تعالوا نطير لبلدنا وكفانا حزناً

white.angel

فيلسوفه مسيحيه
عضو مبارك
إنضم
6 يوليو 2010
المشاركات
3,777
مستوى التفاعل
1,303
النقاط
0
تعالوا نطير لبلدنا وكفانا حزناً

313136_10150365375604110_399702755_n.jpg


يقول رب المجد يسوع: " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً ً" (يو2:14)، فما هو هذا المكان؟ وما هى سماته؟ إنَّه السماء المسكن الذي أعدّه الله لسُكنى قدّيسيه، ليستريحوا من أتعابهم، ويتنعموا بعد حياة قد أثقلها المرض وأضناها التعب.. إذن فالموت وإن كان نهاية إلاَّ أنَّه في نفس الوقت بداية!

إننا على الأرض نأكل من شجرة امتزجت ثمارها بمرارة السقوط، أمَّا في السماء فسنأكل من المن المُخفى وشجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (رؤ7:2).


ما أن سقط آدم حتى ملأ الخوف قلبه، لكنَّ القديس يوحنَّا يقول: " وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ في مَا بَعْدُ " (رؤ1:21)، َّ يعني الاضطراب والقلق.. لن يكون لهم مكان بعد.

لا نُنكر أننا نحيا على أرض الألم، وإبليس خصمنا " كَأَسَدٍ زَائِرٍ يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ " (1بط8:5)، لكننا في السماء لن نُجرَّب بعد، ولن يغوينا الشيطان مرّة ثانية، لأنَّه لن يقدر أن يدخل السماء.


على الأرض نرى الأرض وقد تلوّثت بالقاذورات، وما أكثر الأماكن التي نجستها الخطية.. والهواء هو الآخر تدنّس بدخان الحقد والغيرة.. أمَّا في السماء فسيكون كل شيء طاهراً، نظيفاً، جميلاً.. ولهذا شبّهها يوحنَّا الحبيب بعروس في يوم زفافها كتعبير عن نظافتها وحلاوتها..


لقد لَعَنَ الله الأرض بسبب خطية آدم (تك17:3)، ثم لعن قايين بعدما قتل أخاه هابيل (تك10:4)، لكن ما يُعزينا هو أن السماء لن يكون فيها لعنة (رؤ3:22).

على صفحات الجرائد نقرأ عن أُلوف البشر، الذين يئنون من الفقر ويصرخون من الحرمان لكنّهم في السماء لن يجوعوا أو يعطشوا، ولن تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر" لأَنَّ الْحَمَلَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ " (رؤ16:7،17).

كما أنَّ الله سوف يمسح " كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ " (رؤ17:7)، كتعبير عن العزاء الذي سينالونه عوضاً عن آلامهم المريرة، التي ذاقوها وهم على الأرض، وكيف يتألمون ثانية والسماء لا يكون فيها " حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ " (رؤ21: 4)...إذن فالصراخ من الاضطهاد، والوجع من المرض.. كلها آلام لن يكون لها مكان في حياتنا، لأنَّ السماء لن يكون فيها مال لنحزن على فقدانه، والأشرار الذين يُعذّبوننا لن يدخلوا هذا المكان الطاهر، أمَّا الأمراض فلن تُصيبنا لأننا سنقوم بأجساد روحانية مُمجدة، غير قابلة للمرض أو التعب أو حتى الموت مرّة ثانية...

قد يأتي الليل على الأرض محفوفاً بالظلام، ومع الليل تأتي الأخطار.. لكن في السماء لن يكون شر، ولن نسمع عن جريمة قتل أو سرقة.. ومن أين تأتي هذه الأوبئة البشرية والسماء لن يدخلها قاتل أو لص أو زاني؟


كم مِن مرّة بكيت حزناً على موت قريب أو صديق؟ ولكن هل فكرت مرّة أنَّك في السماء سوف ترى الملائكة والقديسين الذين لم ترهم؟ فكم ستكون فرحتنا عندما نحيا معهم ونراهم! وماذا عن رؤية الله؟!!


فلا تحزنوا على كل ما يُصيبكم من تجارب، فعمَّا قريب سينكشح ظلام الألم، فإذا افتقدكم الألم بوجهه القاسيّ، فلا تستقبلوه بـ " لا " بل بـ " نعم "، لأنَّه سيأتي يوم تعيشون في مجد دائم، وعيد لن تنقطع أفراحه، حينئذ لن يكون ظلام بل أنوار وأفراح على الدوام..
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
موضوع قيم جدا وجميل
ربنا يباركك
شكرا
 

R.O.R.O

اسندنى فى ضعفى
عضو مبارك
إنضم
20 يونيو 2012
المشاركات
18,394
مستوى التفاعل
4,653
النقاط
113
الإقامة
حضن يسوع
بجد موضوع اكثر من رائع ويستحق التقييم ميرسى ليكى
 

amgd beshara

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
2,537
مستوى التفاعل
617
النقاط
113
الإقامة
cairo- egypt
فلا تحزنوا على كل ما يُصيبكم من تجارب، فعمَّا قريب سينكشح ظلام الألم، فإذا افتقدكم الألم بوجهه القاسيّ، فلا تستقبلوه بـ " لا " بل بـ " نعم "، لأنَّه سيأتي يوم تعيشون في مجد دائم
تأمل اكتر من رائع و كلمات جميله جدااااااا
ربنا يبارك حياتك و خدمتك
 

جورجينيو-

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أغسطس 2010
المشاركات
627
مستوى التفاعل
40
النقاط
0
على صفحات الجرائد نقرأ عن أُلوف البشر، الذين يئنون من الفقر ويصرخون من الحرمان لكنّهم في السماء لن يجوعوا أو يعطشوا، ولن تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر" لأَنَّ الْحَمَلَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ " (رؤ16:7،17).


ميرسى لموضوعك الجميل ربنا يباركك
 
أعلى