استخدام السلطان

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

استخدام السلطان




في تجربة السيد المسيح على الجبل قال له الشيطان: (إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا) (مت 4: 3).

وكان السيد المسيح يستطيع أن يحول الحجارة إلى خبز، فهو قادر أن يقيم من الحجارة أولادًا لإبراهيم وهو الذي قال لليهود يوم دخوله أورشليم ردًا على احتجاجهم بخصوص تسبيح الأطفال (لو سكت هؤلاء لكانت الحجارة تنطق)..


ولكن السيد المسيح كان قد وضع أمامه مبدأً هامًا وهو عدم استخدام لاهوته من أجل راحته الجسدية، كان يمكنه بقوة لاهوته أن يجعل نفسه لا يجوع، ولا يعطش، ولا يتعب، ولا يتألم.. ولو فعل ذلك لصار تجسده شكليًا!! لذلك رفض الرب أن يستخدم لاهوته من أجل راحته الجسدية.

ولكنه استخدم لاهوته من أجل راحة الناس كما حدث في معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات.

ويحمل قرار المسيح تصميمًا آخر وهو البعد عن استخدام السلطان عمومًا إلا بالضرورة. لقد اعتدى عليه اليهود بكافة أنواع الاعتداءات: شتموه وأهانوه. وقالوا عنه أنه أكول وشريب خمر، وقالوا أنه ببعلزبول يخرج الشياطين، وقالوا أنه سامري وبه شيطان، وقالوا أنه كاسر للسبت، أنه ناقض للناموس، وأنه مُجَدِّف، وانه ضال..

وكان يسمع ويسكت. لم يستخدم سلطانه في معاقبتهم.

بل على العكس عندما ألح عليه تلميذاه أن يعاقب، رفض واعتبر ذلك تكرارًا لتجربة الجبل تكرارا لمحاولة الروح الشرير أن يقنعه باستخدام سلطانه من أجل ذاته. حدث ذلك عندما رفضت إحدى بلدان السامرة أن تقبله . فقال له تلميذاه: (أتشاء يا رب أن تنزل نارًا فتحرق هذه المدينة؟) فأجابهما في عتاب.. (لستما تعلمان من أي روح أنتما).

إن الرب يحب أن يبتعد على الدوام عن استخدام سلطانه. ما أكثر الذين يجدفون عليه في أيامنا هذه، وما أكثر الذين ينكرون وجوده، وما أكثر الذين يعصون أوامره، وما أكثر الذين يتهمون ويستهزئون والله يترك كل هؤلاء، دون أن يعاقب ودون أن يحطم!!

وكل الذين يحرضونه على إنزال نار من السماء لتأكل هؤلاء وأولئك، يجيبهم بنفس العبارة: (لستما تعلمان من أي روح أنتما).

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

الألفاظ الرقيقة




* الإنسان الروحي لا يستخدم ألفاظًا قاسية، إنما ألفاظًا رقيقة، لأنه من ثمار الروح القدس (لطف). فهل أنت تتميز باللطف في كلامك ومعاملاتك؟..

* انظر إلى السيد المسيح وهو يكلم المرأة السامرية وهى امرأة خاطئة جدًا، يقول لها "حسنًا قلت انه ليس لك زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس هو لك"، عبارة (أزواج) عبارة رقيقة جدًا، لأنهم لم يكونوا أزواجًا ولكن الرب لم يستخدم العبارة الأخرى الشديدة. كما أن قوله "الذي معك ليس هو لك" هى أرق أسلوب، لم يضمنه أي لفظ جارح..

* بدلًا من أن تجرح الناس، حاول أن تكسبهم..

* إن بولس الرسول لما دخل أثينا واحتدت روحه، إذ وجد المدينة مملوءة أصنامًا، قال لهم في رقة، أيها الرجال الأثينيون، إني أرى على كل حال أنكم متدينون كثيرًا..".

* والسيد الرب حينما تكلم عن أيوب، امتدحه بكلمات رقيقة أمام الشيطان بقوله أنه "ليس مثله رجل كامل ومستقيم، يفعل الخير ويحيد عن الشر"، بينما ليس أحد كامل إلا الله وحده..

* بل من أرق كلام الله في حديثه عن نينوى، المدينة الخاطئة، الأممية، التي لا يعرف أهلها يمينهم من شمالهم قال "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة". أكانت نينوى عظيمة حقا، أم هى رقة الرب؟..

* ومن رقة الله في ألفاظه، الأسماء التي أطلقها على الناس، فقد سمى سمعان (بطرس) أي صخرة، وسمى ابرآم (إبراهيم) أي أبو جمهور.. كلها تحمل مديحا..

من أشهر القديسين الذين كانوا مشهورين بالكلمة الطيبة، القديس ديديموس الضرير، ناظر الإكليريكية في القرن الرابع.

لم يكن هدفه أن يغلب الناس، إنما أن يكسبهم، فلم يحاول أن يحطمهم، بل كان يقنعهم.

* لقد أدان الرب الكلمات القاسية
. فقال "من قال لأخيه (رقا)، يكون مستوجب الحكم. ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم".

إن الألفاظ القاسية، لا يرضى عنها الله الوديع المحب، الذي كان حلقه حلاوة، وشفتاه تقطران شهدا.
 
أعلى