الرهبنــة والرهبــان – مفاهيم خاطئة

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD


فوق الممتاز بتشريفك أستاذنا الحبيب. أشكر وقتك وقراءتك وتقديرك ربنا يباركك. أما رسالتي للأستاذ عبود فلا أستطيع - للأمانة الأدبية ـ التعليق حاليا، لأنه رد عليها أيضا في حينه، وسيان أصاب في رده أم أخطأ فقد تم للأسف حذف هذا الرد (كما تم حذف المناقشة كلها عموما ـ حوالي 7 رسائل مطوّلة ـ في واحدة من أفحش نوبات الحذف الفجائي التي رأيتها بهذا الموقع).
icon10.gif
أعتقد شخصيا أن الموضوع هكذا ـ بعد هذا الحذف ـ صار في هيئة أفضل، وإن كنت لا أوافق بالطبع على الممارسة والأسلوب وكل ما حدث. على أي حال أشكرك مرة أخرى أستاذنا الحبيب على هذا التقدير الذي لا أستحقه وأصلي أن يعطينا الرب حقا أفواه الصدق وألسنة الحق وقبل كل ذلك قلوب المحبة والسلام والغفران. سلام المسيح وتحياتي لشخصك الكريم.



إذا لم يكن هذا قصدك فنحن إذاً على اتفاق تام. أما بقية رسالتك فأنت تتحدث عن "الكنيسة" وعن "الخدمة" بوجه عام، بينما كنت أتحدث عن "الرهبنة" و"الرهبان" بوجه خاص. ليس هذا فحسب بل كنت أتحدث تحديدا ـ كما يقول عنوان الموضوع ـ عن "المفاهيم الخاطئة" التي تحيط بالرهبنة وليس عن الرهبنة عموما. هناك بالفعل ـ أستاذنا الحبيب ـ اعتراض تاريخي قديم على "عزلة" الرهبان وحتى على "أنانيتهم" لأنهم "هربوا" من العالم يطلبون الخلاص فقط لأنفسهم. هذا تحديدا ـ لأنني أشرح "المفاهيم الخاطئة" ـ هو ما كان يشغلني وهو ما كنت أرد عليه. فإذا كنت لا تقصد حقا هذا فقد انتهى الأمر. "حصل خير" كما نقول في مصر. :) أما "الخدمة" ودور "الكنيسة" في المجتمع فهذه قضية أخرى، كما أنه لا خلاف أبدا بشأنها، لا في مصر ولا في العراق ولا في أي قطر، بل ليس عليها خلاف حتى بين الطوائف أيضا ليس فقط البلدان. بالعكس يقول قديسنا ذهبي الفم في عبارة رائعة:
«لا تقل أنك لا تستطيع التأثير على الآخرين. إنك ما دمت مسيحيا يستحيل إلا أن تكون صاحب تأثير. هذا هو جوهر المسيحي. إن قلت أنك مسيحي ولا تقدر أن تفعل شيئا للآخرين يكون في قولك هذا تناقضا، وذلك كالقول إن الشمس لا تقدر أن تَهِب ضوءًا».
وعليه فالعطاء والخدمة والتأثير داخل المجتمع: هذا هو "جوهر" المسيحي و"طبيعته" شاء أم أبى! مجرد كون المسيحي مسيحيا هذا بحد ذاته يجعله تلقائيا وفوريا صاحب تأثير، يجعله شمسا أو على الأقل نجما يشرق تلقائيا ويضيء ويؤثر ويغيّر! هذا هو المسيحي وهذه هي المسيحية. :)

أشكرك ختاما أستاذنا الحبيب على وقتك وردك، كما أشكرك على هذه الكلمات الثمينة من قداسة البابا، مع عاطر تحياتي وخالص محبتي.






