أين بدأت كرة القدم؟ وكيف كانت مبارياتها تلعب منذ مئات السنين؟!

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
حسن المستكاوي :
إذا كانت الألعاب الأوليمبية تعد أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، من واقع نشأتها كهدنة بين دول الإغريق، ومن حاضرها، حيث يشارك بها الآلاف من شباب العالم، فإن المونديال يعد بمثابة أكبر حفل عرفه البشر.. فبطولة كأس العالم «دورة ألعاب» رياضية وحضارية واقتصادية وثقافية وسياسية. فكرة القدم هى الظاهرة العالمية الأوسع والأعرض.. والمونديال إحتفال كبير حاشد وهائل، يقام كل أربع سنوات، ويشهد لقاء بين الحضارات والثقافات، وتسقط فيه حواجز اللغات والأديان والإيدلوجيات.
ويمكن أن نقسم تاريخ كرة القدم إلى مرحلتين، الأولى ما قبل كأس العالم، والثانية ما بعد انطلاق كأس العالم. فقد طورت تلك البطولة اللعبة فى كل أقطار الكوكب. وكانت سببا مباشرا فى ظهور تكنولوجيا رياضية جديدة، تساوى أثر تكنولوجيا برنامج الفضاء الأمريكى على اختراع التليفون المحمول والكاميرات الديجيتال، والسبائك المعدنية القوية والخفيفة.
والواقع أن كرة القدم باتت فى حياة الشعوب بحجم الكرة الأرضية، وأصبحت نتائجها تمس كبرياء الأمم.. وتحولت من مجرد لعبة إلى ظاهرة سياسية واجتماعية عالمية.
الاعتذار بالإنجليزية

تعدت كرة القدم حدود الساحة الخضراء، وعكست كل أشكال الصراع. وهى اللعبة التى سيطرت على النفوس وخلبت الألباب، وتعد جزءا من الثقافة الغربية. وآدابها. ففى الأرجنتين، كان اتحاد كرة القدم، والذى أسس فى 1893، يحظر الكلام بالإسبانية، وقضى بألا يقبل اللاعب المتضرر اعتذار المعتدى إلاّ إذا صاغه صاحبه، واضحا وجليا، باللغة الإنجليزية.
وعلاقة كرة القدم بالهوية الوطنية متناقضة. فقد ولدت وتطورت عندما نشأت الدول فى أوروبا وترسخت. وحملت تلك الرياضة مهمة ترسيخ الهوية الوطنية. فعن طريق الاحتشاد والاحتفال بفريق يشعر أنصاره بالانتماء المشترك. ويقال إنه ظهرت بوادر تصدّع الاتحاد اليوغوسلافى فى أثناء مباراة كرة قدم بين فريقى زغرب (المدينة الكرواتية الأولى) وبلغراد (المدينة الصربية) فى مارس 1990. وحصدت المشادات بين مناصرى الفريقين نحو 60 إصابة خطيرة. وتكرر الأمر بين فريقى سلوفاكيا وتشيكيا، جناحا تشيكوسلوفاكيا سابقا.
وهناك سؤالان شغلا الباحثىن والخبراء عن أصل كرة القدم.. من مارسها ومن اخترعها لأول مرة؟ وما أسباب شعبيتها الطاغية وتفوقها على كل اللعبات الجماعية والفردية؟!
الروايات عن أصل كرة القدم متعددة ومختلفة، وقصة أصول اللعبة طويلة بها تفاصيل كثيرة، لكن باختصار، من المؤكد أن بعض المنافسات أقيمت خلال الحضارتين اليونانية والرومانية. وفى رواية أخرى أن الصينيين مارسوها منذ أربعة آلاف سنة، وكانت «تسو ــ تشو». كما كتب أحد المؤرخين يقول: إن اليابان عرفت كرة القدم وكانت تسمى «كيمارى» منذ 14 قرنا، كما كانوا يمارسونها فى الفترة من 710 إلى 794 بعد الميلاد بالزى التقليدى للنساء «الكيمونو».
كرة مشعة فى الأوديسة

أما هوميروس فقد تحدث فى الأوديسة عن كرة جميلة مشعة وكتب هيرودوت أبوالتاريخ عام 448 قبل الميلاد يقول: «عندما زرت مصر وجدت هناك لعبة تسمى لعبة الكرة، يصنعها المصريون من جلد الماعز، ويحشونها بالقطن أو القش، ويركلها اللاعبون بالأقدام بين فريقين يتنافسان حتى تصل الكرة إلى نقطة نهاية لتحتسب بعد ذلك هدفا».
وهناك من يقول إن اليونان مارست كرة القدم فى القرن الخامس قبل الميلاد وهناك من يقول إن الرومان توارثوها، ونقلوها إلى غرب أوروبا ثم إلى بريطانيا عندما احتلوها.
وفى العديد من الكتب والموسوعات التى تؤرخ بداية كرة القدم رسومات ومعلومات عن ممارستها فى حقول فرنسا، وفى طرقات مدينة البندقية، حيث كانت تسمى «الكالشيو» ومازال الدورى الإيطالى يسمى الكالشيو حتى اليوم.
ولم تكن هناك قواعد أو قوانين فى تلك العصور، وكانت كرة القدم تلعب فى المناسبات، وفى فترات كانت المباريات تقام بين فرق الأغنياء والفقراء، وبين الأباء والأبناء، وبين المتزوجين وغير المتزوجين، وكانت تلك المباريات فى الريف الإنجليزى تكون فرصة للشباب لاستعراض القوة والصحة، أملا فى الفوز بزوجة من المتفرجين!
وتبقى رواية تقول إن العرب مارسوا كرة القدم منذ آلاف السنين، فقد كتب الكاتب السعودى «تركى بن ناصر السديرى» يقول: «لعب العرب الكرة قبل أن يعرفها الأوروبيون، بل لعلهم من عرّف أوروبا بالكرة وألعابها. ونفى السديرى أن يكون العرب أول من لعبوا الكرة، كما أشار كاتب آخر هو أبوتراب الظاهرى».
ويرى السديرى أن العرب من أوائل الذين مارسوا كرة القدم، فقد اكتشف لوح أثرى فى العراق عام 1976 مرسوم عليه رجل بين ساقيه كرة وإحدى ساقيه فى وضع الركل، كما أن الفراعنة مارسوها أيضا ولعبها أهل الجزيرة العربية، كما أن لعبة المياس المغربية كانت شكلا من أشكال الكرة الحديثة، حيث تلعب الكرة بين فريقين محددين ويسعى كل فريق لإدخال الكرة فى مرمى الفريق الآخر. ويقول إن كرة القدم نتاج حضارات التاريخ..
لكن كيف ومتى لعب الإنجليز كرة القدم.. وكيف صنعوا الكرة الحديثة؟ وكيف فازوا بكأس العالم مرة واحدة فقط؟ وكيف ولدت رياضتهم الشهيرة الرجبى من رحم كرة القدم؟ وكيف نشروا اللعبة فى الأرض، من الهند إلى البرازيل ومن جزر الفارو إلى جزر الأنتيل الهولندية ومونتسيرات؟!

