علم أم قضاء و قدر ؟

إنضم
26 مايو 2017
المشاركات
36
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
هذا أول سؤال لي أضعه في المنتدى و هو متعلق بالعلم الإلهي .

هل يعلم الله كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون ؟ إذا كان كذلك فهو يعلم أنني سأصير لادينياً لأنني بطبعي شكاك [ قد يثبت العلم يوماً ما وجود مورثة للشك في الخريطة الجينية للإنسان تجعل البعض أكثر تديناً من الآخر ]
فإن كان يعلم , و مصير اللاديني بحسب الأديان هو العذاب الأبدي , فلماذا تركني لمصيري هذا و بالمقابل أنعم على آخرين بنعمة الإيمان به بدون شكوك ؟
هل هو قضاء و قدر محتومان ؟ و هل يوجد مفهوم القدر في العقيدة المسيحية ؟
و لكم جزيل الشكر..
 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
هذا أول سؤال لي أضعه في المنتدى و هو متعلق بالعلم الإلهي .

هل يعلم الله كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون ؟ إذا كان كذلك فهو يعلم أنني سأصير لادينياً لأنني بطبعي شكاك [ قد يثبت العلم يوماً ما وجود مورثة للشك في الخريطة الجينية للإنسان تجعل البعض أكثر تديناً من الآخر ]
فإن كان يعلم , و مصير اللاديني بحسب الأديان هو العذاب الأبدي , فلماذا تركني لمصيري هذا و بالمقابل أنعم على آخرين بنعمة الإيمان به بدون شكوك ؟
هل هو قضاء و قدر محتومان ؟ و هل يوجد مفهوم القدر في العقيدة المسيحية ؟
و لكم جزيل الشكر..


اهلا وسهلا بالاخ العزيز

ومن بعد الاذن من الاشراف والمحاورين

شوف اخي الكريم :

بالنسبة (للقضاء والقدر) اذا كان قصدك بما تعلمته وقرأته من ثقافتك الاسلامية السابقة - فهنا الموضوع مختلف تماما مع المسيحية

في الانجيل المقدس ( العهد الجديد )

نرى بأن فادينا ومخلصنا سيدنا يسوع المسيح (له كل المجد )عند بدء رسالته يتوجه بالنداء الاول الى جميع البشر بقوله ((توبوا ، لأن ملكوت السماوات أقترب))متى4/7. لماذا هذه الدعوة الى التوبة أن كان كلّ شيء مقدّر ومكتوب ؟!!... ونلاحظ يسوع يطلب من المتجمهرين حول المرأة الزانية التي جلبوها اليه،قائلا" لهم ((من كان منكم بلاخطيئة فليرجمها بحجر))-يوحنا8/7...ثمّ قال للمرأة :توبي ولاتعودي الى الخطيئة ثانية. وكان بمقدور يسوع أن يقول لتلك المرأة :هذا قدرك منذ البدء،أن تكونين زانية!!! ويقول للجمع:أنها ليست مذنبة لأنّه مكتوب عليها هذا !!!...

ولكن هل الانسان اليوم هو يمتلك ارادة حرة بشكل مطلق في كل شئ ؟

الجواب هنا : كلا

وللتشبيه على هذا الامر اعطيك مثالا -

انت تستطيع ان تاكل هذا الطعام وتمنع نفسك من ذاك
وانت تستطيع ان تقف بكل ارادتك ولا تجلس
وان تذهب الى المكان الفلاني وتمتنع من الذهاب الى مكان اخر - الخ

فالانسان يملك حرية الارادة .

ساكتفي بهذا المقدار لان الموضوع يحتاج من حضرتك قراءة مستفيضة

وساترك للاخوة الاعزاء من المشرفين والمحاورين ان يفيدوك اكثر

دمت بكل خير وود
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,646
مستوى التفاعل
3,557
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
هذا أول سؤال لي أضعه في المنتدى و هو متعلق بالعلم الإلهي .
أهلاً و سهلاً بسؤالك الأول يا "محب النور".

