مفاجأة يوم الدين!

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
15774865_662989940547128_1507237930429284819_o.jpg

مفاجأة يوم الدين!
ميلاد المسيح حدث عجيب مثير للدهشة!
والعجب الذي أعنيه هنا ليس الولادة العذراوية، مع أن ذلك فيه من العجب ما يذهل العقول. إنما ما أقصده هو عجب التجسّد!
وكيف أن الله الحي القيوم القدوس المتعالي في القدرة والجلال، كيف ارتضى أن يظهر بين الناس بهيئة إنسان، فكان هو المسيح.
*
يتحدث إنجيل يوحنا في مطلع الأصحاح الأول منه عن أزلية المسيح ويسمّي المسيح هناك اسمًا جديدًا ما اعتدنا عليه من قبل، فأشار إلى المسيح بأنه هو كلمة الله، ثم ليؤكد حقيقة التجسد، يقول عن المسيح كلمة الله:
" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، .."
(يوحنا 1: 14)
ونحن اليوم عندما نحتفل بميلاد المسيح إنما نحتفل بابتهاج لأن الله افتقدنا بزيارة ملكية فاقت مجدًا، وبهذا فالميلاد يعني تجسد الله!
ويؤكد الرسول بولس في رسالته الأولى إلى تيموثاوس بقوله:
" وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ."
(1تيموثاوس 3: 16)
وأقول لمن قد يعترض على مبدأ التجسد إن الجواب الحسم قد تبرزه الإجابة عن السؤال التالي:
هل يستطيع الله أن يقوم بعملية التجسد؟
أو هل في قدرة الله لو شاء أن يظهر للناس بهيئة إنسان ويكلم الناس من وراء حجاب جسد من دم ولحم؟
أم إنه محظور على الله أن يقوم بأمر لا تستوعبه عقول البشر؟
بكلمات أخرى:
هل قدرة عقل الإنسان على الاستيعاب تَحُدّ من صلاحية الله في صنع ما يريد؟
أذكر أنه كان لي علاقة طيبة مع شيخ جليل محترم كان رجل تقوى وعلى درجة متقدمة من الوعي بين أفراد جيله، وكان الرجل في الثمانينات من عمره، فكنت أزوره بين الحين والآخر وأتدارس وإياه فيما يطرحه الحديث في أمور الدين والدنيا، وكان لدى صاحبي نسخة من الكتاب المقدس يمارس القراءة فيها ونتحاور معًا فيما يدور من حديث، وفي ختام كل زيارة أقف معه للصلاة ثم أودّعه ونفترق إلى حين.
وأذكر أنه حين نجح الأمريكان في الوصول إلى سطح القمر وقد شاهد الناس في أرجاء المعمورة صور الحدث على شاشات التلفاز، أصبحت حقيقة ملامسة الإنسان لسطح القمر والوصول إليه أمرًا لا جدال حوله. إلا أن شيخنا الفاضل كان يصر في كل مرة يفتح فيها الحديث على أن عملية الهبوط على سطح القمر ما هي إلا خدعة تصويرية، وأنه لا يمكن أن يسمح الله بذلك، ولا قدرة للإنسان في أن يتجاوز أجواء الكرة الأرضية التي منها خلق وعليها يعيش ويموت وفيها يدفن. وبقي الرجل على موقفه يدافع عنه كلما أثير أمامه هذا البحث، وبعد أكثر من عشر سنوات مات الرجل دون أن يتغيّر له رأي. وبقي إصراره على رأيه كمن يحمل وثيقة إثبات خطأ ما يدّعيه الغير.
وأنا أتساءل هنا:
هل قناعات شيخنا الجليل ألغت شيئًا من الحقيقة؟
ثم من جهة أخرى، فقد أعجز أنا عن إقناع صديقي بحقيقة أومن بها وهي مؤكدة لي وبرهانها عندي أوضح من نور الشمس، ومع ذلك فعجزي في الإقناع أو تقصيري في إيضاح ما أريد الوصول إليه لا يلغي الحقيقة، ولا يغير فيها شيئًا سواء قبلها زيد أو رفضها عمرو.
وفي يوم الدين، هناك مفاجآت لم تخطر على بال الكثيرين من البشر.
فهناك ستبرز أمام كل شعوب الأرض من كل المعتقدات الدينية حقائق لم تكن في الحسبان.
والمفاجآت ستكون مؤلمة للبعض لأنها على غير ما كانوا يتوقّعون، لكنها مفرحة للبعض الآخر لأنهم اطمأنوا إلى وعد الله في إنجيله وجاء اليوم لتنفيذ وعد الله.
وقد وصف المسيح تلك الصورة بقوله في إنجيل متى أصحاح 24
"وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ."
(متى 24: 29-30)
(وابن الإنسان، قارئي العزيز، هو المسيح، وهذه التسمية نطق بها هو عن نفسه في مرات متعددة)
أما عما هي :
"عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ"
فهذه أتركها للقارئ الكريم ليتفكر بها ويحاول أن يجيب عنها لنفسه... يقول:
" وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا."
(متى 24: 30-31)
هذا مشهد فعلاً مرعب للبعض، لكنه مفرح للبعض الآخر وهو حقًا مشهد مهيب...
ويومها تسقط كل الأقنعة التي استخدمها البشر على اختلاف مشاربهم، وتبقى الحقيقة وحدها بلا زيف. وفي مشهد آخر من يوم الدين يصفه سفر الرؤيا في الأصحاح السادس يقول فيه:
"وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ،وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إِلَى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ سُقَاطَهَا إِذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَظِيمَةٌ. وَالسَّمَاءُ انْفَلَقَتْ كَدَرْجٍ مُلْتَفّ، وَكُلُّ جَبَل وَجَزِيرَةٍ تَزَحْزَحَا مِنْ مَوْضِعِهِمَا."
ثم يقول: "
وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ:

«اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟"
(رؤيا 6: 12-17)
قارئي الكريم،
هذه حقائق نقرأ عنها بين الحين والآخر، أو نسمعها من الغير...

وينساها البعض ويتناساها البعض الآخر...
ويشكك في مصداقيتها فريق ثالث وغيرهم يسخر منها وينكرها...
وفي يوم الدين ستحدث المفاجأة. وسيعلم الذين لا يعلمون اليوم، بأن كل حرف ورد في إنجيل الحق كان صادقًا.
توقفت طويلاً اليوم عند قول الإنجيل:
"وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ،"
وتساءلت مع نفسي:
لماذا ينوحون؟
ينوحون لهول المفاجأة، ولأن الحقائق تكشفت أمامهم على غير ما كانوا يتوقعون. لقد بنوا معتقداتهم في دنياهم على غير ما تكشفت لهم الأمور في ذلك اليوم الرهيب فحزنوا وناحوا ندمًا حين فاتت فرصة الندم، ولم يبق لهم سوى النوح على فوات فرصة قرأوا عنها وأهملوها، وبعضهم سخر منها ورفضها. وجاءت ساعة المكاشفة وإذا بالأمور على غير ما توهّموا فناحوا.
أيها الأصدقاء الأحباء،
من أجمل ما نادى به المسيح داعيًا الناس لتصحيح المسار، قال:
"أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ"
(يوحنا 8: 12)
وقال:
"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ."
(متى 11: 28-30)
أتمنى اليوم أن تكون هذه الكلمات سبب توبة ورجوع إلى الله لينعم التائب برفقة المسيح مع حياة أبدية يضمنها المسيح مختوم عهدها بدمه الكريم.
{يعقوب عماري}
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
882
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
امين امين امين
ماعندكشي فكرة المقال ده مس قلبي باى مقدار...
الرب يبارك فى خدمتكم وياربي ياربي يؤءهلنى بالتوبة والرجوع للرب
للقاء المحتوم
ولمفاجأءات يوم الدين
 

الكرمه الصغيره

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2012
المشاركات
2,622
مستوى التفاعل
786
النقاط
113
امين امين امين
ماعندكشي فكرة المقال ده مس قلبي باى مقدار...
الرب يبارك فى خدمتكم وياربي ياربي يؤءهلنى بالتوبة والرجوع للرب
للقاء المحتوم
ولمفاجأءات يوم الدين



آمين يارب ..
أحلى وأجمل مشكلة عندك أن الرب يسوع يسكن قلبك الجميل
فهكذا أقول لا شيء يلمس قلوبنا سوى كلمتك ورحمتك وحبك يارب يسوع
ياقدير ياقدوس أنت الذي تؤهلنا جميعاً للتوبة والرجوع واثقين بحسب كلامك ووعودك لنا
وَاثِقًا بِهذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
( فيلبي 1: 6)
لأننا جميعاً عالمين بمن آمنا وبيقين أنت القوي القادر أن تحفظ الوديعة الى ذلك اليوم .. آمين .
(2تي 1: 12)
تحياتي أخي الغالي ..
وكل عام وكل يوم وأنتم بألف خير وطيب
وسنة مباركة ورائعة مع كل الأهل والأحباب باسم المسيح يسوع ربنا القدير .. آمين .

 
التعديل الأخير:
أعلى