آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
انتقل منه إلينا ما حققه في نفسه
حوار المسيح واحد للقديس كيرلس الكبير

لم يكن ممكنًا أن يزعزع سلطان الموت إلا بتجسد الوحيد, لذلك ظهر مثلنا، واقتنى لنفسه الجسد المستهدف للفساد بحسب طبعه الخاص، لكي يستطيع بكونه هو نفسه الحياة، إذ أنه مولود من الآب الذي هو الحياة, أن يزرع في هذا الجسد امتيازه الخاص الذي هو الحياة....وقد دُعى «آدم الأخير» (اكو45:15) لأنه مولود من آدم بحسب الجسد، ولكنه صار بداية ثانية للذين على الأرض، إذ قد تحولت فيه طبيعة الإنسان إلى حياة جديدة، حياة في القداسة وعدم الفساد بالقيامة من الأموات. وهكذا أُبيد الموت, إذ لم يحتمل من هو الحياة بطبعه أن يخضع جسده للفساد، لأن المسيح «لم يكن ممكنًا أن يُمسك من الموت» (أع 24:2) بحسب قول الحكيم بطرس. وهكذا انتقل منه إلينا الخير الذي حققه في نفسه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
جلس كابن لكي يجعلنا نحن أيضًا نُدعى أبناءً لله فيه
تفسير إنجيل يوحنا 2:14-3 للقديس كيرلس الكبير

لقد كرس لنا ربنا يسوع المسيح «طريقًا حديثًا حيًا» .... فليس لنفسه قد صعد المسيح ليظهر أمام وجه الله الآب؛ لأنه كان، وهو كائن، وسيكون دائمًا في الآب، وهو ماثل أمام عيني أبيه الذي يفرح به في كل حين. وأما الآن فاللوغوس الذي كان منذ القديم مترهًا عن البشرية قد صعد الآن كإنسان، ليظهر بطريقة غير مألوفة وعجيبة. وهذا كان لأجلنا ولصالحنا نحن، حتى إذا ما وُجد كإنسان، وهو نفسه الابن بقوة، وإذا ما سمع هذه الكلمات الموجهة له بكل كيانه، بما فيه الجسد: «اجلس عن يميني» (مز 1:109) ليُصل مجد التبني إلى عموم الجنس البشري.... لقد ظهر الآن كإنسان أمام الآب لأجلنا، نحن الذين كنا مطروحين من أمام وجهه بسبب المعصية الأولى، ليوقفنا من جديد أمام وجه الآب؛ وجلس كابن ليجعلنا نحن أيضًا نُدعى بسببه أبناءً وأولادًا لله. لذلك فالقديس بولس الذي يؤكد أن المسيح هو المتكلِّم فيه، يُعلِّمنا أن ما حدث للرب خاصًة صار ملكًا مشتركًا للطبيعة البشرية، فيقول إن الله «أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات» (أف6:2)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
حينما قام المسيح، أعطى روح التبني
عظة ٣٨ على إنجيل لوقا للقديس كيرلس الكبير​

