آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح لا يمكن أن ينقسم بأي حال
العبادة بالروح والحق 15 للقديس كيرلس الكبير

يقول: «ثم يأخذ الكاهن اليمامة ويحزها بظفره» (لا 8:5) فإنه هكذا تُذبح صغار الطيور, ولكن دون أن يفصلها تمامًا، أي دون أن يفصل رأسها، لأنه هكذا قد صار موت المسيح ليس للانقسام بل للاتحاد. وهكذا أيضًا لما وضع في القديم شريعة الفصح وأوصى أن يُذبح الحمل قال: «في بيت واحد يٌؤكل ولا تُخرجوا شيئًا من لحمه إلى خارج» (خر46:12) فإن المسيح لا يمكن أن ينقسم بأي حال، ولكنه واحد بالتمام وهو كائن في كل واحد وفي الجميع، «وهو سلامنا» (أف14:2), لأنه يجمعنا في الوحدة بعضنا مع بعض في توافق النفوس، كما أيضًا في الوحدة مع الله بواسطة نفسه في الروح. وهكذا لم يصر موت المسيح سببًا للانقسام بل لاتحاده بنا، ويظهر ذلك كما في لغز في كون الطائر يُذبح بدون أن تفصل رأسه تمامًا عن عموده الفقري. وأما أن المسيح يقدس الكنيسة بدمه الخاص فالإشارة إلى ذلك في كون دم الطائر ينضح على الخيمة وما فيها.
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الكنائس مربوطة بعضها ببعض بحسب الوحدة التي في المسيح
للقديس كيرلس الكبير

فإنه يقول: «وتصنع المسكن عشر شقق من بوص مبروم وأسمانجوني وأرجوان وقرمز، خمس شقق تكون موصولة بعضها ببعض الواحدة بالأخرى، وخمس شقق تكون موصولة الواحدة بالأخرى» (خر 1:26-3), فالشقق إذًا عشرة وماسكة بعضها ببعض بإحكام, لأن هناك منازل كثيرًة لدى الآب, وهدف جميع الساكنين فيها هو, ولا بد, هدف واحد ومقدس، لأن معرفة الله واحدٌة، لأن الله قد دعانًا في السلام كما هو مكتوب, فأنت ستوافقني, إن تراءى لك, بأن العشر الشقق هي، كما تتوقَّع، ملء الكنائس التي في العالم، التي ليست مفترقة باختلاف الرأي ولا بتعارض المعتقد، ولكنها متحدة في الروح وكأنها بنوع ما مربوطة معًا إلى واحد بحسب الوحدة التي في المسيح بالإيمان. فإنه في جميعها وفي كل مكان رب واحد، إيمان واحد، معموديٌة واحدٌة (أف5:4)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
رسالة إلى يوحنا الأنطاكي عند استعادة الوحدة بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة أنطاكيا سنة 433 م
الرسالة 39 للقديس كيرلس الكبير

لتفرح السموات ولتبتهج الأرض لأن حائط السياج المتوسط قد نُقض, ومضى الحزن ورُفع كل سبب للخلاف، لأن المسيح مخلصنا كلنا قد منح السلام لكنائسه... لأنه لما حضر إلى الإسكندرية سيدي المحبوب من الله، أخي وشريكي في الخدمة بولس (أسقف حمص اُلمرسل للوساطة من قبل يوحنا الأنطاكي)، قد امتلأنا فرحًا، وكنّا محّقين جدًا في ذلك, بسبب مجيء مثل ذلك الإنسان ليتوسط.... أما عن أسباب الخلاف فمن الفضول التحدث عنها، فإني أعتبر من الأنفع أن نفكِّر ونتحدث عن الأمور اللائقة بزمن السلام. فقد ابتهجنا إذن بمقابلة ذلك الرجل المذكور الفائق التقوى نحو الله، الذي ربما ظن أن أمامه جهادًا ليس بقليل ليقنعنا بضرورة ربط الكنائس بأواصر السلام... غير أنه قد وجدنا مستعدين لذلك, حتى إنه لم يبذل في سبيل ذلك أي جهد على الإطلاق, فإننا تعّلمنا أن نقول في صلواتنا: «أيها الرب إلهنا أعطنا سلامك, لأن كل شيء أعطيتنا», والآن قد تيقنا تمامًا أن الخلاف الحاصل بين الكنائس كان بدون أي مبرر على الإطلاق ولم يكن مناسبًا، وذلك لما قدم سيدي الأسقف التقي بولس بيانًا يحوي اعترافًا بالإيمان لا يشوبه عيب.
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
وحدة البشرية في المسيح
الكنز في الثالوث 12 للقديس كيرلس الكبير