هل يعلم الله كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون ؟

نعم، الله يعلم كل ما كان و ما هو كائن و ما سيكون، لسبب بسيط وهو أن الله غير محدود بالزمان. فكل الأزمنة عند الله حاضرة أمامه. لا يوجد ماضي، و لا يوجد مستقبل.

إذا كان كذلك فهو يعلم أنني سأصير لادينياً لأنني بطبعي شكاك [ قد يثبت العلم يوماً ما وجود مورثة للشك في الخريطة الجينية للإنسان تجعل البعض أكثر تديناً من الآخر ]
الشك ليس بالشيئ السيئ. لولا الشك لما سألنا و حاورنا، و لولا السؤال و الحوار لما عرفنا و تعلمنا. للأسف، موضوع الجينات متداول كثيرا في يومنا الحاضر، وصار حديث الناس. الهدف منه التنصل من المسؤولية. الرجاء عدم العودة الى هذه نقطة الجينات، فهي خارجة عن الموضوع.

فإن كان يعلم , و مصير اللاديني بحسب الأديان هو العذاب الأبدي , فلماذا تركني لمصيري هذا و بالمقابل أنعم على آخرين بنعمة الإيمان به بدون شكوك ؟

الله أنعم على الإنسان، منذ خلقه، بحرية الاختيار. الإختيار بأن يؤمن به و يعمل حسب وصاياه، أو العكس. علم الله بماذا سيختار الإنسان مستقبلا لن يلغي مشيئته بأن يكون الإنسان حر الإختيار، بمعنى آخر، الله لن يأخذ من الإنسان الملحد حريته لأنه عالم بإلحاده، لأن في ذلك تعارض مع طبيعة الله التي لا تتغير بحسب الظروف. التغيير من طبع الإنسان.

الله يعطي الإنسان الفرص لكي يعرفه و يؤمن به، و الإنسان حر بأن يقبل أو يرفض. مثلا، تسجيلك في هذا المنتدى هي فرصتك لكي تسأل و تعرف.

تأكد أن الله يحب الجميع بدون تمييز، و يريد الخلاص للجمع. و لذلك من الخطأ ان تظن أن الله يميز بين الناس و ينعم بالإيمان على البعض دون غيرهم. كتابنا المقدس يؤكد ذلك. لن أثقل عليك باقتباسات تؤيد كلامي في أول سؤال لك.

لنترك موضوع العذاب الأبدي و فهومه في المسحية في سؤال آخر بعد أن تنتهي من هذا السؤال.

هل هو قضاء و قدر محتومان ؟ و هل يوجد مفهوم القدر في العقيدة المسيحية ؟

لا يوجد قضاء و قدر فيما يتعلق بأعمال الإنسان و خياراته في الحياة، بسبب حرية الخيار، كما تكرر الكلام أعلاه.

و لكم جزيل الشكر..
لا شكر على واجب.
 
إنضم
26 مايو 2017
المشاركات
36
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
شكراً لكما Paul و أمة على الردود , و قد قرأتها بتمعن عدة مرات .
عندما قال باول بعدم وجود مفهوم القضاء و القدر في المسيحية قمت بعمل بحث في كلمات الكتاب المقدس على النت و فعلا لم أجد هاتين الكلمتين , و لكنني وجدت مفهوم : المشيئة الإلهية .
المشيئة في اللغة : شاء الأمر أي أحبه و أراده و رغب فيه .
و المثال من الكتاب المقدس من إنجيل متى : [ ليات ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض ]
إذا و حسب التعريف اللغوي يكون لله مشيئة أي إرادة , يريد أمراً و لا يريد آخر .
و إذا ربطنا ما سبق مع مثل الزارع :
[ «فاسمعوا انتم مثل الزارع: 19 كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فياتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه. هذا هو المزروع على الطريق. 20 والمزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح 21 ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر. 22 والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر. 23 واما المزروع على لارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم. وهو الذي ياتي بثمر فيصنع بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين»
فهناك من أراد الله أن يكون مزروعاً على الطريق ,على الأماكن المحجرة,بين الشوك ,على الأرض الجيدة ..
و هذا هو سؤالي منذ البدء ..
مثل الزارع يبين بشكل أو بآخر أن استعدادات الناس لقبول الإيمان متفاوتة لاختلاف تكوينهم .. فمن كونّهم في الأساس ؟ أليس المكون هو الله ؟
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,