هذا موضوع آخر..
الفرنسي جوران صاحب فكرة كأس العالم وجول ريميه نفذها


تنسب فكرة تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى الفرنسى روبير جوران Robert Guorin الذى أسس الاتحاد الدولى عام 1904، لكنها ظلت مجرد فكرة لمدة 25 سنة، قبل أن تصبح حقيقة على يد المحامى جول ريميه jules Rimet فى مايو 1929 أثناء اجتماع الاتحاد الدولى فى مدينة برشلونة الإسبانية، والذى تقرر فيه منح أوروجواى شرف تنظيم أول بطولة لكأس العالم عام 1930، وأطلق عليها اسم: (جائزة جول ريميه)، وهو اسمها الرسمى حتى بطولة 1970 فى المكسيك، ثم أصبحت: (كأس الاتحاد الدولى لكرة القدم) أو «FIFA World cup».
ويذكر التاريخ أن رجل الأعمال الهولندى (كورنيلوس هيرشمان) ــ وكان سكرتيرا للاتحاد الدولى ــ تبنى الفكرة حين تخلى عنا (روبير جوران)، وذلك فى عام 1906، حيث بدأ يجرى اتصالاته بالدول المؤسسة للاتحاد، وهى: فرنسا، بلجيكا، سويسرا، هولندا، إسبانيا، السويد، الدانمارك، ولم تكلل جهوده بالنجاح لأن الإنجليز ظلوا يعارضون الفكرة، ويرفضونها، لأنهم ــ من وجهه نظرهم ــ فوق الجميع، وأساتذة اللعبة، وهم ليسوا أعضاء فى الاتحاد الولى، ولأن الحرب العالمية الأولى نشبت، ودمرت، وعطلت كل شىء!
وعندما انتهت الحرب، استطاع (هيرشمان) أن يقنع المحامى الفرنسى (جول ريميه) بالفكرة، وقد انتخب رئيسا للاتحاد الدولى فى عام 1920، واستمر فى منصبه حتى عام 1954، ومع ذلك ظل (ريميه) ــ لمدة 9 سنوات ــ يكافح من أجل بطولة كأس العالم، لأن قادة الحركة الأوليمبية يرفضون هذه البطولة، ويرون أن نجاح مسابقة كرة القدم فى الألعاب الأوليمبية يكفى، وأن العالم ليس فى حاجة لمسابقة أخرى، وكانت كرة القدم قد دخلت برنامج الألعاب الأوليمبية عام 1908، وحققت نجاحا هائلا فى دورات انفرس، وباريس، وأمستردام، وبعد ذلك يرون أن مسابقة الكرة الأوليمبية هى (بطولة العالم لكرة القدم)، وأنه لا داعى لإقامة بطولة أخرى!
ولكن الكرة فى الألعاب الأوليمبية كانت للهواة فقط، والشعار الأوليمبى يحرم أمهر اللاعبين فى العالم من الاشتراك فى مسابقة الكرة، وهم المحترفون، وقد عرفت الدنيا الاحتراف عندما أصبح قانونيا فى انجلترا من عام 1885، ومنذ هذا التاريخ انتشر الاحتراف فى العالم، وارتفع مستوى اللاعبين المحترفين لأنهم يتفرغون للعبة فكيف لا تكون لهم مسابقة خاصة؟!
واستمر نضال (جول ريميه) ضد الأوليمبيين، وضد الإنجليز، الذين يرفضون (أى شىء) يأتى لهم من خارج بريطانيا.
فلماذا عارض الإنجليز الفكرة، ورفضوها، وحاربوها؟!

