- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
[FONT="]فهناك فرق كبير بين تعليم المبتدئين وبين تعليم المتقدمين، بين الأولاد وبين الأحداث وبين الآباء في الطريق الروحي السليم، لذلك لو دققنا في كلام القديس يوحنا سنجده يتكلم عن الأولاد والأحداث والآباء قائلاً:
[FONT="]+ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.
[FONT="][FONT="](1يوحنا 2: 12 – 14) [/FONT][/FONT]
[FONT="]الأولاد[FONT="]: غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه، عرفتم الآب[/FONT][/FONT]
[FONT="]الأحداث[FONT="]: قد غلبتم الشرير، لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم[/FONT][/FONT]
[FONT="]الآباء[FONT="]: قد عرفتم الذي من البدء [/FONT][/FONT]
[FONT="]الأحداث[FONT="]: قد غلبتم الشرير، لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم[/FONT][/FONT]
[FONT="]الآباء[FONT="]: قد عرفتم الذي من البدء [/FONT][/FONT]
[FONT="]فالولد الصغير روحياً يحتاج يعرف كيفية تنقية القلب والخروج من حياة الشرّ بالتمام ليتقبل الأسرار الإلهية وينمو في النعمة، لأن من المهم أن يعرف كيف ينتصر على ذاته ولا يحقق رغباتها، لذلك تقدِّم له كل ما يتناسب مع حالته وتقول لنصم عن كل شرّ، وذلك لكي لا يُخطئ، لأن الطفل عادةً يرتكب الحماقات الكثيرة لأن طبيعة طفولته وقلة نضوجه وعدم خبرته تجعله يتخبط كثيراً، ولذلك نلاحظ كلام الرسول للأولاد في رسالته الأولى إذ يقول لهم:[/FONT]
[FONT="]+ [/FONT][FONT="]يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. (1يوحنا 2: 1 – 3)[/FONT]
[FONT="]وهذه هي الدرجة الأولية للصوم، والتي بدونها لا يحدث نمو سليم ولا يدخل إنسان في الدرجة الثانية التي للأحداث، فكل الهدف من الصوم عند الأولاد أو المبتدئين في الحياة مع الله، هو أن لا يُخطئ، وحتى ولو في البدايات تعثر أي إن أخطأ، فهي تقدم لهُ تعليم عن شفاعة المسيح الرب ليُحفر في قلبه حفراً لكي لا يفارقه أبداً، وشفاعة الرب الذي يؤكدها الرسول وتُعلِّم بها الكنيسة هو . لخطايا العالم كله، فلا خوف من تعثر ولا من سقطة لأنه حاضر كل حين أمام الآب بصفته وسيط العهد الأبدي، وشفاعته شفاعة كفارة، الكل فيه بار لا من نفسه ولا بقدراته ولا أعماله الصالحة، إنما منه هو، لأنه بار، وفيه يتبرر الجميع:[/FONT]
[FONT="]+ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ. بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ (بين يهود وأُمم). إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ. مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ؛ لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ (اليهود) وَ الْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ (الأمم)؛ وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً؛ فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا!. اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً، الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا!؛ وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَمِ». (رومية 3: 21 – 26، 30؛ 4: 5؛ 8: 31 – 34؛ غلاطية 3: 8)[/FONT]
[FONT="]فدائماً تعليم المبتدئين يكون هدفه (لكي لا تخطئوا) ويلازمه (وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب)، لذلك فالتعليم دائماً يرتكز على برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح، لذلك الكنيسة في صلواتها تقول: لينمو برّ الإيمان، لذلك يا إخوتي الكنيسة تؤكد للمبتدئ أنه لا ينبغي أن يدخل في هذا الصوم وحيداً منفرداً ليحارب رغباته وخطاياه، بل تؤكد أن ما معهُ أقوى مما عليه أو ضده، لأن من معهُ هو الرب الذي يبرر الفاجر، لذلك تُشجع المبتدئين لا بمجرد كلام بل بخبرة عاشت فيها وتُسلمها، لأن لو أخطأ أحد وأخفق في مسيرته فمن هو الذي يستطيع أن يشتكي عليه، فالله هو الذي يُبرر لا الناس ولا حتى الملائكة، ومن هو الذي يجرؤ أن يُدين أحد، والمسيح الرب هو الذي يُدين كما قال وأعلن: لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ (يوحنا 5: 22)، وان كان المسيح الرب سيُدين أحد فينا، فهو الذي مات وقام وجلس عن يمين الآب يشفع فينا، ويقدمنا في بره إليه، لذلك فأنه يُرافقنا في مسيرتنا ويعمل فينا ويطهرنا، لذلك يقول الرسول في نفس الرسالة: إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ (1يوحنا 1: 9)[/FONT]