و هذا هو سؤالي منذ البدء ..
مثل الزارع يبين بشكل أو بآخر أن استعدادات الناس لقبول الإيمان متفاوتة لاختلاف تكوينهم .. فمن كونّهم في الأساس ؟ أليس المكون هو الله ؟

أستطيع أن الخص مشيئة الله بكلمتين :

من خَلُص لا فضل له
من هَلكَ لا عذر له.

صعبة؟
 

DAWOODx

New member
عضو
إنضم
13 يوليو 2011
المشاركات
204
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
الإقامة
كلمه الله ينبوع حياه.
شكراً لكما Paul و أمة على الردود , و قد قرأتها بتمعن عدة مرات .
عندما قال باول بعدم وجود مفهوم القضاء و القدر في المسيحية قمت بعمل بحث في كلمات الكتاب المقدس على النت و فعلا لم أجد هاتين الكلمتين , و لكنني وجدت مفهوم : المشيئة الإلهية .
المشيئة في اللغة : شاء الأمر أي أحبه و أراده و رغب فيه .
و المثال من الكتاب المقدس من إنجيل متى : [ ليات ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض ]
إذا و حسب التعريف اللغوي يكون لله مشيئة أي إرادة , يريد أمراً و لا يريد آخر .
و إذا ربطنا ما سبق مع مثل الزارع :
[ «فاسمعوا انتم مثل الزارع: 19 كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فياتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه. هذا هو المزروع على الطريق. 20 والمزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح 21 ولكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين. فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر. 22 والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهم هذا العالم وغرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر. 23 واما المزروع على لارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة ويفهم. وهو الذي ياتي بثمر فيصنع بعض مئة واخر ستين واخر ثلاثين»
فهناك من أراد الله أن يكون مزروعاً على الطريق ,على الأماكن المحجرة,بين الشوك ,على الأرض الجيدة ..
و هذا هو سؤالي منذ البدء ..
مثل الزارع يبين بشكل أو بآخر أن استعدادات الناس لقبول الإيمان متفاوتة لاختلاف تكوينهم .. فمن كونّهم في الأساس ؟ أليس المكون هو الله ؟

سلام ونعمه

اولا مشيئه الله :

38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 39وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. 40لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ».


"آية (1 تي 2: 4): الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. "

ثانيا عن معنى المثل فالسيد المسيح نفسه فسره :



الأصحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ

1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً:«هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»
10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ:«لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال؟» 11فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. 12فَإِنَّ مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ، وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ. 13مِنْ أَجْلِ هذَا أُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَال، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. 14فَقَدْ تَمَّتْ فِيهِمْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَاءَ الْقَائِلَةُ: تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلاَ تَنْظُرُونَ. 15لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ. 16وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.
18«فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ:
19كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ. 20وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ، 21وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ. 22وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ. 23وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,068
مستوى التفاعل
1,038
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

الأستاذ محب النور أهلا ومرحبا.

مثل الزارع تحديدا استخدمه اللاهوتي الإصلاحي الشهير جون كالفن (بالإضافة إلى عدد أو آية أخرى من الكتاب) لإثبات رؤيته "الجبرية" إذا جاز التعبير فيما يخص قضية الخلاص (وأقصد الجبرية حتى بالمعنى الإسلامي، بما أنك من خلفية إسلامية). ولكن هذا اللاهوت الكالفيني كان أيضا من ناحية أخرى الأكثر تطرفا في التاريخ المسيحي كله، تجاوز في تطرفه الجميع بما في ذلك مارتن لوثر وجاكوب أرمينيوس وغيرهما من فرسان الإصلاح الأشهر. (وطبعا أعتذر للكالفينيين والبروتستانت الحضور عموما عن هذا الوصف "تطرف").

