الرد - بحشد من تفاسير العلماء - علي معني "مال الظلم"

O

Obadiah

Guest
رداً مفصلاً - بنعمة الاله الواحد - بحشد هائل من تفسير العلماء علي مواقع الضلال في تعليقهم الشيطاني علي القول الشريف للسيد المسيح ((اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ.))
توهماً منهم أنه يقصد المال المكتسب بطريقة غير شرعية أو ظالمة .



................................................................................................


"مال الظلم " ... علي غرار " قاضي الظلم" .... وعلي غرار " وكيل الظلم "
هو اصطلاح عبراني يسمي " المضاف إليه الوصفي " يستخدم لندرة الصفات ويقوم فيه
المضاف إليه مقام الصفة لتوصيف الإسم الذي يسبقه ....بمعني :
الظلم = هنا مضاف إليه يقوم مقام الصفة –فيعني " الظالم " لوصف ما قبله وهو هنا "المال "
وعليه فيكون المعني كالآتي :
قاضي الظلم = القاضي الظالم
وكيل الظلم = الوكيل الظالم
مال الظلم = المال الظالم
فالظلم هنا المضاف إلي المال هو وصف للمال نفسه وليس لطريقة جمع المال .
ولكن ما معني " المال الظالم " ؟
يعني به المال الدنيوي وثروة هذا العالم الباطلة الخادعة الزائفة التي لا يمكن الاتكال عليها والوثوق بها .
فكثيراً ما يصف السيد المسيح في أمثاله علاقة الرب بالإنسان بأسلوب السيد والوكيل ...فالرب جعل الإنسان وكيلاً له في الأرض.
وفي هذا المثل "وكيل الظلم " .... يجعل "السيد الغني " هو مثال عن الرب ، و" الوكيل " هو مثال عن الإنسان وجعل من " المال " هي الوكالة وهي من نعم الرب التي ينعم بها علي الإنسان .
وقد سمي " مال الظلم " لسوء استخدام الانسان لتلك النعمة التي وكله الرب عليها .
فليس هناك أي إشارة إلي مال اكتسب بطريقة غير شرعية ...انما هو مثل عن كيفية استخدام الانسان للمال - كوكيل من الله عليه – الاستخدام الامثل الصالح لسعادته الأبدية وليست الوقتية الزائلة .
وللتفصيل والاستفاضة ننتقل إلي هذا الحشد الهائل من التفاسير التي أعانني الرب علي ترجمة الكثير منها لإخوتي في المسيح يسوع الذي له المجد دائماً أبدياً .



.......................................................................................................................



1 - Albert Barnes' Notes on the Whole Bible
Of the mammon - “By means” of the mammon.
Mammon - A Syriac word meaning riches. It is used, also, as an idol the god of riches.
Of unrighteousness - These words are an Hebrew expression for “unrighteous mammon,” the noun being used for an adjective, as is common in the New Testament. The word “unrighteous,” here, stands opposed to “the true riches” in Luke 16:11, and means “deceitful, false, not to be trusted.” It has this meaning often. See 1 Timothy 6:17; Luke 12:33; Matthew 6:19; Matthew 19:21. It does not signify, therefore, that they had acquired the property “unjustly,” but that property was “deceitful” and not to be trusted. The wealth of the steward was deceitful; he could not rely on its continuance; it was liable to be taken away at any moment. So the wealth of the world is deceitful. We cannot “calculate” on its continuance. It may give us support or comfort now, but it may be soon removed, or we taken from “it,” and we should, therefore, so use it as to derive benefit from it hereafter.
"""" بِمَالِ الظُّلْمِ : هذه الكلمات هي صيغة واصطلاح عبراني يعني به " المال الظالم "– أو " المال الباطل " - أو " المال الشرير" – أو " المال الأثيم " - أو" المال عديم الصلاح " .
حيث يتم استخدام "الإسم - noun" كأداة وصف "صفة - adjective" كما هو شائع في العهد الجديد – بمعني أن "الإسم -noun" هنا هو " الظُّلْمِ،" قد أدي دور الصفة فتكون بمعني صفة لموصوف أي " الظالم " أو "الباطل" أو " الشرير أو" الأثيم " أو " عديم الصلاح " والموصوف هنا هو "المال" فهو يعني أنها صفات للمال نفسه وليست صفات لطريقة جمع المال.
فكلمة المال " الظالم " أو " الباطل " أو " الشرير" أو " الأثيم " أو " عديم الصلاح " هنا تأتي كمقابل لكلمة المال " الحَقيقيّ" الواردة في الآية 13 فهو يعني بِمَالِ الظُّلْمِ أنه المال " الباطل الخدًاع المحتال الكذوب " ، " الزائف الغشاش " ، " لا يمكن الإتكال عليه أو الوثوق به " فهي تحمل هذا المعني غالباً فأنظر 1 تيموثاوس 6 : 17 و لوقا 12 : 33 و متي 6: 19 و متي 19 : 21 .
فهي لا تشير ولا تعني أنهم قد امتلكوا هذا المال بشكل ظالم . إنما يريد بها أن ذلك المال كان باطل خداع كذوب زائف لا يمكن الإتكال عليه أوالوثوق به .
فغني وثروة الوكيل كانت زائفة كاذبة وهمية ولم يكن باستطاعته الإرتكان إليها أو الوثوق في استمرارها إنما كانت عرضة للتبدد والضياع في أي لحظة.
