ميراثنا الثقيل وثورة جيل جديد

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]هناك مقولة تستحق التفكير العميق بنظرة جادة وفحص صادق وهي تقول:​
[FONT=&quot][يظل البشر عائشين وأشباح جدودهم حية في أجسادهم – للكاتب أمين الغريب]​
[/FONT]
[FONT=&quot]أن نظرة سريعة للتاريخ تُرينا أن العبودية بالجسد للأخرين قامت عليها ثورة قوية استمرت سنوات طويلة وفي النهاية انتصرت وانتهى عصر العبيد الشكلي، لندخل في عصرٍ آخر من العبودية أشد خطورة وأعنف وأقوى من سابقتها، لأن العبودية لم تنتهي بعد، لأنها تضرب بجذورها في أعماق كيان الإنسان، لتطرح خوف من الخروج عن مسار التقاليد التي أكل عليها الدهر وشرب، لأن ليس من السهل أبداً خلع الثوب البالي العتيق بكونه ميراث الأجيال.​
[/FONT]
[FONT=&quot]فمن هو هذا الذي يجرؤ على أن يتعرى من الثوب المهترئ الأثري العتيق الذي توارثه، لأن التقليد والأعراف القديمة تجعل​
[/FONT]
· [FONT=&quot]الوالد يقول للابن: أنت ولد عاق لأنك لا تفعل مثلي ولا تتبع خطواتي​
· [FONT=&quot]ويقول الكاهن أو الشيخ: أنت كافر أن كنت لا تتبع تفسيري وتصلي صلاتي[/FONT]​
· [FONT=&quot]ويقول الناس: أنت مجرم أن لم تتبع شرائع تقاليدنا العائلية الموروثة وتنتهج أعرافنا العريقة.[/FONT]​
[/FONT]
[FONT=&quot]وحينما يتساءل أحد: لماذا أسير على خُطاكم وأُشابه أحوالكم وأتغير إليكم لأكون مثلكم؟​
[/FONT]
[FONT=&quot]يجاوبون إجابة ساذجة تُدعم سلطتهم وتعمق استعبادهم لتقليدهم المهترئ:​
[/FONT]
[FONT=&quot]لأن جميع الناس يفعلون هذا! جدك وجد جدك عاشوا هذه الحياة الكريمة ونحن نسلمك أرث العائلة لتحيا حياتنا وتعيش مثلنا لكي تكون ابننا ولا يضيع أرث عائلتك.​
[/FONT]
[FONT=&quot]ومن منطلق هذا الحال البائس، نجد في الأعماق جرح غائر منه تخرج صرخة حزن مدوية بأنين صامت، أنين وجع داخلي، تهز الكيان كله، ولا تجرؤ على أن تخرج من الشفتين للعلن، حتى دمعة العين تُحتبس لا يراها أو يشعرها أحد آخر، وينطق القلب للقلب ليقول:​
[/FONT]
[FONT=&quot]لكن الأجداد والآباء وأنتم عشتم في تعب ومشقة تعساء وأنا أُريد أن أجد سعادتي وراحتي واختار طريقي كما أشاء.
[/FONT]
[FONT=&quot]لكن للأسف نير الميراث ثقيل موضوع بغباوة على الأكتاف التي لا تقوى على حمله، فكل من يحاول أن يطرحه عنه يجد الويلات والوعيد، فكلنا منذ الصغر محملين بأثقال متنوعة كثيرة ومكبلين بقيود من حديد تُزاد كلما نمينا وكبرنا، حتى أننا تقمصنا أرواحاً غير أرواحنا، وعشنا حياة غير حياتنا، واعتنقنا أفكاراً أرقت مضاجعنا وخنقتنا، وكم أردنا أن نصرخ أننا تائهين لا نجد أرواحنا الحقيقية، تلك التي تاهت وسط الزحام وضلت وسط الأطلال، أين الطريق! أين الطريــــــــــق!​
[/FONT]
[FONT=&quot] حقاً أن لم يسعى الإنسان لراحة قلبه بما يستعيض عنها أو ما الذي سيربحه من هذه الحياة كلها!!! وأن عاش ليحقق رغبات وأحلام عائلته أو مجتمعه.. الخ، فمن أين له أن يعرف نفسه أو يجدها، وأن كان يحيا ويعيش حياة غيره، فأين حياته هوَّ، وما الذي حققه لذاته، أين هو في الوجود، ومتى يعيش حياته ويكون حراً لا شكلاً إنما مضموناً!​
[/FONT]