وجهة نظرك بالتالي في مثل الزارع لها ما يؤيدها على الأقل تاريخيا، ولكن هذا الموضوع بالتحديد عميق جدا ويحتاج شرحا طويلا جدا. أقترح عليك بالتالي أن تترك هذا الأمر جانبا لبعض الوقت، فأنت ما زلت بالبدايات تماما كما أرى وليس مما يفيد أبدا أن تبدأ رحلتك هكذا بواحد من أصعب الأسئلة على الإطلاق، ليس فقط لاهوتيا ولكن حتى فلسفيا. أنصحك بهذا صادقا، أما إذا كنت تصر، ولعل عقلك فلسفي بطبعه، فأخبرنا فضلا أنك ما زلت على الأقل حاضرا تتابع معنا وأنك مستعد للقراءة المطوّلة.. أيضا أخبرنا إلى أي عمق تريد الإبحار (أو بالأحرى تستطيع الإبحار)؟ :) تحياتي ختاما أستاذنا الحبيب وأهلا بك مرة أخرى يسعدنا كثيرا حضورك.




 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,068
مستوى التفاعل
1,038
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
الاخ العزيز خادم البتول,,

هل افهم من جوابك أنك لا تؤمن "بالاختيار" ؟

احب ان اسمع رايك .

كل المودة..

أستاذنا الحبيب مصلوب لأجلي أبدا لم أقل هذا أبدا.. أين قلت هذا؟

بالمناسبة لا يوجد لاهوتي مسيحي واحد أنكر "حرية الإرادة" أو "الاختيار"، هكذا مطلقا، ولا حتى كالفن. بالعكس الجبر بهذا المعنى "هرطقة" حسب قرار أحد المجامع (ترنت على الأرجح)، وتتفق في ذلك جميع الطوائف دون استثناء. (الحرية الكاملة في المقابل هرطقة أيضا، إذا كانت تئول إلى إنكار أثر السقوط وبالتالي دور النعمة في الخلاص). بالتالي نحن هنا نتحدث عن مسألة الخلاص تحديدا، وفقط، والجبرية أو العبودية المقصودة هي "عبودية الخطية" وما حدث للإنسان بعد السقوط. هنا فقط يبدأ النقاش وهنا فقط يظهر الخلاف، ولذلك يحتاج الأمر لتغطيته شرحا طويلا. ربما أكتب عن ذلك لاحقا إذا ظهر صديقنا صاحب السؤال وأصر على سؤاله، وإلا فسأكتب عنه مقالا خاصا إن شاء الله فيما بعد لأن هذا السؤال بالفعل تكرر (أذكر أن أستاذنا الحبيب عبود نفسه له هنا موضوع شهير وطويل بهذا الشأن، عن مدى مسئولية يهوذا). على أي حال أكرر إذا شاء الرب، خاصة وأنني لست أهلا لهذه المهمة ويا ليتك أنت شخصيا أو أحد أساتذتنا يقوم بذلك فما زلت أتعلم وينقصني صدقا الكثير في هذا الباب الشائك. حتى ذلك الحين تكفينا الخلاصة التي تفضلت أنت شخصيا بوضعها هنا وفي سطرين اثنين فقط هما أفضل ختام لهذه المداخلة:

من خَلُص لا فضل له
من هَلكَ لا عذر له


مع تحياتي ومحبتي.



 
إنضم
26 مايو 2017
المشاركات
36
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
سلام للجميع,


أستطيع أن الخص مشيئة الله بكلمتين :

من خَلُص لا فضل له
من هَلكَ لا عذر له.

صعبة؟

زميلي العزيز : بعد قراءة الرد المفصل للزميل خادم البتول و نصيحته بتأجيل هذا السؤال العويص ,سأقبل نصيحته و نترك هذا الموضوع مؤقتاً ..


