قد يبدو بحرٌ من الرمال مملاً، أو حتى غير مهم، عبارة عن مجموعة من بقع سمراء يدوسها رواد الشاطئ ويبني منها الأطفال قصوراً. ومع ذلك، فرمال البحر بعيدة كل البعد عن الملل إنما هي مذهلة حقاً.
الفضل يعود للدكتور غاري غرينبرغ الذي كانت لديه الحشرية للاطلاع على تكوين تلك الرمال، فنشر هذه الصور الرملية الرائعة بعد تضخيمها 300 مرة. وصوره هذه تقدم دليلاً على أن الرمال تحتوي على أكثر بكثير مما تراه العين.
الرمل هو جزء من الماضي وجزء من الحاضر. دائماً ما يتغير ويزداد، وذلك بفضل حقيقة أن التآكل لا يتوقف أبدًا، ولا تزال الكائنات الحية تزول وتتحلل مع مرور الوقت.
وقد اخترع الدكتور غرينبرغ عدسات ثلاثية الأبعاد عالية الوضوح يستخدمها لالتقاط هذه الصور الفاتنة. بالإضافة إلى أنه يحمل 18 براءة اختراع أمريكية نتيجة لذلك. وعندما كان في الثالثة والثلاثين من عمره ، انتقل المصور والمخرج من لندن إلى لوس أنجلوس حيث حصل على شهادة الدكتوراه في البحث الطبي الحيوي. وأدى به افتتانه بالعلوم مع حبه للتصوير الفوتوغرافي إلى شق طريقه في تطوير تقنيات التصوير الضوئي الكلي. وبما أنه لم يكن هناك عدسة قوية بما يكفي لإظهار تفاصيل مذهلة من الرمل، قرر اختراعها بنفسه. وكانت النتيجة هذه الصور التي ستغير الطريقة التي تنظر بها إلى الرمال إلى الأبد.
يتغير تكوين الرمل من مكانٍ إلى آخر. وهذه الجسيمات الرملية الجميلة التي تم تصويرها من قبل الدكتور غرينبيرغ مصدرها هاواي.
فمن المؤكد أن رمل الشاطئ أكثر تعقيداً مما يبدو عليه عند التدقيق في فحصه. فعن قرب ستدرك أن الرمال تتكون من قطع صغيرة من الكائنات البحرية الاستوائية العضوية.
إذا قمت بفحص أي رمال عن كثب، ستجد مجموعة متنوعة من المواد - بما في ذلك المعادن والصخور والمواد العضوية. والعوامل التي تؤثر على ما الرمال هي مصنوعة منه تشمل درجات الحرارة المحلية، قوة الأمواج، والبيئة البحرية.
غالبًا ما يتم تصنيع الرمال من صخور كبيرة تآكلت بسبب الرياح والمياه، مما أدى إلى تكسرها إلى بقع صغيرة تجتمع معاً لإنشاء أكوام رملية ضخمة. كما يمكن أن تتكون الرمال من العديد من المصادر المختلفة - ليس فقط المعادن والصخور. فأي مادة يمكن أن تتجزأ مع مرور الوقت إلى بقع صغيرة وتصبح رمالًا.
هناك العديد من أنواع الرمل المختلفة، بما في ذلك رمال السيليكا والرمال السوداء والرمال الفارغة وغيرها. كما أن الرمال تأتي بألوانٍ متعددة بما في ذلك الأبيض، والأسمر، والبني، والرمادي، والأسود.
يمكن أن يساعد حجم وشكل حبة الرمل في تحديد أصلها وعمرها. ومن الأسهل تحديد منشأ الرمل من خلال النظر إليه تحت عدسات الدكتور غرينبورغ الدقيقة. ولكن عادةً ما يكون الرمل الذي يحتوي على حوافٍ واضحة أحدث.
من جهةٍ أخرى يُطلق على الأشخاص الذين يجمعون رمال البحر كهواية اسم Arenophiles. ووفقاً لتقديرات الباحثين في جامعة هاواي، فإن شواطئ الأرض هي موطن لـ 7.5 مليار حبة رمل.