[FONT="]أما بعدما ينجح المبتدئ في التغلب على الشرّ المدفون في القلب حسب أعمال الإنسان العتيق ويعرف كيف يصلب الجسد مع الأهواء والشهوات وينتصر على الخطايا التي تؤرق حياته وتعوق مسيرته وتعطله في النمو الروحي السليم، ويدخل في خبرة السير في النور:[/FONT]
[FONT="]+ [/FONT][FONT="]وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. (1يوحنا 1: 5 – 9)[/FONT]
[FONT="]وبعد خبرة هذه المرحلة يرتقي لدرجة الأحداث ويدخل في خبرة تعليم آخر حسب الحالة الجديدة التي يمر بها وهي مرحلة المتقدمين الذين يعرفون الله فعلياً ويحفظون الوصايا: [/FONT]
+ [FONT="]وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً. [/FONT]
[FONT="](1يوحنا 2: 3 – 6)
[FONT="]لذلك فأن نتيجة المرحلة الأولى أي المرحلة أولية هامة للغاية، لأن اجتيازها يعني معرفة المسيح البار، فيتغير الإنسان عن شكله ويتجدد ذهنه ويستنير بقوة ويدخل في حالة حفظ الوصية، ويبدأ يثبت فيه، فيسلك أيضاً كما سلك المسيح الرب: لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. (أفسس 2: 10)[/FONT]
[FONT="]لذلك الكنيسة هنا تُقدِّم تعليماً جديداً لتلك الحالة الذي قال عنها الرسول: أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ، لذلك فالتعليم المقدم يقول: لنصم حسناً ولنصم بتقوى، أي مخافة الله ومهابته، فالنفس هنا تدخل في حياة التقوى العملية، تتقي الله وتهابه كأب وسيد، وتبطل ما للطفل، وتفهم ما هي مشيئته وتحيا مكرسه لهُ تكريس قلبي واعي فيه طاعة تظهر في حالة إنكار النفس وحمل الصليب: لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً، كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ (1كورنثوس 13: 11)، وبطلان ما للطفل يعني: [/FONT]
[FONT="]+ وَأَمَّا انْتَ يَا انْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هَذَا ([FONT="]منازعات[/FONT][FONT="])، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ. جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ أمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ. أُوصِيكَ أمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1تيموثاوس 6: 11 – 14)[/FONT][/FONT]
[FONT="]وهنا بداية الدخول في حالة إنسان الله، وهي حالة الرجولة وتنقية القلب لمعاينة الله: طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ (متى 5: 8)، ومن هنا يستطيع الإنسان أن يفهم مشيئة الله ويكمل مسيرته مشتركاً فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2تيموثاوس 2: 3)[/FONT]
[FONT="] لذلك فهذه تعتبر مرحلة تكريس حقيقي فيها معرفة مشيئة الله وتتميمها حسب ما يقدم للنفس من وصية بالروح القدس موجهة من الله للإنسان في قلبه، فصوم التقوى هو درجة المتقدمين في حياة البرّ، بالرغم من انه الملاح الخاصة به موجودة أيضاً عند المبتدئين، لكنه ليس مثل المتقدمين الذين امتلئوا بالتقوى، لأن المبتدئ عنده فرح الطفولة، فهو يحب أبيه لكن أحياناً بسبب الدالة الطفولية فأنه يتسرع ويركض هنا وهناك ومن السهل أن يسقط لأنه لم يفهم بعد ولم تستقم مسيرته ولم يتحمل المسئولية لأنه ما زالا طفلاً يتعلَّم كيف يسير ويضبط مسيرته وما زال يستند على يد أبيه من حين لآخر، لكن متى تعلم المشي واستقام في المسيرة ويبدأ أن ينمو والأب يترك يده (مرحلة التخلي أو الجفاف الروحي) لكي يتعلم كيف يسير دون أن يمسك به أحد مع ملاحظته الشديدة، لأنه سيدخل في مرحلة شركة أعظم مما سبق بينه وبين أباه، وهي مرحلة التقوى وكيف يحترم والده ويوقره جداً ويحفظ حياته من الحيدان عن أقل شيء يعكر صفو علاقته مع أبيه الصالح، ويثبت في إيمانه وهو لا يرى شيئاً (طوبى للذين آمنوا ولم يروا) لأنه يُريد أن يفعل كل ما يُرضيه، وهنا الإنسان يتعلَّم ما هي مشيئة الله ليُنفذها كما هي دون أن يُخالفها، ويثبت في إيمانه مهم ما اختفت التعزيات، فصومه كله هو صوم التقوى وضبط النفس وفيه يغوص في الصلاة طالباً مشيئة الله لكي تتم في حياته على الأرض لأن صلاته المشتركة مع الجميع: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، لذلك فأنه يجاهد الجهاد الحسن محافظاً على نعمة الله في قلبه، ممسكاً بالحياة الأبدية حافظاً الوصية بلا دنس ولا لوم.[/FONT]