الاستشهاد في المسيحية

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الاستشهاد في المسيحية



المسيحية هي المحبة الباذلة، والصليب هو علامة المسيحية، وفي شخص السيد المسيح التقي الحب بالألم، وتغير مفهوم الألم وأصبح شركة حب مع الرب المتألم، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية، والموت أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها، وليس في هذا عجب فقد تحول الموت من شيء مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل.

وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية وهو يسير معها جنبا إلي جنب، وأحيانًا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد، وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي، ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية..

بعدها دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد، وكان الصراع غير متكافئًا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6)، وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثنية.

لقد بدأ اضطهاد المسيحية في روما علي يد نيرون في القرن الأول المسيحي وانتهي علي بعد ميل واحد من روما علي يد قسطنطين في القرن الرابع وكان القصد منه إبادة المسيحية ولكن علي العكس كان سببا في تنقيتها وإظهار فضائلها وبطولات شهدائها الأمر الذي أدي انتشارها ودخول الوثنيين في الإيمان المسيحي، وكما عبر عن ذلك العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة".

لماذا اضطهدت الدولة الرومانية المسيحية؟


· جاء الإيمان بالمسيح يحمل مفاهيم جديدة غير التي كان يألفها الناس في القديم:
في الوثنية كانت العبادة عبارة عن ترديد لصيغة عزيمة سحرية وبعض التعاويذ وتقديم المأكل والمشرب للآلهة والتعاليم غامضة والشعائر والصلوات سرا، عكس ما وجد الناس في المسيحية تعليمًا مفهومًا وموضوع عظيم للإيمان وديانة تستقر في داخل الإنسان وفكره وروحه والعبادة فيها ترجمة عملية للإيمان وحل الحب محل الخوف.


ولم يعد هناك غرباء أو أجانب بالنسبة لإله المسيحيين، ولم يعد الأجنبي يدنس الهيكل أو القربان لمجرد حضوره، ولم يعد الكهنوت وراثيا لأن الديانة ليست ملكًا موروثًا بل علي العكس أصبح هناك تعليم ديني مفتوح يعرض علي الجميع وكانت المسيحية تبحث عن أقل الناس اعتبارًا لتضمهم.

ولم تعلم المسيحية أتباعها بغض الأعداء أو الأجنبي بل علي العكس التعاطف

والمودة.
جاءت المسيحية كديانة عالمية:
كل العبادات الوثنية كانت محلية، ولكل إقليم معبود خاص به وحتى اليهودية كانت ديانة مغلقة تخص شعب واحد ولكن المسيحية ظهرت للعالم أجمع حسب قول السيد المسيح "اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (إنجيل مرقس 16: 15).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
· ونادت المسيحية أنها الديانة الوحيدة الحق:
وانجذب إلي الإيمان بها من كل جنس وشعب وطبقة وسن من اليونان والرومان أكثر من الذين جذبتهم اليهودية، ورفضت أن تتحالف مع الوثنية.


· وعلمت بفصل الدين عن الدولة:
في القديم كان الدين والدولة شيئًا واحدًا، وكل الشعب يعبد إلهه وكان كل إله يحكم شعبه، وكانت الدولة تتدخل في نطاق الضمير وتعاقب من يخرج الشعائر والعبادة وأما المسيحية فقد جاءت تفصل الدين عن الدولة حسب قول السيد المسيح " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " (إنجيل متى 22: 21).


· الحماس الشديد للروحانية بدلا من النشاط الاجتماعي:
رفض المسيحيون الاشتراك في الاحتفالات الوثنية والعبادة العامة وكان هذا يعبر عن عدم تحمسهم للسياسة والعزوف عن الشئون المدنية والزمنية بالمقارنة بالأمور الروحية والأبدية والتصاقهم الشديد ببعض في اجتماعات مغلقة كل هذا أثار حولهم الشبهات وعداوة الحاكم والشعب.

وفي الواقع أنه في ظل المسيحية تغيرت إحساسات الناس وأخلاقياتهم ولم يعد الواجب الاسمي أن يعطي الإنسان وقته وحياته وقواه للدولة في السياسة والحرب فلقد شعر الإنسان أن عليه التزامات أخري من نحو خلاص نفسه ومن نحو الله.


حلقات الاضطهاد العشر
منذ القرن الخامس الميلادي تعود المؤرخون علي تقدير الاضطهادات التي خاضتها الدولة الرومانية ضد الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم عشرة أباطرة هم علي الترتيب:

نيرون – دومتيانوس – تراجان – مرقس أوريليوس – سبتيموس ساويرس – مكسيمينوس – ديسيوس – فالريان – أوريليان – دقلديانوس.

ولكن هذا التقسيم عرفي اصطلح عليه ولا يعني أن الاضطهادات حدثت عشر مرات فقط، لأن أكثر الفترات هدوءا كانت فيها شهداء.