ممنون من حضرتك جدا على شرحك المستفيض والرائع جدا

دوم التميز والابداع

تحياتي وتقديري لشخصك الكريم

الرب يبارك لك تعب محبتك

5273374714.gif
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
كتبت و كله طار هههه اكتب تانى هههه
و مش عارفا أقول ايه على الاعتذار ... اعتزرت و فى نفس الوقت قولت سبب الى يخليك متعتزرش أصلا هههه
المهم أشكرك على محبتك و على مشاعرك الجميله و مراعاته لمشاعر الكل
آلرب يباركك و يملاك بروحه دائماً ...

اما بئا عن ايه الى لسا مش مقتنعا بيه هو
أنى مازلت مقتنعا داخليا ان الرهبان ( كلامى عن الرهبان الى بينفصلوا عن العالم تماما)
عايشين فى سلام ... بعيد عن اخبار الخروب فى العالم ... بعيد ان شهوات العالم .بعيد عن مغريات ... بعيد عن حجات كتير اوى اوى اوى ...
 
التعديل الأخير:

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
اما بئا عن ايه الى لسا مش مقتنعا بيه هو
أنى مازلت مقتنعا داخليا ان الرهبان ( كلامى عن الرهبان الى بينفصلوا عن العالم تماما)
عايشين فى سلام ... بعيد عن اخبار الخروب فى العالم ... بعيد ان شهوات العالم .بعيد عن مغريات ... بعيد عن حجات كتير اوى اوى اوى ...


أيوه طبعا يا أستاذتنا الجميلة أنا معاكي. أكيد هم عايشين في حالة سلام أكبر على الأقل نسبيا. يعني مثلا في برج أو عمارة واحدة: الإنسان اللي عايش في الدور السابع أكيد إحساسه بـ"الشارع" بيختلف عن الإنسان اللي عايش في الدور الأرضي! يعني فيه اختلاف حتى مع إنها نفس العمارة، فما بالك بالإنسان اللي عايش خارج المدينة كلها بل في البرية لا يرى إلا الجبال والصحرا والسما!

تحفظي الوحيد هو إني بس مش عايزك تربطي حالة "السلام" بالعزلة أو بالحياة خارج العالم، وفي المقابل تربطي حالة "الشقاء" بالوجود مع الناس أو داخل العالم! ياما ناس راحت البرية ومع ذلك أخدت معاها همومها وصراعاتها وحتى شهواتها داخل عقلها وقلبها، وهكذا فضلت تصارع وتعاني لحد في النهاية يا إما فشلت ورجعت يا إما أصابها الجنون! وياما بالعكس ناس تانية في المقابل لم تخرج من المجتمع أبدا ومع ذلك قدرت تتحرر داخليا وتمتلئ بالنعمة والفرح والسلام وهم وسط الناس بل حتى في قلب الحروب!

أما ارتباطنا الشديد يالمغريات والشهوات فده ما لوش علاقة أبدا بوجودنا في المدينة أو في البرية، داخل العالم أو خارجه. أبدا. ده سببه هو فقط جهلنا وعدم فهمنا تماما لطبيعة هذا العالم. ده طبعا خارج موضوعنا هنا لكن ممكن بعد إذن الإدارة أقولك الخلاصة في فقرة واحدة سريعة:
الإنسان ببساطة في حالة عطش.. عايز يشرب ويرتوي.. بيروح يشرب.. فعلا بيرتوي.. لكن الماء اللي هو شربه مالح، بالتالي بعد ثواني بيكتشف إنه عطشان تاني، حتى أكتر من الأول.. بالتالي ببرجع تاني عايز يشرب.. وهكذا تدور حياته في حلقة مفرغة لا تنتهي! كل ما يشرب: مش بس الارتواء مؤقت، إنما حتى الشرب نفسه بيؤدي لمزيد من العطش! طيب إيه الحل في المصية دي؟ الحل ببساطة هو إنك أولا تعرفي وتصدقي إن "مية العالم كلها مالحة"! كلها بلا استثناء! جميع الرغبات والمغريات والشهوات كله بلا استثناء مؤقت وزائل وباطل ويؤدي دائما للمزيد من الرغبات والمغريات والشهوات! لكن في المقابل تعالي بقا شوفي سيدنا قال إيه ـ هو تقريبا نفس المعنى: أجاب يسوع وقال لها: «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا. ولكن مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية»!
هو ده يا صديقتي الحل الوحيد لمشكلة العطش.. فقط هو ده الماء الوحيد في كل الوجود اللي يستطيع فعلا أن يروي عطش الإنسان نهائيا، سيان كان في المدينة أو كان في البرية! :)


