رؤية جميع الأشياء جديدة: بداية السنة الإغناطيّة

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,006
مستوى التفاعل
5,402
النقاط
113
cq5dam.thumbnail.cropped.750.422.jpeg

في بامبلونا، إسبانيا، حيث ولخمسمائة سنة خلت أصيب أغناطيوس دي لويولا في ساقه في معركة وبدأ مسيرته للارتداد، سوف يفتتح الرئيس العام للرهبانيّة اليسوعيّة مبادرات اليوبيل. الأب روتيلي: في أوقات الجائحة، هذه الاحتفالات هي فرصة للحد من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية ولتأسيس حياتنا على القيم الإنسانية الأصيلة من أجل المصالحة والعدالة.

سيفتتح الرئيس العام للرهبانيّة اليسوعيّة الأب أرتورو سوزا السنة الإغناطيّة باحتفال رسمي في العشرين من أيار مايو، في بامبلونا، إسبانيا. يمكن متابعة الحدث على قنوات الكوريا العامة للرهبانيّة اليسوعيّة: jesuits.global/it و ignatius500.org. وفي اليوم عينه، ينظم معهد الروحانيات التابع لجامعة الغريغوريانا الحبرية في روما مؤتمرًا في بث مباشر تحت عنوان "رؤية جميع الأشياء جديدة في المسيح"، والذي ستتبعه عشيّة صلاة في كنيسة "Chiesa del Gesù" في روما.
"من بامبلونا إلى روما، على خطى القديس أغناطيوس" هي مسيرة الشباب المقررة في الثلاثين من أيار مايو في روما: فرصة لتعميق مسيرة ارتداد القديس أغناطيوس دي لويولا بطريقة تجريبية. من بين المبادرات أيضًا هناك صلاة في التاسع والعشرين من حزيران يونيو لتسليم مسيرة إقليم أوروبا والشرق الأوسط للرهبانيّة اليسوعيّة إلى الله في ذكرى اليوم الذي بدأ فيه أغناطيوس في التعافي من خطر الموت عقب إصابة ساقه في المعركة. كذلك وفي الفترة التي تمتدُّ من العشرين وحتى الثلاثين من تموز يوليو، سيُقام مخيم صيفي متنقل للشباب، في جبال شمال ألبانيا. أما في الثاني عشر من آذار مارس عام ٢٠٢٢، في ذكرى إعلان تقديس القديس أغناطيوس والقديس فرنسيس كسفاريوس، فستُقام مسيرة حجٌّ إلى منطقة "La Storta"، في ضواحي روما، وقداس في كنيسة "Chiesa del Gesù" في روما في الحادي والثلاثين من تموز يوليو عام ٢٠٢٢، عيد القديس أغناطيوس بمناسبة اختتام السنة الإغناطية.
بأي روح تم التخطيط للمبادرات العديدة للسنة الإغناطية؟ وبما أن السنة تحل في وقت لا يزال مطبوعًا بالوباء، فما القيمة التي تضيفها هذه الظروف على الاحتفالات؟ يجيب لموقع فاتيكان الأب "Gian Giacomo Rotelli" اليسوعي السكرتير الشخصي للرئيس العام للرهبانيّة اليسوعيّة ويقول إنَّ الرهبانيّة اليسوعيّة قد عزّزت الاحتفال بهذه السنة الإغناطية ٢٠٢١-٢٠٢٢ ليس فقط لنفسها أو للتعريف بروحانيتها، وإنما وبشكل خاص للاحتفال بعمل الله في ذلك العسكري ورجل البلاط الذي كان أغناطيوس دي لويولا، الذي حوله، من خلال جرح خطير في ساقه، دمر كل آفاقه وحمله وهو على وشك الموت، ليكون حاجًا متواضعًا وعظيمًا لمشيئة الله. من ذلك الجرح بدأ يرى جميع الأشياء جديدة. إنَّ تحول أغناطيوس هذا، يدفعنا في زمن الوباء إلى تغيير حياتنا الشخصية وحياة المجتمع الذي نعيش فيه، لكيلا تزداد الفجوة بين القليلين، الذين يملكون الكثير من الثروات، والفقراء، وإنما لكي تتقلَّص. ومن ثمَّ، لكي يؤسِّس كلُّ فرد منا حياته على قيم إنسانية أصيلة من أجل المصالحة والعدالة. وقد أصر أبينا العام كثيرًا على هذا، في تقديم كتابه "في مسيرة مع أغناطيوس" الذي كتبه لهذه المناسبة. لذا فإن "رؤية جميع الأشياء جديدة" يعني أيضًا محاولة جعلها جديدة.
تابع الأب "Gian Giacomo Rotelli" مجيبًا على سؤال حول ما هي الأمور في سيرة حياة القديس أغناطيوس التي يمكنها أن تكون اليوم آنيّة ويجب اكتشافها مجدّدًا، وقال البحث المستمر عن الحقيقة في حياتنا. لقد كان اغناطيوس حاجاً في بحثٍ مستمر، بعدٌ حمله على التخلي عن كل شيء. لقد جعل من نفسه حاجًّا لمشيئة الله من سجون السلطة الكنسيّة في تلك الفترة في اسبانيا الى إيطاليا؛ ومن إيطاليا الى أورشليم مع الرغبة بالاستقرار هناك بشكل دائم، ولكنه طُرِد من هناك من قبل حارس الأرض المقدسة، فانتقل إلى باريس الى مقاعد معهد السوربون وبعدها الى أماكن أخرى في أوروبا وفي النهاية الى روما، حيث وصل الحاج الى هناك في سنة ١٥۳٨ وبقي هناك بشكل دائم لأنه انتُخب رئيسًا عامًّا للرهبانيّة اليسوعيّة الناشئة إلى أن وافته المنية عام ١٥٦٦. وبالتالي يمكنني القول إذا أنه ليس حدثًا معيّنًا في حياته وإنما حياته كلّها بشكل عام التي شكّلت حوارًا متواصلاً مع الرب لكي يفهم مشيئته أو بالأحرى حقيقته ويتمِّمها.
وبالإجابة على سؤال حول الجبهات الأكثر خصوبة للعمل الرسولي للعائلة الإغناطية قال الأب "Gian Giacomo Rotelli" يبدو لي أنّه يكفينا أن تُشكّل جميعها جواباً على ما يطلبه الرب منا اليوم، كذلك أيضا من خلال كنيسته في العديد من الأماكن التي نتواجد فيها ونعمل. من دون قياس درجة الخصوبة. لا أعرف ما إذا كانت أكثر خصوبة عشرات الجامعات (الكنسيّة وغير الكنسيّة) وآلاف المدارس التي نديرها في العالم أو خدمات الرياضات الروحية، أو العمل في أكثر من أربعين بلد لصالح اللاجئين أو النازحين الداخليين في البلدان التي تعاني بسبب الحرب أو خدمة المرافقة الروحيّة الشخصيّة والاعترافات في أكثر من مئة وعشرين دولة. المهم هو أننا نستجيب للمتطلّبات التي تفرضها علينا المناطق التي نعمل فيها. فعلى سبيل المثال توفّي في هذه الفترة العديد من اليسوعيين في الهند حيث نحاول أن نجيب من خلال حضورنا إلى جانب مرضى فيروس الكورونا. لقد كان هدف الرهبانيّة بالنسبة للقديس أغناطيوس مساعدة النفوس أي مساعدة الأشخاص بتواضع لكي ينموا في حقيقتهم أمام الله. وبالتالي أنا مقتنع تماماً أن اليسوعيين يحققون ذلك على جميع الجبهات وهذا ما يهمُّ حقًّا.
 
أعلى