ولقد حاول البعض أن يربط بين الضربات العشر في مصر وهذه الاضطهادات باعتبارها رمزًا لها، كذلك يربطون بين العشرة قرون التي للوحش الوارد ذكرها في سفر الرؤيا الذي صنع حربًا مع الخروف علي أهنا هذه الحلقات العشر من الاضطهاد.



نيرون وحريق روما
· كان الاضطهاد الذي أثاره نيرون هو أول الاضطهادات التي كرستها الإمبراطورية الرومانية، وأرتبط باستشهاد عمودين عظيمين في الكنيسة هما الرسولان بطرس و بولس، وقد ابتدأ في السنة العاشرة من حكم هذا الطاغية بأمره وتحريضه عام 64م حين أتهم نيرون المسيحيون الأبرياء بحرق روما وكانت كارثة مدمرة لم ينجو من هذا الحريق سوي أربعة أقسام من الأربعة عشر قسما التي كانت تنقسم إليها المدينة العظيمة والتهمت السنة النار أعرق الآثار والمباني ولم ينجو منها الناس والبهائم.

· وتحولت المدينة العظيمة إلي جبانة تضم مليون من النائحين علي خسارات لا تعوض، وحتى يبعد الشبهة عن نفسه الصق نيرون التهمة بالمسيحيين المنبوذين، وسرعان ما بدء في سفك الدماء وأستخدم أبشع الوسائل في سبيل ذلك، صلب البعض إمعانا في السخرية بالعقوبة التي تحملها السيد المسيح، وألقي البعض للحيوانات المفترسة في مسارح الألعاب الرياضية، وبلغت المأساة قمتها عندما أشعل النار في المسيحيين بعد دهنهم بالقار وسمرهم في أعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسلية الجماهير في الحدائق الإمبراطورية بينما نيرون في عربته الخاصة يلهو.


اضطهاد دقلديانوس وأعوانه
· كل الاضطهادات التي شنتها الدولة الرومانية علي المسيحيين ابتداء من نيرون تتضاءل أمام شد وعنف ووحشية الاضطهادات التي بدأها دقلديانوس وأكملها أعوانه، ولهذا السبب اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكمه وهي سنة 284 م. بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء.

· في عام 303 م. أصدر منشورا بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد كل أصحاب المناصب العالية وحرمانهم من حقوقهم المدنية وحرمان العبيد إذا أصروا علي الاعتراف بالمسيحية، وإذ علق المنشور علي حائط القصر لم يخل المجال من شاب مسيحي شجاع غيور مزق المنشور مظهرا استياءه وسرعان ما سرت موجة الاضطهاد في ربوع الإمبراطورية.

· وازداد الاضطهاد عنفًا ووحشية بسبب اندلاع الحريق مرتين في قصر الإمبراطور في خلال أسبوع ربما أفتعل الحريق أحد معاونيه لكي يثيره ضد المسيحيين.

· أصدر في مارس عام 303 م. منشورين متلاحقين بسجن رؤساء الكنائس وتعذيبهم بقصد إجبارهم علي ترك الإيمان.

· وفي 30 ابريل من نفس العام أصدر مكسيميانوس هرموليوس منشورا وهو أسوأها ويقضي بإرغام جميع المسيحيين في المدن والقرى في أنحاء الإمبراطورية بالتبخير والتضحية للآلهة.

· وأخيرا وفي محاولة يائسة لمحو المسيحية وبعث الوثنية أصدر مكسيميانوس دازا منشورا في خريف عام 308 يقضي بسرعة إعادة بناء مذابح الأوثان وأن يقدم الجميع الرجال والنساء والأطفال الذبائح مع الالتزام بتذوق التقدمات وأن يقف الحراس أمام الحمامات ليدنسوا بالذبائح كل من يدخل للاغتسال، وقد استمر العمل بهذا لمدة سنتين حتى أنه لم يكن أمام المسيحيين في ذلك الوقت إلا أن يموتوا شهداء أو يموتوا جوعا أو يجحدوا الإيمان

وفي سنة 311م أمر مكسيميانوس دازا بإقامة الهياكل في كل مدينة وعين كهنة للأصنام ومنحهم الامتيازات.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
قسطنطين ومراسم التسامح الديني
· تعتبر اضطهادات دقلديانوس وأعوانه آخر مقاومة يائسة للوثنية الرومانية ضد المسيحية، وعلي الجانب الآخر تجلت بطولات المسيحيين وثباتهم أمام وحشية الوثنية وشراستها حتى بدت الوثنية في حالة إعياء.

أعتزل دقلديانوس الحكم في عام 305 م. بعد أن انتهي إلي نهاية سيئة.