 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
تحفظي الوحيد هو إني بس مش عايزك تربطي حالة "السلام" بالعزلة أو بالحياة خارج العالم، وفي المقابل تربطي حالة "الشقاء" بالوجود مع الناس أو داخل العالم! ياما ناس راحت البرية ومع ذلك أخدت معاها همومها وصراعاتها وحتى شهواتها داخل عقلها وقلبها، وهكذا فضلت تصارع وتعاني لحد في النهاية يا إما فشلت ورجعت يا إما أصابها الجنون! وياما بالعكس ناس تانية في المقابل لم تخرج من المجتمع أبدا ومع ذلك قدرت تتحرر داخليا وتمتلئ بالنعمة والفرح والسلام وهم وسط الناس بل حتى في قلب الحروب!
......

تمام و هو دا الى بقول عليه الوصول للسلام دا و الواحد وسط العالم او فى معمعه الحروب دا معناه حضور قوى للرب فى الشخص .... لان المهمه بتبقى اصعب ...
لانه عايش أيده فى النار او وسط المعمعة او فى الدور الأرضى ...
مممممم بس يعنى عندك حق بردوا
العمارة فى الشارع و الحياه فى الدور الى فوق بعيد آه بس يرجع للشخص
فيه الى فوق خالص بس طول الوقت واقف فى الشباك و متابع تحت ومركز فى الأصوات الى تحت و فيه الى تحت الى قافل شباكه و مش منغمس و لا متابع و بستاثر بالى تحت معاه ..
مممم اعتقد الصورة بدائت توضح عندى

أشكرك يا غالى على تعب محبتك و شرحك
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
تمام و هو دا الى بقول عليه الوصول للسلام دا و الواحد وسط العالم او فى معمعه الحروب دا معناه حضور قوى للرب فى الشخص .... لان المهمه بتبقى اصعب ...


سؤال: لما بتقولي هنا «حضور قوي للرب في الشخص»: هل ده يتوقف على الرب وللا على الشخص؟

طبعا على الشخص، لأن وعود ربنا واضحة تماما: «الذي يحبني يحبه أبي وأنا احبه وأظهر له ذاتي». حتى أكتر من كده: «إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلا». بالتالي "المهمة بتبقى أصعب" داخل العالم، صحيح، بس مش لأن حضور ربنا غير قوي، إنما لأن الإنسان نفسه لم يسمح بهذا الحضور! لكن تعالي بقا شوفي المعجزة الحقيقية اللي ممكن تحصل لو الشخص بالعكس أحب فعلا وحفظ الكلام والوصية فعلا وبالتالي سمح بهذا الحضور: "الفكر" ده نفسه بيتلاشى! الفكر من أساسه بينتهي.. يعني مفيش حاجة أصلا اسمها حروب.. مفيش حاجة اسمها معمعة.. مفيش حاجة اسمها خوف.. وهذا العالم الصاخب المزدحم هو نفسه في لحظة يتحول لبرية هادئة كبرية الرهبان كل ما فيها يشهد به ويشهد له!

بعبارة أخرى: السباق والصراع والحروب والمعمعة والقلق والاضطراب والخوف إلخ: مش هو ده العالم اللي احنا عايشين فيه وبالتالي محتاجين نستحضر قوة ربنا عشان يساعدنا على مواجهته! لا.. أبدا.. ده هي دي تحديدا كلها "أعراض المرض" نتيجة إننا اخترنا أولا نكون بعيد عن ربنا! ربنا مش بيحضر عشان يساعدنا على "مواجهة" كل ده أو "يحارب" معانا كل ده.. بالأحرى ربنا "بمجرد حضوره" بينتهي أصل المرض وبالتالي كل ده بيتلاشى فورا!

