القديس يوحنا ذهبي الفم الأسقف ومعلم الكنيسة

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,421
النقاط
113
119403484_2751386701813633_2234768434933656070_n.jpg

وُلد القديس يوحنا ذهبى الفم في مدينة أنطاكية سنة 354م، في عصر انتشر فيه الفساد وانتشرت فيه الآثام والمعاصى، حيث كانت تشيع فيه روح البذخ والتنعم والافتخار بالثروة، وامتلاك القصور والعبيد ، والانهماك في الشهوات والملذات. وكان القديس يوحنا ذهبى الفم يراقب كل هذا عن كثب، ورغم أن المناخ كان يتسم بالفساد، إلاّ أنه سلك بالتقوى التي نشأ عليها، وك...رّس حياته لنشر كلمة الإيمان، وتحقيق حياة الفضيلة، والسعى في خلاص النفوس بلا فتور. وفي كل هذا لم يكن يخشى أحدًا مهما كانت مكانته، بل إنه هاجم أباطرة بسبب سلوكهم غير المستقيم، وأيضًا لم يكن يتردد لحظة في مقاومة الظلم مهما كلفه هذا من متاعب ولم يثنيه الاضطهاد عن التمسك بمبادئه والتشبث بالحق . كان والده قائداً للجيش ، اما أمه وتدعى انثوسا فقد ترملت فى سن مبكر جداً ، وقد رفضت الزواج مرة أخرى وكرّست كل حياتها لتربية يوحنا تربية روحية مستقيمة. ولقد كان لهذه النشأة الروحية أكبر الأثر في حياته فيما بعد. فقد مارس حياة النسك فعليًا حتى أثناء تواجده مع أمه. لكن بعد انتقالها، ترك منزله وتوجه إلى البرية ليقضى 4 سنوات في النسك إلى جوار ناسك سورى، ثم قضى سنتين بمفرده في احدى المغائر في جبال أنطاكية. لكن تدهور حالته الصحية أجبره على العودة إلى المدينة (أنطاكية). وقد تعمق في العلوم اللاهوتية أثناء فترة تنسكه تعمقًا كبيراً ، ظهرت نتائجه في تعاليمه اللاهوتية حتى أنه لقب بذهبي الفم . وفي عام 386م رسم كاهناً . ومن هذه اللحظة بدا خدمته الحقيقية ونشاطه المكثف، وصارت له شهرة واسعة، حيث ذاع صيته من خلال عظاته المتميزة وقدرته على الخطابة. ولم تقتصر خدمته فقط على عمله الوعظى والتبشيرى، لكنه انشغل أيضًا وبشكل أساسى بأعمال الرحمة في خدمة الفقراء والمعوزين، ولهذا فقد كرّس جزءً كبيرًا من حياته في خدمة المحتاجين، الأمر الذي جعله محبوبًا جدًا في كل أنطاكية. وقد عاش حياة متقشفة، وكان ملبسه خشنًا ومأكله بسيطًا وكان يدوام على افتقاد الفقراء في بيوتهم ويزور المرضى والمسجونين ليخفف من آلامهم، وبهذا السلوك قد أكد على أن الحياة التعبدية لا يمكن ولا ينبغى أيضًا أن تكون فى عزلة عن الحياة العملية . في عام 397م وبأمر من الإمبراطور اركاديوس ذهب الى القسطنطينية لتقلد الكرسي البطريركي ، فقد أجمع الكهنة وكل الشعب على تزكيته لهذا المركز الرفيع على غير رغبته. وقام برسامته البابا ثاوفيلوس الأسكندرى سنة 398م. ومنذ ذلك الحين عاد النظام إلى بطريركية القسطنطينية، فاعتنى بالحياة الروحية للمؤمنين وكثف من عمله التبشيرى ونجح في ضم كثيرين من الهراطقة والوثنيين إلى الطريق المسيحي القويم. وبسبب استقامة رأيه وجرأته في الحق، تصادم مع كثيرين منهم الإمبراطورة أفدوكيا زوجة اركاديوس . وقد وُجهت له اتهامات عدديدة وأُجبر على النفى ولكن بسبب زلزال أصاب مدينة القسطنطينية قال البعض إنه حدث بسبب نفيه أمرت الإمبراطورة بعودته من المنفى. لكن بعد شهرين من عودته اختلف مرة أخرى مع افدوكيا وأُقتيد إلى المنفى فى أرمينيا ثم إلى كومان ، على شاطئ البحر الأسود حيث بقى ثلاث سنوات يعاني العذاب المرير ، إلى أن رقد في الرب فى الرابع عشر من سبتمبر عام 407م ونقل جثمانه إلى القسطنطينية عام 438 أعلنه البابا بيوس العاشر شفيعاً للواعظين ومن اقواله : " الأمواج عالية والعاصفة شديدة ، لكننا لا نخاف الغرق لأننا مؤسسون على الصخر . ليضرب البحر فإنه لا يقدر أن يفتت الصخر : ولتلطم الأمواج فإنها لا تقدر أن تغرق سفينة المسيح ". فلتكن صلاته معنا ..​
 
أعلى