· تربي قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا علي بعد ميل واحد من روما، وباد هذا الطاغية هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312 م.

· وفي مارس 313 م. التقي قسطنطين مع ليكينيوس إمبراطور الشرق في ميلان ومن هناك أصدرا مرسوم للتسامح مع المسيحيين يعرف باسم مرسوم ميلان بموجبه أعطيت الحرية الدينية للمسيحيين ولغيرهم أن يتبعوا الدين الذي يرغبونه .

· وإذ خرج ليكينوس علي قسطنطين وجدد اضطهاد المسيحيين لفترة قصيرة في الشرق هزمه قسطنطين عام 323 م. وأصبح إمبراطور الشرق والغرب وهكذا يعتبر قسطنطين آخر الأباطرة الوثنيين وأول المسيحيين، وبعدها بدأت فترة جديدة في حياة الكنيسة والمسيحيين.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
دوافع الاستشهاد في المسيحية
لا يوجد في كل تاريخ البشرية شهداء مثل شهداء المسيحية، في حماسهم وشجاعتهم وإيمانهم ووداعتهم وصبرهم واحتمالهم فرحهم بالاستشهاد، فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة تذهل مضطهديهم.، ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها وجعلتهم يقبلون الاستشهاد، فما هي؟

1. أن هذا العالم وقتي بالقياس إلي الحياة الأبدية " لأن (الأشياء) التي تري وقتية وأما التي لا تري فأبدية ".

2. وأننا غرباء فيه.. "أطلب إليكم كغرباء ونزلاء..".

3. وأن العالم قد وضع في الشرير والحياة في حزن وألم وضيق " ستبكون وتنوحون والعالم يفرح".

4. وأن ضيقات وأحزان هذه الحياة تتحول إلي مجد عظيم في السماء " آلام هذا الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يعلن فينا".

من أجل هذا زهدوا في العالم واشتهوا الانطلاق من الجسد لكي يكونوا مع المسيح، وقد فعلوا هذا عن محبة كاملة للرب مفضلين الرب عما سواه، وكانت حياتهم في الجسد حياة في العالم وليست للعالم.

ونستطيع أن نميز ثلاث فئات من شهداء المسيحية من حيث دافع الاستشهاد:

1. شهداء من أجل ثباتهم علي الإيمان: وغالبية الشهداء تنتمي إلي هذه الفئة.

2. شهداء من أجل المحافظة علي العفة والطهارة

3. شهداء تمسكوا بالعقيدة حتى الموت.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أنواع العذابات:
في أيام الاضطهاد كان الوثني يوجه عبارة إلي المسيحي هي "لا حق لك في أن توجد" وهي تعبير عن مشاعر البغض والعداوة التي في نفوس الوثنيين من نحو المسيحيين والتي أفضت إلي أنواع من العذاب والأهوال لا نقدر أن نحصي عددها أو نصف أنواعها، وقد يكون مجرد ذكرها يسبب رعبا للإنسان.



نفسية الشهيد وقت التعذيب
كان غرض الحكام والولاة من تعذيب المسيحيين هو تحطيم شجاعتهم وإضعاف روحهم المعنوية، ولكن كان دائما يحدث العكس إذ كان التعذيب أداة لتحريكها وتقويتها وهذا أمر خارج حدود المنطق ويفوق الطبيعة ولكنه عمل النعمة داخل قلب الإنسان المؤمن التي تحول الحزن إلي فرح والضيق إلي تعزية، أما السبب في ذلك هو:

· المعونة الإلهية التي وعد بها الرب كل الذين يتألمون من أجله.

· تعاطف الكنيسة كلها مع المتقدمين للشهادة وتدعيمهم معنويًا وروحيًا.

· الإحساس بشرف التألم من أجل الإيمان.

· التطلع إلي المجد العظيم الذي ينتظر كل من يتألم من أجل الله.

· تشجيع الله لهم عن طريق الرؤى والظهورات.


بطولة الشهداء أثناء محاكماتهم
· تتعجب إذ تري في المحاكم الرومانية منظر المسيحيين الأبرياء الضعفاء المسالمين وهم يقفون أمام أباطرة وحكام وقضاة وثنيين بما لهم من الجبروت والغطرسة والظلم وحولهم خصومًا من الدهماء يصيحون بعنف وكيف أن هؤلاء المسيحيون أقوياء معاندين أذلوا قضاتهم بعد أن فشلوا في إخضاعهم، كل هذا وهم في صبر مذهل واحتمال عجيب وإيمان لا يلين.. صورة إنجيلية فيها الكلمات وقد تحولت إلي أعمال حية وشهادة ناطقة.

