سلسلة باباوات الاسكندرية منذ مارمرقص الرسول

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
كيرلس الرابع (1854–1861)

new_pa355.jpg


أهتمام البابا كيرلس الرابع بتعليم اللغة القبطية والألحان الكنسية

وكان إهتمام البابا أبى افصلاح عامة هو دراسة اللغات عامة لنقل الفكر والحضارة من مختلف انحاء العالم إلى مصر ولكن كان مركز عنايته هو تعليم ونشر اللغة القبطية التى كانت تعتبر لغة ميتة فى عصره , فقام بتعيين الأستاذ عريان جرجس مفتاح مدرساً لها وكان يجيد معرفتها , وقد قام هو أيضا بزيادة معرفته لهذه اللغة التى كان يقرأها ويعرف حروفها نتيجه للممارسته الصلوات والقراءات الكنسية التى تقتضى قراءة بعض الأصحاحات والقطع باللغة القبطة - وكانوا يتعلمون المفردات والجمل ومعانى الألحان كما كانوا يتعلمون قواعدها اللغوية والنحوية أسوه بباقى اللغات التى كانوا يدرسونها فى المدارس القبطية فى ذلك الوقت .
وأدت دراسة اللغة القبطية بهذا الأسلوب الحديث إلى فتح المجال لأستكمال الأبحاث التاريخية لفترات العصور الفرعونية ظلت مجهولة تماماً لنا , لأن اللغة القبطية ما هى إلا تطور كتابة لغة القدماء المصريين التى بدأ آباؤنا تسجيلها كتابياً بالصور الهيرلوغليفية , فأصبح أبناؤهم يكتبونها بالحروف اليونانية التى تحتوى على 24 حرف فقط فى حين تحتوى اللغة المصرية القبطية على أكثر من ذلك فأضافوا الحروف السبعة الأخيره من الحروف الديموطيقة المصرية القديمة ولهذا لا تجد هذه الحروف فى اللغة اليونانية .
وقام البابا كيرلس الرابع بإختيار القمص تكلا ( أحد كهنة الكنيسة المرقسية بالأزبكية) ليعلم الألحان والمردات الكنسية لتلاميذ المدرسة القبطية حتى يكون أنغامها أثناء الصلوات متناسقة جذابه وغير متنافرة , ورأى البابا أن يرسم الذين تعلموا الألحان شمامسة ويجعل لهم زياً خاصاً , فكان إبتكاره سبباً فى تشجيع الأهالى وأصرار الأطفال وفرحتهم وأهاليهم بيوم الرسامة , وأدى إلى مواظبة اهالى الشمامسة الأطفال للكنيسة يفتخرون ويستمتعون ويستمعون إلى أبنائهم وهم يترنمون بألحان الكنيسة الشجية .
شراؤه مطبعة


وقد عرفت مصر إختراع المطبعة عندما أتت الحملة الفرنسية بمطبعة معها ثم أستوردت الحكومة مطبعه وقام بشراءها محمد على باشا وكانت الأولى التى يمتلكها مصريين ثم المطبعة الثانية التى فكر فى شرائها البابا كيرلس الرابع .
فقام البابا كيرلس الرابع الخواجا (1) رفلة عبيد الرومى الأرثوذكسى بشرائها وفى الفترة ما بين تكليفه ووصول المطبعة نجح فى إستصدار الأمر من محمد سعيد باشا بقبول أربع شبان من القبط الأذكياء فى المطبعة الأميرية لتدريبهم على العمل حتى يكونوا على إستعداد لتشغيل المطبعة الجديدة , وكان هناك معاملات ما بين البطريركية وقلم المطبوعات الأميرية لتجهيز الحروف وطبع الكتب , وما زالت بالمكتبة الباباوية بالقاهرة أربعة خطابات تبين هذه المعاملات :-
1 - ناظر قلم الروضة والمطبوعات رفعتلو بك
الماية وأثنين وأربعون رطل حروف المبينين أعلاة البالغ مقدارهم بالأقة إحدى وخمسين وربع لازمين لأشغال الكتب الجارى طبعها بمطبعة الحروف بالمدارس وحيث أن ألمر كما ذكر نؤمل تدارك تلك الأصناف من محل وجودهم أفندم.
رئيس مطبعة الحروف - موسى شرف (ختم)
2 - عموم مكاتب أهلية وكيلى عزتلو أفندم حضرتلى
الأصناف الموضحة يمينية لزومها ضرورى للمطبعة ومقتضى ألان تداركها فنؤمل صدور المر بما يقتضى أفندم
ناظر مطبوعات وروضة - على فهمى (ختم) 27 الحجة سنة 1292 هـ
3 - جناب ناظر بطريركخانة الأقباط الأرثوذكس .
كتعهد جنابكم يلزم أن توردوا بمطبعة المدارس الخمسون أقة رصاص السابق التحرير لجنابكم بتوريدها مع الواحد وخمسون أقه وكسور الواردين فى إفادة حضرة ناظرها هذه الرقيمة 27 الحجــة سنة 1292 هـ وبموجب سند الإستلام تصير المحاسبة وفقا للأصــول الجارية .
ناظر معارف وأوقاف م - 29 الحجة سنة 1292 هـ
4 - ولدنا الخواجا رزق جرجس
إطلاع حضرتكم على شرح سعادة ناظر المعارف والأوقاف باطنه 26 الحجة سنة 1292 نكره 43 سايرة كاف وبمعرفة جنابكم يجرى المقتضى لما هو لازم ودمتم .
بطريرك الأقباط (2)
أمر باباوى بأستقبال المطبعة إستقبالاً دينياً
وحدث أن وصلت الباخرة الحاملة للمطبعة إلى ميناء الإسكندرية , وكان البابا كيرلس الرابع فى دير الأنبا أنطونيوس , فأرسل وطلب من وكيل البطريركية استقبال تلك المطبعة عام 1860م استقبالاً حافلاً، فيلبس الكهنة والشمامسة الملابس الكهنوتية التى يرتدونها وقت تأدية الشعائر المقدسة ويسيرون أمامها وهم يترنمون والألحان الكنسية (3) وكان البابا يضع آمالاً كباراً على نشر الكلمة الإلهية عن طريق الكتب التى ستطبعها هذة المطبعة .
ولم يعجب بعض الأقباط إحتفاله بالألحان الكنسية للمطبعة الحديدية وأعتقدوا أنه ابتدع فلما عاد من الدير أعربوا له عن رأيهم هذا , فأجابهم على الفور : لو كنت فى الأسكندرية لرقصت امامها كما رقص داوود قديماً أمام تابوت العهد " وعندما لم يقتنعوا تماماً لأن داود رقص أمام تابوت العهد أما هذه فمطبعة من الحديد وقد علّق البابا على هذه المطبعة وعلى استقبالها بقوله: "لست أُكرِّم آلة من الحديد ولكني أُكرِّم المعرفة التي ستنتشر بواسطتها " فإعتذروا له عما بدر منهم .
أنتاج المطبعة فى خدمة الكنيسة
ومن أول الكتب التي طبعتها هذه المطبعة "القطمارس الدوار" و "خطب ومواعظ أولاد العسال"

ثم بعد ذلك "جريدة الوطن".

وصلت المطبعة التى كان يريد البابا كيرلس الرابع أن يرقص أمامها إلا فى أواخر حياته ولم يكتب له القدر أن يرى إنتاجها ليفرح بأنتشار كلمة الرب بها
وبعد أستشهاد البابا كيرلس الرابع ظلت معطلة حتى أواخر خلفه ديمتريوس الثانى , وحدث أن أن طلبا أثنين من تجار الخشب هما أخوان رزق بك لوريا وأخوه أبراهيم جرجس لوريا (4) إستعارة المطبعة فيما يعود بالنفع على الأقباط والكنيسة فنقلاها من المقر الباباوى إلى بيت كان وقفاً لدير الأنبا أنطونى , ولما بدأ فى تشغيلها وجدا أن الحروف غير كافية للعمل , فكلفا حفاراً ماهراً أسمه موسى محمد ليصنع لهما قاعدة للحروف , فصنع قاعدتين : الكبيرة لطبع الكتب الكنسية والصغيرة لطبع الكتب الأخرى .
وعندما شب حريق فى تجارة الأخشاب التى هى حرفتهما الأساسية , تخصصا فى تشغيل المطبعة وتركا تجارة الأخشاب , وأول شئ طبعوه هو " القطمارس" (أى فصول العهد الجديد التى تقرأ وتتلى فى الكنائس مرتبه حسب أيام السنة ) ثم طبعا خطب أولاد العسال ومواعظهم .
ثم طرأت على خاطر رزق بك فكرة هى من غير شك من وحى الروح القدس - وهى أصدار جريدة أسبوعيه , فذهب هو وأخوه إلى ميخائيل عبد السيد (5) وأتفقا على تأسيس جريده أسموها جريدة الوطن (6), وقاموا بأنتخاب لجنة لإدارة الجريدة برئاسة ميخائيل كرئيس تحرير يعاونه جرجس أفندى ميلاد ناظر المدرسة الإنجليزية سابقاً , ويسى بك عبد الشهيد الذى كان قاضياً فى المحاكم الأهلية ومعهما تادرس بك إبراهيم الذى كان قاضياً أيضاً .
أما إبراهيم لوريا فقد أختص بالإدارة وأخوه رزق أختص بمباشرة طبع الجريدة مع الكتب الدينية الأخرى .
ونجحت الجريدة وأنتشرت وزاد توزيع نسخها , وأخذت الكتب فى الإنتشار فرأى رزق بك وأخوه إبراهيم وجوب إنشاء مكتبة لبيع الكتب وترويجها بسهولة بدلاً من ذهاب المشترين إلى المطبعة وتعطيل العاملين فيها
وفى سنة 1875 نقلت المطبعة من مكانها إلى بيت وقف آخر فى شارع كلوت بك .
وفى سنة 1883 م أصبح يطلق عليها أسم " مطبعة الوطن القديمة "
وأسس الأخوان لوريا المكتبة على هيئة شركة تتكون منهما ومعهما ميلاد جرجس وميخائيل عبد السيد وحنا خير ويسى عبد الشهيد , وقد أستمرت المكتبة مفتوحة حتى تنيح أبراهيم لوريا , وأطلق على المكتبة أسم " كتبخانة الوطن" ومن الكتب التى طبعت وبيعت : كتاب روضة الفريد وسلوة الوحيد لإبن كليل - الخولاجى وما يتبعه من كتب مثل : خدمة الشماس - والإكليل والمعمودية - كتاب الصحيح فى آلام المسيح للعلامة بطرس السدمنتى - القول الصريح فى تثليث الأقانيم وتجسد المسيح - تفسير رسالة رومية لأبن كاتب قيصر - الإجبية - مزيل الغم لإليان مطران نصيبين , وفيات الأعيان لأبن خلكان - كتاب الأحكام السلطانية - حسن المحاضرة - الذريعة فى أصول الشريعة - قوانين الدواوين - مطالع البدور (7) وغيرها من الكتب العلمية والطبية .
وبالإضافة إلى الكتب العربية فقد ابدى رزق واخوه إبراهيم عناية خاصة بالحروف القبطية وإستحضار وصناعة القوالب وماكينات لصبها وأصبح للأقباط كتب مطبوعه باللغة القبطية فى العصر الحديث
حقاً لقد حققا ألأخوين لوريا حلم البابا كيرلس الرابع الذى أراده لشعبه القبطى وساهما فى نشر الثقافة الدينية القبطية والمسيحية .
وبعد أن تنيح الأخوان وكان لأبراهيم لوريا ولدان هما حبيب وتادرس أستلما العمل فى المطبعة وظلا فى جهاد مستميت حتى 21 أكتوبر سنة 1903 م حينما تولى أرمانيوس بك حنا مراقب البطريركية فأمر بإعادة المطبعة وحينما تسلمها باعها على أنها حديد خردة بجنيهات قليلة وفكان من الحمق أن يقوم بهذا العمل وأنطبق عليه قول الرب : " ما دخلتم ومنعتم الداخلون " ولكن الرب يسوع لا ينسى تعب المحبة .
إهتمامه بالمكتبة البطريركية
ولكي تكتمل الصورة الثقافية التي تبنّاها البابا كيرلس الرابع كان هدفه الأول نشر العلم عن طريق التعليم والكتب والوعظ والإرشاد أى بكل طريق ممكنة . دار للكتب أراد أن يقيم مكتبة أو دارًا للكتب خاصة، وأن سلفه البابا بطرس الجاولي كان يعشق الدراسة، فيقضي أوقاتًا طويلة بين الكتب، وقد جمع كثير من المخطوطات. وأصدر أمره بجرد كل الكتب التى كانت موجوده بها آنذاك وإصلاح التالف منها ووضع كل صنف منها مع ما يضاهيه وإلصاق ورقة عليها أسم الكتاب وأسم كاتبه على كعب كل كتاب وقد تحدث القمص عبد المسيح المسعودي عن اهتمام البابا كيرلس بالمكتبة . وأن البابا كان يود أن يخصص موظفين للمكتبة لخدمة الجمهور. وقد طالب القمص عبد المسيح السعودي وهو يُعد قائمة بالكتب أن يرد الذين استعاروا كتبًا إلى المكتبة. وقد طالب بعدم إعارة المخطوطات بالمرة إلا بإذن من البابا نفسه مع دفع تأمين كبير. كما طالب بعمل معرض للمخطوطات النادرة القديمة... ثم أختار غرفة داخل القاعة الكبرى بالقلاية الباباوية (المقر الباباوى) ووضع بها دواليب من الخشب مرتكنة إلى جهتها القبلية والبحرية فرتب 21 دولاباً على هذا النحو (8) وكان يريد إكثار الكتب فيها لوجود جيل جديد يريد الإطلاع والبحث والدراسة .