إن يوحنا المعمدان المغبوط، هو وكل الذين وُجدوا قبله، كانوا مولودين من النساء، أما الذين قبلوا الإيمان فلم يعودوا مولودين من النساء، بل أنهم يدعون أبناء الله ... لأن المسيح حينما قام بعد أن سبى الجحيم، أعطى لمن يؤمن به روح التبني، وأول الكل لتلاميذه الأخصاء لأنه «نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس, من غفرتم خطاياه تُغَفر له» (يو 22:20), ومنذ ذاك صاروا تمامًا شركاء الطبيعة الإلهية. ولكي يوضح يوحنا الإنجيلي الجزيل الحكمة أن روح التبني لم يكن في البشر قبل صعود الرب، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد فيقول: «لأن يسوع لم يكن قد مُجد بعد» بمجد القيامة من بين الأموات والصعود إلى السموات. ولكن لمَّا صعد إلى هناك الابن الوحيد، كلمة الله، أرسل كبديل له الباراقليط، الذي به يكون المسيح فينا ... لذلك فإننا حتى إذا كنا أقل من الذين لهم بر الناموس, أعني من جهة التدقيق في السلوك, لكننا بالمسيح أفضل من جميع المولودين من النساء.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
صعد لكي يقدمنا في ذاته إلى محضر الآب
العبادة بالروح والحق ظ،ظ§ للقديس كيرلس الكبير
«وتقدمون حزمة باكورة حصادكم إلى الكاهن, فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم» (لا 10:23-11), إن الحزمة كانت تُرفع أمام الرب، لأن عمانوئيل بعد أن قام من بين الأموات، وهو باكورة جديدة وغير فاسدة للبشرية، قد صعد إلى السماء، «لكي يظهر الآن أمام وجه الله الآب من أجلنا» (عب 24:9), ولم يكن ذلك في الواقع لكي يقدم نفسه هو أمام نظر الآب لأنه قائم فيه منذ الأزل ولم ينفصل قط عن الآب لكونه إلهًا، بل هذا كان بالحري لكي يقدمنا نحن في ذاته إلى حضرة الآب, نحن الذين كنا مطروحين بعيدًا عن وجهه، وواقعين تحت الغضب بسبب معصية آدم، وبسبب الخطية المتسلِّطة علينا. إذًا، فنحن في المسيح نربح الوجود أمام وجه الله، بل وصرنا منذ الآن مؤهّلين لهذه المعاينة بسبب أنه قدسنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
جعلتكم شركاء الطبيعة الإلهية واضعًا روحي فيكم
تفسير إنجيل يوحنا 20:14 للقديس كيرلس الكبير

يقول المسيح: «إني أنا حي، لأني أنا الحياة بالطبيعة، وقد أظهرت هيكل (جسدي) أنه حي. ولكن حينما ترون أنفسكم بالرغم من أنكم ذوي طبيعة فاسدة قد صرتم أحياءً، بشبه ما أنا حي، فحينئذ ستعرفون بكل وضوح أنه بسبب كوني أنا الحياة بالطبيعة قد ربطتكم من خلالي بالله الآب، الذي هو نفسه الحياة بالطبيعة، وبهذا جعلتكم شركاء ومشتركين في صفة عدم الفساد التي له. فإني أنا بطبيعتي في الآب، وأنتم فيَّ وأنا فيكم لكوني قد صرت إنسانًا، وقد جعلتكم شركاء الطبيعة الإلهية عندما وضعت روحي فيكم». فإن المسيح فينا بواسطة الروح القدس، وقد استرجع ما هو فاسد إلى عدم فساد، وغيره من الموت إلى عدم موت... لأنه حينما أرسل الله روحه جعلنا شركاء طبيعته، وبه جدد وجه الأرض (مز30:104)؛ فقد تغيرنا إلى جدة الحياة، ناقضين الفساد النابع من الخطية، ومتقبلين فيما بعد الحياة الأبدية بنعمة ربنا يسوع المسيح وبمحبته للبشر.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
شركة الطبيعة الإلهية بواسطة الروح القدس
ضد نسطور2:3 للقديس كيرلس الكبير

إن كلمة الله الآب يُرقِّينا إلى حد أن يجعلنا شركاء طبيعته الإلهية بواسطة الروح القدس. وبذلك صار له الآن إخوٌة مشابهون له وحاملون صورة طبيعته الإلهية من جهة التقديس. لأن المسيح يتصور فينا هكذا: بأن يغيرنا الروح القدس تغييرًا جذرياً من صفاتنا البشرية إلى صفاته هو. وفي ذلك يقول لنا بولس الطوباوي: «وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح» (رو9:8), فمع أن الابن لا يحول أحدًا قط من المخلوقين إلى طبيعة لاهوته الخاص, لأن هذا مستحيل, إلا أن سماته الروحية ترتسم بنوع ما في الذين صاروا شركاء طبيعته الإلهية بقبول الروح القدس، وبهاء لاهوته غير المفحوص يضيء مثل البرق في نفوس القديسين.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يطبع نفسه في نفوس الذين يقبلونه
كتاب الكنز في الثالوث ظ£ظ¤ للقديس كيرلس الكبير