· وكان أول سؤال في المحاكمة هو "هل أنت مسيحي؟" وكان مجرد اسم "مسيحي" -في نظر الدولة الرومانية- في حد ذاته يحمل أبشع جريمة تلصق بصاحبها الشبهة بالعصيان وتدنيس المقدسات، وأما المسيحيون كان لهم ردا واحدا لا يتغير "أنا مسيحي" فيصيح الدهماء "الموت للمسيحي".


فئات الشهداء
عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة، الأمراء والنبلاء والولاة والضباط والجنود في الجيش الروماني وأساقفة وقسوس وشمامسة ورهبان وراهبات وأطفال وصبيان وفتيات وأمهات وشباب وأراخنة وفلاحين وعبيد وإماء وفلاسفة وعلماء وسحرة وكهنة أوثان أفراد وجماعات.



حقيقة الاستشهاد في المسيحية
ما هي حقيقة الاستشهاد في المسيحية؟ هل كان نوعًا من الجنون والجهل والحماقة؟ أم كان نوعا من الهروب من الحياة أو الانتحار تحت ظروف قاسية؟

بالطبع لم يكن هذا كله بل كان ثقل مجد لأولئك الشهداء وللمسيحية.



فماذا كان الاستشهاد في المسيحية؟
· كان شهوة: حتى أن البعض عندما أتيحت لهم فرصة الهروب من الموت رفضوا وثبتوا.

· كان شجاعة: شجاعة الفضيلة، لم يكن رعونة بل شجاعة لم يألفها العالم القديم بدكتاتورية حكامه وإجاباتهم نغمة جديدة علي سمع العالم وقتذاك.

· كان كرازة: فقد انتشر الإيمان بالاستشهاد أكثر من التعليم، ودماء الشهداء روت بذار الإيمان .

· كان دليلا علي صدق الإيمان بالمسيح: فقد أنتصر الإيمان بالمسيح علي أعدائه بالقوة الأدبية الروحية وحدها وليس بقوة مادية.

· كان برهانا علي الفضائل المسيحية: في أشخاص شهداء المسيحية تجلت الفضائل المسيحية ولم تنجح الشدائد أن تجعلهم يتخلون عنها ومنها: الثبات والاحتمال والوداعة ومحبة الأعداء والعفة والطهارة والزهد في العالم والحنين إلي السماويات.


مكانة الشهداء في الكنيسة
الكنيسة تتشفع بالشهداء وهذه عقيدة إيمانية إنجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة من البداية، وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في التسبحة و السنكسار cuna[arion و الدفنار وفي تحليل الكهنة في صلاة نصف الليل وفي صلاة رفع بخور عشية وباكر وفي القداس، وتحتفظ الكنيسة برفات الشهداء وتضع أيقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويًا.



الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أنواع العذابات:
في أيام الاضطهاد كان الوثني يوجه عبارة إلي المسيحي هي "لا حق لك في أن توجد" وهي تعبير عن مشاعر البغض والعداوة التي في نفوس الوثنيين من نحو المسيحيين والتي أفضت إلي أنواع من العذاب والأهوال لا نقدر أن نحصي عددها أو نصف أنواعها، وقد يكون مجرد ذكرها يسبب رعبا للإنسان.



نفسية الشهيد وقت التعذيب
كان غرض الحكام والولاة من تعذيب المسيحيين هو تحطيم شجاعتهم وإضعاف روحهم المعنوية، ولكن كان دائما يحدث العكس إذ كان التعذيب أداة لتحريكها وتقويتها وهذا أمر خارج حدود المنطق ويفوق الطبيعة ولكنه عمل النعمة داخل قلب الإنسان المؤمن التي تحول الحزن إلي فرح والضيق إلي تعزية، أما السبب في ذلك هو:

· المعونة الإلهية التي وعد بها الرب كل الذين يتألمون من أجله.

· تعاطف الكنيسة كلها مع المتقدمين للشهادة وتدعيمهم معنويًا وروحيًا.

· الإحساس بشرف التألم من أجل الإيمان.

· التطلع إلي المجد العظيم الذي ينتظر كل من يتألم من أجل الله.

· تشجيع الله لهم عن طريق الرؤى والظهورات.


بطولة الشهداء أثناء محاكماتهم
· تتعجب إذ تري في المحاكم الرومانية منظر المسيحيين الأبرياء الضعفاء المسالمين وهم يقفون أمام أباطرة وحكام وقضاة وثنيين بما لهم من الجبروت والغطرسة والظلم وحولهم خصومًا من الدهماء يصيحون بعنف وكيف أن هؤلاء المسيحيون أقوياء معاندين أذلوا قضاتهم بعد أن فشلوا في إخضاعهم، كل هذا وهم في صبر مذهل واحتمال عجيب وإيمان لا يلين.. صورة إنجيلية فيها الكلمات وقد تحولت إلي أعمال حية وشهادة ناطقة.