البابا كيرلس الرابع أنشأ ديوان لتنظيم أمور الكنيسة
ديوان لإدارة البطريركية من ناحية تنظيم أمور الكنيسة فلأول مرة نسمع عن أمر إنشاء سجلات لحصر أوقاف الكنيسة والعمل على تنظيمها وضبطها والاهتمام بالكهنة وأُسرهم وإيرادات الكنائس وضبطها. فقد أنشأ ديوانًا لإدارة البطريركية، ووضع له قواعد دقيقة حتى لا يتصرف نظار الأوقاف بغير نظام. وقد قسّم الإدارة إلى قسمين:-

القسم الأول : يختص بالإشراف على الأوقاف ومحاسبة النظار وتقديم حسابات الإيرادات والمصروفات وعين لرئاستها إبراهيم أفندى خليل .

والقسم الثانى : يختص بالأعمال الدينية والشرعية يقوم بمباشرته أحد القسوس ورئاسة مطران مصر.

وأمر بإنشاء سجلات لحصر جميع الأوقاف يكون مسجل بها بيانات من واقع الحجج الموجودة

كان هو المشرف على العمل هذه الدواوين .



إلغـــــــــاء الجزيــــــة فى عهد سعيد باشا

ولا يفوتنا أن نذكر أنه في عصر حِبْريّة هذا البابا العظيم صرّح الخديوي سعيد للقبط بدخول الجيش وتطبيق الخدمة العسكرية عليهم أسوة بالمسلمين، وذلك اعتبارًا من أول يناير سنة 1856م بعد إلغاء الجزية المفروضة على الذميين في ديسمبر سنة 1855م.

وتقول المؤرخة ألإنجليزية مسز بتشر : " لأن الجيوش الإسلامية فى مصر كثيراً ما كانت تساق لتعذيب الأقباط العزل الغير مسلحين أكثر مما كانت تساق فى حرب علنية ضد عدو إعتيادى ولكن لما أصدر سعيد باشا أمره إلى كل المصريين بدون تمييز فى الدين يجندوا فى الجيش , لإغستغل المسلمون هذا القانون آله لإضطهاد المسيحيين فقبضوا فى أسيوط على كل الذكور فى أغلب بيوت الأقباط وساقوهم ليجندوا فى الجيش , ولم يتركوا ولا واحداً منهم لإعالة النساء والأطفال , ولما أنتظم الأقباط فى سلك العسكرية (فى الجيش) أتخذ المسلمون منهم خطة عمومية لإضطهادهم وتعذيبهم ليجبروهم على تغيير دينهم , ولم يكن لهم رجاء ولا مجال للترقى فى وظائف الجيش فى جميع فرقه العسكرية كما هم فاقدين أيضاً ترقيتهم فى الجيش المصرى هذه الأيام (10) لذلك فإن القانون الذى أصدره سعيد باشا جاء ضربة هائلة للأقباط وسبب تعاسة وشقاء لهم - حتى إلتزم بطريركهم كيرلس الرابع الملقب ( أبى الإصلاح القبطى ) رفع تظلمات شعبه إلى ألإنجليز (11) فأجبر سعيد باشا برفع المظالم عن الأقباط ليس بواسطة حكومة إنجلترا بل بتأثير بعض رجال الإنجليز الذين كان يخشاهم ويخشى باسهم ويحافظ على عدم تكديرهم وبذلك ألتزم سعيد باشا بغعفاء القباط من الخدمة العسكرية , ولكنه لم يترك ما فعله البطريرك هبأ( يذهب بدون عقاب) للبطريرك بل كتم غيظه منه وأتخذ الوسائط اللازمة لسمه بأمر الحكومة ومات البطريرك المسكين مسموماً نظير جهاده فى سبيل راحة شعبه .. وبعد موته صارت الحكومة تطرد مئات الأقباط الموظفين من مصالحها "
رحلــــــــــــة البابا كيرلس الرابع لأثيـــــــــــــــــوبيا

لتوضيح صورة الموقف السياسى الذى كان السبب فى سفره لأثيوبيا نعرف القارئ أن حدود السلطة السياسية فى مصر كانت أثيوبيا لأن السودان كانت تابعة لمصر فى هذا الوقت , وحدث نزاع بين الأثيوبيين والجيش المصرى على الحدود فرأى سعيد باشا أن يوفد الأنبا كيرلس الرابع ليتفاهم مع النجاشى .

وكانت العلاقات بين الكنيسة القبطية غير مرضية منذ عده سنين مضت حيث بدأت مشكلة دير السلطان فى القدس بين الأحباش والمصريين حيث قتلوا المطران السابق للأنبا سلامة فى ذلك الوقت , ومن ناحية أخرى كان إمبراطور اثيوبيا تيودور الثانى (1855 - 1868 م) ديكتاتوراً حاد المزاج عنيف الطبع ويبغض المصريين جداً , وعلاقته مع الأنبا سلامة مطران أثيوبيا القبطى متوترة للغاية لدرجة أنه حدد أقامة الأنبا سلامة لمدة ثلاث سنين .

كما أن الإرساليات الإنجليزية بدأت فى العمل فى أثيوبيا وبدأوا ببث الفرقة بين الكنيسة الأثيوبية والشعب الأثيوبى والحكم الأثيوبى ضد المصريين حكومة وكنيسة .
سافر إلى أثيوبيا في آخر مسرى سنة 1572ش (1856م) لحل مشكلة الحدود بين مصر والحبشة موفدًا من قبل سعيد باشا. ، وكان سفره مفاجئة لأولاده إذ لم يعلموا به إلا عند سفره , وجهز له سعيد باشا سفينه أقلته بصحبه اثنان من الأتراك من قبل الحكومة فانتهز فرصة تواجدهما معه وتمكن من إجادة اللغة التركية في رحلته الطويلة التى يعتقد انه درسها من قبل .

وكان لجوء سعيد باشا إلى البابا كيرلس الرابع من أجل إحلال الصداقة بين الحكومتين المصرية والحبشية محل العداء , وتجنباً لنشوب حرب بينهما أمراً طبيعياً يتمشى تماماً مع السياسة التقليدية التى جرت عليها الحكومات المصرية من قبل كما يتوافق مع الدور الذى لعبته الكنيسة القبطية وما زالت تؤديه بين أبنائها المختلفين (12)
وحدث عند سماع إمبراطور أثيوبيا ثيؤودور بوصول البابا القبطى إلى أثيوبيا خرج لأستقباله فى موكب حافل من على بعد مسيرة ثلاثة ايام من العاصمة الأثيوبية ثم دخل به إلى مملكته فى هذا الموكب الكبير , وقام البابا فور وصوله بمفاتحة الأمبراطور فى المهمة التى جاء ليتممها وهى إيقاف إعتداء الأثيوبيين على الأملاك المصرية وتحديد الخط الفاصل للحدود بصفة نهائية , وكان لوجوده مع النجاشي في أثيوبيا أثره الكبير في إحلال الصداقة محل العداء , فابدى الإمبراطور موافقته والإستعداد بالإستجابه لمطالب البابا القبطى الذى وجدها معقوله , وحرر مشروع الإتفاق بالصلح لتوقيعه , وزاد على ذلك بطلب صناع مصريين لصنع الأسلحة لجيشة (13) .
وكان السياسيين الإنجليز فى ذلك الوقت يريدون فصل الكنيسة القبطية عن الأثيوبية كما كانوا يخشون رغبته في اتحاد الكنائس الأرثوذكسية، واتهموه أنه يود أن تكون تحت حماية روسيا. كما قيل أنه أراد الاتحاد مع الكنيسة الأسقفية الإنجليزية كما أنهم لم ينسوا محاولاته المستميته لأصلاح العلاقة بين الكنيستين أيام البابا بطرس الجاولى وإمتصاص غضب الأثيوبيين بعد أوغرت الإرساليات الإنجليزية صدرهم بالهرطقة . فأوعز الإنجليز إلى سعيد باشا أن يذهب وهو يرأس جيشاً إلى الخرطوم إستعداداً للحرب لأن البابا القبطى قد ينضم إلى النجاشى فى مطالبه لأن النجاشى أبن من ابناءه .
وفى ذات الوقت قال الإنجليز لثيؤدور أمبراطور أثيوبيا أن البابا إنما جاء ليشغل الأثيوبيين عن الحرب والأستعداد للقتال ويهئ الفرصة لسعيد باشا لأن يحتل أراضى من أثيوبيا ويتوغل فى داخل حدود أثيوبيا .
وما أن سمع كلام الوشاة الإنجليز حتى سمع بوصول الجيش المصرى بقيادة سعيد باشا غلى الخرطوم فـاكد من صدق الوشاية وظن أن البابا يتلاعب به فقبض على البابا القبطى وأودعه فى سجن منفرد وأبعد عنه مرافقيه , وبلغ الغضب منه أنه كان يريد قتل البابا لولا تدخل الملكة ورجال القصر وطالبوه بالتريّث والتحقق من الأمر.
وقالت الملكة لللأمبراطور : " أنتظر حتى تتأكذ من صحة هذا الكلام , فالجل مسجون وهو تحت أمرك ويمكنك قتله فى أى وقت , أما إن قتلته وثبت كذب هذه الأقوال فلن تستطيع إعادته إلى الحياة " فوافقها مستشارين المملكة ووافق ثيؤودور على التريث والتمهل وتمكنت الملكة على أن تحصل من زوجها على أذن للبابا القبطى بالكتابة لحل هذه المشكلة , فأرسل رساله إلى سعيد باشا يبلغه بأن رسالته كادت تنجح لولا تحرك جيوشه وطالبه برجوع الجيش لأنه نجح فى وساطته (14)

ولمحبة الرب للبابا أن سعيد باشا أذعن لحكمة البابا القبطى وعاد بجيشة إلى القاهرة , وما أن سمع الأمبراطور برجوع الجيش إلى القاهرة حتى أدرك الأمبراطور ثيؤودور فداحة الخطأ الذى فعله فى أبوه البابا القبطى بسجنه وهو برئ فذهب الأمبراطور حافى حاسر الرأس حافى القدمين أمام كبار وعامة شعبه ثم سقط عند قدمى البابا القبطى يفبلهما ويطلب الصفح على أفعاله معه , وفى الحال قبل البابا رأس الملك النادم , ثم أحضروا ورقه سجل فيها أفمبراطور عهده بالحدود التى حددها أبو الإصلاح ووقع النجاشي على المعاهدة وسلّمها للبابا الذي استأذنه بالعودة، فقدم له وللباشا هدايا كثيرة، وطلب منه البركة , ثم ارسل النجاشى معه ماهنه الخاص ووزيراً من وزراؤه ليحملا الوثيقة إليه عند عوتهما يعد أن يوقع عليها سعيد باشا .

وعاد البابا كيرلس الرابع إلى القاهرة في يوم السبت 7 أمشير 1574ش بعد غيابه سنة ونصف تقريبًا، وجاء معه كاهن النجاشي الخاص ووزير أثيوبي حاملاً نص الاتفاق للتوقيع عليه رسميًا .

