONT=&quot]) وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكري] (1كورنثوس11: 23 – 24)، وطبعاً المسيح الرب لم يكسر قاعدة إلهيه موضوعه كما يقول البعض بسبب إحضار الخبز، بل وضح أنه هو سر الفصح الحقيقي الأخير والذي أبطل الفصح القديم تذكاراً لخلاصاً تم في الماضي كظل لخلاص أخير وأبدي سيقع حالاً بتقدمة ذاته كحمل الله الحقيقي رافع خطية العالم معطياً خلاصاً أبدياً وراحة حقيقية، والمسيح الرب هو بذاته [يهوه] شخصياً، إذ قد أعلن نفسه سابقاً للجميع قائلاً كاستعلان عن ذاته [أنا هو الباب]، [أنا هو نور العالم]، [أنا هو الطريق والحق والحياة]، [قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يهوه)] (يوحنا 10: 9؛ 8: 1 ؛ 14: 6؛ 8: 58)[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]ويلزمنا أن نعرف – كما قلنا سابقاً – أن الخميرة رمزاً للخطية، وكما أن الخميرة لا يتوقف مفعولها في الخبز إلا بنار الفرن لكي تموت ثم يخرج رغيفاً جديداً صالحاً للأكل، هكذا الخطية نفسها لا تبطل إلا بالآلام والصلب والموت ومن ثم القيامة بطبيعة جديدة: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ [فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ]؛ [FONT=&quot]عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ؛ لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ؛ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا؛ إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ؛ فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؛ وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ؛ لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ؛ وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ؛ لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا [/FONT][FONT=&quot](رومية 8: 3؛[/FONT][FONT=&quot] 6: 6، 7، 11، 12، 14، 18، 20، 22، 23)[/FONT][/FONT]
==========
[FONT=&quot][2] صلاة البركة على الكأس الثالثة[FONT=&quot]،[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]والكأس الثالثة حسب المشناه [FONT=&quot]במשנה[/FONT][FONT=&quot] اليهودي، هي التي تحمل في داخلها كل معاني ورموز [دم خروف الفصح] ولذا فهي تُعتبر الأكثر أهمية. ومن هنا جاء اختيار السيد الرب يسوع (يهوه) للكأس الثالثة لتكون هي [دم العهد الجديد] وقد أطلق المشناه [/FONT][FONT=&quot]במשנה [/FONT][FONT=&quot]اليهودي على الكأس الثالثة اسمان:[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]الاسم الأول[FONT=&quot]: [كأس البركة] وذلك لأنها تأتي بعد تلاوة [البركة بعد الأكل] – بعد العشاء [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]الاسم الثاني[FONT=&quot]: [كأس الخلاص] وذلك لأنها تحمل كل معاني دم حمل الفصح. وقد استعمل بولس الرسول هذا الاصطلاح عندما قال: [كأس البركة التي نُباركها أليست هي شركة دم المسيح] (1كورنثوس 10: 16)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]فالمسيح الرب عندما أخذ الكأس الثالثة بعد العشاء باركها وقال أن هذا هو دمه: [كذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم]؛ وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا؛ كذلك الكأس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. أصنعوا هذا [FONT=&quot]τοῦτο ποιεῖτε[/FONT][FONT=&quot] كلما شربتم لذكري [/FONT][FONT=&quot]ἀνάμνησιν[/FONT][FONT=&quot] = [/FONT][FONT=&quot]לְזִכָּר֔וֹן[/FONT][FONT=&quot] – [/FONT][FONT=&quot]zikkaron[/FONT][FONT=&quot]] (لوقا 22: 20؛ متى 26: 27؛ 1كورنثوس 11: 25)
[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]==========[/FONT]
[FONT=&quot][3] وبعد شرب الكأس الثالثة[/FONT]
[FONT=&quot]يتم تلاوة الجزء الثاني من ال [هلليل]، ثم تُصب الكأس الرابعة وتُشرب، ثم يأتي اللحن الختامي وهذا ما نراه مكتوب في إنجيل متى: [ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون] (متى 26: 30)[/FONT]