· وكان أول سؤال في المحاكمة هو "هل أنت مسيحي؟" وكان مجرد اسم "مسيحي" -في نظر الدولة الرومانية- في حد ذاته يحمل أبشع جريمة تلصق بصاحبها الشبهة بالعصيان وتدنيس المقدسات، وأما المسيحيون كان لهم ردا واحدا لا يتغير "أنا مسيحي" فيصيح الدهماء "الموت للمسيحي".


فئات الشهداء
عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة، الأمراء والنبلاء والولاة والضباط والجنود في الجيش الروماني وأساقفة وقسوس وشمامسة ورهبان وراهبات وأطفال وصبيان وفتيات وأمهات وشباب وأراخنة وفلاحين وعبيد وإماء وفلاسفة وعلماء وسحرة وكهنة أوثان أفراد وجماعات.



حقيقة الاستشهاد في المسيحية
ما هي حقيقة الاستشهاد في المسيحية؟ هل كان نوعًا من الجنون والجهل والحماقة؟ أم كان نوعا من الهروب من الحياة أو الانتحار تحت ظروف قاسية؟

بالطبع لم يكن هذا كله بل كان ثقل مجد لأولئك الشهداء وللمسيحية.



فماذا كان الاستشهاد في المسيحية؟
· كان شهوة: حتى أن البعض عندما أتيحت لهم فرصة الهروب من الموت رفضوا وثبتوا.

· كان شجاعة: شجاعة الفضيلة، لم يكن رعونة بل شجاعة لم يألفها العالم القديم بدكتاتورية حكامه وإجاباتهم نغمة جديدة علي سمع العالم وقتذاك.

· كان كرازة: فقد انتشر الإيمان بالاستشهاد أكثر من التعليم، ودماء الشهداء روت بذار الإيمان .

· كان دليلا علي صدق الإيمان بالمسيح: فقد أنتصر الإيمان بالمسيح علي أعدائه بالقوة الأدبية الروحية وحدها وليس بقوة مادية.

· كان برهانا علي الفضائل المسيحية: في أشخاص شهداء المسيحية تجلت الفضائل المسيحية ولم تنجح الشدائد أن تجعلهم يتخلون عنها ومنها: الثبات والاحتمال والوداعة ومحبة الأعداء والعفة والطهارة والزهد في العالم والحنين إلي السماويات.


مكانة الشهداء في الكنيسة
الكنيسة تتشفع بالشهداء وهذه عقيدة إيمانية إنجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة من البداية، وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في التسبحة و السنكسار cuna[arion و الدفنار وفي تحليل الكهنة في صلاة نصف الليل وفي صلاة رفع بخور عشية وباكر وفي القداس، وتحتفظ الكنيسة برفات الشهداء وتضع أيقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويًا.



الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
لماذا يكون هناك استشهاد؟


هنا سؤال: لماذا يكون هناك استشهاد؟ ولماذا يكون هناك اضطهاد؟ هل هذا الاضطهاد وهذا الاستشهاد هو الذي قال فيه المسيح: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما علي الأرض, ما جئت لألقي سلاما بل سيفا, فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها, وخصوم الإنسان من أهل بيته". هذا التصريح من المسيح غريب ويدعونا إلي التساؤل، المسيح الذي هو رب السلام وإله السلام وسيد السلام، والذي هتفت في مولده الملائكة قائلة المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام، والذي وصف في العهد القديم أنه يولد لنا ولد, نعطي ابنا وتكون الرئاسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام. كيف يقول عن نفسه: لا تظنوا أنني جئت إلي الأرض لألقي سلاما بل سيف، جئت لأفرق...كيف هذا؟