خدي بالك أوي من الفرق لأن دي تحديدا هي "خدعة" العقل الأولى للإنسان وإزاي بيخليه داير في الساقية دائما. مفيش حرب أصلا! الحرب نفسها وهم! والنورعندما يأتي لا "يحارب" أو "يصارع" أبدا الظلمة. يكفي بس إن النور يحضر! النور بمجرد حضوره تنتهي الظلمة فورا ـ لأن الظلمة ليست أصلا إلا غياب النور! صح يا أستاذة؟ :)

* * *

على أي حال إنتي بدأتي بالفعل تدركي المقصود زي ما شرحتي بشكل جميل مثال الدور السابع والدور الأرضي وإزاي سلوك كل ساكن ممكن فعلا يصنع فرق جوهري. في الختام أشكرك يا قمرتنا على المناقشة الجميلة كالعادة، فعلا متعة وبركة كبيرة إني اسمعك رغم إنك عادة تاخدي دور السائل وتسيبي للناس دور المجيب! صلي لأجل ضعفي وربنا يحفظك ويسعد قلبك ويبارك حياتك وبيتك وأسرتك.



 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
.... يا رب حل بنورك فينا و سود ...
اما بئا عن اخذى دور السائل فا ... فا يعنى انا منفعش فى دور اخر ... على الأقل دلوقتى ....البركه فيكم كلكم و انا آجى فيكم كلكم ايه هههههه و فعلا المتعه و البركه لى انا أنى اتعلَّم منك....
أشكرك على تعبك الدائم معايا و مع الكل الحقيقه ...
ربنا يباركك و يبارك تعب محبتك و خدمتك
ربنا يسكن فيك و يعمل دائماً من خلالك ...
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
محتاج توضيح
ذكرت
هذا مجرد مثال فقط، ولكنه يكفينا، فكما نرى تشكلت بدايات أنطونيوس ثم حياته كلها فيما بعد حسب الكتاب المقدس دون حياد عنه أو إضافة عليه، فلا بدعة من ثم أبدا من الناحية الكتابية أو الإيمانية وإنما بالعكس تطبيق حرفي لآيات الوحي الشريف وتعليم السيد المسيح ذاته. حتى التزام البتولية ـ والتي يعتبرها العلامة أوريجانوس أعظم المواهب كمالا بعد الاستشهاد ـ نجد مرجعيتها قبل أوريجانوس أيضا بالكتاب، في وصية لسان العطر التي تشمل الإصحاح السابع كله تقريبا من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، وخلاصتها: "حسن للرجل أن لا يمس امرأة ... أريد أن يكون جميع الناس كما أنا (بتولا) لكن لكل واحد موهبته الخاصة من الله ... إذاً، مَن زوج فحسنا يفعل، ومن لا يزوج يفعل أحسن". البتولية بالتالي ـ حتى رغم تعارضها "ظاهريا" مع الطبيعة ـ ليست بدعة أبدا في ضوء الكتاب، بل بالعكس هي الأفضل حسب نصه، إن كان مستطاعا، وإلا فالزواج، الذي هو أيضا حسن، بل وزنة وموهبة.
اعتقد الكتاب المقدس لم يكن معني العام الحرفي ان البترولية اسمي من الزواج
لان الكتاب تساوي بين الجميع مما ظهرت أيضا قصة السيداتان الأنبا مكاريوس
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
محتاج توضيح
ذكرت

اعتقد الكتاب المقدس لم يكن معني العام الحرفي ان البترولية اسمي من الزواج
لان الكتاب تساوي بين الجميع مما ظهرت أيضا قصة السيداتان الأنبا مكاريوس



لا يا أستاذنا طبعا ليست "أسمى" أبدا. :) فقط نقول كما قال الرسول "أحسن" أو "أفضل"، ولكن ليست "أسمى". السمو لا يرتبط لا بالبتولية ولا بالزواج وإنما بتكريس القلب لله دون سواه وبالتالي فيض النعمة والمحبة والأنوار الإلهية في حياة المؤمن. لذلك نقول إن البتولية "أحسن"! لماذا؟ لأنها تتيح فرصة أكبر لهذا التكريس! لكن التكريس نفسه لا يتوقف بالضرورة على البتولية، كما أن الزواج لا ينتقص بالضرورة منه.

