سوريا: المسيحيون في السويداء.. علاقة غارقة في القدم لم تقطع السنون عراها

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
سوريا: المسيحيون في السويداء.. علاقة غارقة في القدم لم تقطع السنون عراها


articles_image120200918063128xZJ8.jpg


السويداء - كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين - نورث برس

عشتارتيفي كوم- نورث برس/

يقول خالد الجعط (70 عاماً)، وهو رجل دين مسيحي في السويداء، جنوبي سوريا، إنه لم يشعر بالتمييز يوماً من الأيام لأنه يعيش ضمن منطقة غالبية سكانها دروز.
وتضم السويداء، بالإضافة لغالبية سكانها من طائفة الموحدين الدروز، سكاناً مسيحيين ومسلمين سنة، وسط أجواء يراها سكان مليئة بالمحبة والسلام.
ويتوزع المسيحيون في مدن وبلدات في السويداء، وتتركز كثافتهم السكانية في النصف الغربي من المحافظة، ولهم عدة كنائس معظمها موجودة منذ القدم.
ويضيف “الجعط”، وهو من سكان بلدة الصورة الكبيرة شمال السويداء، أن “الجهات الحكومية حاولت اللعب على الوتر الديني لأجندات أمنية مكشوفة، ولكنها فشلت في شق الصف المجتمعي.”
من جانبه، قال كمال الشوفاني، وهو مؤرخ وباحث من السويداء، إن المسيحيين سكنوا المنطقة قبل الدروز، وقدم بعضهم إلى جبل حوران نهاية القرن الـ/17/ نتيجة الاضطهاد العثماني.
وأضاف الباحث، وهو مترجم لأعمال رحالة غربيين قدموا إلى جبل العرب في القرنين الـ/17/ والـ/18/ أن “تاريخ المسيحية في جبل العرب غارقٌ في القدم.”
ولفت “الشوفاني” إلى أن لمسيحيي السويداء حضارة ومعالم أثرية جنوبي سوريا لا تزال شاهدة على عراقتهم إلى اليوم.
وكان آل القطامي من أولى العائلات المسيحية التي تواجدت في المنطقة وسكنت في بلدة خربا، /21/ كم جنوب غرب مدينة السويداء، حسب ما ذكره “الشوفاني” لنورث برس.
وكان عقلة بيك القطامي صديقاً ومساعداً دائماً لسلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى وشاركه في عدة معارك ضد تواجد الفرنسيين بين عامي 1925 و1928.
وتشير إحصائية حديثة، حصلت عليها نورث برس، إلى أن أكثر من /55/ ألف مسيحي من طائفة الروم الأرثوذوكس والملكيين الكاثوليك كانوا يعيشون في السويداء قبل عام 2011.
وتقول الإحصائية، التي عمل على إعدادها مركز الإحصاء بكنسية الروم الأرثوذوكس بالسويداء، إن العدد تراجع إلى حدود النصف ويعيش حالياً نحو /27/ ألف مسيحي في المحافظة.
وذكر رجل دين في “كنسية الروم”، طلب عدم كشف هويته، لنورث برس، إن تدهور الأحوال الأمنية والاقتصادية والبحث عن حياة أفضل دفع عائلات كثيرة إلى الهجرة.
وقال الأب فادي كبوشي، وهو راعي كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين: “عاش أجدادنا هنا بسلام ومحبة مع الدروز، وجمعتهم علاقات لم ينقطع عراها عبر السنين.”
وأضاف، لنورث برس، أن عدة زيارات وديّة جرت لمشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز إلى الكنيسة وفي المقابل كانت لهم زيارات مماثلة لبيت الطائفة.”
وتابع راعي الكنسية، التي تم بنائها عام 1982 في مدينة السويداء: “نحن مجتمع واحد وعاداتنا وتقاليدنا واحدة ومصيرنا واحد.”


 
أعلى