عبارة غريبة أن تصدر من المسيح لكن تفسيرها هو، أن مبادئ المسيح من شأنها أن ينقسم الناس بإزائه، فبعض الناس يقبلونها وبعضهم يرفضونه، ولابد أن تقوم حرب بين الذين يقبلونها وبين الذين يرفضونه، بالنسبة للذين يقبلونها سوف لا يستخدمون السيف، لكن السيف سيستخدم في أيدي الذين يرفضونها ليقهروا الذين يقبلونه، وهذا ما حدث ويحدث في أيام الاضطهاد، أيام الاستشهاد، إن الحكام والولاة وغير المسيحيين هم الذين يشهرون السيف، فالمسيح لا يحمل السيف بهذا المعني المادي، والمؤمنون بالمسيح لا يحملون سيفًا بهذا المعني أيضًا، إنما أعداء الإيمان هم الذين يحملون السيف ضد المسيحيين وهذا ما يحدث في أيام الاضطهادات، فالسيد المسيح يريد أن يقول أنا مسئول عن هذه الحرب التي تقوم ضد المسيحيين، لأنه لولا مبادئي لما كانت تقوم هذه الحرب ضدهم فأنا المتسبب في هذا الاضطهاد، وهذا هو معني قوله لا تظنوا أنني جئت إلي الأرض لألقي سلاما رخيص، سلاما علي حساب المبادئ وسلاما علي حساب الحق، ذلك استسلام للشر واستسلام للرزيلة واستسلام لسلطان الشيطان، ليس هذا سلام، سلامي أنا من نوع آخر، لكن مع ذلك أنا لا أحمل سيف، ولا أسمح للذين يتبعوني أن يحملوا سيف، ولكن سيحمل السيف ضدهم في أيام الاضطهاد وأيام الاستشهاد، ولكني أعتبر نفسي أنا المسئول عن هذه الحرب التي قامت وتقوم ضد المسيحيين وضد المؤمنين، وهذا هو معني أني ما جئت إلي الأرض لألقي سلاما بل سيف، هنا السيف سيف الحق، في سفر الرؤيا يوصف المسيح أنه من فمه سيف ذو حدين، ليس مثل السيف الذي كان مع بطرس، ولذلك قال لبطرس رد سيفك إلي غمده لأن الذين يأخذون السيف بالسيف يؤخذون....لا.... لكنه مع هذا يحمل سيف، السيف هنا يفصل بين الحق والباطل، وبين الخير والشر ولا يسمح بهذا الاندماج الضار الذي يضيع علي الحق قيمته، والذي يجعل الباطل يندمج في الحق.

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الفرق بين التسامح والتساهل:
هناك من المسيحيين يفهمون السلام ويفهمون المحبة بهذا المعني، علي حساب العقيدة وعلي حساب الإيمان، يقولون ما هو لزوم التشدد؟ المسيح علمنا المحبة!! علمنا السلام!! لماذا نتشدد؟ ويعتبر أن التساهل نوع من المحبة، ولكن التساهل علي حساب المبدأ، علي حساب العقيدة، علي حساب ربنا. عندما الإنسان يتساهل في حقوقه الشخصية يحسب هذا له أجر، عندما يكون التساهل في شئون الطعام أو في الشراب أو الإرث أو في الشئون المادية، عندما يحدث خصومة ونزاع بين إنسان وآخر، وهذا الإنسان المسيحي يتسامح في شئون الطعام والشراب والإرث وما إليه، هذا تسامحا في حق شخصي، أما إذا تسامح إنسان في حقوق الله أو حقوق الإيمان أو حقوق الكنيسة، ليس هذا تسامح ولكنه تساهل, وهذا التساهل جريمة ضد الله وعلي حساب الله، لابد أن نفرق بين التسامح والتساهل، التسامح في حقي الشخصي فقط.

فالأنبا بولا مثلا قبل أن يترهبن قام نزاع بينه وبين زوج أخته علي ميراث، زوج الأخت طبعا يدافع عن حقوق زوجته، والواقع يدافع عن حقوقه فحدث نزاع مثل ما يحدث في البيوت بين الأخ وأخيه والأخ وأخته في داخل العائلة الواحدة، علي الإرث، فالأنبا بولا في فترة النزاع دخل الكنيسة ثم خرج من الكنيسة بعدما سمع الإنجيل وتعزي ثم ذهب لزوج أخته وقال له اسمع لن يكون هناك خلاف بيني وبينك, الذي تريده خذه، فلن يمكن أن يكون هناك خلاف بيني وبينك علي هذه الأمور، فنحن لن نختلف، كل ما تريده خذه وحل المشكلة وحل النزاع، تنازل عن ما يحسبه الإنسان أنه حق له، وأيضا الجزء الباقي وزعه للفقراء والمساكين ثم ذهب للرهبنة.

هذا هو التسامح في الحق الشخصي فمن حقه أن يتنازل عنه في سبيل السلام, وهذا ما قاله المسيح من أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك اترك له الرداء أيضًا، أي يكون مستعدا ليس فقط أن يعطيه الثوب فقط ولكن الرداء أيضا، من أراد أن يسخرك ميلا اذهب معه اثنين هذا هو التسامح، لكن حقوق الله، حقوق الكنيسة، حقوق الآخرين لا...لو أنا تسامحت فيها هذا ليس تسامحا هذا تساهل!! لأنه ليس حقي، لا أملك أن أتسامح فيه، مثل أي واحد موظف عمومي، مثلا عندما يكون قاض أمامه قضية، وهذه القضية فيها إنسان معتدي أو إنسان سارق أو إنسان ظالم وهذا القاضي يتسامح معه ويحكم له بالبراءة، هذا القاضي مخطئ، تريد أن تتسامح تسامح في حقوقك الشخصية، إنما وأنت قاض وتحكم علي أحد بالبراءة وهو مذنب، يقول الكتاب المقدس مذنب البرئ ومبرئ المذنب كلاهما لا يتبرءان أمام الله لا ... ما دام أنت قاض ومكلفا بهذا أو موظفا عمومي، أو إنسانا لك مسئولية لا تتسامح فيه، إنما تسامح في حقك الشخصي، ليس في حق الدولة، أو حق أي واحد آخر فتصير ظالما لابد أن نفرق بين التسامح والتساهل.