وجهة نظرك بالتالي في مثل الزارع لها ما يؤيدها على الأقل تاريخيا، ولكن هذا الموضوع بالتحديد عميق جدا ويحتاج شرحا طويلا جدا. أقترح عليك بالتالي أن تترك هذا الأمر جانبا لبعض الوقت، فأنت ما زلت بالبدايات تماما كما أرى وليس مما يفيد أبدا أن تبدأ رحلتك هكذا بواحد من أصعب الأسئلة على الإطلاق، ليس فقط لاهوتيا ولكن حتى فلسفيا. أنصحك بهذا صادقا

و أنا قبلت نصيحتك أستاذي الفاضل.
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
الاخ العزيز "خادم البتول",,
تحية طيبة لك,,

يوجد كتاب رائع لخادم الرب يوسف رياض :" الاختيار". انصح بشدة قرائته لما فيه من فائدة و نعمة . فهو يلقي الضوء على :
-تاريخية القضية :(بلاجيوس- ارمينيوس كالفينية - ارمينيوسية..)
- مطلق سلطان الله
- عبودية الارادة : الانسان مسير ام مخير؟
- الكل من الله : الدعوة العامة و الدعوة الملزمة..
-مسؤلية الانسان :
- ما ذنب غير المختارين:
- الاشرار و حقيقة الاختيار:
-احببت يعقوب و ابغضت عيسو:
-لماذا قسى الرب قلب فرعون ؟
-هل عين الله اناسا للهلاك؟
- بعض الامور المتخالفة:
- هل يمكن ان اعرف اني مختار؟
-الاختيار في نور العهد الجديد:
- اعتراضات على الاختيار:
- ايجابيات الاختيار:
-نظر لنا شيئا افضل:
- حلقات ذهبية : سبق المعرفة, سبق التعيين, دعوة الله, التبرير, المجد
- قمة المقاصد.

كما ترى كتاب قيم جدا, و يا حبذا لو قراته و اعدك انك لن تندم على ذلك,,

كل المودة لك ايها الاخ العزيز.
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,068
مستوى التفاعل
1,038
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أشكرك أستاذ محب النور على قبول النصيحة وإرجاء الحديث في هذه القضية. اكتفيت بالتقييم والشكر (حتى لأستاذنا الحبيب مصلوب لأجلي أيضا) ولم أكن أنوي العودة، ولكني اليوم ـ في انتظاره للرد عليك بالموضوع الجديد ـ حاولت أن أضع لأجلك مدخلا مختصرا من فقرتين فقط أو ثلاث ما دمتَ حسب كلماتك الأخيرة هناك مشغولا بالتسيير عموما ليس فقط بمسألة الخلاص. طبعا تجاوز ما كتبته ثلاث فقرات لكنه ما يزال إنجازا بالنظر إلى حجم المشكلة!
icon10.gif
على أي حال فيما يلي هذا المدخل وأرجو فضلا ألا تشغل نفسك بالرد عليه ـ مرة أخرى أرجو شاكرا ألا ترد على هذه الرسالة ـ على الأقل حتى لا نخالف قوانين القسم ما دام هناك موضوع آخر باسمك ما زال نشطا وقيد الرد. هذه إذاً مجرد إشارات للتأمل ريثما تصلك ردود أخرى في موضوعك الجديد.


* * *

قضية التسيير ـ كقضية الشر ـ تنتج عن خطأ جذري في فهمنا نفسه للوجود، أو باختصار وبتعبير بسيط: السؤال نفسه خاطئ! تأمل: منذ ثلاثة آلاف عام على الأقل والبشر يتساءلون ويفكرون ويتناظرون حول هذا الأمر ومع ذلك لم نصل أبدا إلى إجابة حاسمة! كيف؟ هل يُعقل هذا؟ ألم يأت أبدا ولو حكيم واحد ـ على الأقل واحد ـ في كل هذه القرون فيرى ما لم ير سواه من قبل ثم يخبرنا به وتنتهي أخيرا هذه القضية كما انتهى غيرها؟ أليس بقاء السؤال هكذا عالقا ومفتوحا دون حسم كل هذا الوقت يثبت أو على الأقل يثير الشك حول السؤال نفسه، حول منطقه وصلاحيته والأساس الذي تقوم عليه فكرة السؤال كلها؟ نعم، هذا بالضبط ما أدركه بعض الحكماء بالفعل وأخبرونا به، وهو أن السؤال نفسه خاطئ، بل أكثر من ذلك: لا معنى له أصلا. ولنضرب مثالا: تخيل أنك وبعض الأصدقاء رأيتم حبلا في الضوء الخافت فاختلط عليكم وتصورتم أنه ثعبان، قفزتم بالتالي من الخوف ثم وقفتم بعيدا تنظرون إليه وتتساءلون: هل هو ثعبان سام أم غير سام؟ هل يمكن إجابة هذا السؤال؟ مستحيل! لماذا؟ لأنه لا يوجد ثعبان أصلا!