«لقد خُتمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا» (أف13:1-14) إن كنا حينما نُختم بالروح القدس نتغير إلى شكل الله، فكيف يكون مخلوقًا ذاك الذي بواسطته تتشكَّل فينا صورة الجوهر الإلهي، وتنطبع فينا سمات الطبيعة غير المخلوقة؟ الروح القدس بالتأكيد لا يصور الجوهر الإلهي فينا مثل رسام، فيكون هو مختلفًا عما يرسمه، ليس بهذه الطريقة يقتادنا إلى مشابهة الله، ولكن باعتباره إلهًا ومنبثقًا من الله هو يطبع نفسه, بطريقة غير منظورة, في قلوب الذين يقبلونه، كما يطبع الختم نفسه في شمع. فهو بواسطة الشركة معه والمشابهة به يُعيد رسم طبيعتنا بحسب الجمال المثالي الأصلي ويجعل الإنسان مرة أخرى على صورة الله. فكيف إذن يكون مخلوقًا ذاك الذي بواسطته يُعاد تشكيل طبيعتنا بشكل الله، حتى تصير شريكًة لله؟
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يوحدنا معاً
شرح رسالة كورنثوس الأولى 13:12 للقديس كيرلس الكبير

«لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد... وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا» (1كو13:12), لقد اتحدنا ببعضنا البعض وصرنا جسداً واحداً في المسيح، لأنه أقامنا معاً وربطنا معاً بطريقة ما بالروح القدس الواحد الذي يحل في الجميع، هذا الذي سُقينا منه باعتباره شرابًا محييًا... ولا عجب في ذلك، لأنه إن كان هو نفسه نهر الله المملوء ماءً بحسب قول المزمور (مز10:64) ووادي النعيم الذي يسقي منه الله الآب الذين يحبونه، فكيف لا يُعتبر روحه شرابًا وماءً محييًا؟ فإن كنا قد دُعينا إلى الوحدة بواسطة الروح فقد صرنا جسدًا واحدًا في المسيح، فلنتمسك إذًن برباط المحبة بغير انقسام.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بدء الخليقة الجديدة
تفسير يوحنا 22:20 للقديس كيرلس الكبير

«نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس» كان الله الآب في البداءة بواسطة كلمته الخاص قد أخذ ترابًا من الأرض كما هو مكتوب، وجبل الكائن الحيّ, أعني الإنسان, وزوده بنفس عاقلة، بالطريقة التي يعلمها هو، وأناره بشركة روحه الخاص، كما هو مكتوب لأنه: «نفخ في وجهه نسمة حياة», فلما حدث أن سقط الإنسان في الموت بسبب المعصية، وزلق من رتبته الأولى، أعاد الله الآب خلقته من جديد، وجدده إلى جدة الحياة، وذلك بواسطة الابن كما في البداءة. فكيف جدده الابن؟ بموت جسده المقدس قتل الموت، ثم رفع الجنس البشري مرة أخرى إلى عدم الفساد، لأن المسيح قام من أجلنا. ولكي نعلم أنه هو بعينه الخالق الذي خلق طبيعتنا في البداءة وختمها بالروح القدس، لذلك منحنا مخلِّصنا روحه في هيئة نفخة منه، نفخها علنًا في تلاميذه القديسين بصفتهم باكورة الطبيعة المتجددة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يوحدنا جميعًا لأنه واحد وهو غير قابل للانقسام
شرح إنجيل يوحنا 21:17 للقديس كيرلس الكبير