التسامح فضيلة إذا كان في حقي الشخصي، إنما التساهل جريمة لأنه تساهل في حقوق الله أو حقوق الآخرين مثل الوديعة، يقول الكتاب المقدس احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فين، الوديعة ثمينة، عندما تكون عندك وديعة لواحد آخر، مفروض أن تحافظ عليها لا تقدر أن تتصرف فيها لأنها وديعة، والوديعة غالية, وأنت مسئول أمام الله عنها وأمام الآخرين، لا تقدر أن تفرط فيها. فرط في مالك الخاص لكن الوديعة لا..هكذا حقوق الله لا تفرط فيها ولو فرطت فيها لا تكون ...هكذا حقوق الله لا تفرط فيها ولو فرطت فيها لا تكون متسامح، ومن هنا الخلط الذي نقع فيه في حياتنا المسيحية، نخلط ما بين المحبة والتساهل في الدين، لا تسامح في الدين ولا العقيدة الذين يقولون كلنا واحد، وكلنا في المسيح هذا نوع من التساهل، لا...انظر يوحنا الرسول الذي سمي بالرسول الحبيب، والذي دائما كان يتكلم عن المحبة، وكل تاريخ حياته كان أهم شيء عنده المحبة، لدرجة أنه في خدمته كان يصر علي المحبة، انظروا الرسائل الثلاث كلها كلام عن المحبة، وهو الذي أبرز الكلام الذي قاله المسيح عن المحبة، وصية جديدة أتركها لكم أن تحبوا بعضكم هذا الرسول عندما صار شيخا وكبر في السن كان يتكلم عن المحبة، يقول التاريخ إن المؤمنين ضجروا من أنه يتكلم باستمرار عن المحبة، فقال لهم هذه وصية الرب إذا أنتم أتممتموها فقد أتممتم كل شيء, هذا الرسول الذي يتكلم عن المحبة يقول من جهة الإيمان: الذي يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم لا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة، كيف الذي يتكلم عن المحبة يقول ذلك؟ هنا نميز ما بين المحبة التي أوصي بها المسيح, وبين المحبة التي علي حساب المسيح، وهي أنك تصادق شخصا علي حساب المبادئ، المسيح هو الذي يقول: إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن تدخل الحياة بعين واحدة من أن تكون لك عينان وتذهب إلي جهنم النار، إن أعثرتك يدك فاقطعها وألقها عنك لأنه خير لك أن تدخل الحياة برجل واحدة أو يد واحدة من أن تدخل جهنم ولك يدان ورجلان ما معني هذا الكلام؟ معناه إذا كان لك صديق أو أخ أو إنسان أيًا كان، بمثابة العين، غالي عليك قد يكون مرشدًا لك تستنير به وتقتدي به. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذا كان لك صديق بمثابة اليد تعتمد عليه أو بمثابة الرجل تستند إليه ولكن يعثرك ويعطلك عن خلاص نفسك، لابد أن تكون مستعدا أن تقطع صلتك بهذا الإنسان، حرصا منك علي حياتك الأبدية، حرصا منك علي مستقبلك الأبدي، ولذلك أنا أريد أن أقول إن مبدأ المقاطعة للمعاشرات الشريرة مبدأ مسيحي مائة في المائة, ليس معني المحبة المسيحية أننا ننشئ صداقة مع الذين يختلفون معنا في الإيمان والعقيدة علي حساب المسيح، لا...إذا رأيت أن هناك خطرا يهددني ويهدد مصيري الأبدي، لازم أكون من الشجاعة بحيث أضع حدا لهذه الصداقة ولهذه المعاشرة وأقطع صلتي بهذا الإنسان لأنه خير لي أن أدخل الحياة الأبدية بعيدًا عن هذا الإنسان من أن أدخل إلي جهنم النار ومعي هذا الإنسان. ليس معني ذلك أن الإنسان يقلع عينه، لا.... المسيح يتكلم عن الأشخاص الذين بمثابة العين أو بمثابة اليد أو الرجل في الاعتماد عليهم، وهذا ما قاله الرسول بولس المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة ويقول لا أشياء حاضرة ولا مستقبلة تستطيع أن تفصلني عن محبة الله التي في المسيح يسوع.

