بالنسبة للكلام عن النبوات في هذا الزمان الرديء

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
___________________________

الإخوة الأحباء
نعمة وسلام من ملك السلام لجميعكم،
إخوتي يا من أرسلتم نبوات خاصة من بعض الناس الذين يتكلمون عن السلام العالمي وعمل الله الذي سيمتد باسمه وسيكون في مصر سلام عظيم، ومصر هاتبقى كلها للمسيح ويتغير العالم الشرقي ليصير مسيحياً بكامله، والبعض يتحدث عن التأديبات الإلهية القاسية - حسب سفر الرؤيا - التي ستحل بالخراب لتأديب النفوس وبعدها سيتم الرجوع لله بالكامل ومصر ستتغير لشكل آخر، والبعض بيتكلم عن اختطافه للسماء زي بولس الرسول، أو رؤى وأحلام ونبوات رآها بعينه، وظهرت له ملائكة والمسيح الرب ظهر له أو الآب أو الروح القدس وأملى عليه الشرح السليم للكتاب المقدس وعرفه ماذا سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد.. الخ الخ... (ولو ان الآب لا يظهر لأحد قط حسب إعلان الإنجيل لأن الابن الوحيد فقط الذي هو في حضن الاب هو الذي خبر، لذلك كل من يقول الآب ظهر لي هو كاذب بالطبع دون جدل ولا نقاش لأن الموضوع أغلق بهذه الكلمة)

عموماً كل هذا الكلام وكل هذه النبوات أو شرح بعض النبوات وتفسيرها، بصراحة تامة غير مقبولة عندي إطلاقاً، ولا استطيع أن اضعها هنا في الصفحة (أو في المنتدى بالطبع) كشرح وتفسير لبعض نبوات العهد القديم أو لسفر الرؤيا كما يشرحها البعض حسب رؤيته وظنه، فيا إخوتي - كنصيحة محبة أخوية أقدمها لكم - لا تصدقوا هذه النبوات المزعومة لأنها عكس كلام الرب نفسه الذي أعلنه في الإنجيل، فكل هذا الكلام لغو جدل فارغ ليس له صله بالإنجيل ولا الكتاب المقدس ككل...

ففي العالم لم ولن يكون هناك سلام وستستمر الحروب والقتل، وسينتشر الشرّ بشدة، ولا ينخدع أحد ويظن أن في العالم سيكون هناك سلام كامل أو كلي مهما ما استمرت الأيام أو اختلفت الموازنات السياسية وحصل حتى شبه استقرار، فكل من تنبأ أن في أي بقعة في العالم سيكون فيها سلام أو راحة في أي وقت أو زمن فهو يا إما مخدوع، يا إما له غرض آخر، أو مدفوع من قبل قوى سياسية أو له مصلحة ما، أو ربما يكون مريض نفسياً، لأن الرب نفسه لم يقل أبداً أو لمح بوجود هذا السلام المزعوم، بل قال انه سيكون هناك حروب وأخبار حروب، والكتاب المقدس وضع مبدأ مهم أنه لا سلام قال ربي للأشرار، كما أن بولس الرسول نفسه قال:
+ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: انَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ ارْوَاحاًمُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ (أنظر تيموثاوس الأولى الإصحاح الرابع)
+ وَلَكِنِ اعْلَمْ هَذَا انَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي ازْمِنَةٌ صَعْبَةٌ،.لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضىً، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ،.خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلَّهِ، لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هَؤُلاَءِ. فَإِنَّهُ مِنْ هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْبُيُوتَ، وَيَسْبُونَ نُسَيَّاتٍ مُحَمَّلاَتٍ خَطَايَا، مُنْسَاقَاتٍ بِشَهَوَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. يَتَعَلَّمْنَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْنَ انْ يُقْبِلْنَ الَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ ابَداً. (2 تيموثاوس 3: 1 - 6)
وأيضاً كل من يظن أن العالم ستنتشر فيه المسيحة وكل الناس ستؤمن فهو مخدوع ايضاً، لأن الرب نفسه قال بفمه الطاهر: لا تخف أيها "القطيع الصغير" لأن أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت (لوقا 12: 32)؛ هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين، لأن كثيرين يُدعون وقليلين يُنتخبون (متى 20: 16)؛ الإيمان ليس للجميع (2تسالونيكي 3: 2)

ففي العالم لن يؤمن الجميع، كما أنه لن تؤمن بلد بحالها والكل فيها سيصير أميناً لله، ولا حتى سيوجد راحة في العالم لإنسان، لأن الرب قالها كلمة بفمه [ في العالم سيكون لكم ضيق ]، لذلك لا يوجد قوى على وجه الأرض تقدر أن تؤكد عكس ما قاله الرب نفسه، لذلك لا أستطيع أن أُصدق قط - حسب النبوات المزعومة للناس - أن في العالم سيكون لأحد راحة على وجه الإطلاق، لكن المؤمن الحي بالله سلامه داخلي وليس من جهة الخارج لأن حتى الأمراض ممكن أن تمس جسده مثل باقي الناس، أو ما يحدث في المجتمع سيجري عليه كما قال الرسول: فقاوموه راسخين في الايمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على اخوتكم الذين في العالم (1بطرس 5: 9)
***** وهل هؤلاء الذين يتنبئون بموضوع أن قبل ما يأتي الرب حسب وعده، أن الإيمان سينتشر في العالم والناس ستصير في حالة إيمان قوي، هل المسيح الرب خدعنا في الإنجيل حينما تكلم عن مجيئه قائلاً بكل صراحة ووضوح ليبطل كل هذا اللغو الباطل والحادث: وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟ (لوقا 18: 8)
____________________
وفي الختام أحب أن أضع رداً قاطعاً مانعاً نطق به القديس بولس الرسول الذي أبطل لغو هذه النبوات الكاذبة التي نسمعها قائلاً:
+++ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي (المسيح الرب في مجيئة الأخير) إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، (2تسالونيكي 2: 3)
فكل من قال كلام عكس ما أعلنه الرب بفمه والرسول - الملهم بالروح - هو مخدوع ومخادع، لا ينبغي أن نصدقه ونُعطيه آذاننا أو ننشر كلماته، لئلا نصير مشتركين معه في الكذب والخداع فنتعثر في الطريق ونعثر غيرنا لأننا بذلك العمل نُكذِّب إعلان الإنجيل ونعيش مُغيبين عن الواقع، لأن مستحيل الله يخالف نفسه ويضاد إعلاناته التي أعلنها لنا بروحه، فهو ليس بكاذب أو غافل عن ما يحدث أو سيحدث، بل هو الشاهد والصادق الأمين، لأنه ليكن كل إنسان كاذب والله وحده صادق، والمحبة الحقيقية تصدق كل شيء من الله لا الناس، وينبغي أن لا نُصدق كل روح، ولا نصدق كل واحد يقول أن عنده حلم أو رؤى أو نبوة دون فحص على كل وجه وامتحان دقيق، لأنه ينبغي أن نرى كل شيء بروح الإفراز والتمميز ونتأكد أن كل كلمة تقال لا تُعاكس إعلان كلمة الله الحية والباقية إلى الأبد آمين
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فَقَالَ الرَّبُّ لِي: "بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَلاَ أَمَرْتُهُمْ، وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ.
بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِل وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ" (إرميا 14: 14)
 
أعلى