احتياج النفس وعوزها الحقيقي - ما الذي نطلبه في الصلاة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]

[FONT=&quot]إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3: 23)

[FONT=&quot]بعدما شرحنا بالتفصيل معنى "الكل زاغوا وفسدوا معاً، وليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد" (للرجوع للجزء الأول من الموضوع أضغط هنـــــــــــا)، نعود لنغوص فيما هو أعمق لنتعرَّف على العوز الحقيقي للنفس، وهذا – بالطبع – يتضح لنا بسهولة بعد شرح المعنى الحقيقي للسقوط، لأن من يعرف عاره يعرف كيف يطلب مجده، ومن يعرف طبيعة مرضه يلجأ للطبيب الحقيقي عن حاجة حقيقية ليمد يده بالشفاء لقلبه المعتل. [/FONT]

[FONT=&quot]فمن المستحيل أن نعرف حاجاتنا وعوزنا الحقيقي إلا بعد معرفة طبيعة السقوط الذي صار لطبيعتنا التي فسدت بالتمام لأنها قُطعت وفُصلت عن الله رأسها، لأن رأس كل خليقة غير ملتصق بخليقته لذلك سرى فيها الفساد طبيعياً، لأن الموت صار يعمل فيها وليس فيها أي شيء صالح (والصلاح هنا هو الأعمال الحسنة الإلهية الجميلة كما سبق وشرحناها)، لذلك ليس لها حل سوى الإحلال والتجديد، لأنها مثل أساس المنزل الهالك الذي أكل خشبه السوس، وأكلت العثة قماشه، لذلك لا ينفع إلا للحريق، لأن ما اضمحل وفسد وتفسخ لا يصلح لشيءٌ قط، إلا أن يُطرح خارجاً ويُداس من الناس، لذلك طالما الفساد طالنا داخلاً وانعكس علينا خارجاً أيضاً، فنحن نحتاج لعملية إحلال تام وتجديد جذري، أي أن خليقتنا العتيقة صارت لا تنفع ولا تصلح ولا تُرمم، بل مصيرها للصلب والموت لكي لا يستمر فعل الفساد سارياً، لأن ما قد مات سيستمر في التعفن وينشر الأوبئة والأمراض التي لا تنتهي، فأن لم يتم القضاء عليه تماماً والتخلص منه باستئصاله من جذوره حتى لا يبقى منه شيئاً، فأنه سيصير مثل الخمير الذي يُخمر العجين كله، لأن حتى ناموس الوصايا والفرائض لم يستطع أن يُصحح وضع الإنسان، بل كشف عن موته وأظهر دينونته: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ، فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ (رومية 8: 3)[/FONT]
[FONT=&quot]لذلك أتى شخص المسيح الرب آخذاً جسداً قابلاً للموت أي أنه اتحد بجسم بشريتنا، وذلك ليُقيمنا معه خليقة جديدة حسب طبيعته هوّ، مُكللة بمجده الخاص: صادقة هي الكلمة أنه أن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معهُ (2تيموثاوس 2: 11)[/FONT]
[FONT=&quot]ولنلاحظ أنه من الأهمية أن نعي ونُدرك تمام الإدراك، أن الرب يسوع لم يتخذ جسد الخطية أو جسد قابل للخطية لأنه لا يتعامل مع شبه خطية قط بل وأبداً: وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به أن[FONT=&quot]الله نور وليس فيه ظلمة البتة (1يوحنا 1: 5) ، لذلك قال الرسول بدقة عن ظهور الرب في الجسد أنه (شبه جسد الخطية وليس جسد الخطية أو حتى قال تعبير جسد قابل للخطية) أي أنه بالجسد لا يوجد فيه ما تستطيع أن تتعامل معه الخطية على وجه الإطلاق، وذلك لكي يُظهر إنسانيتنا الجديدة فيه، لأن الإنسان الجديد الشرير لا يمسه، لأنه لن يجد ما يستطيع أن يتعامل معه فيه، لأن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته (يعقوب 1: 14)، وشخص المسيح الرب لم يكن فيه شبه شهوه رديئة أو ميل غريب عن طبعه النوراني، لذلك قال بكل قوة: مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ (يوحنا 8: 46)[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]لذلك من الضرورة بناء على ما فات وذكرناه بالتفصيل وبخاصة أن الرب أخذ شبه جسد الخطية، أن نفهم كلام الرسول الذي يجعلنا نركز على احتياجنا الحقيقي لأننا في عوز صارخ لمجد الله: إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3: 23)[/FONT]
[FONT=&quot]وكلمة أخطأوا هنا تعني (في المفهوم الروحي واللاهوتي): تعدي الخط واجتيازه، بمعنى أن الكل تعدى، اجتاز الحدود وعبر لجانب عكسي، وأعطى ظهره لموطنه الأصلي والطبيعي، فتخلى عن جنسيته آخذاً جنسية أُخرى مختلفة تمام الاختلاف، ونسى لغته الأولى، أي لغته الأم، وتعلَّم لغة أُخرى تتناسب مع وضعه الجديد الذي تأقلم عليه وتآلف معهُ، ففقد كل ما هو أصلي.[/FONT]