فإن غني وثروة العالم باطلة مخادعة وزائفة . فلا يمكننا الإعتماد عليها أو التنبأ بدوامها . فإنها قد تمنحنا الدعم والراحة والطمأنينة الأن ولكن من الممكن أن تزول قريباً أو ربما نتوفي فنٌقبض عنها ، فلذلك يجب علينا أن نستخدمه فيما يجلب علينا النفع والفائدة ......"""" .
........................................
2 - Cambridge Greek Testament for Schools and Colleges
9. ἑαυτοῖς ποιήσατε φίλους ἐκ τοῦ μαμωνᾶ τῆς ἀδικίας. Comp. Luke 16:8, ὁ κριτὴς τῆς ἀδικίας, Luke 18:6. It is the qualitative genitive, and describes the characteristic abuse of wealth. This descriptive genitive in Hebrew makes up for the paucity of adjectives. The Greek may imply either, Make the unrighteous mammon your friend; or make yourselves friends by your use of the unrighteous mammon. There is no proof that mammon is the Hebrew equivalent to Plutus, the Greek god of wealth (Matthew 6:24). ‘Mammon’ simply means wealth, and is called ‘unrighteous’ by metonymy (i.e. the ethical character of the use is represented as cleaving to the thing itself) because the abuse of riches is more common than their right use (1 Timothy 6:10). It is not therefore necessary to give to the word ‘unrighteous’ the sense of ‘false’ or ‘unreal,’ though sometimes in the LXX[300] it has almost that meaning. We turn mammon into a friend, and make ourselves friends by its means, when we use riches not as our own to squander, but as God’s to employ in deeds of usefulness and mercy.
"""" " بِمَالِ الظُّلْمِ " : بالمقابلة مع " قَاضِي الظُّلْمِ "... نجد إنه "المضاف إليه الوصفي" (Qualitative Genitive) ، والذي يصف سوء الإستخدام الشخصي للثروة والمال . هذا المضاف إليه الوصفي (Descriptive Genitive) في اللغة العبرانية يغني عن ندرة الصفات .
النص اليوناني يشتمل أياً من المعنيين الآتيين :
إما " إجعلوا المال الباطل صديقاً لكم " أو " إجعلوا ضمائركم أصدقاءاً لكم من خلال إستخدامكم للمال الباطل " ...... وليس هناك أي دليل علي أن تلك الكلمة العبرية (mammon) هو المعني العبراني المقابل للكلمة (Plutus) اليونانية التي تعني إله المال والثروة اليوناني .
(mammon) تعني ببساطة الثروة أو المال ودٌعي " المال الباطل " من قبيل الكناية و التورية . ( بمعني أنه تم وصف الطبع الأخلاقي في إستخدام الشيء وكأنه شيمة وخاصية تمت للشيء نفسه ) لإن الإستخدام السيء للمال أكثر شيوعاً وعرفاً من الإستخدام الصائب له 1 تيموثاوس 6 : 10 . (. 10 لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.) .
ولذلك فإنه ليس من الضروري إعطاء كلمة " الباطل – الشرير " معني " الزائف " أو " غير الحقيقي " بالرغم من أنه أحياناً ما يحمل ذلك المعني في الترجمة السبعينية .
فنحن نستطيع أن نجعل المال صديقاً لنا ، أو نجعل من ضمائرنا أصدقاء لنا من خلالها ، وذلك عندما نستخدم الثروات ليست كشيء نمتلكه ونستحوذه فنسرفه ونهدره ، وإنما كملك للرب فنستخدمها ونستغلها في أعمال الصلاح و الرحمة .
........................................
3 - Coffman's Commentaries on the Bible
Mammon of unrighteousness ... This refers to wealth and all earthly treasures; but why is it called unrighteous? It would appear that they are in error who suppose that the implication requires us to believe that wealth may not be accumulated except through dishonesty, fraud, etc.; for, while it is true that much wealth is thus acquired, there are countless instances of persons acquiring wealth innocently. But all wealth of this world is unrighteous, however acquired; and by this the wealth itself, not the possessor, is meant.
1. Wealth deceives the owner into believing that it is his.
2. It strongly tempts him to trust in riches.
3. "In making a man depend on them for happiness, riches rob him of salvation and the glory of God."[19]
4. It estranges him from earthly friends.
5. It surrounds him with false friends.
6. Wealth promises much and delivers nothing.
7. It is a constant hazard to his spirituality.
The clear meaning here is that "mammon of unrighteousness does not mean wealth unrighteous acquired, but deceitful wealth."
"""" بِمَالِ الظُّلْمِ : يشير إلي الغني وإلي كل الثروات الأرضية ، ولكن لماذا دُعي بالمال الباطل ؟ يتضح خطأ أولئك الذين يظنون أن المضمون يقتضي منا الإعتقاد بأن الثروة لا يمكن أن تُجمع وتتراكم إلا من خلال عدم الأمانة و الأحتيال ...إلخ . علي الرغم من أن اكتساب الكثير من الثروات هو أمر واقعي ، إلا أن هناك حالات لا حصر لها يكتسبون الثروات بشكل بريء . ولكن كل مال وثروة هذا العالم إنما هي باطلة ، مهما اكتسبت ، والمقصود بهذا المعني - يقصد الباطلة – هي الثروة نفسها وليس صاحب أو مالك الثروة .