وأمتلأت قلوب الأقباط فرحاً بعودة باباهم فقاموا بإحتفالات يصعب وصفها حيث سار موكب من الكهنة والشمامسة بملابسهم الكهنوتية رافعين الصليب جهاراً يتبعهم كبار القباط ورؤسائهم ثم عامة الشعب القبطى بين التهليل والزغاريد التى رجت المكان

ورفع الصليب في المواكب في الشوارع امتعض المسلمون ، ووجد الواشون فرحة الشعب القبطى برجوع باباهم إليهم سليما بعد أن كان مسجونا فى سجون أثيوبيا سبباً للتنكيل بالبابا والإيقاع به ،

وأنضم الأنجليز إلى المسلمين فى إثارة سعيد باشا ضد رفع الصليب أمام حفل استقبال البابا عند عودته من أثيوبيا حيث أعتبروا رجوع البابا سليماً وفشل أسلوب الوقيعة وخطتهم هزيمه لهم . فإستدعاه الباشا وسأله عن سبب رفع لاصليب فى الشوارع .. فأجابه بأن الأذن برفعه فى ألماكن العامة كان قد صدر من محمد على الباشا منذ حادثة قتل المسلمين لـ سيدهم بشاى على أن البابا فهم من مقابلة سعيد باشا أنه قد تغير من نحوه , ورفض الوالي مقابلة البابا بعد ذلك بالرغم من تردد البابا مرارًا على قصره أملاً فى أن يزيل ما وضعه الواشيين فى صدره .

ومما زاد الطين بله أن بعض الأقباط الحمقى زعموا : أنه بعد أن أبرم معاهدة بين حكومتى مصر والحبشة - يمكن أن يكون الأحباش قوة تساند القبط , وبالفعل أشاعوا هذا القول ووصل زعمهم إلى البابا كيرلس الرابع فجمعهم وقال لهم : " يجب أن تدركوا أن إعتماد المسيحى يجب أن يكون على الرب وحده فالأحباش يريدون منفعتهم وكلما ينتفعون يطمعون فى المزيد " وحكى لأبنائه كل ما ألحقوا به من إهانات , وقص عليهم أيضاً محاولاتهم فى الإستيلاء على دير السلطان .


البابا كيرلس الرابع يصدر قانوناً بتحديد سن زواج البنت بـ 14 سنة
كان البابا كيرلس الرابع هو أول من سنَّ قانونًا يحدد سن زواج البنت، إذ قرر عدم تزويجها أقل من 14 سنة، في ذاك العصر الذي كانت فيه الفتاة تتزوج في الحادية عشر من عمرها، وبهذا سبق البابا كيرلس الرابع عصرة وسبق أيضاً القوانين المدنية والتشريع المدني بمائة عام .

وأنشأ مجلسًا لحل المشكلات الأسرية الذى يعتبر هو نواة المجلس الإكليريكي الآن .

كما أنه كنسيًا اشترط اعتراف العروسان اعترافًا صريحًا وشخصيًا أمام الكاهن بالرضا والموافقة على الزواج قبل إتمامه،

كما أنه اشترط أن تكون هناك فترة فرصة قبل الزواج يدرس فيها الطرفان بعضهما البعض ، فإن اتفقا يُعقَد الزواج وعقد الأملاك فيما يعرف الان بفترة خطوبة .

لاحظ سعيد باشا أيضًا أن البابا أعاد استخدام التقويم القبطي في المراسلات، وكان الخديوي سعيد قد أبطل استخدامه في المكاتبات الرسمية واستبدله بالتقويم الميلادي الغربي تقربًا للأجانب منذ أول يناير سنة 1856م. طالت أيام عزلته
حكم بأمر السلطان العثمانى عبد الحميد فى تثبيت ملكية دير السلطان للأقباط الأرثوذكس :

أعمال أخرى في عصره نجح مطران القدس الأنبا باسيليوس في الحصول على حكم تثبيت ملكية القبط لدير السلطان في القدس بأمر السلطان عبد الحميد .

بابــــــــــا الأقباط يعترف بخطأه ويطلب من ابنه ان يسامحه
لم يعرف الأقباط شيئاً أسمه عصمة إنسان ما عدا الرب يسوع له المجد وعلى هذا فإن الآباء الكهنة والمطارنه والاباء البطاركة ليسوا معصومين من الخطأ وأنهم بشر .. لأنهم ليسوا أقل من رسل وتلاميذ المسيح الذين أخطأوا ايضاً , وقد كان البطاركة يعترفون بخطأهم جهاراً دون تردد ودون زعم أو تبرير للخطأ الذين وقعوا فيه .
وحدث أنه بالنسبة إلى المدارس فقد أطمأن علي حسن إدارتها وتقدمها فى التعليم بعد عودته من اثيوبيا وكان قد عين المعلم برسوم واصف عليها فى غيابه , ولكن وشى الواشون بالمعلم برسوم واصف لديه وأحس هذا ألرخن العظيم أن باباه غاضب عليه , فترك الكنيسة القبطية وذهب ليصلى فى كنيسة الأرمن بإزاء هذا الغضب , ولاحظ البابا كيرلس الرابع غياب أبنه .. فكتب فى الحال له هذه الكلمات فى خطاب : " ... تحريت عن الموضوع فوجدت نفسى مخطئاً ومغشوشاً فأرجوا مسامحتى لأننى لم أكن معصوماً عن الخطأ إذ لم أخرج عن كونى بشرياً .. الحقير كيرلس " .. ولما لم يستجيب من خطابه الأول عاد فكتب له مرة ثانية وقال له : " ... وإن كان الأوفق حضوركم عندنا بوقت معلوم لنتكلم شفاهياً عن إرادتكم وطلبكم ولا يكن عندكم فكرة من قبلنا وما تغير قلبنا والكلام المذكور ما قلناه أبداً , وإن كنا قلنا شئ فهو ليس مغايراً للطبيعة بل نحن وأنتم بشر وأنا لواحد خاطئ وربنا يرحمنا جميعاً .. الحقير بولس (15) "
وبهذه الروح سار أبائنا القديسين .. روح التواضع والحب والتواضع , فلا شك أنه عندما صالح البابا أبنه معترفاً بخطئه صالحه فى الرب يسوع مصدر وينبوع الحب الإلهى .
أأنــــا صنم جئتم لتسجدوا له
وكان البابا يرفض أن يسجد له أحداً حيث كانت عادة ذلك الزمان التى أخذت من المسلمين الذين يسجدون لصاحب السلطان فكان يقول لهم : " هل أنا صنم جئتم لتسجدوا له ؟ "
وكثيراً ما كان وقت التبخير أثناء الشعائر الدينية وتقدم إليه كاهن به كان يتمسك بأن يقوم بهذه الخدمه بنفسه قائلاً : " الغرض من تقدم الكاهن بالبخور إليه هو رجاء صامت بأن يطلب (البابا( إلى الرب أن يقبل البخور (الصلاة) من الكاهن الخديم , وأن البخور الذى هو صلوات القديسين حينما يمر الكاهن به امام الأيقونات إنما هو لنفس الغرض , وفى الوقت عينه يمر به وسط الشعب مبخراً إياة لهدفين : الأول رجاء إلى الله بأن تشمل صلوات القديسين الشعب المجتمع بالكنيسة , والثانى أن يرفع هؤلاء المصلون إبتهالاتهم لتمتزج بصلوات القديسين فتتألف من ضراعات الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة وحدة مترابطة من التقرب لإله السماء (16)
إعادة العمل بالتاريخ القبطى
قام سعيد باشا بإلغاء التقويم القبطى الذى ظل مستعملاً منذ عهود سحيقة فى القدم وأستعمل بدلاً منه التقويم الغربى مجاملة لأصدقائة الإنجليز والفرنسيين , وقد ظل هذا التقويم مرتبطاً بالزراعة حتى يومنا هذا ولكن أعاد البابا كيرلس الرابع إستعمال هذا التقويم فى التعامل الدينى بينه وبين الحكومة كما كان يستعمل فى المدارس القبطية التى أنشأها وصدر قاره بإعادة إستعمال التقويم القبطى من أول أبيب سنة 1571 ش (17)
تجديــــــد الكنيسة المرقسية الكبرى

إن جميع الإصلاحات التى قام بها البابا كيرلس الرابع تعد إنجازات كبيره يلهث الإنسان فى متابعتها فقد كان يعتبر من المخططين العظماء ومديراً أدار دفه الكنيسة فى إتجاه حضارى فكان يسارع الزمن فى الحقبة القصيرة التى قضاها فى رئاسته للكنيسة سبع سنوات فقط منها أكثر من سنة ونصف فى رحلته إلى أثيوبياً التى كلفه لها حاكم مصر للصلح بين مصر واثيوبيا وكان آخر مشروعاته هو تجديد الكنيسة المرقسية الكبرى . التى كانت استمرت مقرًا له، وكان يوم الخميس 29 برمودة سنة 1575 ش هو الموعد الذى حدده وضع حجر أساس لبناء جديد بعد هدم مبناها القديم الملحق ودعا رؤساء الكنائس وكبار رجال الدولة للحفل البابا كيرلس يعتبره المؤرخين أنه زهرة ظهرت وأبهرت الجميع من جمالها وعطرها ولكنها ذبلت وماتت ولكن أعطت قوة فى أصل الكنيسة .

الكنيسة الرومانية تحاول ضم الكنيسة القبطية إليها
وحدث ذات صباح أنه عندما كان البابا كيرلس الرابع فى حوش الكنيسة المرقسية يرقب البنائين عند بناء الكنيسة المرقسية الكبرى ويحثهم على سرعة العمل ويخدمهم , وإذا بمندوب البابا الرومانى يدخل ومعه يوحنا مسرة (المترجم ألأول بالقنصلية الإنجليزية بمصر) بدون سابق ميعاد , فإستقبلهم البابا القبطى بحفاوة وأمر بإحضار المرطبات ثم القهوة لضيفيه وفهم البابا القبطى أنهم يحاولون ضم الكنيسه القبطية الوطنيه إلى روما وقبل ان يتفوه الزائر بكلمة سأله يوحنا مسرة المترجم ليبدأ الحديث فى الموضوع بعد ذلك : " ماذا تفعل ؟ " أجابه : " أنت ترى أننى منشغل بإقامة كنيسة جديدة بدلاً من القديمة , وقد نفذ المال الذى معى , فأشار على بعض أحبائى أن احذو حذو بابا رومية فأبيع صكوك الغفران وبذلك أحصل على مبالغ طائلة أستكمل بها بناء الكنيسة , ولكننى آثرت أن ابحث عن آية فى الإنجيل تبرر هذا العمل قبل أن أقدم عليه , فما دمتم قد جئتم الآن يمكننى الإستعانة بكما بدلً من إضاعة الوقت فى البحث عن ألاية المطلوبة"
وقام يوحنا مسرة بترجمة كلام البابا القبطى إلى مبعوث بابا روما إلى ان وصل للجملة الأخيره فحار فى أمره وسكت , وبالتالى لم يجرؤ على مكاشفة البابا كيرلس الرابع عن سبب الزيارة وأنصرف الإثنان لساعتهما
باب الكنيسة أعلى من المقرر
كان عصر سعيد باشا يتسم بالتسامح فى بناء الكنائس وترميم ما تهدم منها كما أن البابا كيرلس كانت له علاقة قوية بمختلف حكام الأقاليم أتى إلى البابا يوماً القمص يوسف موسى كاهن كنيسة ميت غمر يشكو أنه قام بتجديد باب الكنيسة فاصدر المسلمين من أولى الأمر أستصدروا فتوى شرعية أن باب كنيسته أعلى من المقرر أى كبر طوله فهدموه , فأوعز إليه البابا كيرلس الرابع أن يلحق به عند ذو الفقار باشا , وقعلاً , فإنه بعد أن إستقر البابا عند الباشا حتى ظهر القسيس , فسأله قائلاً : " ما الذى جاء بك إلى هنا ؟ " أجابه : " الحق أنى جئت أشكو من تعدى الحكومة لى لأن الحكومة تريدنى أن أجعل الباب قصيراً منخفض بحيث لا يمكن للرجل ان يمر بدون أن ينحنى " فقال له البطريرك : " عليك الطاعة ما دمت محكوماً وليس لك ملك يدافع عنك " وما كاد ذو الفقار باشا يسمع هذا القول حتى قام لفوره وقابل سعيد باشا وروى له ما سمع ثم قال : " لا يليق أن نسمع بمثل هذه الأمور فى أيام عدلك " وأصدر سعيد باشا ببناء الباب ثانية على حساب الحكومة .
ولما رأى أهالى دقادوس أن جهة كنيستهم فى جهة غير مناسبة فنقلوا باب كنيستهم من الجهة القبلية إلى الجهة الغربية وجعلوه مرتفعاً إلى درجة لم تسمح لهم من قبل .
وقام أيضاً أهالى طنطا والمحمودية ببناء طنائس فى مدينتهما وكانوا محرومين من بناء الكنائس على مدى سنين طويلة , وفى أيامه ألغيت القيود التى تعطل بناء الكنائس وترميمها .
ويعتبر أن حكام مصر فى ذلك الوقت غير مصريين ويرى كثيراً من المؤرخين أنه كان هناك عدل فى حكم الغير مصرى للأقباط , وظلم فى حكم المصريين الذين أجدادهم كانوا أقباط وأسلموا بظلم الإسلام وخافوا من الموت بسيفه
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
كيرلس الرابع (1854–1861)