علاوة على ذلك فإن بتولية الجسد تعبر في الحقيقة عن بتولية العقل أولا، كما أن "الخروج من العالم" هو خروج العقل منه أولا قبل أن يكون خروجا بالجسد إلى البرية! إن الموت عن العالم ـ لأجل الحياة في المسيح ـ موقف روحي قبل أن يكون سلوكا جسديا! وعليه لا يفيد الراهب أن يخرج إلى البرية إذا كان قلبه ما زال معلقا بالعالم، كما لا يضير المتزوج أن يظل في العالم ما دام قلبه ثابتا في المسيح!

لذلك ـ لأن البتولية هي أولا بتولية العقل ـ نجد أن بعض الذين أخلصت قلوبهم تماما لله فأشرقت بنعمته وارتفعت حقا قامتهم: وصلوا تلقائيـــا إلى هذه البتولية الجسدية حتى رغم أنهم متزوجون (كما حدث مثلا مع أبينا الجليل القديس المتنيح بيشوي كامل، حين وصل مع زوجته إلى هذا الحد من فيض النعمة وتجليات الجمال الإلهي فعرفا النشوة الروحية التي تفوق كل نشوة على الأرض، أضعافا مضاعفة، فسقطت حتى "الرغبة" الجسدية نفسها عنهما واتفقا بالتالي أن يعيشا في بتولية كاملة)!


fr-Bishoy.gif


بتولية الجسد بالتالي "نتيجة"، ليست شرطا! الرهبنة كلها بمعناها الأوسع نتيجة، لا مؤسسة! الرهبنة لا تقود إلى السمو، بل السمو هو الذي يقود إلى الرهبنة! لذلك لم تظهر "مؤسسة" الرهبنة أولا ـ بشروطها كالبتولية وغيرها ـ وإنما ظهر النساك المُحبون العظام أولا، شيوحنا مصابيح البرية السادات العارفون العابدون الزاهدون أولا، وحين كثر هؤلاء وامتلأت أرضنا الطيبة في مصر وغيرها بأنوارهم: عندئذ ظهرت أخيرا المؤسسة.


الخلاصـــة: حياة البتولية ليست أسمى أبدا من حياة الزواج، بالمعنى الروحي لكلمة "سمو". فقط نقول إنها "أحسن" أو "أفضل" ـ مقارنة بالزواج ـ لأنها تتيح فرصة أكبر لاستعلان هذا السمو ونموه وكماله. إن البتولية شرط نبدأ به في الرهبنة، نعم، لأن للرهبان ـ كمؤسسة ـ نظام وترتيب ومنهج خاص. لكن بتولية الجسد في النهاية مجرد "نتيجة" أو "تعبير" عن بتولية أهم وأكبر وأعمق، هي بتولية العقل والقلب والإرادة، وهذا بالأحرى هو المقصود. هذه البتولية الروحية لا الجسدية ـ هذا التكريس الكليّ لله، هذا الموت الإرادي عن العالم، هذا الهلاك العمديّ للذات لأجل القيامة في المسيح، لأجل «أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ» ـ هذه البتولية ليست وقفا أبدا على الرهبان وإنما هي طريق أولاد الله جميعا، هدف كل مسيحي ومسعاه، بل محور حياتنا كلها وغايتها ومعناها!



 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
إن البتولية "أحسن"! لماذا؟ لأنها تتيح فرصة أكبر لهذا التكريس! لكن التكريس نفسه لا يتوقف بالضرورة على البتولية، كما أن الزواج لا ينتقص بالضرورة منه.