كيف ينبغي أن نفهم القول القائل: «كما أننا نحن واحد ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا, أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مكملين إلى واحد» (يو21:17-23), لما أراد كلمة الله أن يقدم لجنس البشر عطية عظمى وفائقة الطبيعة، أخذ يجتذب الجميع إلى نوع من الاتحاد بنفسه؛ فقد لبس الجسد البشري وبذلك صار داخلنا، ومن جهة أخرى فهو له الآب في ذاته لكونه كلمته الخاص وشعاعه. فكأنه يقول: كما أني أنا فيهم بسبب لبسي نفس الجسد الذي لهم، وأنت أيها الآب فيَّ بسبب كوني من ذات جوهرك، هكذا أريد أنهم هم أيضًا يرتبطون بنوع من الاتحاد، حتى يصيروا متداخلين بعضهم في بعض وكأنهم صاروا جسدًا واحدًا، فيكونون جميعًا فيَّ، وكأني أحملهم جميعًا في هيكل (جسدي) الوحيد الذي اتخذته لنفسي. وهكذا يكونون ويظهرون مكملين. لأني أنا الكامل وقد صرت إنسانًا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الوحدة الروحية
تفسير إنجيل يوحنا 11:17 للقديس كيرلس الكبير

إنه يقول: «أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذي أعطيتني, ليكونوا واحدًا كما نحن واحد» (يو 11:17). إنه يريد أن يكون التلاميذ محفوظين في وحدة الحس والرأي وكأنهم قد انصهروا معًا بالنفس والروح بواسطة السلام والمودة المتبادلة, حتى تنعقد بينهم رُبط المحبة التي لا تنحل، فترتقي الوحدة الكائنة بينهم إلى أن يصير توافقهم الاختياري صورًة لتلك الوحدة الطبيعية الكائنة بين الآب والابن، فلا يستطيع شيء ما من كل ما في العالم ولا من الشهوات أن يضع حدودًا لهذا التوافق ولا أن يفصمه إلى مشيئات متضاربة، بل تبقى بالحري قوة محبتهم محفوظة بلا عيب في وحدانية التقوى والقداسة، الأمر الذي قد تحقق بالفعل: فإننا نقرأ في أعمال الرسل أنه كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة (أع 32:4) في وحدانية الروح القدس.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح هو رباط الوحدة
تفسير إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

إن كنا «جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو17:10), فنحن كلُّنا نصير جسدًا واحدًا، لأن المسيح لا يمكن أن ينقسم. من أجل ذلك تُدعى الكنيسة جسد المسيح ونحن أعضاءه، بحسب دراية القديس بولس (أف4:3), فلأننا كلنا متحدون بالمسيح الواحد بجسده المُقدس، الذي نتناوله في أجسادنا الخاصة، وهو واحد وغير قابل للانقسام، تكون بالتالي أعضاؤنا له أكثر مما هي لنا... والقديس بولس يشهد أننا نحن الذين نشترك في جسده المقدس ننال الوحدة بحسب هذا الجسد، أعني الوحدة في المسيح، إذ يقول عن سر التقوى: «الذي في أجيال آُخر لم يعرف به بنو البشر، كما اُستعلن الآن لرسله القديسين ولأنبيائه في الروح؛ أن الأمم شركاء في الميراث وفي الجسد وفي نوال الموعد في المسيح» (أف5:3-6). فإن كنا كلنا شركاءَ في الجسد، بعضنا مع بعض في المسيح، وليس فقط بعضنا مع بعض، بل ومعه أيضًا الذي هو فينا بجسده الخاص؛ فكيف لا نكون كلنا منذ الآن واحدًا بوضوح، بعضنا مع بعض وفي المسيح؟ فإن المسيح هو رباط الوحدة، بسبب كونه في نفس الوقت إلهًا وإنسانًا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الخالق يقدم نفسه لخليقته لتسعد به
عظة 10 عن العشاء السري للقديس كيرلس الكبير