1 - فالمال والثروة - في حين أنها في الحقيقة نعمة من الرب - توهم الحائز بأنه مالكها وصاحبها .
2 – تغرر به بشده في أن يثق ويعتمد علي الثروات .
3 – تسلب منه الخلاص ومجد الرب ، بجعلها إياه معتمداً عليها في جلب السعادة .
4 – تنفره وتعزله عن رفقائه الأرضيون .
5 - تحاصره بالرفقاء المحتالين المخادعين .
6 – الثروة تتعهد بالكثير ولا تفي بشيء.
7 – تمثل خطر دائم علي تمسكه بالقيم الروحية .
فالمفهوم الواضح هنا أن " مَالِ الظُّلْمِ " لا تعني المال الذي تم اكتسابه بطريقة غير شرعية ، إنما يعني بها المال المضلل الباطل - أي الذي يضل صاحبه- """""
...................................
4- Adam Clarke Commentary
The mammon of unrighteousness - Μαμωνα της αδικιας - literally, the mammon, or riches, of injustice. Riches promise Much, and perform Nothing: they excite hope and confidence, and deceive both: in making a man depend on them for happiness, they rob him of the salvation of God and of eternal glory. For these reasons, they are represented as unjust and deceitful. See the note on Matthew 6:24, where this is more particularly explained. It is evident that this must be the meaning of the words, because the false or deceitful riches, here, are put in opposition to the true riches, Luke 16:11; i.e. those Divine graces and blessings which promise all good, and give what they promise; never deceiving the expectation of any man. To insinuate that, if a man have acquired riches by unjust means, he is to sanctify them, and provide himself a passport to the kingdom of God, by giving them to the poor, is a most horrid and blasphemous perversion of our Lord's words. Ill gotten gain must be restored to the proper owners: if they are dead, then to their successors
"""" بِمَالِ الظُّلْمِ : الثروات والأموال تتعهد بالكثير ولا تفي بشيء. فهي تبعث الأمل والطمأنينة . وتضلل في كلتاهما بجعلها للإنسان معتمداً عليها في جلب السعادة ، فتسلب منه خلاص الرب والمجد الأبدي. ولأجل هذه الأسباب فهي توصف بأنها ظالمة خادعة.
من الواضح أن ذلك هو مفهوم ومغزي الكلمات ، لأنه تم وضع عبارة " الثروات الزائفة أو الخادعة " في مقابل عبارة " الثروات الحقيقية " لوقا 11: 16 أي تلك النعم والبركات الإلهية التي تتعهد بكل ما هو صالح و خير ، وتمنح ما تعد به ، ولا تخيب أبداً رجاء أي أحد .
والإشارة إلي التأويل بأنه " إذا اكتسب إنسان ثروات بطريقة غير شرعية ، ولكي يحاول تقديسها وتطهيرها والحصول لنفسه علي جواز مرور إلي ملكوت الرب ، فإنه يمنح إياها للفقراء والمحتاجين " فإن ذلك تجديف و تشويه وتحريف قبيح وشنيع لكلمات ربنا . فأموال الكسب الغير مشروع يجب أن تعاد إلي أصحابها الشرعيين وإذا كانوا قد توفوا فإلي ورثتهم"""".
.......................................
5 - Thomas Coke Commentary on the Holy Bible
Dr. Heylin, instead of the mammon of unrighteousness, reads the false mammon; and so in Luke 16:11. And he observes, that it is literally mammon of injustice: so in the preceding verse, the steward of injustice; and in ch. Luke 18:6 judge of injustice; all which may be rightly rendered, the unjust, or false judge,—false steward, and false mammon; for truth and justice, with their derivatives, are often convertible terms in scripture, and sometimes in modern language. That our Lord does not mean unrighteous, or ill-gotten, but false and uncertain riches, is plain from Luke 16:11 where unrighteous mammon is not opposed to righteous but to true. Nothing can be more contrary to the whole genius of the Christian religion, than to imagine that our Lord would exhort men to lay out their ill-gotten goods in works of charity, when justice so evidently required that they should make restitution to the utmost of their abilities.
"""" يقرأها المال الباطل بدلاً من " مَالِ الظُّلْمِ " وهكذا أيضاً في لوقا 16 :11 وهو يدرك ويلاحظ أنها حرفياً تعني " مَالِ الظُّلْمِ " وهكذا في الآية السابقة " وَكِيلَ الظُّلْمِ " وفي لوقا 18 : 6 " قَاضِي الظُّلْمِ." وكلاً منهم يمكن أن يقوم بتأديه مفهومه بطريقة صحيحة ، القاضي الظالم أو المحتال ، الوكيل المحتال ، المال الباطل . حيث أن " الحقيقة " و " العدل " بمشتقاتها وتصريفاتها اللغوية – هي مصطلحات ومفردات متبادلة قابلة للتحويل في الكتاب المقدس واحيانا في اللغة الحديثة . فالواضح من خلال لوقا 16 : 11 أن ربنا لا يعني المال المكتسب بطرق غير مشروعة أو شريرة ، إنما يقصد الثروات الزائفة الباطلة الغير جديرة بالثقة بها والإعتماد عليها.
