رسالة للبابا فرنسيس في الذكرى المئوية الثامنة لوفاة القديس دومينيك

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,006
مستوى التفاعل
5,402
النقاط
113

إجابة القديس دومينيك على الحاجة الملحة في زمنه إلى وعظ متجدد وقوي بالإنجيل وشهادة مقنعة لدعوته إلى القداسة في شركة حية في الكنيسة، كان هذا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية في الذكرى المئوية الثامنة لوفاة القديس دومينيك.

لمناسبة الذكرى المئوية الثامنة لوفاة القديس دومينيك بعث قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية أكد في بدايتها وحدته مع الرهبان الدومينيكان في الشكر على الخصوبة الروحية للكاريزما والرسالة المميزة للرهبنة التي أسسها القديس دومينيك، والذي يُعرَف أيضا بواعظ النعمة، كما ووجه الأب الأقدس تحياته وأجمل الامنيات لجميع أعضاء الرهبنة. ثم ذكَّر البابا فرنسيس بما كتب في الإرشاد الرسولي "افرحوا وابتهجوا": "كل قديس هو رسالة؛ إنه مشروع للآب لكي يعكس ويجسد، في مرحلة معيّنة من التاريخ، جانبًا من الإنجيل". وتابع أن القديس دومينيك قد أجاب على الحاجة الملحة في زمنه لا فقط إلى وعظ متجدد وقوي بالإنجيل بل وأيضا إلى شهادة مقنعة لدعوته إلى القداسة في شركة حية في الكنيسة. وذكَّر البابا بأن القديس دومينيك أراد العودة إلى فقر وبساطة الجماعة المسيحية الأولى، كما ودفعه حماسه من أجل خلاص النفوس إلى تأسيس مجموعة من الواعظين يمكنهم عبر أمانتهم للكتاب المقدس ونزاهة حياتهم إنارة العقول وتدفئة القلوب بالحقيقة واهبة الحياة للكلمة الإلهية. وشدد الأب الأقدس على أن القديس دومينيك يمكن أن يكون في زمننا، وما يرافقه من تحديات جديدة أمام رسالة الكنيسة المبشِّرة، مصدر إلهام للمعمَّدين جميعا والمدعوين كتلاميذ مرسلين إلى بلوغ كل ضواحي عالمنا حاملين نور الإنجيل ومحبة المسيح الرحومة. وتابع البابا فرنسيس أن دعوة القديس دومينيك الكبيرة كانت الوعظ بإنجيل محبة الله الرحومة بكل حقيقتها المخلِّصة وقوتها الفادية، كما وقد ألهمت شهادة القديس لرحمة المسيح ورغبته في حمل بلسم لمداواة مَن يعيشون فقرا ماديا وروحيا تأسيس الرهبنة الدومينيكانية.
وواصل البابا فرنسيس أن الرسالة الإنجيلية حول كرامتنا كأبناء الله وأعضاء عائلة بشرية واحدة تدعو الكنيسة اليوم إلى تعزيز أواصر الصداقة الاجتماعية وتجاوز البنى الاقتصادية والسياسية غير العادلة، والعمل من أجل تنمية متكاملة لكل فرد ولكل شعب. وشدد الأب الأقدس على أن أتباع المسيح مدعوون إلى التعاون في الجهود من أجل ولادة عالم جديد، نكون فيه جميعا إخوة، وحيث يوجد متسع لكل المستبعَدين من مجتمعاتنا، وحيث يسطع السلام والعدالة. وأعرب البابا عن الرجاء أن تكون الرهبنة الدومينيكانية اليوم أيضا في الصفوف الأولى في إعلان جديد للإنجيل قادر على التحدث إلى قلوب رجال ونساء زمننا، وأن يوقظ لديهم تعطشا إلى مجيء ملكوت المسيح، ملكوت القداسة والعدالة والسلام.
ومن النقاط الهامة الأخرى في رسالة البابا فرنسيس إشارته إلى تشديد القديس دومينيك على أهمية الحياة الجماعية ورغبته في أن ينادى بالأخ دومينيك. وتابع البابا أن مبدأ الأخوّة هذا قد أخذ شكل إدارة مشتركة يشارك فيها الجميع في التمييز واتخاذ القرارات في تماشٍ مع أدوارهم وسلطاتهم. وأضاف أن القديس دومينيك مثل القديس فرنسيس قد أدرك أن إعلان الإنجيل بالكلمة وبالمَثل يعني النمو داخل جماعة كنسية في وحدة أخوية.
وفي ختام رسالته إلى الأب جيرارد فرنسيسكو تيمونير الرئيس العام للرهبنة الدومينيكانية، لمناسبة الذكرى المئوية الثامنة لوفاة القديس دومينيك، أراد البابا فرنسيس شكر الرهبان الدومينيكان على إسهامهم الكبير في إعلان الإنجيل عبر تعمق لاهوتي في أسرار الإيمان. كما وذكَّر بمدارس ومعاهد الرهبنة واهتمامها بالعلوم المقدسة وحضورها في دنيا الثقافة، ما يحفز اللقاء بين الإيمان والمعرفة ويقوي حيوية الإيمان المسيحي ورسالة الكنيسة في جذب العقول والقلوب إلى المسيح.
 
أعلى