إن أقدم مدرسة للكرة هى بالطبع البريطانية، إذ تبنت اللعبة منذ نشأتها، ولكن هذه المدرسة مع ما أحسنت به للعبة أساءت إلى نفسها فى كونها انطوت على محيطها بقصد الاستغناء والكفاية، فأنشأت اتحاداتها الأربعة، وانطلقت فى كبرياء تتفاعل داخل بوتقتها، ظنا منها أن العالم الخارجى لن يبلغ ما بلغت، وكانت بريطانيا أحد أسباب تأجيل البطولة فعلا، فقد امتنعت عن الاشتراك فى تأسيس الاتحاد الدولى، لأنها رأت أنها لن تستفيد شيئا من عضوية ذلك الاتحاد.
وفى دورة أنفرس الأوليمبية التى نظمت فى بلجيكا عام 1920 نالت الكرة الإنجليزية (صفعة على خدها) حين هزم فريق النرويج المغمور منتخب إنجلترا 3/صفر فى الدور الأول، والغريب أن رد فعل الإنجليز كان عدم الاشتراك فى مسابقة كرة القدم الأوليمبية فى دورتى 1924، 1928، ثم انسحبت الاتحادات البريطانية الأربعة من الاتحاد الدولى عام 1928، وظلت بعيدة عن عضوية هذا الاتحاد العالمى حتى عام 1948، ولم تشترك منتخبات بريطانيا الأربعة فى بطولات كأس العالم الثلاث الأولى 1930، 1934، 1938، واشتركت بدءا من البطولة الرابعة عام 1950.
برر الإنجليز انسحابهم من الاتحاد الدولى ــ الفيفا «Federation Intemationale de Football Association FIFA بحجة عدم الفصل بين اللاعب الهاوى والمحترف، بوضوح وحسم، لاعتبار أن بعض الدول تدفع للهواة ولا تعرف باحترافهم، وكما ترون هى مشكلة قديمة جدا، لكنها ــ مع ذلك ــ كانت مجرد حجة مفتعلة، المهم أنهم ــ أى الإنجليز ــ رأوا أن الفرق القومية التى تشترك فى الألعاب الأوليمبية ليست فرق (هواية خالصة)، وأن فرق الدول التى تشترك فى بطولة كأس العالم للمحترفين، لاتمارس اللعبة بشكل مقنن ومنظم فى بلدانها، وأن الكرة خارج بريطانيا لم تستقر ولم تنضج بعد، بصورة تكفل تحترام قوانين اللعبة!
و.. لكن عادت بريطانيا إلى الألعاب الأوليمبية فى دورة برلين عام 1936، ربما فى محاولة لتأجيل الحرب العالمية الثانية، وانتظمت الفرق البريطانية فى بطولات كأس العالم..
وكان جول ريميه بدأ من الصفر مرة أخرى عام 1927 فى مؤتمر الاتحاد الدولى فى مدينة هلسنكى، حيث ألف لجنة خاصة لدراسة إمكانية تنظيم بطولة لكأس العالم لكرة القدم، وبالفعل اجتمعت اللجنة، ودرست، وقررت أن تبدأ المسابقة فى سنة 1930، فيما بين دورتى الألعاب الأوليمبية لعامى 1932، 1938، ثم وضع الاتحاد الدولى القانون المنظم لبطولة كأس العالم فى زيوريخ يوم 8 سبتمبر 1928، وفى مايو 1929 تقرر أن تنظم أوروجواى البطولة الأولى، وبهذا رأت الفكرة النور بعد أن عاشت فى ظلام وعناد، من سنة 1904 حتى سنة 1928!
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
حسن المستكاوي :
من بدأ فى ممارسة كرة القدم، وكيف كانت تلعب قبل أن يهذبها الإنجليز؟.. فى جميع الوثائق لم يتفق المؤرخون على من اخترع كرة القدم أو أين لعبت لأول مرة.. هل فى الصين أم اليونان أم إيطاليا؟
..وكيف صنع الإنجليز الكرة الحديثة؟ كيف هذبوها وطوروها؟
كان العنف توءما لكرة القدم. وظلت اللعبة لسنوات متهمة بأنها شريرة ووحشية.. وطريقها الطويل امتزج بالدم والموت.. وأنها تخرج من الإنسان الذى يمارسها كل طاقات الكراهية والرغبة الفطرية فى الحرب، أليست اللعبة فى جوهرها صراعا، ومحاولة من جانب كل فريق من أجل احتلال أرض الآخر أو ملعب الآخر. وكانت وما زالت كل حروب البشرية سببها الأرض والمياه؟!
فى كتابه «هذه الأقدام.. التاريخ المثير للكرة الإنجليزية» يقول الصحفى دافيد وينر إن اللعبة شهدت فى بدايتها بإنجلترا أسوأ أشكال العنف، وكانت ساحة للأشرار من العاطلين واللاعبين والأغبياء، الذين يمارسونها بأحذية قاسية وخشبية، وعلى ملاعب سيئة يختلط فيها الطمى بالعرق، واللعب بالضرب، وبرر انتشارها السريع فى بلاده بحاجة الشباب إلى ما يخرج طاقاتهم الشريرة والعنيفة!
اللعب بالرءوس
ويؤكد دافيد وينر فى عرضه لبدايات الكرة الإنجليزية فى القرن التاسع عشر جميع الروايات التاريخية المعروفة عن نشأة اللعبة وكيف أن جذورها قامت على العنف، ففى أول قرنين ميلاديين وفى أثناء الغزو الرومانى لإنجلترا نجد قصصا مختلفة عن كرة القدم الأولى تحكى عن قيام جنود بريطانيين بلعب الكرة برءوس الجنود الرومان الذين هزموا فى معركة بإحدى القرى. وهناك واقعة تاريخية تشير إلى أن الدانماركيين احتلوا إنجلترا من سنة 1016 إلى سنة 1042بعد الميلاد، وأن الإنجليز حاربوهم فى معركة دامية، كان من أثرها أن الجنود الإنجليز قطعوا رأس القائد الدانماركى، وداسوها بأقدامهم مثل الكرة، وصار هذا بعد ذلك تقليدا قوميا، وعلامة على الثأر والانتقام، واستبدلوا مع الوقت الرأس بكرة، القائد الدانماركى، وداسوها بأقدامهم مثل الكرة، وصار هذا بعد ذلك تقليدا قوميا، وعلامة على الثأر والانتقام، واستبدلوا مع الوقت الرأس بكرة، فنشأت فكرة الكرة واللعب بها بالقدم وباليد، واعتبر هذا هو فجر ظهور اللعبة واكتشافها فيما بين 1050ــ 1075 بعد الميلاد، وبهذا أرخ ظهور اللعبة فى القرن الثانى عشر بعد الميلاد، وكانوا من قبل يسمونها «ركل رأس الدانماركى» ثم سميت بعد ذلك كرة القدم.
حادث قتل فى مباراة
وقبل مباريات كأس العالم عام 2006 فى ألمانيا بثت قناة «ناشيونال جيوكرافيك» الشهيرة حلقات عن تاريخ اللعبة، وعن صناعتها، وأبطالها، وذكرت أنه منذ نحو ألف عام كانت تقام مباريات بين مدينتين وبين قريتين وبين مقاطعتين. كانت اللعبة بلا قواعد وملاعبها بلا حدود. وأطلق عليها «كرة قدم الجمهور».. وفى الوثائق الإنجليزية سجلت حالات وفاة وإصابات شديدة وكانت أول حادثة وفاة قد وقعت فى يوم أحد من أيام عام 1280، حيث تقول إحدى الوثائق: «أن هنرى دى إلنجتون كان يمارس رياضته المفضلة وواجهه أحد خصومه وهو ديفيد ليكين وكان يحمل سكينا فى حزامه، وعندما اصطدما طعن ليكين منافسه إلنجتون فسقط ميتا على الفور».
وفى مدينة أشبورن الإنجليزية مازال سكانها يحتفظون بتقليد «كرة قدم الجمهور» حتى اليوم، حيث تقام مباراة سنوية بين سكان المدينة، بتقسيمهم إلى فريقين، فريق فى أعلى نهر هنمور وفريق فى أسفل النهر. وفى هذا اليوم تعلن الشرطة الإنجليزية حالة الطوارئ وتغلق المحال التجارية أبوابها، وتعطل المصالح الحكومية.
ملوك إنجلترا يحرمونها
انتشرت كرة القدم بإنجلترا فى القرن الثانى عشر الميلادى وأصبحت لعبة غوغائية عنيفة ليس لها قواعد ولا أى نوع من السلوك الذى ينظمها وبدأت تحل محل الرماية بالسهم والفروسية وفنون الحرب، مما دفع الملك إدوارد الثانى لإيقافها فى عام 1314 وسمح بممارستها فى أيام العطلات الرسمية فقط. وكذلك فعل الملك إدوارد الثالث فى عام 1369.. كما أصدرت الملكة اليزابيث الأولى تعليمات مشددة بعدم ممارسة اللعبة ومعاقبة كل من يمارسها فى الخفاء وبعد وفاة الملكة إليزابيث أصبحت كرة القدم شرعية مرة أخرى.. وسمح بممارستها فى عام 1605 ومع نهاية القرن السابع عشر كانت اللعبة الأكثر شعبية فى انجلترا وحصلت كرة القدم على رعاية من الملك تشارلز الثانى فى عام 1680.. وكانت المباريات عنيفة أحيانا ينتج عنها كسور فى العظام!
ويرى بعض علماء الآثار أن الكوليزيوم الإيطالى الذى بناه الإمبراطور الرومانى فيسباسيان وأكمله ابنه تيتوس كان نواة لملاعب كرة القدم فيما بعد التى عرفت بالاستادات، وجاء فى «ناشيونال جيوجرافيك» تقرير يؤكد أن الكوليزيوم لم يكن استادا للمصارعة فحسب، وإنما تضمن تصميمه العبقرى إقامة منافسات بين المراكب الصغيرة، كما فى مسابقات التجديف، حيث تخزن المياه أسفل ساحته الرئيسية بطريقة هندسية معينة ثم تضخ فى تلك الساحة لتنظيم تلك المسابقات..
على أى حال فقد كان الكوليزيوم مسرحا للإثارة والعنف يدفع فيه اللاعبون وهم المصارعون ثمنا باهظا، وهو حياتهم. وكان يتسع لأكثر من 50 ألف متفرج حيث تجرى المباريات بين المجالدين وتنتهى المباراة بفوز مصارع ومقتل الآخر.. وقد شهد الكوليزيوم على مدى تاريخه مصرع أكثر من 700 ألف لاعب من هؤلاء!
لقد أتاحت ساحة مغطاة بعشب أخضر جميل تحيط بها مدرجات مزدحمة الفرصة لكى يهتف فيها الآلاف من الناس لفريق أو ضد فريق ويصرخون ويفرحون ويتألمون ويهاجمون مندوب العدالة ــ الحكم ــ الذى كان يرتدى زيا أسود ثم تعددت ألوانه.
لقد كانت كرة القدم لعبة وحشية تمارس بأقدام اللاعبين الشريرة والغبية كما يقول دافيد وينر.. لعبة تركل الشر وتلعب بالشر أو بالنار ويشاهدها جمهور من الأشرار.. لكن طلاب المدارس الحكومية الإنجليزية فى أيتون ومانشستر وهارو كانوا وراء تغيير مفهوم وشكل اللعبة عندما التقوا معا بقواعدهم المختلفة فى ممارسة كرة القدم بجامعة كامبريدج.. كيف حدث ذلك بفارق صوت واحد فقط أنقذ كرة القدم وجعلها بصورتها الحالية الجميلة والمثيرة؟!
أول قانون لكرة القدم!
وضع أول قانون للعبة مستر (ترنج) الأستاذ بجامعة كامبريدج، وذلك يوم 26 أكتوبر سنة 1863، وكانت مواده كما يلى:
المادة (1): يُصاب المرمى حينما تمر الكرة فى المرمى، وتحت العارضة، إلا إذا كانت الرمية عن طريق قذف الكرة باليد.
المادة (2): مسموح باستعمال اليدين فى حالة ما إذا كان الاستعمال لضبط الكرة ووضعها على الأرض أمام القدمين.
المادة (3): الركل غير مباح إلا إذا كان موجها للكرة.
المادة (4): لا يجوز للاعب أن يركل الكرة ما دامت في الهواء.
المادة (5): العرقلة والرفس ممنوعان كلية.
المادة (6): إذا خرجت الكرة عبر خط الرايات (التماس) وجب على اللاعب الذي أخرجها من نقطة خروجها بالملعب إعادتها في خط مستقيم إلى وسط الملعب.
المادة (7): إذا ما خرجت عبر خط المرمى، قذفت إلى الملعب بواسطة أحد لاعبي الفريق الذى يلعب فى هذا المرمى.
المادة (8): لا يجوز للاعب أن يقف أمام من يرمى الكرة إلى بعد أقل من ست ياردات حينما يرمى.
المادة (9): اللاعب يعد خارج اللعب فى الوقت الذى يكون فيه أمام الكرة، ويجب عليه أن يعود وراءها فى أقرب وقت ممكن، وإذا كانت الكرة ترمى بمعرفة زميل له ومرت به فلا يجوز له أن يلمسها، أو يسعى إليها قبل أن يلمسها أحد لاعبي الفريق الذي رماها أولا، فإذا تبعها أحد من هذا الفريق استطاع أن يصل إليها، مادامت الكرة أمامه، ورماها.
المادة (10): الكتف ممنوعة ضد أى لاعب خارج اللعب، أي حين تكون الكرة وراءه.
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
حسن المستكاوي :
يسجل كتاب الفيفا الصادر فى مايو عام 2004 بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسه تاريخ كرة القدم.. وكيف كانت البدايات، والروايات حول الشعوب التى مارست تلك اللعبة الجميلة. وجاء فيه أن أقدم كرة قدم موجودة فى التاريخ كانت فى مصر الفرعونية، حيث لعب المصريون القدماء بكرات مصنوعة من الخشب والجلد وورق البردى، وذلك قبل الميلاد. وهو ما يدعمه ما جاء على لسان هيردوت أبوالتاريخ بشأن مشاهدته لممارسة الفراعنة للعبة فى عام 448 قبل الميلاد. والكرات الفرعونية ملونة بألوان زاهية.
وفى بعض مقابر بنى حسن فى المنيا رسوم تشير إلى ممارسة المصرى القديم للعبات المصارعة والملاكمة والسباحة، واهتم قدماء المصريين بالرياضة للصحة والقوة وكرة القدم وكان من أسس اختيار الفراعنة قبل توليهم الحكم أن يقطعوا جريا شوطا سموه «شوط القربان» وعنى بعضهم بتسجيل هذه الأشواط على جدران معابدهم، ومنهم زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وهناك لوحة تعد أقدم أثر رياضى توضح احتفال زوسر بمرور 30 سنة على تتويجه على جدران معبد هرم زوسر فى سقارة

