"تكهنات مخيفة".. ماذا يخفي العام 2020 للمسيحيين العراقيين؟

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
"تكهنات مخيفة".. ماذا يخفي العام 2020 للمسيحيين العراقيين؟


articles_image120170419013947Ux9x.jpg

عشتار تيفي كوم - بابل24/


يشكل المسيحيون الآن نحو 4% من مجموع سكان منطقة الشرق الأوسط، البالغ عددهم اكثر 400 مليون نسمة او ربما اقل، إلا انهم في العراق يشكلون نسبة لا تقل عن 5% من مجموع السكان حتى عام 2003، حيث بلغ تعدادهم نحو مليون و300 ألف نسمة، أما ما تلى هذا التاريخ فقد تراجع عددهم إلى نحو 300 ألف نسمة أي ما يقارب الربع.
وكانت اكبر عملية هجرة جماعية للمسيحيين قد حصلت في العراق بعد العام 2003، بسبب تنظيم القاعدة والتنظيمات والجماعات الإرهابية الأخرى، وتم استهدافهم اولاً من قبل تنظيم القاعدة ثم اجبرهم تنظيم داعش بعد ذلك على الهروب من مناطق سكناهم والعراق عموما.
يذكر رئيس اساقفة ابرشية أربيل الكلدانية المطران بشار وردة، في مقابلة مع روبن رايت مراسلة مجلة "نيويوركر" الاميركية، "في عام 2003 كان هناك نحو مليون و300 ألف مسيحي في العراق، ونحن الآن اقل من ذلك العدد بنحو مليون منذ ذلك التاريخ"، مؤكدا استمرارية مغادرة المئات من المسيحيين العراق شهريا.
وأضاف "من الصعب جدا الحفاظ على وجود مسيحي الآن. العوائل لديها عشرات الاسباب التي تدفعها للمغادرة ولا سبب واحد للبقاء. نحن نمر بوقت حرج جدا ضمن تاريخنا في هذه الارض. نحن يائسون جدا".
وتقول المراسلة انها زارت الشهر الماضي الموصل، التي تضم أقدم تواجد للمسيحيين في العالم منذ أكثر من الفي عام، حيث عمد مسلحو داعش بعد ايام من احتلالهم المدينة، الى اصدار انذار للمسيحيين هناك، اما ان يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية من مبالغ طائلة، او يواجهوا الموت بقطع الرأس.
كانت بيوتهم قد أشرت بحرف (ن) في اشارة لعبارة "نصراني". اكثر من 35 ألف مسيحي غادروا مناطقهم في الموصل في ذلك الحين، وأغلب منازلهم نهبت وأضرمت فيها النيران.
وتقول المراسلة رايت، انها اثناء سفرتها باتجاه الموصل مرّت بقرى ومناطق مسيحية اخرى، مثل برطلة التي تم تفريغها بالكامل، وحتى شواهد قبور الموتى في المقبرة المحلية للقرية لم تسلم من اطلاقات النار والعبث بها.
بشكل عام يقدر ان أكثر من مئة ألف مسيحي عبر منطقة سهل نينوى، هجروا مزارعهم وقراهم وبلداتهم بحثا عن ملجأ في منطقة كردستان او عبروا خارج حدود العراق.
وكان بطريرك الكلدان الكاثوليك في العالم مار لويس روفائيل الاول ساكو، ذكر لوكالة "فرانس برس" بعد احتلال داعش للموصل، انه "للمرة الاولى في تاريخ العراق تصبح الموصل الآن خالية من المسيحيين".
ولغياب المسيحيين من المنطقة آثار أوسع على الشرق الأوسط، حيث جاء في تقرير صدر عن مركز التقدم الاميركي للأبحاث، انه "اذا استمر اجبار احد اهم المكونات الدينية في العالم على الخروج من منطقة الشرق الأوسط فإن ذلك سيبشر بآثار سلبية على جانب التعددية والتسامح وقدرة شعوب المنطقة للتعايش مع بقية شعوب العالم".
وأضاف التقرير "الحالة التي عليها المسيحيون هي بمثابة مقياس ومؤشر يحدد فيما اذا ستستطيع مكونات من أديان ومعتقدات اخرى ان تعيش وتزدهر في الشرق الاوسط المستقبلي".
1500 عائلة مسيحية هُجرت من قبل تنظيم داعش تعيش الآن في معسكر "آشتي 2" المزدحم بالنازحين في اربيل، داخل حاويات شحن تم تحويرها كمنازل مؤقتة.
المراسلة رايت تقول التقيت خارج المخيم بمسيحي اشوري يدعى سلام ابلحد (35 عاما)، وهو بائع خضار هرب من منطقة الحمدانية المسيحية قرب الموصل، في آب عام 2014، وهو يدير الآن "كشكاً في الهواء الطلق" يبيع خضار وفاكهة.
عائلة ابلحد المكونة من 26 شخصا، والتي تضم زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وعوائل سبعة اشقاء اخرين، يعيشون على ما تقدمه الكنيسة الاشورية العراقية من معونات خيرية وما يدر عليه "كشكه الصغير" من مكسب.
وتقول رايت انه "كغالبية المسيحيين الآخرين الذين التقت بهم فإن ابلحد ليس لديه نية بالرجوع الى الحمدانية".
ومنذ ان تحررت المدينة في تشرين الاول الماضي، زار ابلحد مرة المدينة ليتفقد بيته فوجد الاثاث قد ذهب وكذلك الشبابيك والابواب. وقال ابلحد "لا احد منا يريد الرجوع. نحن ما نزال نتخوف مما سيحصل بعد القضاء على تنظيم داعش".
هناك خوف شائع بين المسيحيين حول احتمالية ظهور مرحلة ثالثة من التطرف الاسلامي، فبعد ظهور جناح تنظيم القاعدة في العراق قبل عشرة أعوام تشكل تنظيم داعش خلال الثلاث سنوات السابقة. وكان شقيق ابلحد قد اختطف من قبل تنظيم القاعدة في العراق عام 2007، واطلق سراحه بعد ان سددت العائلة فدية ثقيلة جداً.
وقال ابلحد "قبل العام 2003 كنا نعيش حياة مرفهة. لم أكن أفكر أبداً بالمغادرة. ولكننا الآن اقلية. وليس لدينا دعم او احد يوفر لنا الحماية لنا. المسيحون الآن ينتظرون فرصة ذهابهم للأردن ومن هناك الهجرة الى استراليا. 70% من اهالي الحمدانية غادروا العراق".
وقالت له المراسلة اذا كان يعتقد بأن للمسيحيين مستقبل في الشرق الاوسط، فأجاب "لا لا، بحلول العام 2020 سيكون اغلب المسيحيين قد غادروا العراق".
ولكن المطران وردة كان اكثر تفاؤلا بقوله "علينا ان نبقى، ولكن كم من المسيحيين سيبقون في النهاية، أشك بأن عددهم سيكون خمسين او مئة ألف عائلة. وبعد ألفيّ سنة من التواجد المسيحي علينا ان نتبنى دورا اخر، سنصبح أصحاب حملات تبشيرية".
 
أعلى