لا يوجد شيء قد يكون أكثر تعارضاً وإختلافاً مع الروح المميزة الكلية الديانة المسيحية من الظن بأن ربنا يحث البشر علي بذل أموالهم المكتسبة بطرق غير مشروعة في أعمال الخير والإحسان ، في حين أن العدالة تقتضي عليهم بكل وضوح أن يبذلوا أقصي جهدهم في استرجاع الأموال إلي ذويها ..... """"
...................................
6 - John Gill's Exposition of the Whole Bible
make to yourselves friends of the mammon of unrighteousness: by "mammon" are designed riches, wealth, and substance; See Gill on Matthew 6:24 and is called "mammon of unrighteousness", because such wealth is often unrighteously detained, and is not made use of to right and good purposes, by the owners of it; or because, generally speaking, it is possessed by unrighteous men; and, for the most part, used in an unrighteous manner, in luxury, pride and intemperance, and is the root, instrument, and means of such unrighteousness: or it may be rendered "mammon of hurt", or "hurtful mammon"; as it often is to those who are over anxious and desirous of it, or other disuse or misuse of it: or, as best of all, "mammon of falsehood", or "deceitful mammon"; so in the TargumF23, frequent mention is made of ממון דשקר, "mammon of falsity"; and stands opposed to "true riches" in Luke 16:10 for worldly riches are very empty and fallacious; wherefore deceitfulness is ascribed to them; and they are called uncertain riches, which are not to be depended upon. Matthew 13:22 unless it should be rather thought that it is so called, because gotten in an unrighteous way; as it was by Zacchaeus, and might be by Matthew, one of the disciples, Christ now speaks to, and the publicans and sinners, who were lately become his followers, and whom he advises, as the highest piece of wisdom and prudence, to dispose of in such a manner, as of it to "make" themselves "friends"; not God, Father, Son, and Spirit. These indeed are friends to the saints, but they are not made so by money; reconciliation and redemption are not procured this way; nor is the favour of the judge to be got by such means; the only means of reconciliation, are the blood and death of Christ; though indeed acts of beneficence, rightly performed, are well pleasing to God: nor are the angels meant, who are very friendly to all good men; nor rich men, to whom riches are not to be given, Proverbs 22:16 but rather riches themselves, which, if not rightly used, and so made friends of, will cry, and be a witness against the owners of them, James 5:1 though it may be the poor saints are intended; who by their prayers are capable of doing either a great deal of hurt, or a great deal of good; and it is the interest of rich men to make them their friends:
""""" ("mammon") المال والثروة والممتلكات التي يتم تكوينها وتجميعها بالجهد والإعداد. وتسمي " مَالِ الظُّلْمِ " لأنها غالباً ما يتم الإمساك عن العطاء منها والتحفظ علي صرفها بلا مبرر وبشكل آثيم ، وعدم إنفاقها في أغراض صالحة وشرعية من قبل حائزيها ، أو علي وجه العموم ، لأن من يمتلكها هم أناس أشرار غير صالحون ، وفي أغلب الاحيان ينفقونها في سبل غير شرعية ، في الترف ، والبذخ ، وإدمان الخمر ، وبالتالي فتكون هي العلة والأداة والوسيلة لمثل هذه الآثام ، أو ربما تحمل معني " مال الضرر " أو " المال الضار المسيء " كما هو غالبا بطبيعة الحال لأولئك الذين يغالون في الإهتمام والحرص عليه . أو للأمور الأخري من عدم الإنفاق او سوء الإنفاق ، أو كما هو أفضل تعبيراً من ذلك كله " مال الباطل" أو " المال الزائف " .
ولذلك نجد في الترجوم إشارة وذكر متكرر ومعتاد لتعبير " مال الباطل أو الزور " وتأتي في مقابل تعبير " الثروات الحقيقية " كما في لوقا 16 : 11 . لأن الثروات العالمية والدنيوية إنما هي جوفاء فارغة وزائفة جداً ، ولأجل ذلك يُنسب إليها الخداع والإحتيال ، وتسمي " الثروات الغير جديرة بالثقة " التي لا يمكن الإعتماد عليها والإرتكان إليها
. (وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ.) متي 13 : 22 .
ما لم يكن ينبغي الإعتقاد خلافاً لذلك بأنها سميت هكذا ، لإنه تم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة ، كما كان من قبل زكا ، وربما كان ذلك من قبل متي أيضاً ، أحد التلاميذ ، الذي يخاطبهم المسيح الأن ، مع العشارين والخطاة ، الذين صاروا من أتباعه حديثاً ، فيقدم لهم الوصية والإرشاد ، كأسمي مثال للحكمة والبصيرة ، بأن يتخلصوا من مثل هذا السلوك..... """"" .
......................................
7 - Geneva Study Bible
(c) This is not spoken of goods that are gotten wrongly, for God will have our bountifulness to the poor proceed and come from a good fountain: but he calls those things riches of iniquity which men use wickedly.
الحديث ليس عن أموال مكتسبة ظلماً ، حيث ان الرب يأخذ من عطائنا ونعمنا و صداقاتنا التي نجنيها من مصدر شرعي لصالح دخل الفقير ، بينما يدعو تلك الأشياء بأموال الإثم أي تلك الأموال التي ينفقها البشر بطريقة سيئة غير صالحة شريرة .
...........................................
8 -People's New testament
Mammon of unrighteousness. Mammon is equivalent to money, or wealth; called the "mammon of unrighteousness," not because it is acquired unrighteously, but because most use it unrighteously, treating it as their own, when they are only stewards.
