شموعٌ مضيئةٌ

قرأت عبارة تُنسب إلى الكاتب الروسي المشهور ليو تولستوي (1828-1910)، لست متأكدًا من المصدر الذي أخذت منه، ولكنه يقول فيها: "كما إن شمعة تُشعل شمعة أخرى فتصير آلاف الشموع مضيئة، كذلك يُشعل قلبٌ قلبًا آخر فتشتعل آلاف القلوب الأخرى".

الحبّ قوة مشعّة في الكون وفي الإنسان، فكما أن شمعة صغيرة يمكن أن تبدّد ظلمة غرفة كبيرة، كذلك شرارة حبّ صادقة تستطيع أن تُنير وتضيء قلبًا يائسًا، مريضًا، …وحيدًا، حائرًا...

لو استطعنا أن نزرع الحبّ من حولنا، فقد عملنا عملاً عظيمًا. الحبّ هو كحبة الخردل الصغيرة التي تكلّم عنها المسيح، إذا ما اعتنينا بها فأنها تصير شجرة كبيرة.

أسمع كثيرين يقولون ليّ: لا يكفي حبّ إنسان واحد، فهذا لن يغيّر العالم ولن يُحسب شيئًا؛ وآخرين يقولون: وماذا ينفع أن نساعد فقيرًا، ففي النهاية لستُ إلا واحدًا، ولا يمكن أن أغيّر حال الفقر في العالم... فنتيه في حلقةٍ مفرغة من الإهمال واللاأبالية الرهيبة التي يمكن أن تدّمر عالمنا...

الحبّ قوي، وأقوى من الموت. لا يجب أن نفقد رجاؤنا ومسؤوليتنا: فالتغيّر يبدأ من عندنا، والغفران العظيم يبدأ بغفران صغير، والعطيّة الأخيرة تبدأ بهبةٍ أولى صغيرة، والسعادة تبدأ بحركة حبّ صغيرة ومعزيّة.

سمة الحبّ هو الانتشار، فماذا لو أشعلنا شعلته داخلنا، سينتشر ويتعمق...​