مباريات القرون الوسطى
عندما تتبع جذور كرة القدم نجدها فى جميع أركان المعمورة على مر العصور التاريخية المختلفة.. فقد عرف بعض أشكالها لدى الإيطاليين والصينيين واليابانيين والمصريين والإغريق والهنود الحمر والفرس وسكان أمريكا الوسطى والقبائل الأسكتلندية والفايكنج والآشوريين وغيرهم. ولعب سكان هذه الشعوب الكرة قبل آلاف السنين.. والباحثون وجدوا آثارا لمباريات كرة قدم تعود لأكثر من الفين وخمسمائة سنة قبل الميلاد، وكانت الكرة تصنع من جلد الحيوانات وتقذف خلال فجوة فى شبكة ممتدة بين قوائم ارتفاعها 30 قدما، وكانت المباراة تقام كجزء من الاحتفالات بعيد ميلاد الإمبراطور. وقال الباحثون: «إن الطقوس التى كان يمارسها القدماء المصريون والخاصة بالخصب والنماء كانت مرتبطة بتطور كرة القدم قبل ألفين وخمسمائة سنة قبل الميلاد.. ووجدت إشارات عديدة لكرة القدم تعود لحقبة ما قبل الميلاد فى الحضارات القديمة مثل الرومانية والإغريقية واليابانية».
وفى القرون الوسطى تم صناعة كرة من المطاط فى المكسيك وأمريكا الوسطى وكانت تمارس فى مضمار داخل حوائط، وكان طول المضمار يتراوح ما بين 40 و50 قدما مع حوائط رأسية ذات ارتفاع عالٍ وكان شكل الملعب مثل الحرف اللاتينى (i)، وكان يتم تركيب حلقة حجرية أو خشبية فى وسط كل حائط ويتم تصويب الكرة المطاطية تجاه هذه الحلقة بالقدم.
وفى القرن السابع عشر مارس سكان العديد من جزر المحيط الهادى كرة القدم مستخدمين ثمار جوز الهند والبرتقال والأكياس ككرات ولعب سكان الإسكيمو كرة القدم على الجليد وكانت الكرات محشوة بالعشب وشعر الغزلان والطحالب.. ومن الأساطير المنقولة عن كرة القدم فى الاسكيمو تلك الأسطورة التى تقول عن المباراة، التى جمعت بين قريتين وكان طول الملعب عشرة أميال.. كما لعبت الشعوب الآسيوية كرة القدم ووصلت اللعبة إلى جنوب شرق أسيا، حيث تقع بورما، ومارس شعبها القديم كرة القدم كما جاء فى رسومات كتاب الفيفا الذى روى تاريخ اللعبة.
إن قصة الكرة وبدايتها سجلها الرسامون. ففى عام 1925 رسم الألمانى كريستوف فيد يتز لوحة تمثل ممارسة الهنود الحمر للعبة بكرة ممتلئة بالهواء، ويركلونها بمؤخرتهم دون أن يرفعوا أيديهم عن الأرض. وكان اللاعبون يرتدون قفازات جلدية فى الأيدى وقطع من الجلد لحماية المؤخرة.. وكان الهنود الحمر فى القرن السابع عشر يلعبون كرة القدم وكان طول الملعب حوالى الميل وكان أكثر من مائة شخص يشاركون فى المباراة الواحدة.. وكانت المباريات عنيفة أحيانا ينتج عنها كسور فى العظام ولم يكن يسهل التعرف على اللاعبين، حيث كانوا يخفون أنفسهم بالزينات وطلاء الحرب مما يصعب عملية الانتقام فى حالى الاصابات الخطيرة.. وكانت بعض المباريات تستمر لأكثر من يوم وتتم إقامة ولائم للمشاركين فى نهاية المباريات.
الإغريق أيضا لعبوا كرة القدم.. ففى المتحف القومى بأثينا توجد لوحة من القرن الخامس قبل الميلاد توضح ممارسة لاعب للكرة وأمامه طفل صغير يتابع تدريباته، حيث كانت اللعبة نشاطا تربويا وموجه للنساء وللرجال.
إذن لم يختلف المؤرخون على ممارسة الإنسان لكرة القدم منذ عصور قديمة، وهو أمر يدعونا للتفكير فى أسباب تلك الممارسة منذ آلاف السنين. ولم يتوقف الإنسان عن ممارسة كرة القدم منذ اكتشافها.. وهناك رسم للفنان بياترو بيرتيللى لمباراة فى كرة القدم عام 1595 فى مدينة بادو الإيطالية.. وفى عام 1688 صدر كتاب لتخليد ذكرى كرة القدم فى فيورنتينا الإيطالية، وجاء على غلاف الكتاب أنه يشهد على عظمة الماضى ومهدى للأمير فردنانت ميدتشى أحد أفراد العائلة الحاكمة ولزوجته فيولانتى بياترتيش.

