السيسى وذكائهُ السياسى

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
السيسى وذكائهُ السياسى

9999461384.jpg


د. شادية خليل كاتبة صحفية وإعلامية مصرية


من الجميل أن يشعر القائد والمسئول بمدى المسئولية التى تقع على كاهله وأن يتمتع بقدر من الذكاء والحكمة ويحاول أن يصالح ويجمع جميع القوى السياسية ومنافسيه ومعارضيه تحت مظلة واحدة وهى مظلة مصلحة البلاد "مصر" بغض النظر مما قد يكون قد صدر منهم من هفوات ولم يصدر ما يضر البلاد ولا استقرارها ولا أمنها، ومن الجميل أيضاً أن يُدرك أن مصر لكل المصريين وليس لفئة أو طائفة أو جماعة بعينها ويسعى دائماً لجمع شمل المصريين مرة أخرى يد واحدة كما عاهدنا ذلك فى العصور السابقة.

إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسيد حمدين صباحى منافسه فى الانتخابات الرئاسية لحضوره حفل تنصيبه رئيساً لمصر لموقف يتسم بالحكمة والفطنة والذكاء ويستدعى أن يرفع له القبعة لما يندرج تحت هذه الدعوة من معانى وطنية وإنسانية وهى إننا شعب واحد مصريين ، وأن المنصب يُعتلى فقط من أجل مصلحة البلاد واستقرارها وأمانها وتعديل اقتصادها.

إن دعوة الرئيس السيسى لم تقتصر فقط على السيد حمدين صباحى ؛ ولكنها امتدت لدعوة رؤساء وملوك دول الخليج الصديقة التى دعمت مصر فى وقوفها ضد الإرهاب وهى المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ، ولا ننسى فى ذلك دور الملك عبد الله ملك السعودية ومواقفه الشجاعة والتصدى للدول المعادية التى هاجمت مصر فى فترة ثورة 30 يونية 2013م ، كما وجه سيادته أيضاً الدعوة إلى دولة البحرين والأردن وفلسطين؛ ولا ينسى فى ذلك دول أفريقيا وهى أثيوبيا وغينيا ونيجيريا وأوغندا وتنزانيا وشمال وجنوب السودان وجنوب أفريقيا وهذا يدل على مدى شعوره بأهمية توثيق علاقات مصر للعودة لدورها الريادى على المستوى الأفريقى.

إن توجيه الدعوة لدول الاتحاد الأوربى ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا وحضورهم حفل التنصيب لإشارة واضحة وصريحة من الجميع أن ما حدث فى مصر إرادة شعبية وتحقق ما أراده الشعب من استقرار وأمن ، وأمله فى مستقبل مشرق.

إن استبعاد مؤسسة الرئاسة لدعوة تركيا وقطر فى حفل تنصيب الرئيس السيسى رئيساً للجمهورية فهذا بسبب مواقفهم المُعادية وتحريضهم على العنف والإرهاب فى مصر ، وبسبب تطاولهم واستهانتهم وعدم احترامهم لإرادة الشعب المصرى ، فمصر فى ذلك لاتنسى من يقف بجانبها وقت شدتها واحتياجها ، ولا تنسى أيضاً من يقف ضدها ويحاربها ويحاول أن يفسد ويعبث فى مقدراتها ومصائرها.

فالتحية كل التحية للزعماء والقادة العرب ومواقفهم المشرفة وذكائهم السياسى الذى لن ينساه التاريخ وسيسطرها لهم بحروف من نور ، مواقف تُدرس ويتدارس بها العالم كله فى فن الاتحاد بين الدول.



 
أعلى