new_pa355.jpg


أهتمام البابا كيرلس الرابع بتعليم اللغة القبطية والألحان الكنسية

وكان إهتمام البابا أبى افصلاح عامة هو دراسة اللغات عامة لنقل الفكر والحضارة من مختلف انحاء العالم إلى مصر ولكن كان مركز عنايته هو تعليم ونشر اللغة القبطية التى كانت تعتبر لغة ميتة فى عصره , فقام بتعيين الأستاذ عريان جرجس مفتاح مدرساً لها وكان يجيد معرفتها , وقد قام هو أيضا بزيادة معرفته لهذه اللغة التى كان يقرأها ويعرف حروفها نتيجه للممارسته الصلوات والقراءات الكنسية التى تقتضى قراءة بعض الأصحاحات والقطع باللغة القبطة - وكانوا يتعلمون المفردات والجمل ومعانى الألحان كما كانوا يتعلمون قواعدها اللغوية والنحوية أسوه بباقى اللغات التى كانوا يدرسونها فى المدارس القبطية فى ذلك الوقت .
وأدت دراسة اللغة القبطية بهذا الأسلوب الحديث إلى فتح المجال لأستكمال الأبحاث التاريخية لفترات العصور الفرعونية ظلت مجهولة تماماً لنا , لأن اللغة القبطية ما هى إلا تطور كتابة لغة القدماء المصريين التى بدأ آباؤنا تسجيلها كتابياً بالصور الهيرلوغليفية , فأصبح أبناؤهم يكتبونها بالحروف اليونانية التى تحتوى على 24 حرف فقط فى حين تحتوى اللغة المصرية القبطية على أكثر من ذلك فأضافوا الحروف السبعة الأخيره من الحروف الديموطيقة المصرية القديمة ولهذا لا تجد هذه الحروف فى اللغة اليونانية .
وقام البابا كيرلس الرابع بإختيار القمص تكلا ( أحد كهنة الكنيسة المرقسية بالأزبكية) ليعلم الألحان والمردات الكنسية لتلاميذ المدرسة القبطية حتى يكون أنغامها أثناء الصلوات متناسقة جذابه وغير متنافرة , ورأى البابا أن يرسم الذين تعلموا الألحان شمامسة ويجعل لهم زياً خاصاً , فكان إبتكاره سبباً فى تشجيع الأهالى وأصرار الأطفال وفرحتهم وأهاليهم بيوم الرسامة , وأدى إلى مواظبة اهالى الشمامسة الأطفال للكنيسة يفتخرون ويستمتعون ويستمعون إلى أبنائهم وهم يترنمون بألحان الكنيسة الشجية .
شراؤه مطبعة


وقد عرفت مصر إختراع المطبعة عندما أتت الحملة الفرنسية بمطبعة معها ثم أستوردت الحكومة مطبعه وقام بشراءها محمد على باشا وكانت الأولى التى يمتلكها مصريين ثم المطبعة الثانية التى فكر فى شرائها البابا كيرلس الرابع .
فقام البابا كيرلس الرابع الخواجا (1) رفلة عبيد الرومى الأرثوذكسى بشرائها وفى الفترة ما بين تكليفه ووصول المطبعة نجح فى إستصدار الأمر من محمد سعيد باشا بقبول أربع شبان من القبط الأذكياء فى المطبعة الأميرية لتدريبهم على العمل حتى يكونوا على إستعداد لتشغيل المطبعة الجديدة , وكان هناك معاملات ما بين البطريركية وقلم المطبوعات الأميرية لتجهيز الحروف وطبع الكتب , وما زالت بالمكتبة الباباوية بالقاهرة أربعة خطابات تبين هذه المعاملات :-
1 - ناظر قلم الروضة والمطبوعات رفعتلو بك
الماية وأثنين وأربعون رطل حروف المبينين أعلاة البالغ مقدارهم بالأقة إحدى وخمسين وربع لازمين لأشغال الكتب الجارى طبعها بمطبعة الحروف بالمدارس وحيث أن ألمر كما ذكر نؤمل تدارك تلك الأصناف من محل وجودهم أفندم.
رئيس مطبعة الحروف - موسى شرف (ختم)
2 - عموم مكاتب أهلية وكيلى عزتلو أفندم حضرتلى
الأصناف الموضحة يمينية لزومها ضرورى للمطبعة ومقتضى ألان تداركها فنؤمل صدور المر بما يقتضى أفندم
ناظر مطبوعات وروضة - على فهمى (ختم) 27 الحجة سنة 1292 هـ
3 - جناب ناظر بطريركخانة الأقباط الأرثوذكس .
كتعهد جنابكم يلزم أن توردوا بمطبعة المدارس الخمسون أقة رصاص السابق التحرير لجنابكم بتوريدها مع الواحد وخمسون أقه وكسور الواردين فى إفادة حضرة ناظرها هذه الرقيمة 27 الحجــة سنة 1292 هـ وبموجب سند الإستلام تصير المحاسبة وفقا للأصــول الجارية .
ناظر معارف وأوقاف م - 29 الحجة سنة 1292 هـ
4 - ولدنا الخواجا رزق جرجس
إطلاع حضرتكم على شرح سعادة ناظر المعارف والأوقاف باطنه 26 الحجة سنة 1292 نكره 43 سايرة كاف وبمعرفة جنابكم يجرى المقتضى لما هو لازم ودمتم .
بطريرك الأقباط (2)
أمر باباوى بأستقبال المطبعة إستقبالاً دينياً
وحدث أن وصلت الباخرة الحاملة للمطبعة إلى ميناء الإسكندرية , وكان البابا كيرلس الرابع فى دير الأنبا أنطونيوس , فأرسل وطلب من وكيل البطريركية استقبال تلك المطبعة عام 1860م استقبالاً حافلاً، فيلبس الكهنة والشمامسة الملابس الكهنوتية التى يرتدونها وقت تأدية الشعائر المقدسة ويسيرون أمامها وهم يترنمون والألحان الكنسية (3) وكان البابا يضع آمالاً كباراً على نشر الكلمة الإلهية عن طريق الكتب التى ستطبعها هذة المطبعة .
ولم يعجب بعض الأقباط إحتفاله بالألحان الكنسية للمطبعة الحديدية وأعتقدوا أنه ابتدع فلما عاد من الدير أعربوا له عن رأيهم هذا , فأجابهم على الفور : لو كنت فى الأسكندرية لرقصت امامها كما رقص داوود قديماً أمام تابوت العهد " وعندما لم يقتنعوا تماماً لأن داود رقص أمام تابوت العهد أما هذه فمطبعة من الحديد وقد علّق البابا على هذه المطبعة وعلى استقبالها بقوله: "لست أُكرِّم آلة من الحديد ولكني أُكرِّم المعرفة التي ستنتشر بواسطتها " فإعتذروا له عما بدر منهم .
أنتاج المطبعة فى خدمة الكنيسة
ومن أول الكتب التي طبعتها هذه المطبعة "القطمارس الدوار" و "خطب ومواعظ أولاد العسال"

ثم بعد ذلك "جريدة الوطن".

وصلت المطبعة التى كان يريد البابا كيرلس الرابع أن يرقص أمامها إلا فى أواخر حياته ولم يكتب له القدر أن يرى إنتاجها ليفرح بأنتشار كلمة الرب بها
وبعد أستشهاد البابا كيرلس الرابع ظلت معطلة حتى أواخر خلفه ديمتريوس الثانى , وحدث أن أن طلبا أثنين من تجار الخشب هما أخوان رزق بك لوريا وأخوه أبراهيم جرجس لوريا (4) إستعارة المطبعة فيما يعود بالنفع على الأقباط والكنيسة فنقلاها من المقر الباباوى إلى بيت كان وقفاً لدير الأنبا أنطونى , ولما بدأ فى تشغيلها وجدا أن الحروف غير كافية للعمل , فكلفا حفاراً ماهراً أسمه موسى محمد ليصنع لهما قاعدة للحروف , فصنع قاعدتين : الكبيرة لطبع الكتب الكنسية والصغيرة لطبع الكتب الأخرى .
وعندما شب حريق فى تجارة الأخشاب التى هى حرفتهما الأساسية , تخصصا فى تشغيل المطبعة وتركا تجارة الأخشاب , وأول شئ طبعوه هو " القطمارس" (أى فصول العهد الجديد التى تقرأ وتتلى فى الكنائس مرتبه حسب أيام السنة ) ثم طبعا خطب أولاد العسال ومواعظهم .
ثم طرأت على خاطر رزق بك فكرة هى من غير شك من وحى الروح القدس - وهى أصدار جريدة أسبوعيه , فذهب هو وأخوه إلى ميخائيل عبد السيد (5) وأتفقا على تأسيس جريده أسموها جريدة الوطن (6), وقاموا بأنتخاب لجنة لإدارة الجريدة برئاسة ميخائيل كرئيس تحرير يعاونه جرجس أفندى ميلاد ناظر المدرسة الإنجليزية سابقاً , ويسى بك عبد الشهيد الذى كان قاضياً فى المحاكم الأهلية ومعهما تادرس بك إبراهيم الذى كان قاضياً أيضاً .
أما إبراهيم لوريا فقد أختص بالإدارة وأخوه رزق أختص بمباشرة طبع الجريدة مع الكتب الدينية الأخرى .
ونجحت الجريدة وأنتشرت وزاد توزيع نسخها , وأخذت الكتب فى الإنتشار فرأى رزق بك وأخوه إبراهيم وجوب إنشاء مكتبة لبيع الكتب وترويجها بسهولة بدلاً من ذهاب المشترين إلى المطبعة وتعطيل العاملين فيها
وفى سنة 1875 نقلت المطبعة من مكانها إلى بيت وقف آخر فى شارع كلوت بك .
وفى سنة 1883 م أصبح يطلق عليها أسم " مطبعة الوطن القديمة "
وأسس الأخوان لوريا المكتبة على هيئة شركة تتكون منهما ومعهما ميلاد جرجس وميخائيل عبد السيد وحنا خير ويسى عبد الشهيد , وقد أستمرت المكتبة مفتوحة حتى تنيح أبراهيم لوريا , وأطلق على المكتبة أسم " كتبخانة الوطن" ومن الكتب التى طبعت وبيعت : كتاب روضة الفريد وسلوة الوحيد لإبن كليل - الخولاجى وما يتبعه من كتب مثل : خدمة الشماس - والإكليل والمعمودية - كتاب الصحيح فى آلام المسيح للعلامة بطرس السدمنتى - القول الصريح فى تثليث الأقانيم وتجسد المسيح - تفسير رسالة رومية لأبن كاتب قيصر - الإجبية - مزيل الغم لإليان مطران نصيبين , وفيات الأعيان لأبن خلكان - كتاب الأحكام السلطانية - حسن المحاضرة - الذريعة فى أصول الشريعة - قوانين الدواوين - مطالع البدور (7) وغيرها من الكتب العلمية والطبية .
وبالإضافة إلى الكتب العربية فقد ابدى رزق واخوه إبراهيم عناية خاصة بالحروف القبطية وإستحضار وصناعة القوالب وماكينات لصبها وأصبح للأقباط كتب مطبوعه باللغة القبطية فى العصر الحديث
حقاً لقد حققا ألأخوين لوريا حلم البابا كيرلس الرابع الذى أراده لشعبه القبطى وساهما فى نشر الثقافة الدينية القبطية والمسيحية .
وبعد أن تنيح الأخوان وكان لأبراهيم لوريا ولدان هما حبيب وتادرس أستلما العمل فى المطبعة وظلا فى جهاد مستميت حتى 21 أكتوبر سنة 1903 م حينما تولى أرمانيوس بك حنا مراقب البطريركية فأمر بإعادة المطبعة وحينما تسلمها باعها على أنها حديد خردة بجنيهات قليلة وفكان من الحمق أن يقوم بهذا العمل وأنطبق عليه قول الرب : " ما دخلتم ومنعتم الداخلون " ولكن الرب يسوع لا ينسى تعب المحبة .
إهتمامه بالمكتبة البطريركية
ولكي تكتمل الصورة الثقافية التي تبنّاها البابا كيرلس الرابع كان هدفه الأول نشر العلم عن طريق التعليم والكتب والوعظ والإرشاد أى بكل طريق ممكنة . دار للكتب أراد أن يقيم مكتبة أو دارًا للكتب خاصة، وأن سلفه البابا بطرس الجاولي كان يعشق الدراسة، فيقضي أوقاتًا طويلة بين الكتب، وقد جمع كثير من المخطوطات. وأصدر أمره بجرد كل الكتب التى كانت موجوده بها آنذاك وإصلاح التالف منها ووضع كل صنف منها مع ما يضاهيه وإلصاق ورقة عليها أسم الكتاب وأسم كاتبه على كعب كل كتاب وقد تحدث القمص عبد المسيح المسعودي عن اهتمام البابا كيرلس بالمكتبة . وأن البابا كان يود أن يخصص موظفين للمكتبة لخدمة الجمهور. وقد طالب القمص عبد المسيح السعودي وهو يُعد قائمة بالكتب أن يرد الذين استعاروا كتبًا إلى المكتبة. وقد طالب بعدم إعارة المخطوطات بالمرة إلا بإذن من البابا نفسه مع دفع تأمين كبير. كما طالب بعمل معرض للمخطوطات النادرة القديمة... ثم أختار غرفة داخل القاعة الكبرى بالقلاية الباباوية (المقر الباباوى) ووضع بها دواليب من الخشب مرتكنة إلى جهتها القبلية والبحرية فرتب 21 دولاباً على هذا النحو (8) وكان يريد إكثار الكتب فيها لوجود جيل جديد يريد الإطلاع والبحث والدراسة .