كيمارى وكرة القدم
وفى تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية عام 2006، جاء مايلى عن ممارسة شعب اليابان للعبة شبيهة بكرة القدم وهم يرون أنها الأصل: «ما زالت لعبة «كيمارى» تحظى باهتمام البعض فى اليابان خاصة أنهم يعتبرونها أصل لعبة كرة القدم فى بلادهم نظرا للتشابه الكبير بين اللعبتين». 
وفى لعبة كيمارى يرتدى ثمانية لاعبين الزى الوطنى اليابانى التقليدى كيمونو باللون الوردى والأخضر والأورجوانى والألوان الأخرى والقبعات الطويلة والأحذية الجلدية ويلتفون فى دائرة ويركلون كرة مصنوعة من الجلد بأقدامهم، وهم يصيحون مع كل ركلة، ويتركز جوهر اللعبة فى قدرة اللاعبين على رفع الكرة قبل تمريرها على باقى زملائهم. 
ويختلف لون الكيمونو حسب رتبة المحارب أو اللاعب كما يبلغ طول أكمام الكيمونو على الدرجة التى تكاد تلمس فيها الأرض. ولا تمثل كيمارى لعبة للمنافسة بقدر ما هى طقوس دينية تقام بين الأصدقاء، وليس هناك فائزون وخاسرون فى كيمارى فكل لاعب يجب أن يتعاون مع زملائه للاحتفاظ بالكرة فى الهواء من أجل استمرار اللعب بقدر الإمكان. 
ويجب أن يحاول اللاعبون تقديم أفضل تمريرة ممكنة إلى باقى اللاعبين وإذا فشلت إحدى التمريرات يكون الخطأ دائما على اللاعب الذى بحوزته الكرة.
ويكمن الاختلاف الرئيسى بين كرة القدم وكيمارى، التى بدأت ممارستها فى القرن السابع فى أن الكرة يجب ألا تلمس الأرض فى لعبة كيمارى، ومن ثم يتوقع أن يظل ظهر اللاعبين مستقيما بقدر الإمكان عندما يركلون الكرة لنحو أربعة أمتار فوق مستوى سطح الأرض وتمثل كيمارى أيضا جزءا من الفلسفة والعقيدة الدينية «تاويزم»، وتتطلب طقوسا وهدوءا أكثر من احتياجها لتحسين المستوى البدنى وفى كل عام يمارسها اليابانيون فى جزيرة كيوتو، كما كانوا يمارسونها فى الفترة من 710 إلى 794 بعد الميلاد بالزى التقليدى للنساء «الكيمونو».

