هل يزيد تعلم الأطفال للموسيقى من مستوى ذكائهم؟

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,421
النقاط
113
Annotation-2020-08-31-130206.png

تعد الموسيقى من أجمل وأقوى إبداعات البشرية، وقوتها معروفة جيدًا فهي تجعلنا سعداء أو حزينين أو مسترخين أو متحمسين. فالموسيقى عمومًا تملك القدرة على إثارة المشاعر، وكما قال بونو -المغني الرئيسي لفرقة U2- «الموسيقى تملك القدرة على تغير العالم، لقدرتها على تغيير الناس».
ولكن ما مدى صحة ذلك؟
غالبًا ما نفترض أن لتشجيع الطفل على عزف آلة موسيقية ما أو الاستماع إلى نمط معين من الموسيقى أثرًا أكبر من مجرد زيادة ذوقه الموسيقي. وغالبًا ما يظن الآباء والمعلمون على حد سواء أن الموهبة الموسيقية قد تساعد الطفل في مجالات الحياة الأخرى وقد تسهل من تطور المهارات المعرفية.
أكدت دراسات عديدة أن التدريب الموسيقى يعزز مهارات الطفل المعرفية والأكاديمية، وقد اختبرت التجارب السابقة -على سبيل المثال- تأثير الغناء أو عزف البيانو على ذكاء الطفل أو تعلمه، لكن كانت نتائج هذه التجارب متباينة إلى حد ما ولم تتمكن من إعطاء جواب قطعي حول تأثير العزف على آلة موسيقية أو التعامل مع الموسيقى على إحداث فرق في تعليم الطفل حقًا.
نظرًا إلى ما سبق أجرينا مؤخرًا مراجعة للمنشورات العلمية حول استخدام الموسيقى مع الأطفال. وكانت النتائج واضحة وربما مخيبة للآمال فمن غير المرجح أن تقدم الموسيقى أي فوائد للإدراك والتحصيل الأكاديمي.
فوفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Memory & Cognition ليس للتدريب الموسيقى تأثير إيجابي على المهارات المعرفية للأطفال كالذاكرة، والتحصيل الأكاديمي، مثل الرياضيات أو القراءة أو الكتابة.

Music-Makes-Children-Smarter-1050x630-1-1024x614.jpg



فحص الباحثان جيوفاني سالا من جامعة فوجيتا للعلوم الصحية في اليابان وفرناند جوبت من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في المملكة المتحدة الأدلة التجريبية الموجودة فيما يتعلق بتأثير التدريب الموسيقي على المهارات غير الموسيقية لدى الأطفال كالمهارات المعرفية والتحصيل الأكاديمي.
فقد أعادا تحليل بيانات من 54 دراسة سابقة أجريت بين عامي 1986 و2019 شملت 6984 طفلًا، وجدا أن التدريب الموسيقي يبدو غير فعال في تعزيز المهارات المعرفية أو الأكاديمية بصرف النظر عن نوع المهارة -مثل اللفظية وغير اللفظية أو المتعلقة بالسرعة وما إلى ذلك- وعمر الأطفال المشاركين ومدة التدريب على الموسيقى.
عند مقارنة الدراسات الفردية المضمنة، وجد المؤلفان أن الدراسات ذات التصميم الدراسي عالي الجودة مثل تلك التي استخدمت مجموعة مقارنة -مجموعة منفصلة من أطفال لم يتعلموا الموسيقى ولكنهم تعلموا مهارة مختلفة بدلًا من ذلك، مثل الرقص أو الرياضة- لم تُظهر أي تأثير لتعلم الموسيقى على الأداء المعرفي أو الأكاديمي. وظهرت تأثيرات طفيفة في الدراسات التي لم تتضمن مجموعة مقارنة أو التي لم تختر المشاركين عشوائيًا في مجموعات المقارنة (تلك التي تلقت تدريبًا مختلفًا أو لم تتلقى أي تدريب) والمجموعات الخاضعة للتجربة (تلك التي تلقت تدريب موسيقي).
قال المؤلف الرئيسي جيوفاني سالا: «تُظهر دراستنا أن الفكرة الشائعة أن الموسيقى تجعل الأطفال أكثر ذكاءً غير صحيحة، وهذا يعني من الناحية العملية أن تدريس الموسيقى بهدف تعزيز المهارات المعرفية أو الأكاديمية للطفل ربما يكون بلا جدوى. بينما يمكن تدريب الدماغ بطريقة مثل: إذا عزفت الموسيقى ستصبح أفضل في الموسيقى، لا يمكن تعميم هذه الفوائد لتصبح: إذا تعلمت الموسيقى ستصبح أفضل في الرياضيات. إنّ تفاؤل الباحثين بشأن فوائد التدريب الموسيقي لا مبرر لها وربما نشأت من سوء تفسير البيانات التجريبية السابقة».
ولا شك أن الموسيقى -وإن لم تحسن القدرات المعرفية والنتائج التعليمية- ما تزال إحدى الطرق الرئيسية التي يعبر بها البشر عن مشاعرهم وإبداعهم. إنها لغة عالمية يمكن الجميع فهمها والاستمتاع بها، فما يزال لدينا الكثير من الأسباب الوجيهة لتدريس الموسيقى بأنواعها وأداءها والاستماع إليها
 
أعلى