هلم نذهب معًا باشتياق إلى العشاء السري, اليوم المسيح يحتفي بنا، اليوم المسيح يخدمنا, المسيح محب البشر يريحنا, يا للسر الرهيب, يا للتدبير الذي لا يُنطق به, يا للتنازل الذي لا يُدرك, يا لرحمة أحشاء إلهنا التي لا تُستقصى, الخالق يقدم نفسه لخليقته لتسعد به, الذي هو الحياة ذاï؛—ﻬا يقدم نفسه للمائتين ليأكلوه ويشربوه, إنه يأمرهم: «هلموا كلوا خبزي واشربوا من الخمر التي مزجتها لكم» (أم 5:9), كلوني أنا الحياة لتحيوا، لأني أريد ذلك. كلوا الحياة التي لا تزول، لأني لأجل هذا أتيت، لتكون لكم حياة، وتكون لكم أوفر, كلوا الخبز الذي يجدد طبيعتكم،
واشربوا الخمر التي تعطي تهليل الخلود, لأني من أجلكم صرت مثلكم دون أن أتغير عن طبيعتي، حتى تصيروا شركاء الطبيعة الإلهية بواسطتي.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الاتحاد الوثيق بالمسيح في الإفخارستيا
تفسير إنجيل يوحنا 1:15 للقديس كيرلس الكبير

كما أن أصل الكرمة يخدم الأغصان ويوفِّر لها التنعم بنفس صفاته الطبيعية الخاصة المذخرة فيه، هكذا أيضًا الوحيد كلمة الله يُضفي على القديسين نوعًا من القرابة أو النسب مع طبيعته الخاصة, التي هي أيضًا طبيعة الله الآب، بإعطائهم الروح القدس... فإن المخلِّص نفسه يقول: «من يأكل جسدي ويشرب دمي, يثبت فيَّ وأنا فيه» (يو 56:6). وهنا يليق بنا أن نلاحظ على وجه الخصوص أن المسيح يقول إنه سيكون فينا، ليس فقط بارتباط يتم عن طريق العواطف، بل أيضًا بمشاركة كيانية. فكما أنه إذا عجن أحد قطعة شمع بقطعة أخرى وصهرهما بالنار يجعلهما واحدًا، هكذا أيضًا بواسطة الشركة في جسد المسيح ودمه الكريم يكون هو فينا ونحن أيضًا نكون فيه متحدين.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
فلنمسك بالجسد الإلهي
تفسير إنجيل لوقا 35:4 للقديس كيرلس الكبير

لما دخل الرب بيت بطرس, وكانت العجوز منطرحة على الفراش مريضة بحمى شديدة، فمع كونه كان قادرًا أن يقول كإله: «دعي عنك المرض وقومي»، لكنه لم يفعل ذلك، بل بالحري أظهر أن جسده قادر على منح الشفاء, لأنه كان جسدًا لله, لكنه أمسك بيدها, وللوقت كما يقول الكتاب فتركتها الحمى. إذن فلنقبل نحن أيضًا يسوع لأنه حينما يدخل فينا ونقتنيه في قلوبنا وأفكارنا فهو يطفئ منا حُمى الشهوات الردية ويقيمنا ويجعلنا أصحاء, أعني أصحاء روحيا, حتى أننا نخدمه, أي نعمل الأعمال المرضية عنده... ومع أنه كان قادر أن يجري المعجزات بمجرد كلمة أو إشارة منه، ولكن لكي يعلِّمنا شيئًا نافعًا لنا كان يبسط يديه على السقماء. فإنه كان يلزمنا جدًا أن نتعلَّم أن الجسد المقدس الذي اقتناه لنفسه قد اكتسى بقوة اللوغس وفاعليته، لأنه غرس فيه قوته الإلهية. إذن فلنجعله يمسك بنا نحن أيضًا, أو بالحري فلنمسك نحن به بواسطة سر الأولوجيا (أي الإفخارستيا) حتى يحررنا من عللنا النفسية ومن ضلال الشياطين ومكرهم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
عشاء خميس العهد نقطة تحوُّل في تاريخ البشرية
العبادة بالروح والحق للقديس كيرلس الكبير