[FONT=&quot]يزعمون إننا ولدنا أحراراً، فيصفعنا الدهر ضاحكاً مستهزئاً بظننا لنستيقظ وننتبه فجأة لنجدهم يمسكون الرسن (طوق الرقبة) في يديهم، يحكمونا ويوجهونا ويقتادونا لطريق واحد وحيد لا مشورة فيه ولا خيار، ربما يتركوا لنا مجال ضيق من الحرية في أن نتكلم قليلاً، ونعبر عن ضيقنا أحياناً، لكن الويل كل الويل أن فكرنا أن نخرج عن المسار التقليدي العائلي المرسوم لئلا نستحق الطرد ولهم أن يتخلوا عنا ويطرحونا للموت، لأننا أثمنا وكسرنا قيود الأعراف والمجتمع، وتخلينا عن أرواح الآباء، وأقلقنا أرواحهم في جسدنا، فطردناهم لنصير نحن كما شئنا، وبذلك نصير مجرمين لأننا اغتلنا أحلامهم، وأضعنا ميراثهم.​
[/FONT]
[FONT=&quot]لكننا اليوم أمام جيل جديد، لا يقبل القيود، لكنه انطلق ليبحث عن[FONT=&quot] الحرية​
جدياً، فهو يسير مثل الطوفان، أن أعقناه سيجرفنا بقوته، فأن لم نستيقظ من غفلتنا ونأخذ حذرنا سنُداس، لأنه علينا اليوم أن نفسح المجال ونطرح عنا الفكر الساذج القديم، ونخلع عنا العباءة المهترئة أمام جيل بدأ تتفتح مداركه ويبحث عن ذاته لينطلق في المسيرة ليحيا حياته حسب اختياره لا اختيار غيره، وغير مستعد أن يتعوق أو تتعطل مسيرته، فأن لم نعي أننا دخلنا في أزمنة جديدة تختلف تماماً عن كل ما سبقها، وظللنا نتعامل بعقلية القرن الماضي أو بالقرون الماضية عموماً، سنُداس من هذا الجيل ولن يبقى منا حتى ذكرى صالحه نافعه لأحد فيه، لأننا نحن المسئولين عن تمرد جيل كامل، ولهم كل الحق فعلاً، لأننا نتعامل معهم على أساس أنهم اقل ذكاء، ضعفاء، ليس لديهم قوة لا على التفكير ولا القيادة، مع أن في الواقع نحن الذين صرنا ضعفاء ليس لنا القوة ولا القدرة أن نقود هذا الجيل، لأننا جهلناه وهمشناه، ونصبنا أنفسنا رؤوساً له، مع أن تفكرينا عتيق لا يتناسب معهم، فبعضهم تجرأ وتمرد علناً لأنه لم يحتمل كل تلك القيود التي كبلناهم بها.[/FONT]​
[/FONT]
[FONT=&quot]الطوفان سيزداد عنفواناً، وهو قادم لا محاله، قادم من جيل جديد منفتح، لا يقبل التهاون في حقه، ولا يتساهل في الطاعة بدون قناعة حقيقية بقبول حقائق يعيها ويدركها ويراها بنفسه أنها في صالحه، فمتى نتعلم أن نحترم هذا الجيل ونقدر جديته وسعيه الجاد في أن يجد نفسه ويحقق ذاته، ومتى نتعلم ألا نسخر ونستهزئ ونظن أننا أفضل مع إن العكس هو الصحيح.​
[/FONT]
[FONT=&quot]أيها الشاب والشابة، أيها الجيل الجديد،
أطرح عنك وانفض كل ما هو قديم وغير قانع به، أخرج من القيود وحطمها تحطيماً، لا تعطي عقلك لغير نفسك، ولا تكن مرائياً لكي ترضي غيرك، بل أبحث عن ذاتك واعرف طريقك، واختار ما يتوافق مع قناعتك أنت وحدك، لأن الله حينما خلق الإنسان أراده إن يكون حراً، لأنه يُشرق شمسه على الأخيار والأشرار، وترك كل واحد أن يختار طريقه، بل ترك أيضاً المجدف عليه والذي لا يحبه أو يطلبه، لكننا كبشر فعلنا الموبقات فقد قتلنا وعذبنا وطردنا وحرمنا كل من لم يتفق معنا ولا مع إيماننا، وكل هذه البشاعة ارتكبناها تحت الاسم الحسن، باسم الله الذي ينبغي أن يكون فرح النفس وبهجتها، لكننا صنعنا إله غريب وجسدناه في صورة شر بغيض وارتكبنا باسم التقوى ما لم يصنعه أشر الأشرار، والذي نرفضهم ونقول أنهم كفرة ملحدين...​
[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"
ليس أفضل من هذا شرح لطبيعة مجتمعنا الفكريه..