البابا كيرلس الرابع أنشأ ديوان لتنظيم أمور الكنيسة
ديوان لإدارة البطريركية من ناحية تنظيم أمور الكنيسة فلأول مرة نسمع عن أمر إنشاء سجلات لحصر أوقاف الكنيسة والعمل على تنظيمها وضبطها والاهتمام بالكهنة وأُسرهم وإيرادات الكنائس وضبطها. فقد أنشأ ديوانًا لإدارة البطريركية، ووضع له قواعد دقيقة حتى لا يتصرف نظار الأوقاف بغير نظام. وقد قسّم الإدارة إلى قسمين:-

القسم الأول : يختص بالإشراف على الأوقاف ومحاسبة النظار وتقديم حسابات الإيرادات والمصروفات وعين لرئاستها إبراهيم أفندى خليل .

والقسم الثانى : يختص بالأعمال الدينية والشرعية يقوم بمباشرته أحد القسوس ورئاسة مطران مصر.

وأمر بإنشاء سجلات لحصر جميع الأوقاف يكون مسجل بها بيانات من واقع الحجج الموجودة

كان هو المشرف على العمل هذه الدواوين .



إلغـــــــــاء الجزيــــــة فى عهد سعيد باشا

ولا يفوتنا أن نذكر أنه في عصر حِبْريّة هذا البابا العظيم صرّح الخديوي سعيد للقبط بدخول الجيش وتطبيق الخدمة العسكرية عليهم أسوة بالمسلمين، وذلك اعتبارًا من أول يناير سنة 1856م بعد إلغاء الجزية المفروضة على الذميين في ديسمبر سنة 1855م.

وتقول المؤرخة ألإنجليزية مسز بتشر : " لأن الجيوش الإسلامية فى مصر كثيراً ما كانت تساق لتعذيب الأقباط العزل الغير مسلحين أكثر مما كانت تساق فى حرب علنية ضد عدو إعتيادى ولكن لما أصدر سعيد باشا أمره إلى كل المصريين بدون تمييز فى الدين يجندوا فى الجيش , لإغستغل المسلمون هذا القانون آله لإضطهاد المسيحيين فقبضوا فى أسيوط على كل الذكور فى أغلب بيوت الأقباط وساقوهم ليجندوا فى الجيش , ولم يتركوا ولا واحداً منهم لإعالة النساء والأطفال , ولما أنتظم الأقباط فى سلك العسكرية (فى الجيش) أتخذ المسلمون منهم خطة عمومية لإضطهادهم وتعذيبهم ليجبروهم على تغيير دينهم , ولم يكن لهم رجاء ولا مجال للترقى فى وظائف الجيش فى جميع فرقه العسكرية كما هم فاقدين أيضاً ترقيتهم فى الجيش المصرى هذه الأيام (10) لذلك فإن القانون الذى أصدره سعيد باشا جاء ضربة هائلة للأقباط وسبب تعاسة وشقاء لهم - حتى إلتزم بطريركهم كيرلس الرابع الملقب ( أبى الإصلاح القبطى ) رفع تظلمات شعبه إلى ألإنجليز (11) فأجبر سعيد باشا برفع المظالم عن الأقباط ليس بواسطة حكومة إنجلترا بل بتأثير بعض رجال الإنجليز الذين كان يخشاهم ويخشى باسهم ويحافظ على عدم تكديرهم وبذلك ألتزم سعيد باشا بغعفاء القباط من الخدمة العسكرية , ولكنه لم يترك ما فعله البطريرك هبأ( يذهب بدون عقاب) للبطريرك بل كتم غيظه منه وأتخذ الوسائط اللازمة لسمه بأمر الحكومة ومات البطريرك المسكين مسموماً نظير جهاده فى سبيل راحة شعبه .. وبعد موته صارت الحكومة تطرد مئات الأقباط الموظفين من مصالحها "
رحلــــــــــــة البابا كيرلس الرابع لأثيـــــــــــــــــوبيا

لتوضيح صورة الموقف السياسى الذى كان السبب فى سفره لأثيوبيا نعرف القارئ أن حدود السلطة السياسية فى مصر كانت أثيوبيا لأن السودان كانت تابعة لمصر فى هذا الوقت , وحدث نزاع بين الأثيوبيين والجيش المصرى على الحدود فرأى سعيد باشا أن يوفد الأنبا كيرلس الرابع ليتفاهم مع النجاشى .

وكانت العلاقات بين الكنيسة القبطية غير مرضية منذ عده سنين مضت حيث بدأت مشكلة دير السلطان فى القدس بين الأحباش والمصريين حيث قتلوا المطران السابق للأنبا سلامة فى ذلك الوقت , ومن ناحية أخرى كان إمبراطور اثيوبيا تيودور الثانى (1855 - 1868 م) ديكتاتوراً حاد المزاج عنيف الطبع ويبغض المصريين جداً , وعلاقته مع الأنبا سلامة مطران أثيوبيا القبطى متوترة للغاية لدرجة أنه حدد أقامة الأنبا سلامة لمدة ثلاث سنين .

كما أن الإرساليات الإنجليزية بدأت فى العمل فى أثيوبيا وبدأوا ببث الفرقة بين الكنيسة الأثيوبية والشعب الأثيوبى والحكم الأثيوبى ضد المصريين حكومة وكنيسة .
سافر إلى أثيوبيا في آخر مسرى سنة 1572ش (1856م) لحل مشكلة الحدود بين مصر والحبشة موفدًا من قبل سعيد باشا. ، وكان سفره مفاجئة لأولاده إذ لم يعلموا به إلا عند سفره , وجهز له سعيد باشا سفينه أقلته بصحبه اثنان من الأتراك من قبل الحكومة فانتهز فرصة تواجدهما معه وتمكن من إجادة اللغة التركية في رحلته الطويلة التى يعتقد انه درسها من قبل .

وكان لجوء سعيد باشا إلى البابا كيرلس الرابع من أجل إحلال الصداقة بين الحكومتين المصرية والحبشية محل العداء , وتجنباً لنشوب حرب بينهما أمراً طبيعياً يتمشى تماماً مع السياسة التقليدية التى جرت عليها الحكومات المصرية من قبل كما يتوافق مع الدور الذى لعبته الكنيسة القبطية وما زالت تؤديه بين أبنائها المختلفين (12)
وحدث عند سماع إمبراطور أثيوبيا ثيؤودور بوصول البابا القبطى إلى أثيوبيا خرج لأستقباله فى موكب حافل من على بعد مسيرة ثلاثة ايام من العاصمة الأثيوبية ثم دخل به إلى مملكته فى هذا الموكب الكبير , وقام البابا فور وصوله بمفاتحة الأمبراطور فى المهمة التى جاء ليتممها وهى إيقاف إعتداء الأثيوبيين على الأملاك المصرية وتحديد الخط الفاصل للحدود بصفة نهائية , وكان لوجوده مع النجاشي في أثيوبيا أثره الكبير في إحلال الصداقة محل العداء , فابدى الإمبراطور موافقته والإستعداد بالإستجابه لمطالب البابا القبطى الذى وجدها معقوله , وحرر مشروع الإتفاق بالصلح لتوقيعه , وزاد على ذلك بطلب صناع مصريين لصنع الأسلحة لجيشة (13) .
وكان السياسيين الإنجليز فى ذلك الوقت يريدون فصل الكنيسة القبطية عن الأثيوبية كما كانوا يخشون رغبته في اتحاد الكنائس الأرثوذكسية، واتهموه أنه يود أن تكون تحت حماية روسيا. كما قيل أنه أراد الاتحاد مع الكنيسة الأسقفية الإنجليزية كما أنهم لم ينسوا محاولاته المستميته لأصلاح العلاقة بين الكنيستين أيام البابا بطرس الجاولى وإمتصاص غضب الأثيوبيين بعد أوغرت الإرساليات الإنجليزية صدرهم بالهرطقة . فأوعز الإنجليز إلى سعيد باشا أن يذهب وهو يرأس جيشاً إلى الخرطوم إستعداداً للحرب لأن البابا القبطى قد ينضم إلى النجاشى فى مطالبه لأن النجاشى أبن من ابناءه .
وفى ذات الوقت قال الإنجليز لثيؤدور أمبراطور أثيوبيا أن البابا إنما جاء ليشغل الأثيوبيين عن الحرب والأستعداد للقتال ويهئ الفرصة لسعيد باشا لأن يحتل أراضى من أثيوبيا ويتوغل فى داخل حدود أثيوبيا .
وما أن سمع كلام الوشاة الإنجليز حتى سمع بوصول الجيش المصرى بقيادة سعيد باشا غلى الخرطوم فـاكد من صدق الوشاية وظن أن البابا يتلاعب به فقبض على البابا القبطى وأودعه فى سجن منفرد وأبعد عنه مرافقيه , وبلغ الغضب منه أنه كان يريد قتل البابا لولا تدخل الملكة ورجال القصر وطالبوه بالتريّث والتحقق من الأمر.
وقالت الملكة لللأمبراطور : " أنتظر حتى تتأكذ من صحة هذا الكلام , فالجل مسجون وهو تحت أمرك ويمكنك قتله فى أى وقت , أما إن قتلته وثبت كذب هذه الأقوال فلن تستطيع إعادته إلى الحياة " فوافقها مستشارين المملكة ووافق ثيؤودور على التريث والتمهل وتمكنت الملكة على أن تحصل من زوجها على أذن للبابا القبطى بالكتابة لحل هذه المشكلة , فأرسل رساله إلى سعيد باشا يبلغه بأن رسالته كادت تنجح لولا تحرك جيوشه وطالبه برجوع الجيش لأنه نجح فى وساطته (14)

ولمحبة الرب للبابا أن سعيد باشا أذعن لحكمة البابا القبطى وعاد بجيشة إلى القاهرة , وما أن سمع الأمبراطور برجوع الجيش إلى القاهرة حتى أدرك الأمبراطور ثيؤودور فداحة الخطأ الذى فعله فى أبوه البابا القبطى بسجنه وهو برئ فذهب الأمبراطور حافى حاسر الرأس حافى القدمين أمام كبار وعامة شعبه ثم سقط عند قدمى البابا القبطى يفبلهما ويطلب الصفح على أفعاله معه , وفى الحال قبل البابا رأس الملك النادم , ثم أحضروا ورقه سجل فيها أفمبراطور عهده بالحدود التى حددها أبو الإصلاح ووقع النجاشي على المعاهدة وسلّمها للبابا الذي استأذنه بالعودة، فقدم له وللباشا هدايا كثيرة، وطلب منه البركة , ثم ارسل النجاشى معه ماهنه الخاص ووزيراً من وزراؤه ليحملا الوثيقة إليه عند عوتهما يعد أن يوقع عليها سعيد باشا .

وعاد البابا كيرلس الرابع إلى القاهرة في يوم السبت 7 أمشير 1574ش بعد غيابه سنة ونصف تقريبًا، وجاء معه كاهن النجاشي الخاص ووزير أثيوبي حاملاً نص الاتفاق للتوقيع عليه رسميًا .