"""" بِمَالِ الظُّلْمِ : المال أو الثروة تسمي " مال الظلم " ليس لأنها مكتسبة بطريقة غير شرعية ، ولكن لأن الغالبية ينفقها بشكل سيء غير صالح وشرير ، معتبرين الثروة من ممتلكاتهم الخاصة في حين انهم مجرد وكلاء فقط – لدي الرب - عليها. """"
..................................
9- Robertson's Word Pictures in the New Testament
By the mammon of unrighteousness (εκ του μαμωνα της αδικιας — ek tou mamōnā tēs adikias). By the use of what is so often evil (money). In Matthew 6:24 mammon is set over against God as in Luke 16:13 below. Jesus knows the evil power in money, but servants of God have to use it for the kingdom of God. They should use it discreetly and it is proper to make friends by the use of it.
"""" بِمَالِ الظُّلْمِ : أي باستخدام المال الذي هو في كثير من الأحيان استخدام فاسد شرير . في متي 24 : 6 يوضع المال كخصم وعدو في اتجاه مقابل ضد الرب كما في لوقا 16 : 13 أدناه . فيسوع يعلم التأثير والقدرة الشريرة التي تكمن في المال ، ولكن يجب علي عبيد الرب أن ينفقوها في سبيل ملكوت الرب . فيجب عليهم أن يستخدموها بحكمة وتحفظ . ومن الصواب والإستقامة أن نصنع أصدقاء بواسطتها . """" .
.......................................
10 - Expository Notes of Dr. Thomas Constable
The word "mammon" is a transliteration of the Aramaic word mamon meaning "what one trusts" and therefore "wealth." "Mammon of unrighteousness" means worldly or material wealth, wealth associated with unrighteous living contrasted with heavenly treasure (cf. Luke 12:21). The phrase does not mean wealth acquired by dishonest means.
الكلمة " المال - mammon " هي النقل الحرفي أو الترجمة الصوتية للكلمة الآرامية " مامون - mamon " والتي تعني " ما يثق به ويتكل عليه الشخص " ولذلك فإن " الثروة " " ِمَالِ الظُّلْمِ " تعني الثروة الدنيوية أو المادية ، الثروة المقترنة بالحياة المعيشية السيئة الطالحة تتعارض مع الكنز السماوي (21 هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا ِللهِ».) لوقا 21:12 . فالعبارة لا تعني الثروة المكتسبة بوسائل خادعة .
..........................................
11 - Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible
mammon of unrighteousness — treacherous, precarious.
"""" " مَالِ الظُّلْمِ " المال الغادر الغرور ، الوقتي الزائل """"
.........................................
12 - Commentary Critical and Explanatory on the Whole Bible - Unabridged
The word "mammon" [ mamoonas (Greek #3126)] - on which see the note at Matthew 6:24 - stands here just for those riches which the children of this world idolize, or live supremely for; and it is called "the mammon of unrighteousness," or "the unrighteous mammon" (Luke 16:11), apparently because of the unrighteous abuse of it which so prevails. The injunction, then, is to this effect: 'Turn to your own highest advantage those riches which the unrighteous so shamefully abuse, in the spirit of that forecasting sagacity which this unjust steward displayed.'
"""" " مَالِ الظُّلْمِ " وتعني هنا تلك الثروات التي يقدسها أبناء هذا الدهر فيجعلون منها إلهاً يعبدونه . وسبباً يتفاخرون ويتعالون لأجله ، وتسمي " مَالِ الظُّلْمِ" أو " المال الباطل " كما يبدو في الظاهر بسبب سوء إستعماله السائد.
ولهذا فإن الوصية والأمر الإلزامي في هذا الصدد هو أن تقم بتحويل تلك الثروات من ثروات يسيء الأشرار إستخدامها بشكل مخز إلي ثروات تصب في صالح منفعتك وخيرك ، بنفس روح الحكمة والبصيرة والتنبأ التي أبداها هذا الوكيل الظالم """"" .
................................................
13 - Abbott's Illustrated New Testament
The mammon of unrighteousness; wealth. The meaning is, that wealth will soon be taken away from its possessors, and that, while it remains in their power, they ought so to use it as to make friends who will receive them when it shall be forever gone.
"""" "مَالِ الظُّلْمِ " : الثروة . والمعني والمفهوم هو أن تلك الثروة سوف تُنزع من مالكيها قريباً ، وأنه ، في حين أنها لا تزال في سلطانهم ، ينبغي عليهم إستخدامها لكي يصنعوا بها الأصدقاء الذين سوف يقبلونهم عندما تفني تلك الثروة للأبد . """"" .
................................................