قضيتنا هذه كذلك، لا يمكن حسمها لأن الأساس الذي يقوم عيه السؤال وهميّ ملتبس، وهذا نفسه ـ مسيحيا ـ هو أحد أهم آثار السقوط! أنت مثلا تتخيل أن لك وجودا مستقلا عن الله، ثم بسبب هذا التصور تفترض وجود إرادتين اثنتين منفصلتين، إحداهما لك (تسميها حرية الإرادة) والأخرى لله (تسميها القضاء والقدر). هذه ببساطة هي التصورات أو الفرضيات الأولى التي فقط بعدها يبدأ السؤال وعليها يتأسس. ولكن هل هذا التصور المبدئي نفسه صحيح؟ هل أنت منفصل حقا عن الله وهل يمكن أن توجد مستقلا عنه؟

قال بعضهم ـ على الأرجح مازحا ـ إن الكتاب في بدايات التكوين يقول: «فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام». لكنه لم يخبرنا أبدا بعد ذلك أن آدم استيقظ من نومه هذا، أو متى استيقظ!
icon10.gif
بعبارة أخرى: كل ما حدث منذ تلك اللحظة ـ حتى اليوم ـ هو مجرد حلم طويل تحلمه البشرية! :) لكن لدينا في الحقيقة بديلا أبسط: إن السقوط هو نفسه الذي شطر آدم هكذا عن ربه وفصله عنه، وفقط بعد السقوط ـ وبسببه ـ ظهر العالم لآدم ولنا هكذا وكأن به وجودان منفصلان وإرادتان متعارضتان! نحن نجد بالفعل فكرة الحلم في تراثنا، على الأقل كتشبيه في أقوال بعض القديسين الكبار، ناهيك عن فلسفة بركلي الشهيرة كلها (وبركلي هذا لم يكن فقط فيلسوفا فذا ولكنه كان أيضا أسقفا). لكن الصورة الأفضل والأقرب هنا هي صورة الشمس التي إذا أشرقت اختفت النجوم تماما من السماء رغم أنها ما زالت موجودة. الإنسان بالتالي ليس مجرد "وهم"، وليس الوجود مجرد "حلم"، لكن "نجم" الإنسان إذا جاز التعبير ببساطة يختفي كليا إذا أشرقت شمس الله في سمائه. لا يظهر الإنسان حقا ـ وتظهر بالتالي إرادته المنفصلة وتظهر أسئلته الشائكة حولها ـ إلا لأن الشمس غابت عنه (وهي من ناحية أخرى يستحيل أن تغيب حقا، فهذا بالتالي هو تحديدا جوهر السقوط أو شوكته! ببساطة يعيش إنسان السقوط وكأن الله غائب، رغم أن الله لا يغيب، أي كالأعمى الذي يحيا في الظلام رغم أنه حقيقة في قلب النور تغمر الشمس كل ذرة فيه وتسطع باهرة من حوله)!


