معناه لدى المفسرين :
تجاهل صفة المسيح في القرآن المترجم, كونه كلمة الله وروح منه , ورفض محمد تأليه المسيحيين له , مع جهله الواضح لحقيقة ايمان المسيحيين الحقيقي به, وهذا يظهر في النصوص القرآنية التي لا علاقة لها بالمصدر الانجيلي, كان سهلا ان يعلن محمد هذا الرفض في وجه اي كان , ما دامت نصال االسيوف وحوافر الخيل كانت تسبق وصول اعلانه هذا الى اي مكان.
ولكن هذا لم يكن حال المفسرين , فاسم المسيح "كلمة الله " كانت مشكلة لهم .
-الجلالين في تفسيره آل عمران 39 :"مصدقين من الله " يقول : سمي كلمة لأنه خلق بكلمة كن ! , الا انه في آل عمران 45 يمر على التعبير دون ان يشرحه مما يدل على تحذر , في سورة النساء 170 يمر ايضا بالاسم مرور الكرام , مكتفيا يالأشارة الأولى :" سمي كلمة الله لأنه خلق بكلمة كن !
الا ان السؤال البديهي الذي تجاهله وتجاهله جميع المفسرين ,:لماذا سمي وحده بهذا الاسم "كلمة الله " وقد خلق البشر كلهم والانبياء والمرسلون , والملائكة المقربون بكلمة "كن " , ولم يقل الانجيل والقرآن والتوراة عن احد من المخلوقين أن اسمه "كلمة الله "؟؟!!! ثم كيف "روح الله " يكون مجرد أمر؟؟!! اليس في التفسير تناقض وارتباك؟؟؟؟
وجاء في البيضاوي :"مصدقا بكلمة من الله " اي عيسى , سمي بذلك لأنه وجد بامره تعالى دون أب فشابه البدعيات التي هي عالم الامر , او بكتاب الله . ليس المعنى الثاني مقصودا , ثم اليس كل الأنبياء والصالحين وجدوا "بأمره " تعالى ؟؟ فلماذا لم يسم الانجيل والقرآن أحدا منهم "كلمة الله " وأختص عيسى ابن مريم وحده بهذا الاسم ؟ ويمر على الآية 45 يمر مرور الكرام مع انه يعدد الاسماء والاحوال التي يصف القرآن بها " الكلمة " الذي يبشر به الله مريم , كذلك في الآية 170 من النساء .كانه يشعر بخطر هذه الصفة فيتحاشى عن سبر معانيه
والزمخشري ايضا يسير حسب سابقيه , ويتحذر بحذرهم ويقول قولهم
والسؤال الذي تهربوا منه هو: لماذا آدم لم يسمه القرآن والأنجيل والتوراة " كلمة الله " و "روح منه" مع ان خلقه اغرب من خلق عيسى كما يذكر " ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له :كن فيكون !"(آل عمران 59) فآدم أحق من المسيح بلقب "كلمة " لأنه أول من وجد بكلمة "كن"
قال الرازي : سمي عيسى كلمة الله من وجوه :
1-انه خلق بكلمة الله وهو قوله "كن " من غير واسطة الاب ......
2- انه تكلم في الطفولية وآتاه الله الكتاب في زمان الطفولة فكان في كونه متكلما بالغا مبلغا عظيما فسمي كلمة اي كاملا في الكلام .