13 – Calvin's Commentary on the Bible
Of the mammon of unrighteousness. By giving this name to riches, he intends to render them an object of our suspicion, because for the most part they involve their possessors in unrighteousness Though in themselves they are not evil, yet as it rarely happens that they are obtained without deceit, or violence, or some other unlawful expedient, or that the enjoyment of them is unaccompanied by pride, or luxury, or some other wicked disposition, Christ justly represents them as worthy of our suspicion; just as on another occasion he called them thorns, (Matthew 13:7.) It would appear that a contrast, though not expressed, is intended to be supplied, to this effect; that riches, which otherwise, in consequence of wicked abuse, polluted their possessors, and are almost in every ease allurements of sin, ought to be directed to a contrary object, to be the means of procuring favor for us. Let us also remember what I have formerly stated, that God does not demand sacrifice to be made from booty unjustly acquired, as if he were the partner of thieves, and that it is rather a warning given to believers to keep themselves free from unrighteousness
"""" " بِمَالِ الظُّلْمِ " بإعطاء هذا المسمي للثروات ، فهو يريد أن يجعل منها أحد عوامل عدم ثقتنا وريبتنا ، لأنها في أغلب الأحيان تورط مالكيها في الإثم بالرغم من أنها في حد ذاتها ليست شراً لكن نادراً ما يحدث أن يتم تحقيقها بدون إحتيال ، أو عنف ، أو بعض السبل الأخري الغير قانونية ، ونادراً ما يكون التمتع بها في معزل عن الترف والبذخ وبعض النزعات الشريرة الأخري ، فإن المسيح وصفها بحق كشيء جدير بالقلق والإرتياب ، مثلما حدث في مناسبة أخري ، فقد دعاها بالشوك متي 7 : 13 . وفيما يبدو أنه توجد مقارنة ، بالرغم من عدم التصريح بها ، قد تم التنويه إليها، لهذا الغرض : أن الثروات ، خلافاً لذلك ، كنتيجة لسوء الإستعمال الشرير فإنها تدنس مالكيها ، وتكاد تكون من اغواءات الخطية بكل سهولة . ولذا فيجب توجيهها إلي هدف وغاية مخالفة لذلك كي تكون وسيلة لتحقيق فوائد ومنفعة لصالحنا .
ودعونا نتذكر ونستعيد ما سردته آنفاً بأن الرب ينهي الإنسان عن التقرب إليه والتضحية له من الغنائم المكتسبة بشكل غير شرعي كما لو كان شريكا اللصوص ، وأنه بمثابة تحذير موجه للمؤمنين لكي يحفظوا أنفسهم من الشر والإثم """"" .
...........................................
15 – Benson Commentary
Mammon means riches, or money, which is here termed mammon of unrighteousness, or of deceit, or unfaithfulness, as αδικιας may be rendered, because of the manner in which it is either used or employed; or on account of its being so apt to fail the expectation of the owners; in which view it is opposed to true riches: Luke 16:11. The phrase is plainly a Hebraism, as οικονομος της αδικιας, steward of unrighteousness, or unfaithfulness, Luke 16:8; and, κριτης της αδικιας, judge of unrighteousness, Luke 18:6, which two last expressions our translators have, with perfect fidelity, changed into the unjust steward, and the unjust judge: if they had taken the same liberty in many other places: they would have made the Scriptures plainer than they now appear to be to an English reader. It is justly observed by Dr. Doddridge here, that “nothing can be more contrary to the whole genius of the Christian religion, than to imagine that our Lord would exhort men to lay out their ill-gotten goods in works of charity, when justice so evidently required they should make restitution to the utmost of their abilities.”
"""" (mammon) هنا تعني المال أو الثروة والتي تسمي هنا " " بِمَالِ الظُّلْمِ " أو " مال الخداع والنفاق " أو " مال الغدر" ، كمعاني يمكن للكلمة (αδικιας) أن تحملها. بسبب السلوك والطريقة التي تستخدم وتوظف فيها تلك الثروة. أو نظراً لكونها عرضة بشدة لإخفاق آمال وتوقعات المالكين ، وهي في هذا الشأن تأتي في مقابل تعبير" الثروة الحقيقية " لوقا 16 : 11 . فالتعبير هو اصطلاح عبراني مثل بكل وضوح مثل " وَكِيلَ الظُّلْمِ " أو " وكيل الغدر" كما في لوقا 18 : 6 " قَاضِي الظُّلْمِ." وكلا التعبيرين الأخيرين قام المترجمون لدينا ، بدقة وأمانة تامة ، بنقلهما " الوكيل الظالم" و " القاضي الظالم " . ولو كانوا قد أخذوا نفس ذلك القدر من التحرر في ترجمة مواضع أخري عديدة ، لجعلوا من الكتب المقدسة اكثر ووضحا وبساطة مما يبدو للقاريء الإنجليزي .
لا يوجد شيء قد يكون أكثر تعارضاً وإختلافاً مع الروح المميزة الكلية الديانة المسيحية من الظن بأن ربنا يحث البشر علي بذل أموالهم المكتسبة بطرق غير مشروعة في أعمال الخير والإحسان ، في حين أن العدالة تقتضي عليهم بكل وضوح أن يبذلوا أقصي جهدهم في استرجاع الأموال إلي ذويها . """"
....................................................
16 – تفسير الأناجيل الإزائية - بنيامين بنكرتن
1 وَقَالَ أَيْضًا لِتَلاَمِيذِهِ:«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2 فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. (عدد 1، 2).