ونحن أو غيرنا كأجيال فعلا لم نجد محبه حقيقيه توجهنا بحب ..

لكن العنف والتسلط فعلا بقه ثمة مجتمعنا..ودا اللي أخذ الشباب لأحلامهم وحياتهم رورحهم الخاصه الخفيه..

متشكر لحضرتك جدا..الموضوع رائع .. وكلام حضرتك قوي حقيقي..ربنا يعوضك.
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ربنا يخليك يا محبوب الله والقديسين
انا فقط عبرت عما يدور في ذهن شباب كتير كنت قريب منهم
ولو اني لم اكتب الكلام كله باستفاضة بل حذفت جزئية صغيرة لأنها لن تعجب الكثيرين
ففضلت ان يكون الموضوع مختصر ومركز بهذا الشكل
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
بصراحة الموضوع ليس سهل لأن الشاب سيكون تحت تأثير هذا الفكر الذي يوجي بأنه إن لم يتبع الأجيال السابقة فهو ضال وعاق ويسير في طريق خاطئ. عندما يكون الفكر هذا مردد على كل لسان يبدأ الشاب بالشك بنفسه وان كانت رغباته مستحقة ام لا.
برأيي الحق الكتابي الذي يجب على الشاب ان يحصن نفسه به خير معين لكيفية التصرف في هذه المواقف وضد هذه الأفكار، لانه سيكون من السهل فرز الفكر الضال والتمسك بالفكر السليم النافع المنتج.

الرب يعطينا فكر وفهم وقوة ان نخلق التغيير الإيجابي في حياتنا وحياة عوائلنا وأصدقائنا وبلداننا.
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
بصراحة الموضوع ليس سهل لأن الشاب سيكون تحت تأثير هذا الفكر الذي يوجي بأنه إن لم يتبع الأجيال السابقة فهو ضال وعاق ويسير في طريق خاطئ. عندما يكون الفكر هذا مردد على كل لسان يبدأ الشاب بالشك بنفسه وان كانت رغباته مستحقة ام لا.
برأيي الحق الكتابي الذي يجب على الشاب ان يحصن نفسه به خير معين لكيفية التصرف في هذه المواقف وضد هذه الأفكار، لانه سيكون من السهل فرز الفكر الضال والتمسك بالفكر السليم النافع المنتج.

الرب يعطينا فكر وفهم وقوة ان نخلق التغيير الإيجابي في حياتنا وحياة عوائلنا وأصدقائنا وبلداننا.

كلامك حقيقي صادق وسليم 100%، لأن الموضوع مش سهل إطلاقاً، لا على الجيل السابق ولا الحالي، لأن الحالي مكبل فعلاً ومقيد وكتير منه شاكك في نفسه لأنه يسبح ضد التيار وحده، ولو ان فيه شباب كتير في داخلهم ثورة شديدة، عند اول احتكاك يصرخوا ويضجوا بشكل ملحوظ قوي، آمين ربنا قادر أن يعين الكل ويفتح مدارك الجميع ويحرر الكل من كل قيد وضع في يده وعرقل مسيرته، حتى يعي إنسانيته ويختار طريقه بكل وعي وعن قناعة ليسير حراً ويختار ماشاء ليحيا حياة تخصه وحده.. لنصلي بعضنا لأجل بعض؛ النعمة معك
 