لعبات من بطن الكرة


ومن كرة القدم استمدت شعوب العالم بثقافتها المختلفة كل أشكال وألوان ألعاب الكرة، التى ولدت من بطن كرة القدم تلك اللعبة، التى كانت مثل المعارك الحربية فى القرون الوسطى فى بريطانيا فهى بين مدينتين أو بين قريتين والهدف أن تصل الكرة الى المدينة أو القرية الأخرى بكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، وقد تبلورت قوانين كرة القدم التى نمارسها فى العصر الفيكتورى عندما أصبح اللهو المنظم جزءا لا يتجزء من تطور المجتمعات الصناعية وأول من وضع قواعد اللعبة هم طلبة المدارس فى إنجلترا، ومنها كلية «أيتون» وحتى الأن تقام مباراة واحدة سنويا فى تلك الكلية العريقة بنفس القواعد القديمة وبنفس الملابس وانتشرت كرة القدم، كما انتشرت الرجبى، وفى الولايات المتحدة الأمريكية لعبة مماثلة للرجبى الإنجليزية هى كرة القدم الأمريكية، وفى أيرلندا لعبة الرجبى الخاصة بها وفى أستراليا لعبة تعد خليطا بين كرة القدم والرجبى تسمى «استراليان رولز»، وفى ويلز لعبة مشابهة للرجبى تسمى «جايليك فوتبول»، وفى آسيا لعبة تجمع بين الكرة الطائرة وكرة القدم وتسمى «سيباك تاكراو» وهناك كرة القدم على الدراجات البخارية وتسمى «موتوبول»!
فى تاريخ كرة القدم رسوم ووثائق شديدة الغرابة، لكنها تكشف أن تلك اللعبة خلبت العقول، وشدت الجميع.. وهى لم تكن لعبة منظمة لها قوانينها وقواعدها.. حتى بدأ الإنجليز عملية تقنين اللعبة ثم نشروها فيما بعد بصورتها الجديدة إلى العالم من خلال جنود الإمبراطورية البريطانية كانت رياضة الكرة تعنى اللعب بالقدم وباليد، ويسمح فيها بالضرب والركل والدفع والمصارعة، كانت مزيجا بين كرة القدم وكرة اليد، واحتاج الإنجليز إلى عشرات السنين من أجل تطوير وتهذيب اللعبة، وتحويلها من رياضة عنيفة مليئة بالدم والقتال والاعتداء، ويمارسها الأشرار إلى تلك اللعبة الجميلة، التى تمارسها شعوب العالم أجمع الآن.
الفيفا جمهورية كرة القدم
الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) هو‏ ‏الجهة‏ ‏الأعلى،‏ ‏التى‏ ‏تتولى ‏شئون‏ ‏كرة‏ ‏القدم‏ ‏فى العالم‏ ‏كله‏ ‏وتحظى بنفوذ‏ ‏وصلاحيات‏ ‏واسعة‏ ‏تفوق‏ ‏صلاحيات‏ ‏الحكومات‏ ‏وقادة‏ ‏الدول‏ ‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏أى دولة‏ ‏على وجه‏ ‏الأرض‏ ‏ممارسة‏ ‏اللعبة‏ ‏على ‏دون‏ ‏الرجوع‏ ‏إلى هذا‏ ‏الاتحاد‏.‏
تأسس‏ ‏الاتحاد‏ ‏الدولى أول‏ ‏ما‏ ‏تأسس‏ ‏فى مقر‏ ‏الاتحاد‏ ‏الفرنسى لكرة‏ ‏القدم‏ ‏الكائن‏ ‏آنذاك‏ ‏فى شارع‏ ‏سان‏ ‏أونوريه‏ ‏بباريس‏ ‏يوم‏ 21 ‏مايو‏ ‏عام‏ 1904 ‏وشاركت‏ ‏فى تأسيسه‏ ‏سبع‏ ‏دول‏ ‏فقط،‏ ‏هى: ‏فرنسا‏ ‏وسويسرا‏ ‏وبلجيكا‏ ‏والدانمارك‏ ‏وهولندا‏ ‏وإسبانيا‏ ‏والسويد، لكن‏ ‏الفكرة‏ ‏فى البداية‏ ‏كانت‏ ‏للهولندى كارل‏ ‏هيرتشمان،‏ ‏الذى أراد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏هناك‏ ‏جهة‏ ‏دولية‏ ‏مجمعة‏ ‏للدول‏ ‏التى تمارس‏ ‏لعبة‏ ‏كرة‏ ‏القدم‏ ‏خارج‏ ‏الأرض‏ ‏الإنجليزية فقد‏ ‏كان‏ ‏اتحاد‏ ‏الكرة‏ ‏الإنجليزى، الذى تأسس‏ ‏عام‏ 1863 ‏أشبه‏ ‏بالجزيرة‏ ‏المنعزلة‏ ‏والبرج‏ ‏العاجى، الذى لا‏ ‏يسمح‏ ‏لأحد‏ ‏من‏ ‏باقى الأوروبيين‏ ‏الاقتراب‏ ‏منه‏.‏
‏‏والغريب‏ ‏أن‏ ‏الهولندى هيرتشمان‏ ‏عرض‏ ‏الفكرة‏ ‏على الاتحاد‏ ‏الإنجليزى فى الفترة،‏ ‏التى سبقت‏ ‏تأسيس‏ ‏الاتحاد‏ ‏الدولى، لكن‏ ‏الإنجليز تلكأوا‏ ‏فى الرد‏ ‏كثيرا‏ ‏وفضلوا‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏لهم‏ ‏كرة‏ ‏القدم‏ ‏الخاصة‏ ‏بهم‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏الفرنسيون‏ ‏تحديدا‏ ‏يريدون‏ ‏التأخير‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ذلك‏، خاصة‏ ‏أن‏ ‏الظروف‏ ‏وقتها‏ ‏سمحت‏ ‏بإقامة‏ ‏أول‏ ‏مباراة‏ ‏رسمية‏ ‏دولية‏ ‏وكانت‏ ‏فى بروكسل‏ ‏بين‏ ‏فرنسا‏ ‏وبلجيكا‏ ‏بتاريخ‏ ‏أول‏ ‏مايو‏ ‏ولهذا‏ ‏قرر‏ ‏الفرنسيون‏ ‏إشهار‏ ‏الاتحاد‏ ‏الدولى الوليد‏ ‏فى‏ 21 ‏مايو،‏ ‏وظل‏ ‏اللورد‏ ‏كينارد‏ ‏رئيس‏ ‏الاتحاد‏ ‏الإنجليزى لكرة‏ ‏القدم‏ ‏يرفض‏ ‏الانضمام‏ ‏إلى هذه‏ ‏الجبهة‏ ‏الجديدة،‏ وكان‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏أيرلندا‏ ‏وأسكتلندا‏ ‏وويلز‏ ‏اتحادات‏ ‏مستقلة‏ ‏طوال‏ ‏تلك‏ ‏الفترة.‏
‏‏وتم‏ ‏وضع‏ ‏اللائحة‏ ‏الأساسية‏ ‏التى تحكم‏ ‏العمل‏ ‏بالاتحاد،‏ وكان‏ ‏رسم‏ ‏العضوية‏ ‏فى الفيفا‏ ‏أنذاك‏ 50 ‏فرنكا‏ ‏فرنسيا‏ ‏فقط‏ ‏تدفعه‏ ‏الدولة‏ ‏الراغبة‏ ‏فى الانضمام‏ أى عضويته، وكان‏ ‏الفرنسى روبرت‏ ‏جورين‏ ‏أول‏ ‏رئيس‏ ‏للفيفا،‏ ‏حيث‏ ‏تم‏ ‏انتخابه‏ ‏للمنصب‏ ‏فى اجتماعات‏ ‏الجمعية‏ ‏العمومية‏ ‏الأولى، التى عقدت‏ ‏يوم‏ 23 ‏مايو‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1904.‏
‏‏وفى عام‏ 1905بدأت‏ ‏اللجنة‏ ‏التنفيذية‏ ‏للفيفا‏ ‏فى الاعتراف‏ ‏رسميا‏ ‏بعضوية‏ ‏الدول‏ ‏المنضمة‏ ‏إليه،‏ وتوالت‏ ‏طلبات‏ ‏العضوية‏ ‏من‏ ‏مختلف‏ ‏الدول‏ ‏الأوروبية‏ ‏أولا‏ ‏فانضمت‏ ‏ألمانيا‏ ‏وإيطاليا‏ ‏والمجر‏ ‏وغيرها‏، وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏وقع‏ ‏صدام‏ ‏بين‏ ‏الفيفا‏ ‏وناد‏ ‏إنجليزى يدعى إينجليش‏ ‏رامبلرز‏ ‏بسبب‏ ‏رغبة‏ ‏هذا‏ ‏النادى فى أداء‏ ‏مباريات‏ ‏خارج‏ ‏إنجلترا‏، ‏ولم‏ ‏يسمح‏ ‏له‏ ‏الفيفا‏ ‏لأنه‏ ‏لم‏ ‏يحصل‏ ‏على إذن‏ ‏منه،‏ ‏وأدت‏ ‏هذه‏ ‏الواقعة‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏إلى انضمام‏ ‏إنجلترا‏ ‏وباقى الاتحادات‏ ‏البريطانية‏.‏
‏‏وكانت‏ ‏مهمة‏ ‏الاتحاد‏ ‏الدولى فى تلك‏ ‏الفترة‏ ‏الإشراف‏ ‏على تنظيم‏ ‏بطولات‏ ‏الكرة‏ ‏فى الدورات‏ ‏الأوليمبية‏، لكن‏ ‏مع‏ ‏مرور‏ ‏الوقت‏ ‏وبدء‏ ‏تنظيم‏ ‏كأس‏ ‏العالم‏ ‏ازداد‏ ‏دور‏ ‏الاتحاد‏ ‏الدولى ثراء‏ ‏وزاد‏ ‏عدد‏ ‏أعضائه‏ ‏كثيرا‏ ‏ليشكل‏ ‏دول‏ ‏العالم‏ ‏المختلفة‏ ‏وأصبح‏ ‏معروفا‏ ‏أن‏ ‏أول ‏ما‏ ‏تفعله‏ ‏أى دولة‏ ‏فور‏ ‏استقلالها‏ ‏هو‏ ‏الانضمام‏ ‏إلى الفيفا‏.