[FONT=&quot]ومن هنا نرى عطية ربنا يسوع من خلاص وحياة أبدية لا تزول بإعطاء ذاته لنا للاتحاد به كشخص حي، يهوه الذي يشفي النفس بترياق الخلود الذي هو جسده الحقيقي الذي يُبذل عن حياة العالم، ودمه الذي يُراق من أجل شفاء العالم كله وتطهير الضمير من الخطية لكل من يؤمن به ويتناول منه، لأنه حقاً يُعطى لنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه.[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ثالثاً: تعليقات وبعض التوضيح بالنسبة ليوم الخميس الكبير
[FONT=&quot]أنواع الأعشاب المُرة التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير، لأنه لم يتم ذكرهم بالتفصيل لكيلا يتشتت قارئ الموضوع، لذلك تم وضعها منفصلة:

[FONT=&quot][1] أنواع الأعشاب المُرّة:
[FONT=&quot]كانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما: جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [[FONT=&quot]Chazereth[/FONT][FONT=&quot]]، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [[/FONT][FONT=&quot]Maror[/FONT][FONT=&quot]]. أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة، هو حزمة من الجرجير والمقدونس. وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [[/FONT][FONT=&quot]Karpas[/FONT][FONT=&quot]]. ويقول بعض الرابيين القدماء: [عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة. هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر: في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم] [/FONT][FONT=&quot]Talmud Yerushalmi Pesahim 29C[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][2] خليط لونه أسمر محمر،[/FONT]
[FONT=&quot]وهو مكون من: تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [[FONT=&quot]Charoseth[/FONT][FONT=&quot]] وهذا الخليط، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً: لون خذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر، لماذا طعمه حلو؟ فأجاب مُعلمه: لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة.[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][3] الفطير [[FONT=&quot]Matzo[/FONT][FONT=&quot]][/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر] وتكون مستديرة أو مستطيله [لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات]، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى إشعياء النبي 53: 5 [وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا.. وبحبره (جراحاته) شُفينا] [/FONT]
==========
[FONT=&quot]عموماً أحداث هذا اليوم تتلخص في النقاط الآتية:[/FONT]
* [FONT=&quot]وليمة الفصح[/FONT]
* [FONT=&quot]غسل الأرجل[/FONT]
* [FONT=&quot]العشاء الأخير أو العشاء السري (وهو في إيمان الكنيسة عشاء الوقت الحاضر – كفعل مضارع مستمر)[/FONT]
* [FONT=&quot]الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب[/FONT]
* [FONT=&quot]الخروج لبستان جثسيماني [/FONT]
* [FONT=&quot]القبض على يسوع[/FONT]
* [FONT=&quot]طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك] [/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]بالطبع – لكيلا يطول الموضوع – لم أستطع أن أعطي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق

[FONT=&quot]لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز التي حملها منه.[/FONT]
[FONT=&quot]وانا بالطبع لم يكن غرضي أن أكتب بحث مفصل متسع لأن الموضوع طويل ولو كتبته باستفاضة سأكتبه في كتاب ضخم لا يقل عن 500 أو 800 صفحة، ولو إني لم أذكر صلاة جثسيماني بكل تعبيراتها وألفاظها ولم اشرحها سابقاً لأن ما فيها أعظم من أن يُشرح، ولكن – ربما – في يومٍ ما سأشرحها بقدر استطاعتي وحسب كتابات الآباء وخبراتهم لأنها تحتاج لمجهود جبار مع صوم وصلاة.
[FONT=&quot]ربنا يسوع يفتح أذهانكم بالنور ويعطيكم فهماً ويملأ قلوبكم من كنز مجده، وسلامه الفائق يكون معكم آمين[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى