يهوه ملك اسرائيل

الحقيقة والحق

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
29 مايو 2009
المشاركات
1,503
مستوى التفاعل
39
النقاط
48
في العهد القديم ملك اسرائيل هو الرب يهوه :

1 صم 12: 12 ولما رايتم ناحاش ملك بني عمون اتيا عليكم قلتم لي لا بل يملك علينا ملك.والرب الهكم ملككم.

اش 43: 15انا الرب قدوسكم خالق اسرائيل ملككم.

مز 149: 2ليفرح اسرائيل بخالقه.ليبتهج بنو صهيون بملكهم

وفي الانجيل نقرأ في بشارة الملاك للعذراء عن المسيح :

"ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 32، 33)

فالمسيح هو ملك اسرائيل بمعناها اللاهوتي .

في انجيل متى نقرا :

مت 2: 2قائلين: «اين هو المولود ملك اليهود؟ فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له».

فهل المجوس يغرفون لقب ملك اسرائيل بمعناها اللاهوتي بان المولود هو يهوه ملك اسرائيل ؟!

ونقرأ ايضا :

مت 27: 42«خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها». ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به!

هل تم استخدام لقب ملك اليهود للمسيح هنا ايضا بمعناها اللاهوتي انه يهوه الملك كونه التحدى بانه لو كان ملك اسرائيل فلينزل عن الصليب ؟!

ما حيرني هو ما ورد في انجيل يوحنا :

يو 19: 15فصرخوا: «خذه! خذه! اصلبه!» قال لهم بيلاطس: «ااصلب ملككم؟» اجاب رؤساء الكهنة:«ليس لنا ملك الا قيصر!».

هنا لا يفهم من كلامهم ان المسيح ملك اسرائيل بمعناها اللاهوتي لانهم قالوا ليس لنا ملك الا قيصر ويفهم منها انه ملك ارضي !

ام انهم يعلمون انه ملك بمعناها اللاهوتي وكذبوا امام قيصر ليتم محاكمتة على اساس انه سياخذ الحكم منه خصوصا ان قيصر لا يعلم المعنى اللاهوتي للقب ؟!

وماذا عن الجند الرومان :

لو 23 : 36 والجند ايضا استهزاوا به وهم ياتون ويقدمون له خلا 37 قائلين: «ان كنت انت ملك اليهود فخلص نفسك».

فلو كان ملكا ارضيا فكيف لملك ان يخلص نفسه عن الصليب لولا ان المفهوم منها هو يهوه الملك ؟!

ولكن من اين للجند الرومان ان يعرفون المعنى اللاهوتي لملك اسرائيل ؟
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,068
مستوى التفاعل
1,038
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

سلام ونعمة، أهلا أستاذنا الحبيب. :)

الملوكية ـ في مجموع الآيات التي ذكرتها ـ لها ثلاث معان وليس معنيان اثنان فقط كما ظننت:

المعنى الأول هو المعنى الثيوقراطي (أو ما تسميه أنت اللاهوتي): وفيه "يهوه" هو إله "إسرائيل" وملكه، ربه وحاكمه. هذا المعنى "القومي" للإله قديم جدا، منذ عهد القبائل، حين كانت كل قبيلة تحارب تحت لواء إله معين وكانت هزيمة القبيلة تعني بالتالي هزيمة إلهها نفسه. كانت القبيلة المنهزمة تترك من ثم إلهها "الضعيف" وتتحول كلها إلى عبادة الإله الآخر، إله القبيلة التي انتصرت، لأنه الأقوى! مر اليهود كغيرهم بهذه المرحلة في تاريخهم المبكر، وكان "يهوه" بالتالي هو إله إسرائيل وملكهم أيضا بهذا المعني القومي المحدود، والذي يختلط فيه السياسي بالديني كما نرى دون حدود واضحة.

(فقط مع ظهور النبي الثائر "عاموس" تحديدا بدأ أخيرا مفهوم الإله العالمي في الظهور بوضوح، الإله الحاكم المهيمن فوق كل القبائل والشعوب والأمم. ثم مع النبي العاشق "هوشع" أيضا، في نفس الفترة تقريبا، حدث تطور آخر مهم: هو الانتقال من مفهوم الإله "الحاكم" القوي إلى مفهوم الإله "الراعي" المُحب. هذا المفهوم من ثم حديث نسبيا، بدأ في مملكة الشمال مع هوشع ثم انتقل إلى الجنوب حيث أخذ دَفعة جديدة على يد العذب الجميل "إرميا" الذي تأثر به كثيرا فقام بإبرازه وتأكيده، حتى بلغ هذا الاتجاه تمامه أخيرا في العهد الجديد مع السيد المسيح ذاته. لهذا كنا نؤكد في موضوع آخر ـ الله والعنف ـ أن العهد القديم ليس وحدة واحدة ثابتة وإنما تاريخ طويل رائع من التفاعل والتطور، تغير خلاله حتى "مفهوم الإله" نفسه وارتقى تدريجيا تبعا لتطور الوعي البشري وتبعا لاستعداد الإنسان في كل مرحلة على فهمه أو إدراكه سبحانه).