رؤساء الفيفا


الرئيس الأول: روبرت جوران 1904 ــ 1906
الرئيس الثانى: دانيال بيرلى 1906 ــ 1918
الرئيس الثالث: جول ريميه 1921 ــ 1954
الرئيس الرابع: رودلف ويليام 1954 ــ 1955
الرئيس الخامس: أرثر ديريورى 1955 ــ 1961
الرئيس السادس: ستانلى راوس 1961 ــ 1974
الرئيس السابع: جواو هافيلانج 1974 ــ 1998
الرئيس الثامن: جوزيف بلاتر 1998 ــ ------
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
حسن المستكاوى :
استغرق الأمر قرابة المائة عام حتى تتحول كرة القدم من صورتها البدائية إلى الصورة الحديثة. وكان الإنجليز وراء تهذيب اللعبة وتطويرها، فمنذ صدور القانون الأول فى 26 أكتوبر 1863، شهدت كرة القدم تعديلات مهمة فى قوانينها، وفى ملاعبها وملابسها وأدواتها. فالكرة ذاتها أصبحت مستديرة، وهى لم تكن كذلك. قبل اكتشاف المطاط.
وأصبح للملاعب حدود، ولم يكن لها قبل ذلك، واستخدمت العوارض الخشبية فى المرمى، وقد كان يحدد ارتفاعه بشريط من القماش. وأوحت إشارات المرور بألوانها الحمراء والخضراء والصفراء لرئيس لجنة الحكام بالإتحاد الإنجليزى كين أستون باستخدام البطاقات الملونة لإشهار عقوبات اللاعبين.
وبدأ الإنجليز فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر فى نشر كرة القدم إلى القارات المختلفة، وإلى عشرات البلاد المحيطة بالقارة الأوروبية من خلال الطلبة الإنجليز أو طلبة البلدان الأوروبية الذين يدرسون فى إنجلترا،
وامتدت اللعبة وانتشرت إلى القارات الخمس، بقدر اتساع الإمبراطورية البريطانية، وبقدر ما تستطيع سفن الأسطول أن تقطع من مسافات وتصل إلى أبعد النقاط.. هكذا وصلت كرة القدم إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية واستراليا.
وفى كل بلد كانت هناك قصة تروى غزو الكرة.. ولكل قصة بطلها أو أبطالها الذين نشروا اللعبة. ولكل قصة تفاصيلها التى تصلح كتابا.
وخلال الفترة من 1810 إلى 1915 ظل الاهتمام بكرة القدم يتنامى فى إنجلترا وفى خارجها، وأخذ الاهتمام شكلا ثقافيا، بتأليف الكتب عن اللعبة وقوانينها، ومنها كتاب صدر فى فرنسا عام 1898 بعنوان: «الحياة فى الهواء الطلق».. عن أهمية ممارسة الرياضة وكرة القدم. وكانت أوروبا قد بدأت تكتشف وتمارس بعض اللعبات الرياضية قبل مائتى عام من تاريخ صدور هذا الكتاب ومن تنظيم كرة القدم وتهذيبها.
كما صدر كتاب آخر فى زيوريخ عن تكنيك كرة القدم. عام 1910. فيما أخذت الصحف التى تصدر فى تلك الأيام فى نشر إعلانات عن اللعبة أو طبع بوسترات وطوابع بريد، ومنه إعلان فى عام 1914 عن مصباح كهربائى جاء فيه أن كرة القدم قادرة على مقاومة تأثير المصباح وضوئه الباهر؟!
أثرياء البرازيل نشروا للعبة
البرازيل الدولة التى لم تغب شمسها أبدا عن المونديال عرفت كرة القدم منذ 126 عاما عن طريق تشارلز ميلر ابن إحدى العائلات الانجليزية الثرية فى عام 1894 حيث كان يأمل بتحويل هذه الرياضة إلى وسيلة براقة للتسلية ووفقا لما قاله روبرتو دا ماتا مؤلف العديد من الكتب حول هذا الموضوع فإن كرة القدم جاءت من الخارج بواسطة أطفال أثرياء هم أبناء أصحاب أحد المصانع الذين تعلموا فى مدارس راقية فى إنجلترا وعادوا بها إلى البرازيل ويؤكد دا ماتا أنه فى خلال أعوام قليلة تغير المشهد العام ولم تعد كرة القدم قاصرة على الاثرياء بل تسربت إلى رجل الشارع العادى وخصوصا هؤلاء الفقراء والمعدمين..
هؤلاء الذين يقبعون فى قاع السلم الاجتماعى البرازيلى وأضاف «هؤلاء الناس سرقوا كرة القدم وجعلوا منها ما هى عليه اليوم مما جعل البرازيل مركزا لكرة القدم الدولية والدولة الأكثر تصديرا للاعبين والبلد الاكثر إبداعا وواحدة من الدول التى ساهمت فى تصنيع الرياضة».
وفى بداية القرن الماضى صارت كرة القدم وسيلة لضمان عتق الاطفال والجدود الذين كانوا يطالبون بحرياتهم من العبودية منذ عام 1888 وأكد كتاب نشر فى عام 1947 للكاتب الروائى ماريو فيليو تحت اسم «ماراكانا» نسبة إلى اسم الملعب الشهير الموجود فى ريو دى جانيرو أنه فى بداية القرن العشرين كانت كرة القدم أفضل وسيلة لأصحاب البشرة السمراء والأجناس المخلطة للارتقاء فى التصنيف الطبقى البرازيلى» ووفقا لدى ماتا فإن عناصر كثيرة ساهمت فى انتشار شعبية كرة القدم سريعا فى البرازيل» فهى رياضة من السهل جدا ممارساتها لأنها لا تتطلب معدات باهظة التكاليف أو صفات جسمانية معينة» كما أن قواعدها بسيطة وواضحة ويمكن أن تلعب كل يوم وفى أى وقت من العام فى البرازيل التى تتسم بمناخ صيفى فى كل أيام السنة». 