«وأطلق الرب الموت على إسرائيل, من باكر إلى ساعة العشاء» (2صم 15:24), من «باكر» تشير إلى زمن مبكِّر, أي منذ أول أزمنة الدهر الحاضر, والموت يسطو على العائشين على الأرض، حتى «ساعة العشاء», أي حتى موعد المائدة. فلما حضر إلينا موعد المائدة المقدسة، تلك المائدة السرية التي هي في المسيح، التي منها نأكل الخبز اُلمحيي الذي من السماء، حينئذ أُبطل الموت بتحنن من الله, الموت الذي كان في القديم رهيبًا ومرعبًا. وانكسر أخيرًا ذلك المهلك, لأن المسيح صار يسكن فينا, وهو نفسه الحياة ومعطي الحياة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بالإفخارستيا والروح القدس نصير جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا
الحوار الأول في الثالوث الأقدس للقديس كيرلس الكبير

مع كوننا منقسمين إلى شخصيات متميزة، أعني شخصية خاصة لكل واحد منّا، التي بحسبها يكون الواحد بطرس أو يوحنا والآخر توما أو متى، لكننا صرنا جميعًا شركاء في الجسد فى المسيح, لأننا نغتذي من جسد واحد، ولأننا خُتمنا للوحدة بالروح القدس الواحد, وحيث إن المسيح غير قابل للانقسام, إذ أنه لا ينقسم بأي حال من الأحوال, فنحن جميعًا واحد فيه. فإنه بناءً على ذلك قال للآب الذي في السموات: «ليكونوا واحدًا كما نحن واحد», يتضح من ذلك أننا في المسيح وفي الروح القدس نكون جميعًا واحد, بحسب الجسد وبحسب الروح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الابن الوحيد هو نفسه صار «بكر كلِّ خليقة»
تفسير لو 7:2 للقديس كيرلس الكبير

«متى أُدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله» (عب6:1), فمع بقائه ابن الله الوحيد من جهة لاهوته، إلاَّ أنه لما صار أخًا لنا، قد دُعي أيضًا بلقب البكر, حتى يصير مثل باكورة لتبني البشرية ويهيء لنا أن نصير نحن أيضًا أبناءً لله.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
هو بكر من أجلنا نحن
الكنز في الثالوث ظ¢ظ¥ للقديس كيرلس الكبير

بسبب محبة الآب لخلائقه، قد دعا الابن نفسه بكرًا لكل خليقة (1كو 15:1). فهو بكر من أجلنا نحن، حتى تصير الخليقة كلها كأنها مطعمًة فيه، كما في أصل جديد غير مستهدف للموت، فتنبت من جديد من الكائن الأزلي نفسه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أبانا الذي في السموات
تفسير لو 2:11 للقديس كيرلس الكبير

«فقال لهم: متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات» (لو2:11), يا للإحسان الفائق, يا للطف المنقطع النظير واللائق به وحده, إنه يخلع علينا مجده الخاص, إنه يرفع العبيد إلى كرامة الأحرار، إنه يسمح لنا أن ندعو الله أبًا لنا بصفتنا قد ارتقينا إلى طقس البنين. فمنه هو قد قبلنا هذا الإحسان أيضًا مع بقية ما نلناه... فقد تغيّر شكلنا بما يناسب التبني، بالميلاد الروحي، «لا من زرع يفنى, بل بكلمة الله الحية الباقية» (1بط23:1) وهو نفسه قد صار لنا الطريق والباب والوسيلة لمثل هذه النعمة الفاخرة والمشتهاة لما تنازل إلى وضع مشابه لنا. فقد أخذ شكل العبد مع كونه حرًا باعتباره إلهًا, وذلك لكي يمنحنا الذي له. والحكيم بولس خادم أسراره يشهد بأنه أخذ لنفسه الذي لنا تدبيريًا, وأعطانا الذي له، إذ يكتب قائلاً: «إنه افتقر وهو غني لكي نستغني نحن بفقره» (2كو9:8) لأن الذي لنا, أي أمورنا البشرية, يُعتبر فقرًا لله الكلمة, بينما يُعتبر غنًى للطبيعة البشرية أن تنال الذي له.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أبانا الذي في السموات
تفسير لو 2:11 للقديس كيرلس الكبير

