القديسة أغنيس، البتول الشهيـدة

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,421
النقاط
113
141512217_2861663387452630_4215138018637751005_n.jpg

ولدت أغنيس في روما في أواخر الجيل الثالث، لأبوين مسيحيين ينتميان إلى عائلة ارستقراطية شهيرة. أرضعتها تعاليم الكنيسة منذ نعومة أظافرها ولما وصلت الى عامها الثاني عشر تأملت في زوال الدنيا وفنائها ونصيب الذين يحبون الرب، فاشتعلت فيها الحرارة الروحية وارادت أن تعيش للرب كل ايامها.

ولما كانت أغنيس حسنة المنظر فقد أعجب بها شاب رأها وهي ذاهبة الى الكنيسة وذهب الى ابيها طالبًا الزواج منها. أما القديسة فقالت لابيها أنني عازفة عن الزواح لأنني أريد أن أعيش كل أيامي للرب يسوع، فلما سمع العريس أنها رفضته ظن أنها تحب شخص آخر. فقابلها في الطريق فأخذ يلاطفها هو وابيه، غير أنها صرحت له بأنها تحب عريسها الذي اختارته نفسها (تقصد الملك السمائي) فلم يفهم كلامها الأمر الذي اشعل نيران الغيره به فأسرع الى الحاكم يعرفه بأنه توجد فتاة شابة لا تعبد آلهة الامبراطورية.

استدعى الحاكم الفتاة أغنيس التي حضرت بناء على أمر الحاكم مقيدة بالسلاسل وسحبوها الى هيكل الاصنام. أما هي فأخذت تصلي في داخلها قائلة: يستجيب لك الرب فى يوم شدتك". فلما رفضت السجود للآلهة أمر بتعذيبها عذابًا شديدًا غير أنها رفضت مصممة عازمة من كل قلبها على الثبات في هذه التجربة. الأمر الذي هيج الحاكم مهددًا اياها بأرسالها الى بيوت الخطية. فأجابت القديسة قائلة: أنني لا أخاف شيئًا فأنني واثقة إن الله سيسترني لأن ملاك الرب حول خائفيه وينجيهم.

وبكل قوة نفذ الجنود أمر الحاكم وجردوها من ثيابها ليدخلوها مكان الخطية والفساد غير أن الله أطال شعر القديسة وغطى كل جسدها فتعجب الحاضرون لذلك. ودخل بعض الاشرار ذلك المكان لافساد عفة القديسة غير أن الله أحاطها بهيبة ونور ساطع أرعب قلوبهم ولم يجرأوا أن يقتربوا منها. وقد استحسنها بروكريبوس ابن الحاكم الذي كان يرى ذلك الامر ودخل عندها لكي يفعل الشر بها ولكن ملاك الرب ضربه فسقط ميتًا ولما رأى الحاضرون ذلك هربوا. وذيع ذلك الخبر في المدينة كلها، فلما سمع والد ذلك الشاب خبر موت ابنه ذهب مسرعًا إلى حيث القديسة طالبًا منها أن تصلي لكي يقوم ابنه. فصلت أغنيس إلى الله فقام الشاب وهو يصيح ليس هناك إله إلا الذي تعبده أغنيس.

فتضايق كثير من كهنة المعابد الوثنية من هذه القديسة وطالبوا بموتها أما الحاكم فأحرج وترك الأمر لوكيله. أحضر وكيل الوالي هذه القديسة وأمر الجنود بوضعها في النيران لكن الله انقذ هذه القديسة. وأخيرًا بعد هذه العذابات الكثيرة أراد الله أن يريحها من أتعاب هذاالعالم. أمر وكيل الحاكم بقطع رأسها فتقدم السياف مرتعبًا لعلمه بأن القديسة لم ترتكب ذنب، لكن القديسة شجعته قائلة له: أعمل ما أمرت به. فطارت روحها للسماء يوم 21 كانون الثاني عام 305م.

فلتكن صلاتها معنا.
 
أعلى