الرد على شبهة: هل كان المسيح حي في القبر كما كان يونان حي في بطن الحوت ثلاث ايام وثلاث ليالي .؟

إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
st-joseph-of-arimathea.jpg


هل كان المسيح حي كما كان يونان حي في بطن الحوت ثلاث ايام وثلاث ليالي .؟

الرد باختصار

السؤال يدل علي عدم فهم السائل لمفهوم التيبولوجي في العهد الجديد .. أن النموذجية ” Typology ” تعتمد علي حدث تاريخي ” Prototype ” له معني عميق يشير الي خلاصنا في المسيح يسوع ( Anti Type ) :

* الثلاثة أيام التي قضاها يونان في بطن الحوت كنموذج للثلاثة أيام التي قضاها المسيح في القبر (متي 12: 40).

* الحية النحاسية التي رفعها موسي في البرية كنموذج لرفع المسيح علي الصليب ( يو 3 : 14 – 16).

* العليقة المشتعلة بالنار ولم تحترق كنموذج للحمل الألهي وكيف أن السيدة العذراء مريم حملت ابن الله المتجسد في احشائها ولم تحترق بنار اللآهوت ( لو 1 : 26 – 38 ).

* فلك نوح والذي خلص به نوح وبنيه من الطوفان وكيف هو نموذج للمعمودية والتي ينتقل بواسطتها المؤمن من الموت الي الحياة ( بطرس الأولي 3 : 18 – 22 ).



وهو التفسير من خلال نموزج فالمسيح رمز له قبل مجيئة بعده اشخاص …ليس للانطباق التام في الاحداث لكن في اوجه معينة .فعلي لسان المسيح قال انه ينبغي ان يقتل وفي اليوم الثالث يقوم لو 9: 22 ويذكر الكتاب انه اسلم الروح بعد الطعن بالحربة وخرج دم وماء وهذا تاكيد تام لموته التام .

كانت الحية النحاسية هي رمز للصليب بحسب نص يوحنا 3 : 14 , 15

وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان

فهل الرب ينطبق عليه كل ما ينطبق علي الحية النحاسية ؟ هل جسده نحاسي .؟

ويذكر الكتاب ان موسي ايضاً هو مثال للمسيح لكن هل ينسب كل شئ لموسي للمسيح فموسي اعترف انه ثقيل السان وليس صاحب كلام . اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، لَسْتُ أَنَا صَاحِبَ كَلاَمٍ مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ أَوَّلِ مِنْ أَمْسِ، وَلاَ مِنْ حِينِ كَلَّمْتَ عَبْدَكَ، بَلْ أَنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ” (خر10:4) وتوسل قائلاً: ” اسْتَمِعْ أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَرْسِلْ بِيَدِ مَنْ تُرْسِلُ” (خر13:4). لكن المسيح لم يكن ثقيل اللسان ولا غير بليغ في الكلام مثل موسي بل دعاه أشعياء النبي بالبوق العظيم: ” وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّهُ يُضْرَبُ بِبُوق عَظِيمٍ، فَيَأْتِي التَّائِهُونَ فِي أَرْضِ أَشُّورَ، وَالْمَنْفِيُّونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ فِي أُورُشَلِيمَ” إش13:27

فاستخدام اية يونان ليس لانطباق تام بل لاوجه الشبه في ناحية معينة اراد الرب يسوع ان يتكلم عنها وهي المدة الثلاثة ايام .

وقد قال القديس كيرلس عمود الدين نقلاً عن الدكتور جورج عوض

الآن نتسائل: في أي أمر كان موسي مثالاً للمسيح؟

يجيب القديس كيرلس، مؤكدًا علي أن وساطة موسي بين الله وشعب إسرائيل هي مثال لوساطة المسيح بين الله والبشر.

ب ـ هارون: لقد كان هارون أيضًا مثال للمسيح لكن لا نستطيع أن ننسب للمسيح كل ما يتعلق بهارون لأنه لم يكن بلا لوم تمامًا حيث أنه كما شرح القديس كيرلس قد صنع لبني إسرائيل عجلاً في البرية وعبدوه (انظر خر4:32).

إذن المبدأ الذي شدد عليه القديس كيرلس هو أنه ليست كل الأمور المكتوبة مفيدة للرؤى الروحية. ينصحنا القديس كيرلس بأننا حين نفحص شخصية ما كمثال للمسيح نهتم بالأمور الضرورية مقدمين دائمًا المفيد بطبيعته للهدف الذي يرمز إليه، أما الأمور الأخرى فإننا نتجاوزها.

هذا المبدأ يسري أيضًا علي يونان النبي لأن كل ما يتعلق به ليس بالضرورة له فائدة. علي سبيل المثال: [أُرسل لكي يكرز لأهل نبنوى، ولكن طلب أن يختفي عن الله وكذلك رأيناه غير مستعد لرسالته]. أما عن الإبن يقول القديس كيرلس: [أُرسل أيضًا الإبن بواسطة الله الآب ليكرز للشعوب لكنه لم يُظهر أنه غير مهييء لخدمته ولا طلب أن يختفي أمام أعين الله]. لكن حين إبتعله الحوت وبعد ثلاثة أيام قذفه (أنظر مت40:12) ثم بعد ذلك ذهب إلي أهل نينوى وتمم خدمته كان يشير إلي المسيح الذي قَبِلَ الموت طوعًا، الأمر المشار إليه في توسل يونان للملاحين: “خذوني وإطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم” (يو12:1) وبقى في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ (انظر مت40:12) وقام ثانيةً وبعد ذلك ذهب إلي الجليل وأمر بأن تكون الكرازة لجميع الأمم (أنظر مت19:28).

الخلاصة يوجزها القديس كيرلس، قائلاً: [لأنه كما يطير النحل علي المراعي والورود لكي يجمع المفيد لصناعة أقراص العسل، هكذا أيضًا المفسر الحكيم يبحث في الكتاب المقدس جامعًا دائمًا كل ما يساهم في توضيح أسرار المسيح وصانعًا منه حديثًا كاملاً بلا لوم].
 

انت الفادي

الرب نوري
إنضم
16 أغسطس 2007
المشاركات
1,215
مستوى التفاعل
11
النقاط
0
اشكرك استاذ اغريغوريوس,
استغرب صراحا من مثل هذه الاسئلة مع ان العرب يتفاخرون باللغة العربية و بالوصف و التشبيهات الجمالية التي تنفرد بها بعض الشئ اللغة العربية.
و لكن هذا يدفعني ان اسأل المسلم او السائل.
هل اذا قلت لامراة انت جميلة مثل الغزال, فهل يعني هذا انها تجري علي اربع و تاكل العشب و تعيش في الغابات؟
و ان قلت لأمرأة انت قمر.. فهل يعني هذا ان وجهها يغير اللون من الابيض المضئ الي العتمة من فترة لفترة؟ ام ان وجهها ملئ بالنتوأت و الثقوب مثل سطح القمر؟

بأختصار مثل هذه الاسئلة هي مجرد محاولة اقناع الشخص لعقله بأن سؤاله منطقي و ان منطقه صحيح و يهرب عقليا من مواجهة الحقيقة وهي انه يرتعب من ان يعترف داخليا انه يشك.
 
أعلى