وأمتلأت قلوب الأقباط فرحاً بعودة باباهم فقاموا بإحتفالات يصعب وصفها حيث سار موكب من الكهنة والشمامسة بملابسهم الكهنوتية رافعين الصليب جهاراً يتبعهم كبار القباط ورؤسائهم ثم عامة الشعب القبطى بين التهليل والزغاريد التى رجت المكان

ورفع الصليب في المواكب في الشوارع امتعض المسلمون ، ووجد الواشون فرحة الشعب القبطى برجوع باباهم إليهم سليما بعد أن كان مسجونا فى سجون أثيوبيا سبباً للتنكيل بالبابا والإيقاع به ،

وأنضم الأنجليز إلى المسلمين فى إثارة سعيد باشا ضد رفع الصليب أمام حفل استقبال البابا عند عودته من أثيوبيا حيث أعتبروا رجوع البابا سليماً وفشل أسلوب الوقيعة وخطتهم هزيمه لهم . فإستدعاه الباشا وسأله عن سبب رفع لاصليب فى الشوارع .. فأجابه بأن الأذن برفعه فى ألماكن العامة كان قد صدر من محمد على الباشا منذ حادثة قتل المسلمين لـ سيدهم بشاى على أن البابا فهم من مقابلة سعيد باشا أنه قد تغير من نحوه , ورفض الوالي مقابلة البابا بعد ذلك بالرغم من تردد البابا مرارًا على قصره أملاً فى أن يزيل ما وضعه الواشيين فى صدره .

ومما زاد الطين بله أن بعض الأقباط الحمقى زعموا : أنه بعد أن أبرم معاهدة بين حكومتى مصر والحبشة - يمكن أن يكون الأحباش قوة تساند القبط , وبالفعل أشاعوا هذا القول ووصل زعمهم إلى البابا كيرلس الرابع فجمعهم وقال لهم : " يجب أن تدركوا أن إعتماد المسيحى يجب أن يكون على الرب وحده فالأحباش يريدون منفعتهم وكلما ينتفعون يطمعون فى المزيد " وحكى لأبنائه كل ما ألحقوا به من إهانات , وقص عليهم أيضاً محاولاتهم فى الإستيلاء على دير السلطان .


البابا كيرلس الرابع يصدر قانوناً بتحديد سن زواج البنت بـ 14 سنة
كان البابا كيرلس الرابع هو أول من سنَّ قانونًا يحدد سن زواج البنت، إذ قرر عدم تزويجها أقل من 14 سنة، في ذاك العصر الذي كانت فيه الفتاة تتزوج في الحادية عشر من عمرها، وبهذا سبق البابا كيرلس الرابع عصرة وسبق أيضاً القوانين المدنية والتشريع المدني بمائة عام .

وأنشأ مجلسًا لحل المشكلات الأسرية الذى يعتبر هو نواة المجلس الإكليريكي الآن .

كما أنه كنسيًا اشترط اعتراف العروسان اعترافًا صريحًا وشخصيًا أمام الكاهن بالرضا والموافقة على الزواج قبل إتمامه،

كما أنه اشترط أن تكون هناك فترة فرصة قبل الزواج يدرس فيها الطرفان بعضهما البعض ، فإن اتفقا يُعقَد الزواج وعقد الأملاك فيما يعرف الان بفترة خطوبة .

لاحظ سعيد باشا أيضًا أن البابا أعاد استخدام التقويم القبطي في المراسلات، وكان الخديوي سعيد قد أبطل استخدامه في المكاتبات الرسمية واستبدله بالتقويم الميلادي الغربي تقربًا للأجانب منذ أول يناير سنة 1856م. طالت أيام عزلته
حكم بأمر السلطان العثمانى عبد الحميد فى تثبيت ملكية دير السلطان للأقباط الأرثوذكس :

أعمال أخرى في عصره نجح مطران القدس الأنبا باسيليوس في الحصول على حكم تثبيت ملكية القبط لدير السلطان في القدس بأمر السلطان عبد الحميد .

بابــــــــــا الأقباط يعترف بخطأه ويطلب من ابنه ان يسامحه
لم يعرف الأقباط شيئاً أسمه عصمة إنسان ما عدا الرب يسوع له المجد وعلى هذا فإن الآباء الكهنة والمطارنه والاباء البطاركة ليسوا معصومين من الخطأ وأنهم بشر .. لأنهم ليسوا أقل من رسل وتلاميذ المسيح الذين أخطأوا ايضاً , وقد كان البطاركة يعترفون بخطأهم جهاراً دون تردد ودون زعم أو تبرير للخطأ الذين وقعوا فيه .
وحدث أنه بالنسبة إلى المدارس فقد أطمأن علي حسن إدارتها وتقدمها فى التعليم بعد عودته من اثيوبيا وكان قد عين المعلم برسوم واصف عليها فى غيابه , ولكن وشى الواشون بالمعلم برسوم واصف لديه وأحس هذا ألرخن العظيم أن باباه غاضب عليه , فترك الكنيسة القبطية وذهب ليصلى فى كنيسة الأرمن بإزاء هذا الغضب , ولاحظ البابا كيرلس الرابع غياب أبنه .. فكتب فى الحال له هذه الكلمات فى خطاب : " ... تحريت عن الموضوع فوجدت نفسى مخطئاً ومغشوشاً فأرجوا مسامحتى لأننى لم أكن معصوماً عن الخطأ إذ لم أخرج عن كونى بشرياً .. الحقير كيرلس " .. ولما لم يستجيب من خطابه الأول عاد فكتب له مرة ثانية وقال له : " ... وإن كان الأوفق حضوركم عندنا بوقت معلوم لنتكلم شفاهياً عن إرادتكم وطلبكم ولا يكن عندكم فكرة من قبلنا وما تغير قلبنا والكلام المذكور ما قلناه أبداً , وإن كنا قلنا شئ فهو ليس مغايراً للطبيعة بل نحن وأنتم بشر وأنا لواحد خاطئ وربنا يرحمنا جميعاً .. الحقير بولس (15) "
وبهذه الروح سار أبائنا القديسين .. روح التواضع والحب والتواضع , فلا شك أنه عندما صالح البابا أبنه معترفاً بخطئه صالحه فى الرب يسوع مصدر وينبوع الحب الإلهى .
أأنــــا صنم جئتم لتسجدوا له
وكان البابا يرفض أن يسجد له أحداً حيث كانت عادة ذلك الزمان التى أخذت من المسلمين الذين يسجدون لصاحب السلطان فكان يقول لهم : " هل أنا صنم جئتم لتسجدوا له ؟ "
وكثيراً ما كان وقت التبخير أثناء الشعائر الدينية وتقدم إليه كاهن به كان يتمسك بأن يقوم بهذه الخدمه بنفسه قائلاً : " الغرض من تقدم الكاهن بالبخور إليه هو رجاء صامت بأن يطلب (البابا( إلى الرب أن يقبل البخور (الصلاة) من الكاهن الخديم , وأن البخور الذى هو صلوات القديسين حينما يمر الكاهن به امام الأيقونات إنما هو لنفس الغرض , وفى الوقت عينه يمر به وسط الشعب مبخراً إياة لهدفين : الأول رجاء إلى الله بأن تشمل صلوات القديسين الشعب المجتمع بالكنيسة , والثانى أن يرفع هؤلاء المصلون إبتهالاتهم لتمتزج بصلوات القديسين فتتألف من ضراعات الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة وحدة مترابطة من التقرب لإله السماء (16)
إعادة العمل بالتاريخ القبطى
قام سعيد باشا بإلغاء التقويم القبطى الذى ظل مستعملاً منذ عهود سحيقة فى القدم وأستعمل بدلاً منه التقويم الغربى مجاملة لأصدقائة الإنجليز والفرنسيين , وقد ظل هذا التقويم مرتبطاً بالزراعة حتى يومنا هذا ولكن أعاد البابا كيرلس الرابع إستعمال هذا التقويم فى التعامل الدينى بينه وبين الحكومة كما كان يستعمل فى المدارس القبطية التى أنشأها وصدر قاره بإعادة إستعمال التقويم القبطى من أول أبيب سنة 1571 ش (17)
تجديــــــد الكنيسة المرقسية الكبرى

إن جميع الإصلاحات التى قام بها البابا كيرلس الرابع تعد إنجازات كبيره يلهث الإنسان فى متابعتها فقد كان يعتبر من المخططين العظماء ومديراً أدار دفه الكنيسة فى إتجاه حضارى فكان يسارع الزمن فى الحقبة القصيرة التى قضاها فى رئاسته للكنيسة سبع سنوات فقط منها أكثر من سنة ونصف فى رحلته إلى أثيوبياً التى كلفه لها حاكم مصر للصلح بين مصر واثيوبيا وكان آخر مشروعاته هو تجديد الكنيسة المرقسية الكبرى . التى كانت استمرت مقرًا له، وكان يوم الخميس 29 برمودة سنة 1575 ش هو الموعد الذى حدده وضع حجر أساس لبناء جديد بعد هدم مبناها القديم الملحق ودعا رؤساء الكنائس وكبار رجال الدولة للحفل البابا كيرلس يعتبره المؤرخين أنه زهرة ظهرت وأبهرت الجميع من جمالها وعطرها ولكنها ذبلت وماتت ولكن أعطت قوة فى أصل الكنيسة .

الكنيسة الرومانية تحاول ضم الكنيسة القبطية إليها
وحدث ذات صباح أنه عندما كان البابا كيرلس الرابع فى حوش الكنيسة المرقسية يرقب البنائين عند بناء الكنيسة المرقسية الكبرى ويحثهم على سرعة العمل ويخدمهم , وإذا بمندوب البابا الرومانى يدخل ومعه يوحنا مسرة (المترجم ألأول بالقنصلية الإنجليزية بمصر) بدون سابق ميعاد , فإستقبلهم البابا القبطى بحفاوة وأمر بإحضار المرطبات ثم القهوة لضيفيه وفهم البابا القبطى أنهم يحاولون ضم الكنيسه القبطية الوطنيه إلى روما وقبل ان يتفوه الزائر بكلمة سأله يوحنا مسرة المترجم ليبدأ الحديث فى الموضوع بعد ذلك : " ماذا تفعل ؟ " أجابه : " أنت ترى أننى منشغل بإقامة كنيسة جديدة بدلاً من القديمة , وقد نفذ المال الذى معى , فأشار على بعض أحبائى أن احذو حذو بابا رومية فأبيع صكوك الغفران وبذلك أحصل على مبالغ طائلة أستكمل بها بناء الكنيسة , ولكننى آثرت أن ابحث عن آية فى الإنجيل تبرر هذا العمل قبل أن أقدم عليه , فما دمتم قد جئتم الآن يمكننى الإستعانة بكما بدلً من إضاعة الوقت فى البحث عن ألاية المطلوبة"
وقام يوحنا مسرة بترجمة كلام البابا القبطى إلى مبعوث بابا روما إلى ان وصل للجملة الأخيره فحار فى أمره وسكت , وبالتالى لم يجرؤ على مكاشفة البابا كيرلس الرابع عن سبب الزيارة وأنصرف الإثنان لساعتهما
باب الكنيسة أعلى من المقرر
كان عصر سعيد باشا يتسم بالتسامح فى بناء الكنائس وترميم ما تهدم منها كما أن البابا كيرلس كانت له علاقة قوية بمختلف حكام الأقاليم أتى إلى البابا يوماً القمص يوسف موسى كاهن كنيسة ميت غمر يشكو أنه قام بتجديد باب الكنيسة فاصدر المسلمين من أولى الأمر أستصدروا فتوى شرعية أن باب كنيسته أعلى من المقرر أى كبر طوله فهدموه , فأوعز إليه البابا كيرلس الرابع أن يلحق به عند ذو الفقار باشا , وقعلاً , فإنه بعد أن إستقر البابا عند الباشا حتى ظهر القسيس , فسأله قائلاً : " ما الذى جاء بك إلى هنا ؟ " أجابه : " الحق أنى جئت أشكو من تعدى الحكومة لى لأن الحكومة تريدنى أن أجعل الباب قصيراً منخفض بحيث لا يمكن للرجل ان يمر بدون أن ينحنى " فقال له البطريرك : " عليك الطاعة ما دمت محكوماً وليس لك ملك يدافع عنك " وما كاد ذو الفقار باشا يسمع هذا القول حتى قام لفوره وقابل سعيد باشا وروى له ما سمع ثم قال : " لا يليق أن نسمع بمثل هذه الأمور فى أيام عدلك " وأصدر سعيد باشا ببناء الباب ثانية على حساب الحكومة .
ولما رأى أهالى دقادوس أن جهة كنيستهم فى جهة غير مناسبة فنقلوا باب كنيستهم من الجهة القبلية إلى الجهة الغربية وجعلوه مرتفعاً إلى درجة لم تسمح لهم من قبل .
وقام أيضاً أهالى طنطا والمحمودية ببناء طنائس فى مدينتهما وكانوا محرومين من بناء الكنائس على مدى سنين طويلة , وفى أيامه ألغيت القيود التى تعطل بناء الكنائس وترميمها .
ويعتبر أن حكام مصر فى ذلك الوقت غير مصريين ويرى كثيراً من المؤرخين أنه كان هناك عدل فى حكم الغير مصرى للأقباط , وظلم فى حكم المصريين الذين أجدادهم كانوا أقباط وأسلموا بظلم الإسلام وخافوا من الموت بسيفه
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
722055eur8hrtwge.gif