علاوة على ذلك فإن بتولية الجسد تعبر في الحقيقة عن بتولية العقل أولا، كما أن "الخروج من العالم" هو خروج العقل منه أولا قبل أن يكون خروجا بالجسد الى البرية!
معني ذلك يمكن أن تساوي الإثنين معنا
سوا زواج او بتولية
فالتفضيل تفضيل داخلي القلب وليس للكيان كله
لان ذكر احسن وافضل يقود علي للكيان بعيد عن حاله القلب نفسه
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
معني ذلك يمكن أن تساوي الإثنين معنا
سوا زواج او بتولية
فالتفضيل تفضيل داخلي القلب وليس للكيان كله
لان ذكر احسن وافضل يقود علي للكيان بعيد عن حاله القلب نفسه



أولا كيف تفرّق بين "القلب" من ناحية و"الكيان كله" من ناحية أخرى؟ هل لديك تعريف محدد لهذه الكلمات؟

ثانيا ـ حتى لو اتفقنا على تعريف محدد ـ هذه الطريقة نفسها في "التفكير" فلسفية، منطقية جدلية، تشبه إلى حد كبير طريقة الغربيين حين فصلوا ـ مثلا ـ بين "التبرير" من ناحية و"التقديس" و"التمجيد" من ناحية أخرى ثم دخلوا بعد ذلك في مشكلات لا حصر لها. منهجنا في الشرق عموما ـ وفي الرهبنة خصوصا ـ منهج روحي بحت، مستيكي صوفي لا يفكر أصلا بهذه الطريقة. نحن نسأل ببساطة: ما هي غاية الإنسان المسيحي على الأرض وما هو حقا معنى الخلاص؟ يجيبنا أثناسيوس الرسولي في عبارة شهيرة: «تأنسن الإله كي يتأله الإنسان»! هذه بالطبع لم تكن بدعة من أثناسيوس، بل هذا ما قاله قبل أثناسيوس يوستينوس وإيريناوس وكليمندس وغيرهم، وقاله بعده باسيليوس والنيصي والنزينزي وكيرلس وأوغسطين ومكسيموس وغيرهم وغيرهم! هدف الإنسان المسيحي بالتالي ـ وبكل وضوح ـ هو "التأله"، أو هو "الاتحاد" مع الله، أو هو "الشركة" فيه، أو معه كما يفضل البعض، لا يهم. المهم أن ندرك حقا هذا المعنى الباهر الجليل! يقول باسيليوس الكبير في عبارة عجيبة بديعة: «أن تصبح إلها: هذا هو أعظم الغايات كلها»!

Becoming a god is the highest goal of all


كيف يتحقق إذاً هذا التأله، أو الاتحاد مع الله؟ هذا هو السؤال! هنا يتميز الرهبان بمنهج خاص يتكون عادة من ثلاث مراحل: التطهّر katharsis، ثم التنوّر theoria، ثم التألّه theosis. (هذه ترجمتي عن اليونانية ويمكن بالتالي أن نسميها مراحل التطهر، ثم الرؤيا ـ رؤية الله ومعرفته، ثم أخيرا الاتحاد معه).

الآن: هل يمكن لرجل أو امرأة متزوجة أن تحقق مبدئيا هذه المرحلة الأولى من التطهر ـ التطهر الكامل عقلا وجسدا ـ كما يحققه راهب متفرغ يعيش خارج العالم؟ الإجابة هي بالقطع نعم، وإن كان ذلك صعبا نادرا. من هنا نقول أن حياة البتولية ـ أو الرهبنة عموما ـ أفضل! فقط لأن هذا النمط من الحياة يساعد الإنسان على تحقيق التطهر المطلوب كشرط أوّلي قبل أن ينتقل إلى المراحل والدرجات الأعلى ـ في طريقه نحو حضرة القدوس ونحو عتبات النور والمجد والجلال!