أما بخصوص الوحدة في الروح القدس فنقول إننا جميعًا, بسبب قبولنا الروح الواحد بعينه، أعني الروح القدس، قد امتزجنا, بطريقة ما, ببعضنا الببعض, بل ومع الله أيضًا. لأن المسيح، على الرغم من كوننا كثيرين بحسب كياننا الفردي، فأنه يجعل روح الآب, الذي هو روحه الخاص أيضًا، يسكن في كل واحد منا على انفراد؛ لكن الروح واحد وغير قابل للانقسام، فهو يجمع الأرواح المنفصلة عن بعضها البعض, أعني من جهة كيانها ووجودها الذاتي المنفرد، يجمعها إلى الاتحاد بواسطة نفسه، جاعلا الجميع يظهرون فيه كأنهم صاروا كيانًا واحدًا. فكما أن قوة الجسد المقدس تجعل الذين يحلُّ فيهم جسدًا واحدًا بالتمام، كذلك أعتقد بنفس الطريقة أن روح الله حينما يحلُّ في الجميع، وهو واحد وغير قابل للانقسام، فهو يجمع الجميع إلى الوحدة الروحية.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يشكِّلنا على صورة الابن ويجعلنا محبوبين لدى الآب
العظة الفصحية 2:10 للقديس كيرلس الكبير​

لقد دينت الخطية إذ قد صارت مائتة في المسيح ذاته أولاً، وستصير مائتة فينا نحن أيضًا، متى قبلنا حلول المسيح داخل نفوسنا بالإيمان وبشركة الروح القدس، الذي يجعلنا مشابهين للمسيح (رو29:8) بتقديسنا بواسطة الفضيلة، لأن روح المسيح مخلِّصنا هو بمثابة صورته الخاصة، وهو يطبع فينا الصورة الإلهية بطريقة ما بواسطة نفسه... غير أن الروح القدس يجب أن يُعتبر بحق هو الروح، وليس هو الابن، بل بالحري هو روح الابن، إذ هو يعجن ويعيد تشكيل على صورة الابن أولئك الذين يحل فيهم بالمشاركة، حتى إذا ما رأى الله الآب فينا ملامح ابنه الخاص اللائقة به، يحبنا نحن أيضًا كأولاد له، ويُشرق علينا بالكرامات الفائقة لهذا العالم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يشكِّلنا على صورة الابن ويجعلنا محبوبين لدى الآب
العظة الفصحية 2:10 للقديس كيرلس الكبير​

لقد دينت الخطية إذ قد صارت مائتة في المسيح ذاته أولاً، وستصير مائتة فينا نحن أيضًا، متى قبلنا حلول المسيح داخل نفوسنا بالإيمان وبشركة الروح القدس، الذي يجعلنا مشابهين للمسيح (رو29:8) بتقديسنا بواسطة الفضيلة، لأن روح المسيح مخلِّصنا هو بمثابة صورته الخاصة، وهو يطبع فينا الصورة الإلهية بطريقة ما بواسطة نفسه... غير أن الروح القدس يجب أن يُعتبر بحق هو الروح، وليس هو الابن، بل بالحري هو روح الابن، إذ هو يعجن ويعيد تشكيل على صورة الابن أولئك الذين يحل فيهم بالمشاركة، حتى إذا ما رأى الله الآب فينا ملامح ابنه الخاص اللائقة به، يحبنا نحن أيضًا كأولاد له، ويُشرق علينا بالكرامات الفائقة لهذا العالم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بين برج بابل ويوم الخمسين
جلافير على سفر التكوين للقديس كيرلس الكبير

لقد انتهر الله الذين كانوا يشيدون البرج، وفرقهم إلى ألسنة كثيرة... وأما في المسيح فقد كان تعدد الألسنة آيًة صالحًة: «فبينما كان التلاميذ مجتمعين في بيت واحد في يوم الخمسين، امتلأ الجميع من الروح القدس, وابتدأوا يتكلَّمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا» (أع4:2), فبماذا كانوا يتكلَّمون؟ بمؤازرة الروح كانوا يتكلَّمون عن الانطلاق إلى فوق، وعن الصعود إلى السموات في المسيح بواسطة الإيمان، وعن اجتماع كل ما في المسكونة من ألسنة، أي من الشعوب والأمم, إلى وحدانية الروح... إذن فقد كان تعدد الألسنة في حادثة البرج إلى جميع الأمم آيًة للتشتت والتفرق, وأما في المسيح فقد صار آيًة للانجماع في الوحدانية بواسطة الروح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
نعمة الروح القدس المحيية والمبهجة
تفسير يو1:15-4 للقديس كيرلس الكبير