لاازال اتابع موضوعك البحثى الشيق

واتمنى ان تجد وقت لتكملة حتى اغلى بابا ذهبى الفم بابا شنودة الثالث
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
لاازال اتابع موضوعك البحثى الشيق

واتمنى ان تجد وقت لتكملة حتى اغلى بابا ذهبى الفم بابا شنودة الثالث

تسمحيلي أديلك المفتاح تكملي لحد لما وقفت أنا ..
ولو أتزنقتي في مصادر أبعتي رسالة
وأنا هبعتلك مصادر للمعلومات كتتيرة أوي
 

عادل نسيم

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
30 نوفمبر 2009
المشاركات
3,338
مستوى التفاعل
73
النقاط
0
أخي فادى
شكراً علي الفكرة الجميلة وأدعو لك بالتوفيق والإستمرار في الكتابة عن باباوات الكنيسة المرقسية الرب يعطيك نعمة وبركة في حياتك آمين
 

عمادفايز

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 مارس 2009
المشاركات
509
مستوى التفاعل
10
النقاط
0
الإقامة
egypt
شكرا فادى على المجهود الخرافى الذى بذلتة ربنا يعوض تعب محبتك
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
مجهود راااااااااااائع يا فادى
شكرا ليك
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
أخي فادى
شكراً علي الفكرة الجميلة وأدعو لك بالتوفيق والإستمرار في الكتابة عن باباوات الكنيسة المرقسية الرب يعطيك نعمة وبركة في حياتك آمين

العفو علي أيه بس ..نورت الموضوع وأتمني يكون عجبك ..للأسف الاخت أسميشيل هتكمل بدالي ..عشان عندي حبت ظروف ...
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة




قداسة البابا ديميتريوس الثانيhttp://ar.wikipedia.org/wiki/بطريرك_الكرازة_المرقسية البابا 111

جلس البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ال 111 على السدة الرسولية يوم 15 يونيو 1862 وتنيح يوم 18 يناير 1870 جاء عنه في كتاب " الكافي في تاريخ مصر القديم والحديث" الجزء الرابع ما يلي:

" .. وكان شهماً عاقلاً محباً للعلوم ، فاعتنى بترتيب المدارس وبالغ في وضعها على النحو الذي نحاه البابا كيرلس الرابع مؤسسها ، فأعانه الخديوي إسماعيل على ذلك وأقطع المدارس القبطية أرضاً واسعة مساحتها ألف وخمسمائة فداناً أوقفت على عمارتها وتوسيع نطاق العلوم فكانت له أعظم عضد "

حضر حفل افتتاح قناة السويس مع ملوك وعظماء العالم يوم 17 نوفمبر 1869.
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
قداسة البابا كيرلس الخامس كانhttp://ar.wikipedia.org/wiki/بطريرك_الكرازة_المرقسية البابا 112

ولد يوحنا في عام 1824 أو 1830 / 1831 وفقا لحسابات مختلفة. توفي 7 آب / اغسطس 1927)

بابا الإسكندرية لاثنين وخمسين سنة وتسعة أشهر، اعتبارا من 1 تشرين الثاني / نوفمبر 1874 وحتى وفاته. أطول مدة لبابا في تاريخ الكنيسة القبطيه الارثوذكسيه.[1]

فترة بابويته كانت حقبة من التجديد للكنيسة القبطيه الارثوذكسيه واستمر في العمل الذي بدأه البابا كيرلس الرابع (1854 - 1861) في إصلاح التعليم.

من رجال الكنيسة القبطيه خلال فترة بابويته القديس الانبا ابرام الاسقف، وحبيب جرجس.

وُلد يوحنا بقرية تزمنت التابعة لبني سويف سنة 1824م، وترهب سنة 1844م بدير البراموس باسم الراهب يوحنا البراموسي، وعُرِف باسم يوحنا الناسخ.[2]

في بداية توليه البابويه وجد خلاف بينه وبين اعضاء المجلس الملي العام وكان وكيل المجلس الملي العام في ذلك الوقت بطرس باشا غالى الذين أصبح رئيس وزراء مصر في وقت لاحق لكن النزاع انتهى في صالح البابا كيرلس الخامس. هذا الاختلاف على الرغم من أن اعضاء المجلس العام المصلين انتخبوه ليصبح البابا القبطي وخلافا لتوقعات المجلس أمضى الجزء الأكبر من حياته البابويه على طرفي نقيض مع المجلس لاعتراضه على تدخل المجلس في امور الكنيسة [3]

كما أكمل بناء الكاتدرائية المرقسية بالأزبكيه [2]

في عهده تم تأسيس الكلية الأكليريكية والمتحف القبطي ورسم 44 من الأساقفة والمطارنة منهم قديس القرن العشرين الأنبا ابرآم أسقف الفيوم وآخر من بقي منهم كان الأنبا اثناثيوس مطران بني سويف الذي تنيح سنة 1962.[4]
 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
البابا يوأنس (يوحنا) التاسع عشر البابا رقم 113 (1929 - 1942).

113-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%8A%D9%88%D8%A3%D9%86%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D8%B9%D8%B4%D8%B1.jpg


البابا يوأنس التاسع عشر البطرك ال113
( 1929 – 1942 م)
البطرك السادس الذي جلس على كرسي مارمرقس بالكنيسة المرقسية بالازبكية المدينة الأصلية له : دير تاسا
الاسم قبل البطريركية : يوحنا الراهب ثم يوأنس مطران البحيرة و المنوفية
الدير المتخرج منه : البراموس
تاريخ التقدمة : 7 كيهك 1645 للشهداء – 16 ديسمبر 1928 للميلاد
تاريخ النياحة : 14 بؤونه 1658 للشهداء – 21 يونيو 1942 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 13 سنة و6 أشهر و5 أيام
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة و7 أشهر و22 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالأزبكيه
محل الدفن : كنيسة مارمرقس – الأزبكية
الملوك المعاصرون : الملك فؤاد الأول – الملك فاروق الأول
+ ولد من والدين تقيين فنشأ على البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين.
+ ترهب بدير السيدة العذراء المعروف بالبراموس بوادي النطرون، رسم قساً ثم قمصاً على الدير وأصبح رئيساً للدير.
+ رسم مطراناً على كرسي إيبارشية البحيرة في 12 برمهات سنة 1603 ش، وعين أيضا وكيلاً للكرازة المرقسية.
+ بعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذلك العهد زكاه شعب الايبارشية لرعايته فمضت إليه في سنة 1610 ش، وأصبح بذلك مطراناً للبحيرة والمنوفية ووكيلاً للكرازة المرقسية.
+ اختاروه بطريركاً – بعد نياحة البابا كيرلس الخامس – بعد أن قضى في المطرانية اثنين وأربعين عاما، ورسم بطريركاً في 7 كيهك سنة 1645 ش.
+ أنشأ مدرسة لاهوتية عليا للرهبان في مدينة حلوان.
+ عمل الميرون المقدس سنة 1648 ش، ثم عمله مرة ثانية خصيصاً للمملكة الأثيوبية.
+ أسلم الروح في 14 بؤونه سنة 1658 ش.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا يوأنس التاسع عشر البطريرك (113) (14 بؤونة)
في مثل هذا اليوم من سنة 1658 للشهداء (1942 م) تنيَّح البابا يوأنس التاسع عشر وهو الثالث عشر بعد المائة من باباوات الإسكندرية. ولد بدير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية أسيوط في سنة 1571 للشهداء (1855م) من والدين تقيين فنشأ علي البر والتقوى وتشرب حب الفضيلة وشغف منذ صغره بقراءة سير القديسين، ثم تاقت نفسه إلى الاقتداء بهم فقصد دير السيدة العذراء بالبرموس بوادي النطرون في شهر برمودة سنة 1591 للشهداء. وهناك قضي مدة الاختبار – التي يقضيها عادة طالب الترهب – علي الوجه الأكمل. ثم أندمج في سلك الرهبنة في 3 كيهك سنة 1592 للشهداء (1876م). ونظرا لما اتصف به من حدة الذهن والذكاء المتوقد والعبادة الحارة فقد استقر رأي الآباء علي تزكيته قسا. فرسمه السعيد الذكر المتنيَّح البابا كيرلس الخامس البطريرك (112) قسا في سنة 1593 ش ثم قمصا في برمهات سنة 1594 ش. وفي اليوم نفسه أسندت إليه رئاسة الدير، فمكث في الرئاسة عشر سنوات كان فيها مثال الهمة والحزم والأمانة وطهارة السلوك والتقوى وحسن التدبير.
وعندما خلا كرسي أبرشية البحيرة اختاره الشعب مطرانا لهذا الكرسي فرسم في 12 برمهات سنة 1603 للشهداء (1887 م)، وعين أيضا وكيلا للكرازة المرقسية. وبعد نياحة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذلك العهد زكاه شعب الأبرشية لرعايته فضمت إليه في سنة 1610 للشهداء (1894 م ) وأصبح مطرانا للبحيرة والمنوفية وكيلا للكرازة المرقسية.
ولما كانت الإسكندرية هي مقر كرسيه فقد أنشأ بها مدرسة لاهوتية لتعليم الرهبان كما أرسل من طلبتها بعثة إلى أثينا للاستزادة من دراسة العلوم اللاهوتية.
وكان أيراد أوقاف الإسكندرية ضئيلا ولكن بحسن تصرفه وغيرته زاد الإيراد سنة بعد أخري بفضل ما شيده من العمارات الشاهقة وما جدده من المباني القديمة كما يرجع إليه الفضل الأكبر في النهوض بالمدارس المرقسية إذ بذل عناية كبيرة واهتم بأمرها حتى وصلت في قسميها الابتدائي والثانوي إلى مستوي أرقي المدارس. ونظرا لما أمتاز به من بعد النظر وصائب الرأي فقد اختارته الحكومة ممثلا للأقباط في عدة مجالس نيابية كمجلس شوري القوانين والجمعية العمومية ولجنة وضع الدستور وغيرها.
وقضي في المطرانية اثنين وأربعين عاما حفلت بجلائل الأعمال إذ ساهم في إنشاء جملة مدارس وبناء وتجديد أغلب كنائس أبرشيته وكان له أوفر نصيب في تعضيد المشروعات النافعة كذلك وجه عناية خاصة إلى الأديرة البحرية فارتقت شؤونها بحسن أشرافه عليها ورعايته لها.
ولما تنيَّح البابا البار الطيب الذكر الأنبا كيرلس الخامس في أول مسرى سنة 1643 للشهداء (7 أغسطس سنة 1927 م) اجتمع المجمع الإكليريكي في (4 مسري سنة 1643 ش 10 أغسطس سنة 1927 م) من الآباء المطارنة والأساقفة بالدار البطريركية وأستقر الرأي علي اختياره قائما مقام البطريرك لإدارة شئون الأمة والكنيسة لحين رسامة بطريرك. وعلي أثر ذلك تلقي المجمع تذكيات من عموم الأبرشيات والمجالس الملية بالموافقة علي هذا الاختيار.
ولبث قائما بأعمال البطريركية سنة واحدة وأربعة أشهر وعشرة أيام دبر في أثنائها شئون الكرازة المرقسية أحسن تدبير وفي خلالها أصدر المجمع الإكليريكي برياسته قانونا لتنظيم شئون الأديرة والرهبان.
أما الأوقاف القبطية فقد رأي بصائب فكره أن تؤلف لجنة برئاسته وعضوية أثنين من المطارنة وأربعة من أعضاء المجلس الملي العام لمراجعة حسابات أوقاف الأديرة وقد صدر قرار بذلك من وزير الداخلية.
ونظرا لما يعرفه الجميع عنه من طهارة السيرة والخصال الحميدة والنسك والزهد وكمال الأخلاق فقد انتهي الإجماع علي اختياره بطريركا بتزكيات من الأباء المطارنة والكهنة وأعيان الشعب والمجالس الملية فرسم بطريركا في صباح الأحد 7 كيهك سنة 1645 للشهداء (16 ديسمبر سنة 1928 م) بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمصر باحتفال عظيم حضره نائب الملك والأمراء والوزراء وكبار رجال الدولة وعظماء المصريين من مختلف الطوائف ومطارنة الطوائف الشرقية والغربية ووزراء الدول المفوضون.
وبعد رسامته وجه عنايته إلى الاهتمام بشئون الأمة والكنيسة وكان أول مظهر لهذه العناية أنشأ مدرسة لاهوتية عليا للرهبان في مدينة حلوان كما رسم للمملكة الأثيوبية مطرانا قبطيا وأربعة أساقفة من علماء الأثيوبيين. وتوثيقا لِعُرَى الاتحاد بين الكنيستين القبطية والأثيوبية سافر إلى البلاد الأثيوبية، ومكث هناك ثلاثة عشر يوماً كان فيها موضع الاحتفاء العظيم. ورسم في أديس أبابا رئيس رهبان الأحباش (خليفة القديس تكلا هيمانوت الحبشي) أسقفاً، وشاءت العناية الربانية أن يتولي عمل الميرون المقدس فعمله في سنة 1648 للشهداء (1930 م) وكان قد مضي علي عمله مائة وعشر سنين منذ عهد المتنيَّح البابا بطرس المائة والتاسع من باباوات الإسكندرية كما عمله مرة ثانية خصيصا للملكة الأثيوبية بحضور الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا والأنبا بطرس أحد الأساقفة الأثيوبيين.
ويضيق المجال عن تعداد فضائله التي تجلت من حين لآخر في السهر علي مصلحة الكنيسة والعطف علي المحتاجين ومؤازرة ومعاونة الجمعيات الخيرية ومعاهد التعليم ماديا وأدبيا وتعضيد المشروعات النافعة التي عادت علي الأقباط بالخير والبركات.
وفي أثناء رئاسته الكرسي المرقسي نشبت الحرب بين مملكة أثيوبيا وإيطاليا، حدثت مشاكل مع ممثل الأقباط في الحبشة (المطران) وتم إعادته إلى الديار المصرية لأنه لم يوافق إيطاليا علي انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي 27 نوفمبر سنة 1937 قرر نائب ملك إيطاليا استقلال كنيسة أثيوبيا وانفصالها عن الكرسي الإسكندري. وعين الأنبا أبرآم الأسقف الأثيوبي بطريركاً علي أثيوبيا، لكن الله عاقبه علي هذه الخيانة فأصيب بالعمى ومات. ثم قرر المجمع المقدس الإسكندري حرم أبرآم المذكور وعدم الاعتراف به ولا بالأساقفة الذين رسمهم.
ولكن هذا الحال لم يدم كثيرا إذا قامت الحرب العظمي في سنة 1939 ودخلت إيطاليا الحرب ضد إنجلترا وفرنسا. وفي سنة 1941 م استرد إمبراطور أثيوبيا مملكته من إيطاليا وعاد الأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية إلى كرسيه مكرما في 30 مايو سنة 1942 م مصحوبا بوفد بطريركي مكون من سعادة صادق وهبه باشا ومريت بك غالي وفرج بك موسى قنصل مصر بأثيوبيا سابقا.
وبعد أن اطمأن البابا يوأنس علي عودة أثيوبيا إلى حظيرة أمها الكنيسة القبطية كان قد اعتراه مرض الشيخوخة فاسلم الروح في الساعة الثانية من صبيحة الأحد 14 بؤونة سنة 1665 ش (21 يونية سنة 1942 م) بركة صلاته تكون معنا. آمين