"""".... وأما هذا الفصل عبارة عن الله كمالك الأرض ووكيلهُ هو إسرائيل أو بالحري الإنسان لأن الله لما خلق الإنسان وكَّلهُ على الأرض (انظر تكوين 26:1-30). السماوات سماوات للرَّبِّ أما الأرض فأعطاها لبني آدم (مزمور 16:115). يعني أعطاهم إياها على سبيل الوكالة فقط وأوجب عليهم أن يتصرفوا فيها لمجدهِ. ولكننا نعلم خيانتهم فأنهم أسرعوا وملأوها ظلمًا وفسادًا قبل الطوفان، وأما بعد ذلك فعاد الرَّبُّ وسلَّمها لهم، ولكنهُ قسمهم إلى قبائل وعيَّن لنسل إبراهيم التسلُّط الأول وأسكنهم في كنعان كمركزهِ المختار. حين قسم العلي للأمم حين فرَّق بني آدم نصب تخومًا لشعوب حسب عدد بني إسرائيل. أن قسم الرَّبِّ هو شعبهُ. يعقوب حبل ميراثهِ (تثنية 8:32، 9). وأما تاريخ إسرائيل فأوضح سوء تصرُّفهم في وكالتهم كما يقال عن الوكيل هنا. فوُشى بهِ إليهِ بأنهُ يبذر أموالهُ. فسواءٌ إذا نظرنا إلى الإنسان مطلقًا أو إسرائيل خصوصًا باعتبار الوكالة على أموال السيد مالك الأرض ظهرت الخيانة وبلغت الشكوى عليهم إلى مولاهم. قابل قولهُ هنا. بأنهُ يبذر أموالهُ مع قولهِ عن الابن الشاطر (الضال). هناك بذَّر مالهُ بعيش مسرف. فبالحقيقة كان الجميع قد تصرفوا بعدم أمانةٍ في وكالتهم وبلغ خبرهم إلى أذني الذي كانوا تحت المسئولية لهُ. وقال لهُ ما هذا الذي أسمع عنك. أعطِ حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد. نرى أن الله يتمهل على الإنسان دائمًا قبل أن يحاسبهُ، فأنهُ ينتظر حتى يكون أثمهُ كاملاً وبينًا. انظر تأنيهُ على الناس قبل الطوفان (تكوين إصحاح 6) وكذلك قبل خراب سدوم وعمورة (تكوين 20:18). وقد رأينا إسرائيل في هذا الإنجيل كتينة غير مثمرة وصاحب البستان أمر بقطعها، وإنما تمهل عن أجراء الأمر وقتًا وجيزًا؛ إجابةً لشفاعة الكرَّام وقد رأينا أيضًا أن الرَّبَّ معهم في الطريق للقضاء. فهو يطلبهم للمحاسبة بقصد أن يأخذ منهم الوكالة. لا شك أن الوكالة على الأرض عتيدة أن تُنقل إلى المسيح الإنسان الثاني وآدم الأخير، ولكن ذلك لا يتم فعلاً في الوقت الحاضر ومع ذلك الله مزمع أن ينزعها من يد إسرائيل بحسب الجسد ولا يتركهم في التمتُّع بالأرض ولو كان ذلك بركة صغيرة بالمقابلة مع النصيب السماوي. فالمسألة الآن: كيف ينبغي لتلاميذ المسيح أن يعملوا؟ والحال هكذا مع إسرائيل والأرض. فيجب أن يميزوا عمل الله ويفعلوا بالحكمة في الأموال الأرضية الموجودة عندهم.
"""" ...... 9 وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ. (عدد 9).
فمال الظلم هو المال على وجه الإطلاق وتسمى هكذا باعتبار خيانة الإنسان كوكيل فبالحقيقة ليس لهُ حق بشيءهنا. ليس المقصد المال المحصَّل بطرق غير جائزة بل المال مطلقًا وكوننا تلاميذ المسيح لا يغير صفات المال نفسهِ لأنهُ قد صار الآن كأموال الغني من بعد سوء تصرُّف وكيلهِ إذ بقيت إلى حين تحت يد الخائن قبل أجراء الحكم بعزلهِ. فإذا أتفق بعناية الله أن شيئًا منهُ تحت يدنا فعلينا أن نعرف حقيقتهُ ونستعملهُ بالحكمة نظرًا إلى المستقبل. وقولهُ: إذا فنيتم يعني إذا أُجريّ الحكم بعزلكم عن الوكالة كأناس عائشين في العالم. """"" .
.................................................
17 - الكنز الجليل في تفسير الإنجيل - للدكتور وليام إدي
وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ أي أيها التلاميذ (خلافاً لقول وكيل الظلم لنفسه) أنتم أولاد النور ولا شركة لكم في أعمال الظلمة والخيانة ومع ذلك تقدرون أن تتعلموا شيئاً من أعمال أولئك الخائنين .
اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ : لم يقل المسيح اصنعوا أموال الظلم أصدقاء أي أحببوها بل أصنعوا الأصدقاء بواسطتها . ولم يقل أخزنوا الأموال أو اقتنوا بواسطتها البيوت والحقول والثياب الفاخرة وأولموا الولائم لكن قال اصنعوا "أصدقاء" .
وقوله " اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ " مبني علي قول وكيل الظلم في العدد الرابع فإنه قصد أن يجعل له أصدقاء بواسطة مال سيده ليقبلوه في بيوتهم . وقال المسيح أنه يجب علي المسيحيين أن يتمثلوا به في استعمال أمواله لكي يحصلوا علي السعادة المستقبلية لكن يأتون ذلك بوسائط عادلة .
فإن أنفقنا أموالنا علي فقراء المسيح وسددنا حاجاتهم جعلناهم أصدقاءنا إلي الأبد . وإن انفقنا مالنا في طريق يؤدي إلي خلاص النفوس الهالكة كان الذين خلصوا بواسطتنا أصدقائنا في السماء . وعلي هذا يكون الملائكة الذين يفرحون بتوبة كل خاطيء يتوب أصدقائنا لأننا وسطاء توبتهم . والمسيح الذي مات لاجلهم يكون صديقاص لنا وكذلك الآب الذي أحبهم وأرسل المسيح ليخلصهم.