وعليه: قد يكون المرء متزوجا ومع ذلك يصل ـ بإخلاصه ونسكه ونعمة الرب أولا وأخيرا ـ إلى مرحلة التنور، أو حتى مرحلة التأله أو الاتحاد! في هذه الحالة يكون هذا المتزوج بالعكس أفضل من راهب ما زال في مرحلة التطهر الأولى مثلا، يكون أسمى منه منزلة وأعلى قامة وأكثر نعمة وحكمة وإعلانا لمجد الله رغم أنه متزوج!

الأفضلية هنا بالتالي نسبية تماما أستاذنا الحبيب، وهي ليست أفضلية "القلب" أو "الكيان" وإنما فقط نمط الحياة الذي يساعد أفضل من سواه على بلوغ الهدف المطلوب.*

أتمنى أن تكون الأمور قد اتضحت قليلا، أشكرك على الأسئلة الهامة وأرجو ألا تتردد بأي سؤال ـ أو حتى اعتراض ـ إذا كان ما يزال لديك أي غموض حول هذا الأمر. تحياتي ومحبتي.


_________________________

* طبعا إذا خرجنا من "الدائرة المسيحية" قد تتغير هذه الخلاصة قليلا.. لدينا هنا حرفيا آلاف الصفحات عن "فضل البتولية" خاصة عند الديانات والمذاهب التي تتعالى على الجسد، أو التي توصي ـ مثلا ـ بتحويل "الطاقة الجنسية" من المراكز السفلي بالجسد إلى الرأس والمراكز العليا، مما يفتح بالتالي قنوات الاتصال مع السماء. بعض هذه الأفكار قد يكون صحيحا، لكن حسبنا ما لدينا بالفعل وهو يكفينا تماما. علاوة على ذلك ـ وكما قالت لي الغالية "حبو" حقا ذات مرة في حوار شبيه ـ "إبراهيم أبو الآباء نفسه كان متزوجا"! :)

 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
باشكرك يا اخي المبارك الغالي على قلب الله على هذا الموضوع الرائع فالرهبنة كانت ومازالت منبتي وشهوة قلبي وتعلمت بانني راهبة في بيتي باخدم والدتي الوحيدة التي لا تقوى على المشي الان وباخدم اخي الصغير الوحيد الغير متزوج لحد الان الذي ناهز الخمسين من عمره وانا باصلي لهم وبارعاهم فعلمني الله ليس بالضرورة ان اكون في الدير بل انا لا اهتم بمظهري مطلقاً واعلنت للناس هنا جهاراً بانني راهبة في بيتي باشارك الاخرين افراحهم واحزانهم وباخدمهم بكل وسيلة متوفرة لي واقول لهم انا بافعل ذلك لمجد حبيبي الرب يسوع
8209424205.gif

 
التعديل الأخير:

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أعتذر يا أختي الغالية عن تأخري في الرد حيث كان ذلك خارج إرادتي فاكتفيت مؤقتا بالتقييم. أيضا أشكرك على بركة حضورك العاطر وكلماتك الطيبة الجميلة. أيوه طبعا انتي راهبة يا ست البنات ـ المفروض حتى نقول "أمنا نعومة"!
icon10.gif
لا "اللقب" المميز ولا "الزي" الخاص ولا الدير ولا الخلوة ولا كل هذه المظاهر الخارجية تصنع راهبا. الرهبنة ببساطة هي "الانحلال عن الكل لأجل الارتباط بالواحد". المهم بالتالي هو أن يكون القلب راهبا. المهم هو حال الإنسان داخليا لا خارجيا، هو مدى تحرره من قيود العالم وسحره ومفاتنه (وحتى آلامه وتجاربه) ومدي اقتراب سفينته بالتالي من ميناء السماء، مرسي السلام ومرفأ الحب وشاطئ الجمال الإلهي!

بهذا المعنى فأنت إذاً لا شك راهبة يا أمنا الجميلة. :) أشكرك مرة أخرى على حضورك وتقديرك، ربنا يباركك ويسعد قلبك صلي لأجل ضعفي.

picture.php


 
أعلى