هنا يا أولادنا معني الاستشهاد, لماذا ربنا يسمح بالاستشهاد؟ لأن طبيعة مبادئ المسيح وحرارتها وقوتها وطهارته، هذه الطهارة تقتضي أن يكون هناك أشخاص لا يقبلوها فيقيموا حربا علي الذين يقبلونه، هذه الحرب المقدسة، المسيح يقول أنا المسئول عنه، أنا السبب فيه، لكن لابد منه، وإلا ضاعت الفضيلة وضاع الإيمان ويصبح الإنسان يدوس علي كل المبادئ في سبيل أن لا يغضب أحدًا لا... لا.... هذا النوع من السلام لا نقبله ولا يقبله المسيح، هذا استسلام، إنما السلام لابد أن يكون قائما علي الحق، وفي موقف معين أقطع صلتي من دون أن أخاصم أحد، عندما أجد أن هذا الإنسان خطر علي أقطع صلتي به، أقطع علاقتي به، قطع العلاقة في هذه الحالة لا يعد تعارضا مع مبدأ الحب، إنما إنقاذا للإنسان من أن يقوده إلي هلاكه الأبدي.

المتنيح الأنبا غريغوريوس
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

إكرام القديسين والشهداء في المسيحية

إننا حين نكرم القديسين لا نكرمهم في ذواتهم، ولكننا نكرم الفضيلة فيهم، إننا نكرمهم لا من أجلهم ولكن من أجل اسم المسيح الذي بذلوا حياتهم من أجله، فإن كان مارمينا وإن كان غيره من القديسين المبرزين فليسوا في ذواتهم شيء إلا أنهم خدام لسيد السادات. إنهم لا يصنعون شيء لأجل نفوسهم وإنما عاشوا حياة فيه ضنك كثير وفيه تعب وإرهاق، دخلوا من الباب الضيق واحتملوا آلام كثيرة واضطهادات متنوعة وتركوا الطريق السهل، طريق الكرامة والمجد، أخلوا أنفسهم من بهاء الحياة ومن زخرفه، طرحوا جانب كرامة العالم والألقاب والمناصب وقنعوا بالمسيح وحده، فكان نصيبهم نصيب المسيح علي الأرض. "إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم"، اضطهدوا المسيح وعاش في الأرض مضطهدا، ظلم وحكم عليه ظلم وهكذا كل الذين يختارون طريق المسيح يضعون في قلوبهم أنهم لا يتوقعون مجدا من العالم، حتى المناصب يتركونها ويطرحونها أرضا، وكل الإغراءات وكل المزايا التي تعرض عليهم لكي ينكروا اسم المسيح يحتقرونها ويضعونها جانبا، بل يدوسونها بأقدامهم من أجل اسم سيدهم.


اسمعوا بولس الرسول يقول تبكون وتكسرون قلبي إني مستعد ليس فقط أن أربط من أجل المسيح ولكن أن أموت من أجله، إن نفسي ليست ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي قبلتها من الرب يسوع نفسي ليست ثمينة عندي، هؤلاء هم الذين وضعوا رؤوسهم علي كف أيديهم، من أجل الحق الذي خدموه ولول أنهم يؤمنون بالله ويؤمنون بالحياة الأخرى، لما كانت تكون عندهم الشجاعة التي يقومون بها علي احتقار أباطيل العالم. وعلي طرح المزايا والمناصب المعروضة عليهم، وعلي احتمال الآلام والاضطهادات والضيقات التي يتوعدونهم بها. إن عيونهم كانت شاخصة وقلوبهم متطلعة إلي الله الذي يرونه بقلوبهم ويحسبونه في حياتهم وفي حياة العالم، وكما قال الرسول بولس إني عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم .

عالم بمن آمنت، سمح لنفسه بان يعترف بهذا الأمر، بأنه عالم، ليس هذا غرور بالعلم، وإنما نتيجة خبرته ونتيجة علاقته الوطيدة الوثيقة بيسوع المسيح، وإيمانه اليقيني بالله يسوع المسيح وبقدرته و بلاهوته وبجلاله ومجده وأنه سيد الكون وحافظه، ليس إيمانه ضعيف ولا رخيص ولا عن جهل ولا عن غباوة، أن عالم بمن آمنت وموقن، موقن وهذه أعلي درجات المعرفة أن يصل الإنسان إلي الإيقان، إلي الثقة التي ليست بعدها ثقة، أن موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلي ذلك اليوم.
 

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
الخلاصة
لا يوجد في كل تاريخ البشرية شهداء
مثل شهداء المسيحية في حماسهم وشجاعتهم
وإيمانهم ووداعتهم وصبرهم واحتمالهم فرحهم بالاستشهاد
فقد كانوا يقبلون الموت في فرح وهدوء ووداعة
تذهل مضطهديهم.
ولقد قبل المؤمنون بالمسيح مبادئ روحية أساسية
غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة كلها
وجعلتهم يقبلون الاستشهاد
 
أعلى