مَالِ الظُّلْمِ : أي المال المعتاد . وأُضيف إلي الظلم لا لأن كل مال نتيجة الظلم لكن لكثرة ما يكون كذلك . وسمي كذلك مقابل بالمال الباقي . ولأن المال فاني خادع يعد الإنسان بالسعادة ولم يُنله إياها . ومعني الجملة كلها وفي قوله " اصْنَعُوا لَكُمْ ..إلخ" انفقوا مالكم بطريق يكون بها شاهداً لكم في السماء يوم الدين لا عليكم . فيكون ذلك إن أنفقتموه علي الفقراء إكراماً لله وإن أنفقتموه في سبيل انتشار الإنجيل وخدمة الله وكنيسته وخلاص العالم.
فتعلمنا صريحاً أن الإنسان يمكنه أن ينفق ماله في سبيل يزيد بها سعادته السماوية لا بأن يشتري بماله رضي الله ومغفرة الخطايا ومنزلة في السماء ، فيمكننا أن نزيد سعادتنا السماوية بواسطة أمانتنا في التصرف بأموالنا . وذلك وفق قول المسيح " اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، " (متي 6: 20) وقول الرسول " وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ،........ مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ " ( 1 تيموثاوس 6: 18و19) .
مَالِ الظُّلْمِ : (انظر ع 9 ) أي مال هذا العالم وسماه مال الظلم لأن كثيراً منه يُجمع ظلماً ويُنفق باطلاً ويُحبس بخلاً ولأنه يخدع مقتنيه ويقود إلي الخطية وليس فيه خير بالذات وكله فاني .
....................................................
18 - تفسير القمص انطونيوس فكري .
هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف بحكمة ليغتصب الملكوت. وأن الحياة العتيدة هي ثمرة ونتيجة للحياة الحاضرة. والله أعطانا وزنات كالمال مثلا يمكننا أن نستخدمه بأنانية، ويمكننا أن نستخدمه بحكمة فنغتصب الملكوت. ونفس المفهوم نجده في مثل لعازر والغني في نفس الإصحاح. هذا الإصحاح هو تشجيع لكل خاطئ على أن يتوب فهناك سماء (لعازر والغني) وهناك نصيب سماوي لمن يتصرف بحكمة (وكيل الظلم) .
وكيل الظلم= سماه السيد هكذا فهو كان يبذر أموال سيده وثانيًا فهو حينما عرف أن سيده سيطرده غير الصكوك وبهذا تسبب في خسارة ثانية لسيده. والسيد قطعًا لا يمدحه على هذا، بل يمدحه لأنه فكر في مستقبله، فهو قد إشتري أصدقاء ، هم المديونين لسيده ، وهؤلاء يمكن أن يستفيد منهم بعد طرده من وكالة سيده. وهو إشتراهم بالمال الذي كان بين يديه، الذي إستأمنه سيده عليه.
هذا الوكيل يشير لمن بدد المواهب والوزنات التي أعطاها الله له على شهواته.
مال الظلم= هو المال الذي بين أيدينا، لكن لماذا أسماه السيد هكذا؟
1) هو مال من هذا العالم الظالم الشرير، مهما حصلنا عليه بالحلال.
٢( توزيع الأموال ظالم في هذا العالم، فكم من إنسان لا يعمل ويملك الكثير، وهناك من يكد و يجتهد ولا يملك شيئًا.
٣) هو مال ظلم لأنه يجعل الناس تعبده تاركة الله، وهو إذا إبتغاه أحد ضل عن الإيمان، وهو سيد قاس يستعبد الناس.
4) هو خادع يوهم الناس بالسعادة ولكنه لا يعطيها.
٥) الأصل أن كل الأموال هي لله وأنا وكيل عليها، فإذا أعتبرتها ملكًا لي، أصرف منها على ملذاتي فقط، فأنا بهذا أصبح مبذرًا في أموال الله، وأصير بهذا وكيل ظلم، ولكن إن تصرفت فيها بطريقة ترضى الله فتتحول إلى أموال مقدسة. فهو مال ظلم لأننا ننسب ما لله لنا، أي نغتصب حق الله.
.................................................................................................
((. 17 أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ. 18 وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ، 19 مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.)) 1 تيموثاوس إصحاح 17 .
((33 بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا لاَ تَفْنَى وَكَنْزًا لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ، حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ، 34 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا.)) إنجيل لوقا إصحاح 12 .
((19 «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20 بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. 24 «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.)) إنجيل متي إصحاح 6.
((21 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». 22 فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ.
23 فَقَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ! 24 وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». 25 فَلَمَّا سَمِعَ تَلاَمِيذُهُ بُهِتُوا جِدًّا قَائِلِينَ:«إِذًا مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» 26 فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».)) إنجيل متي إصحاح 19
....................................................................................................
والمجد للمسيح نور إسرائيل دائماً
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
مجهوووود جبااار
اشكرك على تعب خدمتك و بحثك--
بتحط يدك على حاجات كان عندى فيها مشاكل فى فهمها--
الرب يكمل و يبارك عملك
 
أعلى