بايبل333

حن يارحمــــــن
إنضم
27 سبتمبر 2010
المشاركات
7,650
مستوى التفاعل
582
النقاط
113
الإقامة
+تكفيك نعمتي+
موضوع قيم رائع ممتاز ولكن ليس صعب بل مستحيل الظروف المادية هى العائق الوحيد للتغيير اردت اكون خادم فى الكنيسة تمنيتها ولكن الظروف المادية أقوى تمنيت اكون لاعب كرة ولكن لا يصلح فى مصر تمنيت أن أقابل فتاة وأقول لها أننى أتمنى أن تكونى تكميلتى ولكن اعرف أنه ليس بوسعى الزواج حالياً الظروف المادية هى الشىء الوحيد الدى يمنع الثورة على التقاليد والاعراف الرجعية
أبى قال لى :أنت تعيش فى نعمة ورافة انت بتكنولوجيا عصرية وتلفزيون الخ الخ نحن كنا نستمع الى الراديو فقط
وقلت متى تزوجت .؟
فقال وانا فى 19 سنة
قلت له اننى اسير على 26 ولا افكر فى الزواج حاليا
فما منفعة التكنولوجيا اداً.؟
لقد تدمرنا وأتكسرت شوكتنا ولا نستطيع أننا نعيش
عندما تسمع عن سعر الطماطم او الفاكهة التى كادت ان تمحو من داكرتى فيصبني عقلى بالجنون والصدمة لا أجد فى المستقبل ثورة بل هى ستكون مجاعة فى جميع الاشياء فى الواسطة والمحسوبية وال وال


الحل هو المسيح يدخل ويستنير قلوبنا فيمحو كل خبث وفكر ونجاسة فيشعر الانسان بغمرة من السعادة ويتحول الى كائن صلب
 

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"
موضوع قيم رائع ممتاز ولكن ليس صعب بل مستحيل الظروف المادية هى العائق الوحيد للتغيير اردت اكون خادم فى الكنيسة تمنيتها ولكن الظروف المادية أقوى تمنيت اكون لاعب كرة ولكن لا يصلح فى مصر تمنيت أن أقابل فتاة وأقول لها أننى أتمنى أن تكونى تكميلتى ولكن اعرف أنه ليس بوسعى الزواج حالياً الظروف المادية هى الشىء الوحيد الدى يمنع الثورة على التقاليد والاعراف الرجعية
أبى قال لى :أنت تعيش فى نعمة ورافة انت بتكنولوجيا عصرية وتلفزيون الخ الخ نحن كنا نستمع الى الراديو فقط
وقلت متى تزوجت .؟
فقال وانا فى 19 سنة
قلت له اننى اسير على 26 ولا افكر فى الزواج حاليا
فما منفعة التكنولوجيا اداً.؟
لقد تدمرنا وأتكسرت شوكتنا ولا نستطيع أننا نعيش
عندما تسمع عن سعر الطماطم او الفاكهة التى كادت ان تمحو من داكرتى فيصبني عقلى بالجنون والصدمة لا أجد فى المستقبل ثورة بل هى ستكون مجاعة فى جميع الاشياء فى الواسطة والمحسوبية وال وال


الحل هو المسيح يدخل ويستنير قلوبنا فيمحو كل خبث وفكر ونجاسة فيشعر الانسان بغمرة من السعادة ويتحول الى كائن صلب

كلام مؤلم ..لكن ليس كثيرون من الشباب مثلك وجدوا طريق ليعرفوا سر النصرة وسط تلك الحياه ليتشبثوا به..كثيرون صلوا وفقدوا..كثيرون ضحايا..لكن لاستنارة عقلك حسب المشيئه لتختبر هذا
فهو ما جعلك تعرف بيقين أنه باطل كل شيء فئ تلك الحيياه وأبن المرأة مولود وكل أيامه مشقه..
جيل الشباب الحالي هو الذي سيعيش المعصرة..الأجيال القدامه فهي كما كنا نحن.. أطفال..
وهدا الوقت الذي نتمني العوده ليه للهرب من أسر تلك الأيام الموحشه..
لكن من مثلك فبهذه التجارب يعدون..ربما لشيء أفضل من لاعب كرة قدم.
لكنك ستعطي محبتك لكرة القدم مع أطفال يلعبون فئ الشارع..مع صغير فئ حديقه .
حينها ستختبر كثيرا من المشاعر..
أحب إن أقول إن الماده لا تقف أما خطة الله فئ حياتك للخدمه.
بل حينما تشارك مجموعة يلعبون الكره بدقائق محبه عفويه فأنت أعطيتهم سلام وود
واجتماعيه وانسانيه وقرب وكل شيء ..

الأيام أكيد شريرة وستذداد شر..نحن من اختبرنا الكسر..يجب قدر الإمكان إن نكون مع الأجيال القادمه حتي قبل كسرهم ليس بعده فقط لنعطيهم سر تلك الحياه فئ أنه ليس سلام لكي نتمسك به فئ العالم..بل ومهما ارتحنا ماديا..فلربما نضل في النهاية ونخدع بتلك التجربه..الراحه الماديه وعدم الاحتياج..

وشكر لمداخلتك وكل سنه وحضرتك طيب ..
 
أعلى