3-ان الكلمة كما انها تفيد المعاني والحقائق كذلك عيسى كان يرشد الى الحقائق والاسرار الألهية كما سمي القرآن "روحا"
4- انه حقق كلمة بشارة الانبياء به كما قال "وحقت كلمة ربك "
5-ان الانسان يسمى فضل الله ولطف الله فكذا عيسى عليه السلام كان اسمه العلم "كلمة اللله وروح الله " وكلامه على قول اهل السنة صفة قديمة قائمة بذات الله "
-6اضاف في آل عمران 45 :" سمي كلمة الله كأنه صار عين كلمة الله الخالقة له لوجوده المعجز او لانه ابان كلمة الله افضل بيان
7- في النساء 170 يختار ما اجمع عليه القوم :" المعنى انه وجد بكلمة الله وامره من غير واسطة ولا نطفة "
الجواب عليها جميعا : ان كل هذه التعريفات تنطبق على سائر الانبياء , في عرفهم , وخصوصا على خاتم النبيين محمد:فلماذا لم يسم القرآن محمدا بأنه "كلمة الله " وهو عندهم "اول خلق الله " وخاتم رسل الله واكملهم في الكلام المعجز, وقرآنه روح من أمره تعالى , وقالوا هو النبي الامي المكتوب عندهم في التوراة والانجيل , فبه حقت اكثر من عيسى كلمة الله , وقد ابان كلمة الله الأخيرة , خير بيان وأفضله حسب رايهم ؟؟؟!!.....الا ان القرآن يشهد بأن عيسى وحده دون العالمين خص بهذا اللقب العظيم , حتى صار اسم علم له , بل دلالة على ان كلام الله هي كلامه , "وكلامه صفة قديمة قائمة بذات الله " على قول اهل السنة.
التفسير الصحيح
ان النصوص واضحة تعني اسم شخص لا مجرد امر الهي.
-فالله يبشر زكريا بيحيا ويصفه بانه اول من يصدق بعيسى انه "كلمة الله " (آل عمران 39) ويحيى ليس اول من آمن بكلام الله ولا افضل من آمن به , بل يحيى اول من آمن بعيسى أنه كلمة الله وهو يصدق بشخص اسمه كلمة الله وليس مجرد أمر او صفة , وجاء يحيى ليصدق ويبشر "بكلمة الله " الشخص المنتظر.
- ومريم آمنت "بكلمة ربها وكتابه "(تحريم 12) والنص هنا يوضح بأن كلمة الرب غير كتاب الرب , فهي آمنت بعيسى وانجيله .
"اذ قالت الملائكة : يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه , اسمه المسيح عيسى ابن مريم "(آل عمران 45) ليس اوضح ولا اصرح :" الكلمة " المبشر به اسمه المسيح عيسى ابن مريم .
ومن يقرا هذه الآية باخلاص :"انما المسيح , عيسى ابن مريم : رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه "(نساء 170) لا يستطيع الا الاقرار بديهيا أن "الكلمة " اسم "شخص " لوروده بين الاسمين "رسول الله .....وروح منه " فهو مرادف للأسماء المحيطة به , وهو خبر ثان معطوف على رسول الله وكلاهما خبران للمسيح عيسى ابن مريم, وروح منه خبر ثالث معطوف على "كلمته " يوضحه ويؤكده , ف"كلمته " تعني لقب بين القاب المسيح فكيف يكون مجرد أمر؟؟؟!!!
والى ذلك فان لفظ "الكلمة " ورد في آل عمران 45 في المذكر "بكلمة اسمه المسيح واما قوله في سورة النساء "كلمته القاها الى مريم " فانثها حملا على اللفظ , لأن معنى التذكير صريح من الاسماء الثلاثة المحيطة به "رسول الله وكلمته وروح منه"
فهذا "الكلمة " الملقى الى مريم هو "روح الله " فكيف يكون مجرد أمر؟ وهو "رسول الله " فكيف يكون مجرد كلام ؟
"القاها " : فالكلمة الملقاة كائنة قبل ان تلقى الى مريم وقبل مريم : فهذا الأبن الذي سيولد , موجود قبل امه !
"يبشرك بكلمة منه " مولود مريم كائن قبل مريم وهو "منه " اي من الله لا من العدم ! بل لا يمكن ان يكون من العدم كسائر المخلوقين لأنه "كلمة من الله "
"منه " تدل على صلة المصدر, قال البيضاوي :"ذو روح صدر منه " اذن عن طريق الصدور لا عن طريق الخلق , والا فما معنى هذه التأكيدات التي خلص بها :"كلمته...كلمة منه....روح منه" اذا كان يتساوى في طريقة وأصل وجوده مع سائر الناس؟؟؟