لكي يُظهر المسيح لنا أنه يليق بنا أن نحبه ونتمسك بمحبتنا له، وما أعظم المنفعة التي نجتنيها من التصاقنا به، يقول بأسلوب تصويري إنه هو الكرمة، وأن الأغصان هم الذين اتحدوا به وثبتوا فيه وتأصلوا بطريقة ما فيه، بل وصاروا شركاء طبيعته الخاصة بشركة الروح القدس. فإن الذي يوحدنا بالمسيح مخلِّصنا إنما هو روحه القدوس... وكما أن أصل الكرمة يخدم الأغصان ويوفِّر لها التنعم بنفس صفاته الطبيعية الخاصة المدخرة فيه، هكذا أيضًا الوحيد كلمة الله يضفي على القديسين نوعًا من القرابة لطبيعته الخاصة أو النسب التي مع طبيعته الخاصة, التى هي أيضًا طبيعة الله الآب، وذلك بإعطائهم الروح القدس.... فهو يدَسم نفوسنا ويرويها بنعمة الروح القدس المحيية والمبهجة وذلك حينما نكون ثابتين فيه بمثل الأغصان بواسطة المحبة والإيمان.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يعطينا شركة لا يُنطق ï؛‘ﻬا مع الله
تفسير إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

كان مستحيلاً علينا نحن الذين سقطنا من رتبتنا بسبب المعصية الأُولى أن نعود إلى مجدنا الأول، إلا بحصولنا على شركة لا يُنطق بها مع الله والاتحاد به... ولكن لا يستطيع أحد أن يصل إلى الاتحاد بالله إلا بشركة الروح القدس، الذي يبثُّ فينا ذات قداسته، ويُعيد تشكيل طبيعتنا التي فسدت إلى شكل ذات حياته، وهكذا يرجع إلى الله وإلى التشبه به أولئك الذين أعوزهم ذلك المجد (انظر رو23:3), إن الابن هو صورة الآب الكاملة، وروح الابن هو مشابهة طبيعية له، ولذلك فإن الروح حينما يُعيد تشكيل بطريقة ما نفوس الناس إلى ذات شكله, فهو يطبع عليها الشكل الإلهي ويختمها بصورة الجوهر الفائق الكل.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس ليس ضمن المخلوقات لأنه يوحدنا بالله
الكنز في الثالوث 33 للقديس كيرلس الكبير

يكتب بولس الرسول لبعض المؤمنين وهو يفكِّر ويتكلَّم بمنتهى الاستقامة والحكمة: «لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله، إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني, الذي به نصرخ يا أبا الآب» (رو 14:8-15), فإن كان الروح القدس يجعل الذين يسكن فيهم أبناء الله، بل ويجعلهم شركاء الطبيعة الإلهية، حتى إننا بسبب ذلك نكون متحدين بالإله الذي يفوق الكل، فنصرخ بدالة يا أبا الآب، فليس إذن الروح القدس من ضمن العبيد، ولا هو في رتبة المخلوقات، بل هو بالحري يحمل في ذاته طبيعياً امتياز الجوهر الإلهي، لأنه من هذا الجوهر وبه هو كائن، وهو يُمنح للقديسين بواسطة الابن، وبذلك يؤلِّههم، ويدعو للتبني أولئك الذين يحل فيهم.
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس إله لأنه يجعلنا أولادًا لله
الكنز في الثالوث 33 للقديس كيرلس الكبير

يكتب أيضًا بولس الرسول: «الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله» (رو16:8), فلأن الروح القدس كائن من نفس جوهر ذاك الذي يمنحه للقديسين، أعني من نفس جوهر المسيح، فحينما يسكن فينا كلمة الله بواسطة الروح ويكون فينا، فنحن نرتقي إلى رتبة التبني، لأننا نقتني الابن في أنفسنا، ونتغير إلى شكله بشركة روحه، فنرتقي إلى دالة مساوية له، ونجسر أن نقول «يا أبا الآب», لذلك فالروح القدس هو إله، لأنه يجعل الذين يقبلونه آلهة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يمنحنا شركة الطبيعة الإلهية بواسطة نفسه
الحوار السابع في الثالوث الأقدس للقديس كيرلس الكبير