أعظم لاعب فى التاريخ
واخرجت البرازيل مئات النجوم الذين أثروا كرة القدم فى العالم مثل بيليه وتوستاو وجارينشا وديدى، وريفيللينو وجونيور وسقراط وغيرهم، إلا أن لاعبا مجهولا ظلمه التاريخ، يعد أعظم لاعبى البرازيل،
إنه أرثر فرد نرخ. المولود فى 18 يوليو عام 1892 من أب ألمانى وأم برازيلية ذات أصول أفريقية. وقد لعب لأول مرة فى فريق جرمانيا بالبرزيل وعمره 17 سنة بعد أن لمس والده موهبته، وكافح أرثر فردنرخ لكى يثبت نفسه، ولكى يحارب صيحات العنصرية، فعندما اختير للانضمام إلى منتخب البرازيل كان هو اللاعب الوحيد الأسود بالفريق.
سجل أرثر فردنرخ خلال 26 عاما مارس فيها كرة القدم 1329 هدفا، وهو رقم أكبر من الأهداف التى سجلها بيليه وكان أول إنسان يتعدى عدد أهدافه الألف. وعندما توفى أرثر فردنرخ فى سبتمبر 1969 كان بيليه يحتفل بعد ثلاثة أشهر بتسجيل هدفه الألف بالبرازيل.
أرثر فردرنخ أعطى كرة القدم المجد والموهبة. فكان لاعبا يتميز بالأداء العبقرى، والألعاب التى لا يتوقعها أحد. وهو أول من أدخل البرازيل تاريخ كرة القدم وأول لاعب فى البرازيل ينقل كرة القدم من مجرد خبر هامشى فى الصفحات الداخلية إلى الخبر الأول فى الصفحة الأولى. فعندما سجل هدف الفوز على أوروجواى فى نهائى كوبا أمريكا عام 1919 كان البرازيليون يعتبرون سباقات الخيل رياضتهم الشعبية الأولى، لكن هذا الهدف الذى منح البرازيل أول لقب دولى وعلى حساب منتخب أوروجواى القوى فى ذلك الوقت حول أنظارهم إلى كرة القدم!
فى العشرينيات من القرن الماضى قام منتخب البرازيل بجولة أوروبية لأول مرة ولعب مع ناد فرنسى فى باريس وفاز 7/2. وكان هذا الفوز الكبير أولى صور الإبهار التى قدمها البرازيليون إلى العالم. وهناك مشاهد مصورة نادرة لأرثر فردنرخ من تلك المباراة، وهى المشاهد المتحركة الوحيدة التى سجلت إبداعاته ومهاراته كأعظم لاعب فى تاريخ كرة القدم.
ويروى الشاهد الحى الوحيد قصة فردنرخ وهو مراسل الإذاعة البرازيلية نقولا توما 95 سنة ويقول: «ليس له مثيل من قبل، ولا من بعد، ولا يقترب منه بيليه أو مارادونا ولا حتى رونالدينيو». واستند نقولا توما على أن ممارسة كرة القدم فى ملاعب الثلاثينيات وبأدوات العصر تجعلها لعبة شديدة الصعوبة مقارنة بزمن بيليه ثم رونالدينيو.
وفى هذا السياق أجرت قناة ناشيونال جيوجرافيك دراسة علمية وعملية حول تطور تكنولوجيا كرة القدم وتأثيره على اللاعبين، واستعانت بعدد من لاعبى ألمانيا والبرازيل، وانتهت الدراسة إلى أن كرة الجلد القديمة لم تكن تسهم فى إظهار مهارات ومواهب اللاعب الفردية كما تفعل اليوم كرات العصر الحديثة.. لكن نحن أمام اكتشاف جديد يؤكد أن أعظم لاعب فى التاريخ ليس بيليه ولا مارادونا ولا رونالدينيو ولكنه لاعب نصفه ألمانى ونصفه الأخر أفريقى ويدعى أرثر فردنرخ.!
 

SALVATION

فداكى يا كنستى
مشرف سابق
إنضم
28 مايو 2007
المشاركات
58,200
مستوى التفاعل
367
النقاط
0
الإقامة
Egypt/Alex
رائع بيتر
شكراا لمعلوماتك
تسلم ايدك
يسوع يبارك حياتك
 

+نورهان+

New member
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
موضوع جميل أوي و مليان معلومات جديده
شكرا يا بيتر
 

mr_minoz

New member
إنضم
1 يناير 2011
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكور يا جميل على المعلومات الجامده دى
 
أعلى