 
التعديل الأخير:

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
البابا مكاريوس الثالث (18 فبراير 1872 - 31 أغسطس 1945) البطريرك ال 114 للكرازة المرقسية.
www-St-Takla-org--H-H-Pope-Makarius-III-114-001.jpg


كان مطران أسيوط قبل أن يصبح البابا، وهو ثاني اسقف / مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1945)

ولد في مدينة المحلة الكبرى في 18 فبراير 1872 من اسرة عريقة ومشهورة باسم القسيس امتازت بالفضيلة والتدين فنشأ منذ نعومة اظفاره في وسط متدين تقى تلقى علومه الابتدائية والثانوية في المحلة وطنطا وكان منذ صباه مولعا بالوحدة مهتما بحفظ الالحان الكنسية ولما بلغ السادسة عشر هجر العالم وقصد دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون سنة 1888م وحقق رغبته في العبادة والزهد وكان اسمه الراهب عبد المسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي كما اتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية وبعد أن سيم قسا قضى في الحياة الكنسية حوالي ست سنوات ثم توجه إلى دير البراموسالبابا كيرلس الخامس قمصا وكاتم لاسراره كما كلفه بالتدريس في مدرسة الرهبان واسند ايه التدريس اللغة القبطية والفرنسية وكان في نيته ان يرسم مطرانا لكرسى مصر ولكنه بعد 25 شهر من وصول القمص عبد المسيح للقاهرة مات الانبا ميخائيل اسقف أسيوط فحضر إلى القاهرة وفد من اسيوط ووقع اختيارهم على القمص الجليل وزكوه مطرانا لاسيوط فلم يقبل البابا في بادئ الامر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطرانا للقاهرة ومساعد لغبطته في إدارة الشئون الكرازة المرقسية. سنة 1895م حيث سامه

ولما الح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا اختياهم له ورسمه مطرانا لأسيوط في 11 يوليو 1897 م وكان وقتئذ في الرابعة والعشرين من عمره وسماه مكاريوس فذهب إلى مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له الا تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم بالرغم من حداثة سنه في ضم الشتات وتركيز العقيدة فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها ونجح نجاح باهر ولم يكتف بالبرنامج الذي وضعه للإصلاح الكنسى بل عقد مؤتمر قبطيا عظيما في مدينة أسيوط رغم الاعتراضات التي قامت في سبيله ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920 م رسالة عن المطالب الإصلاحية الملية بالاشتراك مع زميله الانبا ثاوفيلس اسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ مما دل على عظم كفاءته ورغبته في اعلاء كلمة الحق.

ولما تنيح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928 رشحه الشعب للكرسى البطريركى لتحقيق مطالب الإصلاح ولكن حالت الظروف واعتلى البابا يوأنس التاسع عشر ولما تنيح البابا يوأنس التاسع عشر في سنة 1944 م شاءت العناية الالهية ان يتبوأ الانبا مكاريوس الثالث العرش المرقسى ورسم بطريركا على الكرازة المرقسبة في 13 فبراير 1944 م.

وبعد أن تبوأ كرسى البطريركيه اصدر وثيقة تاريخية في 22 فبراير 1944م غرضها الأساسي إصلاح الاديرة وترقية رهبانها علميا وروحيا وامر بمحاسبه نظارها ورؤسائها وقد أدى هذا الامر إلى انقسام كبير بين المجمع المقدسوالمجلس الملي العام وفى 7 يونيه 1944م قدم المجمع المقدس إلى البابا وإلى وزير العدل مذكرة بالاعتراض على قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين لأنه يهدم قانونا من قوانين الكنيسة القبطية كما يمس سرين من اسرار الكنيسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس الملي العام وفشل المحاولات التي قام بها البابا للتوفيق بينهم حتى اضطر البابا إلى هجر العاصمة مقر كرسيه واعتكف في حلوان ثم اتجه إلى الاديرة الشرقية بصحبة الاباء المطارنة واستقر بدير أنطونيوس ثم انتقل إلى دير الأنبا بولا وكانت هذه الحوادث المؤلمة ضجة في اوساط الشعب القبطي.

ولما علم رئيس الوزراء بهذا الامر عمل على عودة البابا مكرما إلى كرسيه فكلل عمله بالنجاح وبعد ذلك عاد البابا من الدير واستقبله الشعب استقبال حافلا وانعقد أول المجمع المقدس برئاسته واصدر في أول يناير 1945اثيوبيا وقصر الطلاق على الزنا ووضع قانونا للأحوال الشخصية وإنشاء كلية لاهوتية للرهبان والمحافظة على مال الوقف القبطى وحسن سير لعمل بالديوان القبطى وتشكيل لجنة دائمة لفحص الكتب الدينية والطقسية وإنشاء سجل في كل كنيسة يسجل فيها أسماء كل عائلة قبطية وأسماء المعمدين والشمامسة والمرتقين والمنتقلين عدة قرارات أهمها تمثيل كنيسة اثيوبيا في المجمع الاسكندرى تبادل البعثات بين مصر واثيوبيا وإنشاء معهد اكليريكى في
 
التعديل الأخير:

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
www-St-Takla-org__115-Pope-Yousab-2_01.jpg




يوساب (يوسف)الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة رقم 115 (1946 - 1956).
كان مطران جرجا قبل أن يصبح البابا، وهو ثالث اسقف / مطران يصبح البابا بعد البابوات البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) والبابا مكاريوس الثالث (1942 - 1944) [1]
تم عزله من منصبه من الكنيسة القبطيه
هو قديس في اثيوبيا لتعيينة أول بطريرك لاثيوبيا ومنحة الكنيسة الارثوذكسيه الاثيوبيه الاستقلال الكامل. لم تعترف الكنيسة الاثيوبيه بعزله من منصبه من الكنيسة القبطيه، واسم البابا يوساب الثاني يثير في الخدمات الكنسيه في اثيوبيا البطريرك طويلة بعد أن تم عزله من منصبه.


ولد يوساب الثاني في بلدة النغاميش محافظة سوهاج سنة 1875 واندمج في سلك الرهبنة بدبر القديس الأنبا أنطونيوس 1900 باسمه الأصلي اقلاديوس وكان له من العمر 15 عاماً وعكف في الدير على الدراسة و
لما أمتاز به من رغبة في العلم أوفده البابا كيرلس الخامس في بعثة علمية إلى أثينا سنة 1902 حيث درس في جامعتها اللاهوتية أربعة سنين أتم في نهايتها دراسته وحصل على اجازتها العلمية وقد أجاد اللغتين الفرنسية واليونانية إلى جانب اللغتين القبطية والعربية.
بعد عودته تولى مناصب دينية كثيرة وفي سنة 1912 عين رئيساً لأديرة الأقباط في القدس وفلسطين ثم وكيلاً عاماً لأيباراشية الكرسي الأورشليمي.
في 5 نوفمبر 1920 رسمه البابا كيرلس الخامس على كرسي ايباراشية جرجا باسم الأنبا يوساب بعد فصله عن أخميم الذي رسم له في اليوم نفسه الأنبا بطرس كما فصل عنه البلينا ورسم لها الأنبا ابرآم يوم 3 مارس 1921 بناء على ما طالبت به عائلة البطارسة وقد تكفلت بكل ما تتطلبه المطرانية من اقامة ونفقات.
في يوم 26 مايو 1946 ارتقى كرسي البابوية وقد أنتقل إلى الأمجاد السمائية يوم 13 نوفمبر 1956.[

في‏ ‏يناير‏1951 قام ألأنبا يوساب الثاني بترقية الأسقف الأثيوبى الأنبا باسيليوس إلى رتبة مطران لكنيسة أثيوبيا[2] ‏‏ ‏مع‏ ‏السماح‏ ‏له‏ ‏برسامة‏ ‏خمسة‏ ‏من‏ ‏الأساقفة‏ ‏الأثيوبيين‏[3]

بالرغم من ورعه إلا إنه كان ضعيف الشخصية ولم يستطع أن يوقف نفوذ سكرتيره الخاص الذي كان الأموال من بيع الرتب الكنسية لغير المستحقين، وهي جريمة خطيرة تسمى بـ"السيمونية" (نسية إلى سيمون الساحر الذي أراد شراء مواهب الروح القدس بالمال، والقصة مذكورة في سفر أعمال الرسل).
ونتيجة لذلك الفساد الذي انتشر في جسد الكنيسة، جرت عدة محاولات لتصحيح هذا الوضع وعزل سكرتير البابا. حتى إن بعض الشباب القبطي المتهور قام بخطف البابا من مقره واجباره على التوقيع على مطالبهم الإصلاحية! ولكنها كانت خطوة لم تحظى بأي قبول في الأوساط القبطية وباءت بالفشل سريعاً.[4]
1956 اتفق أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي العام -ولأول مرة في التاريخ القبطي- على تعيين لجنة أسقفية للقيام بأعمال البابا بدلاً منه.[4] وتشكيل اللجنة من اصحاب النيافة : الأنبا أغابيوس مطران ديروط وقسقام، الأنبا ميخائيل مطران اسيوط، الأنبا بنيامين مطران المنوفية[2]

 

FADY_TEMON

مستغني عن أرضكم
عضو مبارك
إنضم
30 مارس 2008
المشاركات
2,302
مستوى التفاعل
100
النقاط
0
الإقامة
بلد الكوسة
180px-Chuck_Kennedy_-_The_Official_White_House_Photostream_-_P060409CK-0199_%28pd%29.jpg


البابا شنودة الثالث

(اسمه الحقيقى نظير جيد)(3 أغسطس 1923 -)، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر ال 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع اسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني (1946 - 1956)



 
أعلى