قصة " الراعي الصالح "

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,422
النقاط
113
الراعي الصالح "...
في داخل حظيرة للخراف جلس أحد الرعاة يداعب إحدى نعاج القطيع ، وقد أسندت رأسها على ساقه، ونظرت نحوه في ود وحنان. ولم يكن خافياً أن هذه النعجة الوديعة كانت مكسورة الساق، وهي تقاسي من جراء ذلك بعض الألم.. وكان واضحاً أيضاً أن الراعي يحب هذه النعجة كثيراً، ويعتني بها عناية فائقة، لكن الشيء الذي لا يعرفه الشخص الغريب هو أن هذه الساق لم تكسر في حادث، أو نتيجة اصابة خاطئة، بل أن الراعي نفسه هو الذي كسر ساق نعجته عمداً ومع سبق الإصرار!
يقول الراعي: كانت هذه النعجة شروداً جامحة دون باقي الخراف ! لم تكن تطيع لي أمراً، أو تسمع لي صوتاً، أو تقبل مني تحذيراً ! إنها نموذج للعصيان والتمرد ! فبينما أسير بالقطيع في طريق آمنة إذ بهذه النعجة تجري في استهتار نحو مسالك منحدرة، ومهاوٍ زلقة.. وهي اذ تعرِّض حياتها للهلاك فإنها أيضاً تضلل معها بعض رفاقها التي تتبعها، وتتأثر بها! ولم يكن أمامي إلا أن أهوي على ساقها بعصاي حتى أعوق اندفاعها، وأرغمها على التريث والتروي!
وفي ذلك اليوم الذي كسرت فيه ساقها، قرّبتُها إلي، وقدمت لها طعاماً خاصاً، وسهرت على علاجها وراحتها، وها هي الآن تعرف صورتي وتتابع حركتي، وتصحو على وقع أقدامي، وعندما تُشفى تماماً ستصبح قائدة للقطيع؛ فهي الآن أكثر الأغنام طاعةً وحباً وتمسكاً بي.

قارئي العزيز: لأول وهلة، تسائلت: كيف لمثل هذا الراعي الصالح ، الذي يحنو على خرافه ويعرفهم بأسمائهم ويطعمهم بيديه، ويقودهم إلى مراعي الراحة وينابيع الماء، أن يتصرف بمثل هذه القسوة فيكسر - عمداً - إحدى سيقان إحدى خرافه، قد يسبب لها عرجاً دائماً ، وقد تصير معيوبة؟؟
ولكن سرعان ما عرفت أن الراعي الصالح، بقدر ما يجرح فإنه يعصب، وبقدر ما يسمح به من تجارب فإنه يصقل بها المؤمنين به فينقيهم مثلما تُصقل سبائك الذهب بالنار.. فيصيرون إنجيلاً معاشاً لكثيرين.. وفي الأبدية يلمعون كالشمس في ملكوت أبيهم.. تذكر يا صديقي، ان الله صالح دائماً...

"لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ." (أي 5: 18)
 

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
قصة و عبرة بمنتهي العمُق لمن يُدرك المعني الحقيقي
سلمت يمينك أختي الفراشة الكلدانية :) :)

نعم هو الراعي الصالح الأمين دوماً لأنه قد يسمح ببعض
التجارب الصعبة و الأختبارات القاسية من أجل أن نُراجع أنفسنا
و نرجع إليه نعرف صورته و نعرفة حق المعرفة

لهذا

[Q-BIBLE]وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،[/Q-BIBLE]

 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,422
النقاط
113
اشكرك استاذي
علي مرورك وتشجيعك
ربنا يبارك حياتك وخدمتك الجميلة
عجبني اسم فراشة:):)
 
أعلى