لو كانت النعمة المعطاة بالروح القدس شيئًا منفصلاً عن جوهره فلماذا لم يُقل موسى الطوباوي بوضوح عند خلقة الكائن الحي (آدم) إن الله خالق الكل نفخ فيه «النعمة»، بل قال «نسمة حية»؟ ولماذا لم يقل المسيح: «اقبلوا النعمة التي يستخدمها الروح القدس»؟ لكنها دُعيت بواسطة ذاك «نسمة حياة»، لأن طبيعة اللاهوت هي الحياة الحقيقية، إن كنا حقاً «به نحيا ونتحرك ونوجد» (أع 28:17), كذلك قيل بصوت المسيح: «أقبلوا الروح القدس» والروح القدس هو الله، لأنه يغير شكلنا بحسب الله، ليس كما بنعمة يستخدمها، ولكن بأن يمنح بواسطة نفسه شركة الطبيعة الإلهية للمؤهلين لذلك... فإن جبلتنا تتجدّد بحسب صورة الروح القدس، أي بحسب الله، بالإيمان والتقديس والارتباط به، أعني ارتباط الشركة الذي نشعر به من الداخل، إن كنّا حقًا دُعينا «شركاء الطبيعة الإلهية» ليس لي ما أعارض به هذا الكلام. لقد دُعينا, بل وصرنا هياكل الله (1كو16:3-17), بل وآلهة أيضًا (يو 35:10), كيف يكون ذلك؟ اسأل الذين يقاوموننا, إن كنّا في الحقيقة نشترك في مجرد نعمة غير أقنومية, ولكن ليس الأمر كذلك. فنحن هياكل للروح الحقيقي الكائن بالأقنوم، وقد دُعينا بسببه آلهة، لأننا بعلاقتنا به صرنا شركاء الطبيعة الإلهية الفائقة الوصف.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ليس كثيرًا على محبة الله أن يأتي إلى الحقيرين ويقدسهم بالروح القدس
الكنز في الثالوث ظ£ظ¤ للقديس كيرلس الكبير

هذه القوة التقديسية بعينها الصادرة بطبيعتها من عند الآب والمانحة الكمال للناقصين، هي التي ندعوها الروح القدس، فمن النافلة كما يظهر أن نتصوّر شيئًا آخر وسيطًا يقدس به الروح الخليقة، إذ أنه ليس كثيرًا على محبة الله أن يأتي إلى الحقيرين ويقدسهم بالروح القدس، إذ أن الجميع من صنيعه.... إذن فالروح القدس يعمل فينا بذاته، يقدسنا بالحقيقة ويوحدنا بذاته بسبب تمسكنا به، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الإفخارستيا سر وحدة جسد المسيح
شرح إنجيل يوحنا 20:17-21 للقديس كيرلس الكبير

إذن فقد صار لنا السر الحاصل في المسيح مثل بداية وطريق لاشتراكنا في الروح القدس ولاتحادنا بالله، لأننا كلنا نتقدس فيه ... فلكي يوحدنا ابن الله بنوع ما مع الله ومع بعضنا البعض، بل ويمزجنا بعضنا ببعض، على الرغم من كوننا مفترقين في نفوسنا وأجسادنا بسبب الكيان الذاتي لكل واحد، قد ابتكر وسيلًة، بحكمته الخاصة وبمشورة الآب؛ فقد بارك المؤمنين به في جسد واحد هو جسده الخاص، وذلك بالتناول السري، وجعلهم بذلك جسدًا واحدًا معه ومع بعضهم البعض. فمن يقدر أن يفصل ويفصم من هذا الاتحاد النافذ إلى عمق الطبيعة أولئك الذين ارتبطوا بالوحدة في المسيح, بهذا الجسد المقدس الواحد؟ لأننا إن كنا كلنا نشترك في الخبز الواحد, فإننا نكون جميعًا جسدًا واحدًا بالتمام، لأن المسيح لا يمكن أن ينقسم.
 
أعلى