«فقال لهم: متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات» (لو2:11), يا للإحسان الفائق, يا للطف المنقطع النظير واللائق به وحده, إنه يخلع علينا مجده الخاص, إنه يرفع العبيد إلى كرامة الأحرار، إنه يسمح لنا أن ندعو الله أبًا لنا بصفتنا قد ارتقينا إلى طقس البنين. فمنه هو قد قبلنا هذا الإحسان أيضًا مع بقية ما نلناه... فقد تغيّر شكلنا بما يناسب التبني، بالميلاد الروحي، «لا من زرع يفنى, بل بكلمة الله الحية الباقية» (1بط23:1) وهو نفسه قد صار لنا الطريق والباب والوسيلة لمثل هذه النعمة الفاخرة والمشتهاة لما تنازل إلى وضع مشابه لنا. فقد أخذ شكل العبد مع كونه حرًا باعتباره إلهًا, وذلك لكي يمنحنا الذي له. والحكيم بولس خادم أسراره يشهد بأنه أخذ لنفسه الذي لنا تدبيريًا, وأعطانا الذي له، إذ يكتب قائلاً: «إنه افتقر وهو غني لكي نستغني نحن بفقره» (2كو9:8) لأن الذي لنا, أي أمورنا البشرية, يُعتبر فقرًا لله الكلمة, بينما يُعتبر غنًى للطبيعة البشرية أن تنال الذي له.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
صار مثلنا، لكي نصير مثله
تفسير يو 17:20 للقديس كيرلس الكبير

الكلمة وضع نفسه لكي يرفع ما هو وضيع بحسب الطبيعة إلى ذات علوه, ولبس شكل العبد مع كونه بالطبيعة الرب وهو الابن، ليحول من هو عبد بالطبيعة إلى مجد التبني بمشابهته باللجوء إليه. فقد صار مثلنا, أي إنسانًا, لنصير نحن مثله، أي آلهًة وأبناءً؛ وهكذا أخذ لنفسه ما هو لنا, لكي يُعطينا في المقابل ما هو له... إننا نرتقي إلى ما يفوق الطبيعة بمشابهتنا له، فمع أننا لسنا أبناءً بالطبيعة، قد دُعينا أبناءً لله.... إن إله الكون كله هو آب للمسيح بالطبيعة وبالحق، وأما لنا فهو ليس أبًا لنا بحسب الطبيعة، بل بالحري هو إله لنا باعتباره هو خالقنا ورب لنا؛ غير أن الابن لمَّا مزج نفسه بنا بطريقة ما، أنعم على طبيعتنا بالكرامة التي هي أصلا خاصة به بصفة رئيسية، فدعا أباه الخاص أبًا مشتركًا لنا, «أبي وابيكم» (يو17:20)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الخيرات المضيئة التي في المسيح تمتد منه إلى كل الجنس البشري
شرح مز 7:2 للقديس كيرلس الكبير

«أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» (مز7:2), عبارة «اليوم» تُشير إلى زمن مجيئه الذي فيه صار جسدًا، وهو باق كما هو بحسب الطبيعة سيدًا للكل, لأن يوحنا شهد عنه قائلاً: «إلى خاصته جاء» (يو11:1) مشيرًا بكلمة «خاصته» إلى العالم. ثم يقول وكأنه يُدعى إلى المجد الخاص بالملوكية: «أنا أُقمت ملكًا بواسطته» أي بواسطة الله الآب. وقد ارتضى بهذا الأمر حتى إذا ما نال كإنسان التبني, مع أنه بحسب الطبيعة هو الابن بصفة دائمة, يفتتح بواسطة نفسه الطريق للطبيعة البشرية للاشتراك في التبني، ويدعو المذلِّين تحت الخطية إلى ملكوت السماوات. وكما أن أي ميراث يُسلَّم من الأب إلى كل الجنس الخارج منه، هكذا نلنا نحن ما ترتب على معصية آدم، واحتملنا اللعنة والموت، وكذلك أيضًا الخيرات المضيئة التي في المسيح تمتد منه إلى كل الجنس البشري. فإن الابن الوحيد قد نالها لنا نحن، وليس لنفسه على الإطلاق، لأنه هو كامل لكونه إلهًا بطبعه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بساطة الرسل غلبت حكمة الفلاسفة
تفسير إنجيل لوقا 13:6 للقديس كيرلس الكبير