المعنى الثاني للملوكية هو المعنى السياسي، أو الأرضي، كما نعرفه حاليا، وفي ذلك السياق والتاريخ المشار إليه كان الملك الحاكم بهذا المعنى السياسي هو لا شك قيصر. طيباريوس قيصر.

أما المعنى الثالث للملوكية فهو المعنى المسياني، نسبة إلى المسيا، وهو ما فاتك هنا وبالتالي اختلطت الأوراق وظهر هذا السؤال. جميع الآيات التي تخص ملوكية المسيح في رسالتك تشير بالأحرى إلى المسيا وليس إلى يهوه كما اعتقدت. فمن هو المسيا؟

المسيا ـ باختصار ـ هو رجاء اليهود وبطلهم المنتظر، هكذا على الأقل كان الحال في ذلك العصر. آنذاك ـ بناء على تفسيرهم للنبوءات ـ تخيل اليهود هذا المسيا ملكا أرضيا بقوة سمائية، يأتي ليخلصهم من عبودية الأمم (الرومان)، ليبيد جميع أعدائهم على الأرض، وليملك على إسرائيل إلى الأبد.

عندما ظهر المسيح إذاً تفجر السؤال: هل يسوع هو المسيا (المسيح)؟ هل يسوع هو المنتظر؟

كل النبوءات تشير إليه، مع ذلك فهو يخالف تصوّرهم وخيالهم، فهو لم يأتِ ملكا أرضيا بل سماويا، لم يأتِ ليملك على إسرائيل ولكن على كل الأمم ومن بينها إسرائيل، كما أنه لم يأتِ ليبيد أعداء اليهود وإنما أعداء الإنسان ـ الخطيئة والموت ـ وليزرع الحب، غاية الغايات وبرهان التحرر الحقيقي، في قلوب البشر!


كانت هذه بالتالي هي محنة يسوع الحقيقية، خاصة أثناء محاكمته. هل ينكر أنه المسيح (المسيا) وبذلك ينفي أساس وجوده ويحرق ثمار عمله وخدمته وإرساليته كلها، أم بالعكس يقر بأنه المسيح ولكن يقع بذلك ـ حسب فهم اليهود ـ في توصيف "الملك المحارب"! كان أصعب المواقف من ثم حين سأله رئيس الكهنة مباشرة عن الأمر، إذ كان السؤال في الحقيقة فخا لا يمكن الخلاص منه سيان أجاب يسوع بالإثبات أو بالنفي:
فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلا: «أما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟» أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا وقال له: «أأنت المسيح ابن المبارك؟»
الهدف إذا كان إدانة يسوع على "أساس سياسي"، بصفته عدوا لقيصر! إذا أقر يسوع أنه المسيح حقا، والمسيح "ملك اليهود" بالمعنى السياسي، فحتى بيلاطس نفسه في هذه الحالة لا يملك من الأمر شيئا. سوف يضطر بيلاطس إلى صلبه شاء أم أبى!

القصة معروفة على أي حال، ولكن كانت هذه هي الخلفية وراء الآيات التي تسأل عنها. المجوس مثلا ـ في عبارة «اين هو المولود ملك اليهود؟» ـ كانوا يقصدون المسيا، لا يهوه، بل نرجّح أيضا أنهم كانوا يقصدونه بالمعنى المسيحي الرحب لا اليهودي المحدود. أما عبارة «ليس لنا ملك إلا قيصر!»: هذه كانت صيحات الغوغاء والعبيد، بتحريض الشيوخ ورؤساء الكهنة، فقط لإحكام المؤامرة وإثبات التهمة ضد المسيح. ولقد وصل هؤلاء في الحقيقة إلى درجة تهديد حتى بيلاطس نفسه ضمنا ـ بالوشاية عند قيصر ـ عندما وجدوه يميل إلى تبرئة المسيح فقالوا له: «إن أطلقتَ هذا فلستَ محبا لقيصر»! وهكذا.


 
أعلى