البابا فرنسيس يستقبل المدراء الوطنيين للجان الهجرة في مجالس أساقفة أوروبا

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
البابا فرنسيس يستقبل المدراء الوطنيين للجان الهجرة في مجالس أساقفة أوروبا


articles_image120170923015531GSX2.jpg

عشتار تيفي كوم - اذاعة الفاتيكان/
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المدراء الوطنيين للجان الهجرة في مجالس أساقفة أوروبا وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إزاء تدفق المهاجرين الضخم تريد الكنيسة أن تبقى أمينة لرسالتها بأن "تحب يسوع المسيح وتعبده، وتحبّه بشكل خاص في الأشدَّ فقرًا والمتروكين، ومن بينهم المهاجرين واللاجئين بالتأكيد". إنَّ محبّة الكنيسة الوالديّة تجاه إخوتنا وأخواتنا هؤلاء تطلب أن تظهر بشكل ملموس في كل مرحلة من مراحل خبرة الهجرة: في الإنطلاق والسفر، وفي الوصول والعودة؛ فتكون هكذا جميع الوقائع الكنسيّة المحليّة، التي يلتقون بها خلال سفرهم، رائدة لهذه الرسالة الواحدة، كل بحسب إمكانياتها.
تابع الأب الأقدس يقول أيها الإخوة الأخوات الأعزاء لا أخفي قلقي إزاء علامات التعصُّب والتمييز ورُهاب الأجانب (xenophobia) التي نجدها في مناطق عديدة في أوروبا، والتي غالبًا ما يحركها عدم الثقة والخوف من الآخر والمختلف والغريب. ويقلقني أكثر أن ألاحظ أنّه لا يمكن استثناء جماعاتنا الكاثوليكيّة في أوروبا من ردات الفعل هذه للدفاع والرفض والتي يتمُّ تبريرها بحجة "الواجب الأخلاقي" للحفاظ على الهوية الثقافيّة والدينيّة الأصليّة. إنَّ الكنيسة قد انتشرت في جميع القارات بفضل "هجرة" المرسلين المُقتنعين بشموليّة رسالة خلاص يسوع المسيح الموجّهة لرجال ونساء جميع الثقافات.
أضاف الحبر الأعظم يقول من خلال إصغائي المستمر للكنائس الخاصة في أوروبا، لمست انزعاجًا عميقًا إزاء التدفّق الهائل للمهاجرين واللاجئين. ينبغي علينا أن نعترف بهذا الانزعاج ونفهمه في ضوء مرحلة تاريخيّة تطبعها أزمة إقتصاديّة تركت جراحًا عميقة. لكن هذا الانزعاج يشير أيضًا إلى محدوديّة عمليات التوحيد الأوروبيّة والعوائق التي تواجه التطبيق الملموس لشموليّة حقوق الإنسان، والجدران التي تتحطَّمُ عليها الأنسنة الشاملة التي تكوِّن أحد أجمل ثمار الحضارة الأوروبيّة.
تابع البابا فرنسيس يقول من وجهة نظر كنسيّة، يُقدِّم وصول العديد من الإخوة والأخوات في الإيمان فرصة للكنيسة في أوروبا لتحقِّق بشكل كامل هويتها الكاثوليكيّة، العنصر المؤسِّس للكنيسة والذي نعترف به كل يوم أحد في قانون الإيمان. من وجهة نظر إرساليّة، يُشكّل تدفُّق المهاجرين المعاصر "حدودًا" إرساليّة جديدة وفرصة مُميّزة لإعلان يسوع المسيح وإنجيله والشهادة للإيمان المسيحي بشكل ملموس في المحبّة والاحترام العميق للديانات الأخرى.
أضاف الحبر الأعظم يقول في رسالتي لمناسبة اليوم العالميّ للمهاجر واللاجئ للسنة المقبلة سلّطتُ الضوء على كيف ينبغي للإجابة الراعويّة على تحديات الهجرة المعاصرة أن تظهر من خلال أربعة أفعال: الاستقبال والحماية والتعزيز والإدماج. الاستقبال الذي يُترجم في أفعال أخرى كتوسيع الطرق القانونيّة والآمنة للدخول، تقديم هيكليّة أوَّليَّة ملائمة وكريمة وتأمين الحماية للجميع والحصول على الخدمات الأساسيّة، أما الحماية فتقوم على تقديم معلومات أكيدة ومُثبّتة قبل المغادرة، والدفاع عن الحقوق الأساسيّة للمهاجرين واللاجئين بغضِّ النظر عن وضعهم والسهر على الأكثر هشاشة ولاسيما الأطفال. أما التعزيز فيعني جوهريًّا ضمان الشروط من أجل تنمية بشريّة متكاملة للجميع، وأخيرًا الإدماج والذي يُترجم من خلال فتح فسحات لقاء بين الثقافات وتشجيع الغنى المتبادل وتعزيز مسيرات مواطنيّة فعّالة. وفي الرسالة عينها شدّدت أيضًا على أهميّة الإتفاقيات العالميّة التي التزمت الدول بصياغتها واعتمادها قبل نهاية عام 2018.
وختم البابا فرنسيس كلمته للمدراء الوطنيين للجان الهجرة في مجالس أساقفة أوروبا بالقول أدعوكم أيها المدراء الأعزاء كي تتعرّفوا على هذه النقاط وتعزِّزوها في مجالسكم الأسقفيّة. وإذ أجدّد شكري لكم ولالتزامكم الكبير في إطار راعوية الهجرة المعقّدة، أؤكِّد لكم صلاتي وأسألكم ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.
 
أعلى