إن داود الطوباوي يذكر اختيار الرسل القديسين فيقول وكأنه يوجه الكلام للمسيح: «تقيمهم رؤساء على سائر الأرض يذكرون اسمك جيلا بعد جيل» (مز17:44-18), بالفعل لما كانوا في الجسد كانوا يذكرون مجد المسيح ويتكلَّمون في المدن والقرى بسر المسيح، بل والآن أيضًا لما انتقلوا إلى المساكن العليا لم يكفُّوا من أن يحدثونا عنه أيضًا، وذلك عن طريق كتاباï؛—ﻬم المملوءة حكمة التي وضعوها عنه... وهكذا صاروا أضواءً للمسكونة كلها «متمسكين بكلمة الحياة» والعجيب في الأمر هو أنه بينما كان حكماء اليونان لهم القدر الكبير من حسن الكلام وتنميقه، لكن تلاميذ مخلِّصنا كانوا مجرد صُناع وبحارة وصيادي سمك لا يجيدون فخر الكلام ولا تنميق الأحاديث؛ ولكن على الرغم من بساطة كلامهم كانوا أغنياء في المعرفة. وهكذا أُبكمت بلاغة اليونانيين وفخامة أحاديثهم، وسادت على الأرض كلها قوة الكرازة بالإنجيل.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح يعطينا بغنى شركة في حياته الخاصة
جلافير على التكوين, الكتاب الأول للقديس كيرلس الكبير

من الباطل أن نظن أن آدم, الذي كان مجرد إنسان وليد التراب, استطاع أن يدفع إلى كل جنسنا قوة اللعنة التي أصابته وكأنها صارت ميراثًا يُسلَّم بحسب الطبيعة، بينما لا يستطيع عمانوئيل الذي هو من فوق، من السماء، وهو إله بطبعه، وقد أخذ شكلنا وصار لنا آدماً ثانياً, لا يستطيع أن يمنح بغنًى شركة في حياته الخاصة للذين اختاروا أن ينالوا الُقربى معه بالإيمان, فإننا قد صرنا جسدًا واحدًا معه بالبركة السرائرية (أي بالإفخارستيا)، بل وصرنا متحدين معه من وجه آخر أيضاً، لأننا صرنا شركاء طبيعته الإلهية بواسطة الروح. فإنه يسكن في نفوس القديسين. وكما يقول يوحنا الطوباوي: «بهذا نعلم أنه فينا، من الروح الذي أعطانا» (1يو24:3), إذن فقد صار هو حياتنا وهو برّنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح يغرس فينا حياته الخاصة
عن الإيمان القويم إلى الملك ثيئودوسيوس للقديس كيرلس الكبير

أليس واضحًا وغير خفي عن أحد أن الابن الوحيد قد أتى مشابهاً لنا، أي إنسانًا كاملاً لكي يحرر جسدنا الترابي من الفساد الذي اندس فيه، فيغرس فيه حياته الخاصة بحسب تدبير الاتحاد، ثم لكي يقتني النفس البشرية، فيُظهرها متفوقًة على الخطية، ويصبغها بقوة وعدم تغيير طبيعته الخاصة، كما ينصبغ القطن بالصبغة... المسيح هو الإنسان الأول والوحيد على الأرض الذى «لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر» (1بط22:2), وقد جُعل كأصل وباكورة للذين يتغيرون بالروح القدس إلى جدة الحياة. وهو يوصل إلى كافة الجنس البشري بالمشاركة وبالنعمة، عدم فساد جسده، والثبات والاستقرار الناشئ من لاهوته. وإذ علم بذلك بولس صاحب الصوت الإلهي، كتب قائلاً: «كما لبسنا صورة الترابي فلنلبس أيضًا صورة السماوي» (1كو49:15), أما «صورة الترابي» فهي الجنوح للخطية، والموت الذي يتبعها. وأما «صورة السماوي»، أي المسيح، فهي الثبات في القداسة والتجديد والنهوض من الموت والفساد إلى الحياة والخلود.
 
أعلى