لأجل ذلك نرى شيوخنا القديسين ـ الذين أنكروا أولا أنفسهم كما علمنا الرب حتى فاضت النعمة وأشرقت أخيرا شمس الله بقلوبهم ـ يعيشون حالة عجيبة من التسليم والرضا الدائم، يقولون أمام كل حدث «لتكن مشيئتك»، ويرفعون في سلام واطمئنان كل ما يعرض لهم كاملا للإرادة العليا تفعل ما تريد! الجاهل بالطبع لا يفهم، بل قد يحسبهم دون إرادة، دون طموح، في حال من السلبية كأنهم أنصار الجبرية بل برهانها ومثالها. وحتى إذا أخبرهم أحد بذلك فإنهم فقط يبتسمون في العادة وقد لا يردّون! أما الحقيقة فهي أنهم ـ وإن كانوا معنا على الأرض ـ يعيشون في عالم آخر، في بحر من أنوار لا نعرفها، في مشرق الشمس في الحضرة الإلهية ذاتها! كيف إذاً يرون النجوم وهم في قلب النهار؟ كيف يحفلون بأحد سواه حتى لو كان أنفسهم؟ كيف يفكرون بأية مشيئة سوى مشيئة مولاهم؟ كيف يطمحون لأي مجد، وهل مجدٌ أعلى من الوقوف في حضرة عظمته؟

فهل هؤلاء مُسيّرون أم مُخيّرون؟ لا هذا ولا ذاك، هم فوق التسيير والتخيير كليهما! نحن نسأل في المسيحية: ما هو هدف الإنسان الأخير ومنتهى غايته؟ الهدف ببساطة هو اقتناء روح الله القدوس، هو "الشركة" الإلهية، هو "التأله" حسب تعبير الشرق، أو هو "الوحدة مع الله" حسبما يفضل الغرب. ليس مهما أي تعبير تختار فكلها إشارات تقود إلى نفس المعنى، وهذه هي الغاية حقا والمنتهى. هؤلاء القديسون من ثم ـ مصابيحنا شيوخنا السادات الأكابر الذين امتلأوا بالنعمة ووصلوا لذرى القداسة ـ يرتفعون عاليا فوق ثنائية التسيير والتخيير ويتجاوزونها تماما! إذا كان "الجميع واحدا في المسيح" كيف تحدد مَن هو صاحب الإرادة حقا في أي حدث أو موقف؟ بل كيف يقوم السؤال أصلا إذا كنتَ ـ متحدا بالله ـ قد غاب عنك كل جبر وكل شر وبالجملة كل سوء؟ نحن نعرف الجبر والشر وسائر الضيقات والمحن والبلايا بالضبط كما نعرف الظلام ولنفس السبب: فقط لأننا نوجد هنا على الأرض حيث يضيء دائما نصف الكوكب المواجه للشمس بينما يغرق النصف الآخر في الليل وفي الظلمة! نحن دائما نعيش هكذا بعد سقوطنا في هذا التناقض والانشطار والتمزق. أما إذا كنتَ تعيش ليس على الأرض بل فوق الشمس ذاتها: هل يمكن أبدا أن تصادف ظلاما؟ هل يمكن أبدا ـ وقد صرتَ مصدر النهار ذاته ـ أن تعاين ليلا؟ أنتَ بالأحرى ـ متحدا بالله ـ لا ترى سواه ولا تجد بكل الكون سوى نور الله ومحبته ورحمته وحكمته وسلامه وصلاحه وبرّه وعدله!


فهذا يا صديقي ـ وهذا فقط ـ هو المدخل لإجابة سؤال الإرادة وسائر الأسئلة الشائكة الأخرى، وكما ترى فهو مدخل روحي لا عقلي، فالعقل لا يستطيع الإجابة أبدا ولو انتظرنا ثلاثة ألاف عام أخرى، ليس فقط لأن الوجود نفسه ملتبس عليه ابتداء، بل لأن العقل أيضا أسير لا يستطيع أن يهرب من ثنائياته: النور والظلمة، الخير والشر، التخيير والتسيير، إلخ. أما الروح فهو روح الله ولا سواه الذي يرفعنا فوق كل التناقضات، يقودنا لنبع المعرفة والحقيقة وبنا يحلق في سماوات الكشف والإدراك والحكمة!

* * *

 
أعلى