- إنضم
- 28 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 116
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 0
ربما يكون ( العقل ) من أكثر الأمور التي إختلف حولها العلماء والمفكرين قديما وحديثاً .! ورغم أننا نعيش في عصر
الثورة المعلوماتية إلا أنه يوجد هناك الكثير من الناس الذين صادروا ( العقل ) بالكلية فلم يعترفوا به وتوقفوا عند كثير من الأمور التي لا يجب أن يتوقف عندها أحد .!
في المقابل هناك الكثير من الذين رفعوا من منزلة العقل وجعلوه في منزلة ( الإله ) فالعقل عند هؤلاء أشبه بالمنطق الرياضي 1 + 1 = 2 بمعنى أنه مايصادم دلالة العقل مرفوض عندهم مهما كان هذا الامر المرفوض مقدساً عند جميع أصحاب الديانات السماوية ومايقبله العقل مقبول عندهم مهما كان مرفوضاً من أصحاب الفطر السليمة .!
فهل صحيح أن العقل لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من بين يديه .!؟
وهل العقل يملك إجابة لجميع التساؤلات الملحة .!؟
وهل العقل يستطيع أن يجيب على كثير من الأمور الغيبية .!؟
وهل العقل له حدود يجب أن يتوقف عندها .!؟
هذه التساولات هو ما سنحاول أن نجيب عليها كلها أو بعضها من خلال النقاط التالية ...::
1 ـ العقل البشري عقل محدود , يوفر بيئة لنمو الدلالات والمفاهيم كما أنه قادر على استخدام ما ينقله إليه الحواس في محاولة الوصول إلى بعض الأشياء المجهولة لكن العقل غير قادر على الخوض في مسائل لا تتوفر له عنها معلومات جيدة فهو بحد ذاته لا يستطيع تحديد الغاية من الخلق ولايمكنهم التساؤل: لماذا نحن هنا..؟؟؟؟
2ـ لا يستطيع العقل سن تشريعات تأخذ بعين الإعتبار مصالح جميع الناس وأوضاعهم في آنٍ واحد دون أن يقع في الخطأ ولا يستطيع أن يخبرنا عن الأمور التافهة ومجالاتنا المختلف و لقعل البشر ييسهل خداعه وبما إننا نزوده بمعلومات خاطئه أو غير متأكدين من صحتها فإنه يقع في الخظأ بسهولة.!
3- العقل يتأثر كثيراً بأي معلومات ومشكلات تواجهة في حياته , وهذا يؤدي الى إضطرابات العقل وتراجعه عن كثير من آرائه ومعتقداته لذلك فإنه ليس هناك اي ضمان لتقدم أي مفكر في خط واحد مهما كان المعياً ومتمكناً من الأفكار والمفاهيم التى يدعو اليها .! ومثال على ذلك هو ( هوسرل) بعد أن كتب ألوفاً من الكتب في إستجلاء على الظاهريات محاولاً الوصول الى البنيه الموضوعية للماهيات نراه يتحول من رجل يبشر بمنهج جديد إالى واعظ يحذر العالم من المخاطر التي تنتظرها إذا هي استمرت في منهجيتها العلميه والفكريه.!
4- انا معكم أن العقل أبدع حلولاً كثيرة لمشكلات الناس، وساهم في توفير الراحة لهم وتخليصهم من كثير من ألوان العناء لكن أبداعاته أوجدت مشكلات كثيرة مثل تلوث البيئه ومخاطر الطاقة النوويه .!
اذاً فمن باب أولى انها كذلك لوثت عقولنا يقوانين فكرية متطرفة من صنع انفسهم.! فيدخل العقل في تعقيدات وملابسات يعجز على فك رموزها والتحكم بها.!
5- لا يُمنع أي عقل بشري من أن يخلق الخرافة ويصدقها ولستُ ابالغ اذا قلت: أن البنية العميقة لعقول معظم الناس في بنية خرافية حتى أصبحت الخرافة الأصل لديهم والأمثلة من دول العالم الثالث أكثر من أن تحصر..!
6- إنَّ عقولنا وللأسف تتقبل الأخبار التي نسمعها مادامت تقع في دائرة المعقول وترفضها اذا كانت خارجها .
فالليبراليه والعلمانيه مثلاً هما إتجاهان مستقلان في الغرب ولا يمكن تطبيقه هنا..! لكن الطامه انهم أخذوها وطبقوها بحذافيرها متناسين أصولها الغير معقوله والتي لا تتفق مع صحيح العقل .!
7- أكثر الناس إستخداماً لعقولهم هم الفلاسفة وحتى أنه هو شغلهم الشاغل بل إنهم يقرون أنه ليس من شأنها أن تمنحهم اليقين أو تقدم مفاتيح للمشكلات وإنما ينظرون اليها على أنها نشاط فكري لا يتوقف عن اثارة الأسئله وإعادة صوغ المشكلات ، ولستُ هنا لأقلل من شأن الفلسفة والفلاسفة وإنما أقول أن الناس بحاجة إلى اليقين ومهما إتسعت مداركنا الا أن الحقيقه موجودة وواضحة .! ذلك أن الإعتماد على العقل في تصحيح مسار البشريه بعيداً عن القيم والمبادئ التى توفرها الشرائع السماوية مخالفاً للصواب وباعث على خيبة الأمل والخذلان .!
8 ـ لا شك أن العقل البشري ظلم ظلماً شديداً يوم أن أعتقد البعض أنه بمنزلة الإله فوصل الأمر بهم في النهاية إلى ( الإلحاد) لانهم طلبوا منه أمور لا يقوى عليها وطلبوا منه الاجابة على تساؤلات لم يحط بها علماً فوصل الحال ببعضهم إلى الالحاد والبعض الاخر من متطرفين الليبراليين طالبوا في أحسن أحوالهم بتنحية المقدس حتى لا تكون له سلطة على الشأن العام .!
وتحياتي لأرواحكم...