رسالة إرشاد وتوجيه في الذين يحورن معاني الإنجيل ولا يعترفون بالخطية

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0




ومن يُريد أن تحل عليه الحكمة ويقتنيها ليعلم أنها تأتي على كل من يرغب في التأديب والتهذيب وتقويم نفسه، وغاية التأديب محبة الحكمة والعمل بشرائعها، واعلموا أن من يحبها ويطلبها سهل عليه أن يجدها وينالها وبذلك يحصل على شدة البهاء التي لها، فيسير باستقامة في طريق التقوى بمخافة الله، ويصير ضميره حساس تجاه الوصية حتى أن أدنى مخالفة لها يركض إلى مخدعه ليُصلي لمسيح القيامة والحياة معترفاً كابن صالح يحيا بالتقوى، فيتطهر ويفرح قلبه.
وهو أن اللوغوس وحيد الآب صار مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية (عبرانيين 4: 15). ويجب على كل واحد فينا بصفتنا خليقة عاقلة جاء المخلص لأجلها، أن يفحص حياته ويعرف نفسه مُميزاً بين الخير والشر، لكي ما يتحرر فعلياً بربنا يسوع المسيح الذي يقود كل نفس تطلبه إلى التبني ليصير كل واحد بصفته وشخصه ابناً للآب فيه مملوء من روح القداسة لكي يعاين مجد الله الحي.
التي تعلم أن الخطية خاطئة جداً، أما الذين يدَّعون التقوى ومعرفة وفهم كلمة الله وقد حوروا معانيها لتتناسب مع شهوات نفوسهم ولذات أجسادهم (أو لكي يتصالحوا مع الخطاة والأثمة لأنهم يعجزن تمام العجز عن تقديم العلاج المناسب لهم لكي يشفوا) مُظهرين الخطية على أنها شيء بسيط أو عادي أو أنها مغروسة في طبيعة الإنسان الأصلية، فقد ضلوا عن طريق التقوى وأطفأوا روح الله فيهم، وقد باغتهم روح رديء، روح الشر الذي أغوى الإنسان الأول وعبث في عقل البشرية فاظلم وانطفأ نور الحكمة فيه، فطعن كل واحد نفسه بأوجاع مُميتة لا تنتهي.
أو كل من يحاول أن يستخف بها ويجعلها شيء طبيعي يخص إنسانيتنا، لأن الخطية هي الظلام الذي يحيط بجوهر النفوس العاقلة فيفقدها رشدها فتتخبط في الظلام وتسير نحو الهاوية، لأنه سيظل صوت الرب حي عبر الدهور منادياً: إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ (لوقا 13: 3)
ويتقدم أولاً بالتوبة تاركاً حياته القديمة خلفه موجهاً نظره نحو خالقه، فليعرف مثل هذا، أن مجيء المخلص يكون دينونة له، لأنه بالنسبة للبعض هو رائحة موت لموت، وللبعض الآخر رائحة حياة لحياة (2كورنثوس 2: 16) لأنه حقاً وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم (لوقا 2: 34).
الذي اتى ليفكنا من قيود خطايانا ويشفي نفوسنا من جراحاتها المُميتة، ويرد لنا عقلنا ويعطينا الحكمة النازلة من عند أبي الأنوار، أن لا تهملوا خلاصكم، ولا تقولوا إن لنا الكتب عوناً ومعرفتنا عظيمة، أو تظنوا أنكم صرتم أبراراً مقبولين عند مخلصنا بسبب أبحاثكم الواسعة والمتخصصة أو بسبب خدمتكم أياً كان نوعها، بل ليمزق كل واحد منكم قلبه وليس ثيابه (يوئيل 2: 13)، خوفاً من أن نكون تعبنا باطلاً، ونقود أنفسنا – دون أن ندري – إلى الدينونة.
وصنعه على صورته الخالدة وبذلك صار لهُ جوهره العقلي المستنير، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم وكل الذين من حزبه تذوقوه لأنهم انتموا إليه لأنهم أحبوا لذته الوقتية التي صارت مسرة لشهوات أجسادهم المنحرفة التي لا تعرف طريق الطهارة، ولا مسلك الفضائل الإلهية، وبذلك عاشوا كأشرار محروسين تحت الناموس لهلاك النفس، لأنهم جلبوا على أنفسهم الموت، بأعمالهم وأقوالهم، فكان هو النصيب الذي يستحقونه، ولذلك لا يستطيعون أن يتعرفوا على ابن الله الحي الذي يحرر النفس من خطاياها، لأن لمثل هؤلاء كُتب: في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه (يوحنا 1: 26) فقلت لكم انكم تموتون في خطاياكم لأنكم ان لم تؤمنوا إني أنا هوَّ تموتون في خطاياكم (يوحنا 8: 24)
وحياتهم بين يدي القدير لا يمسها عذاب ويحيون إلى الأبد لأن الرب قال لمثل هؤلاء: بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فترونني إني أنا حي فأنتم ستحيون (يوحنا 14: 19) ولذلك يقول الرسول: وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه (1يوحنا 5: 11) فمن له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة (1يوحنا 5: 12)
الذي فيه سوف تُمتحن أعمال كل واحد، فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيبينه، لأنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو (1كورنثوس 3: 13) وإله السلام يحفظكم جميعاً في روح الحكمة والتقوى آمين
 
أعلى