[FONT=&quot]وهذا هو معنى أخطأ الجميع، لأن هنا الإنسان صار لحالٍ آخر يُخالف طبيعته الأولى البسيطة القاطنة في حالة من المجد الفائق للطبيعة، أي أنه تعرى من كساء المجد الذي كان يرتديه، وفقد لغة المخاطبة مع الله، لأننا لو نلاحظ كلام سفر التكوين عن أن هناك حديث خاص مع الله بلغة لا نعرفها لأننا فقدنا الحالة الأولى فصرنا نجهل أصلنا لأننا تغربنا عنه، لذلك نجد أنفسنا [ونحن في معزل عن الله ولم ندخل بعد في سرّ الإيمان، ولم نتذوق (كخبرة في حياتنا الشخصية) سرّ الصلاة وقوتها وفاعليتها، هذه التي تُدخلنا لعرش الرحمة الإلهية وتشع فينا مجد الله الحي]، أننا لا نعرف كيف نُخاطب الله كما يليق، ولا كيف نُجري حواراً معهُ يُسعد قلبنا ويبهجنا، لذلك السؤال المطروح من كثيرين: كيف أُصلي وأُخاطب الله وما هي المعاني التي ينبغي أن أتكلم بها حتى يستمع إليَّ ويستجيب صلاتي ويُكلمني فاسمع صوته لكي أفرح وابتهج؟.[/FONT]
[FONT=&quot]فأساس المشكلة هنا تكمن في اننا ما زلنا في حالة (أخطأ الجميع) لأننا خارج موطننا السماوي، نحيا في الظلام الدامس، لذلك نجهل النور ولا نعرف كيف نعيش فيه، لأن الإنسان الذي عاش في الظلام طيلة حياته لا يستطيع ان يفتح عينه في النور فجأة ولا يحتمله ابداً، بل يهرب منه.[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]إذاً أخطأ الجميع، وهذا يعني أن الإنسان باع نفسه فصار عبداً تحت سلطان آخر غير الله (أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية – رومية 7: 14)، أي أنه اُستعبد للخطية بالتمام، فسرى فيه موتها طبيعياً، لأن هذه هي أُجرتها الوحيدة، لأنها طبيعياً حاملة الموت في باطنها، ولا تحتاج أبداً أن يُحملها أحد حكم الموت واللعنة، لأن الله حينما نطق بالحكم على آدم لم يحكم إلا بالعدل، وعدل الله هو البرّ، فحينما قاس قلب آدم على ميزان البرّ، وجد فيه مهو مغاير للغرس الإلهي الأول، فحكم حسب ما رآه فعلياً موجود فيه، لذلك فأنه أظهر فقط المصير المحتوم التي تحمله الخطية، لأن الخطية هنا كما قلنا هي التعدي الذي حصل فيه انفصال وخروج عن الخط المرسوم، الذي بدوره جعل الإنسان مقطوع الرأس، أي أنه انفصل عن الله وسقط من مجده الخاص الموهوب له منه (أنظر حزقيال 16).

[FONT=&quot]ولذلك صار المصير الطبيعي هو اللعنة أي الفساد، والفاسد مستحيل يدخل وطن عدم الفساد، والظلمة لا تتواجد في محضر النور إطلاقاً، لأن الظلمة عُبارة عن حالة سلبية ليس لها حضور ولا سلطان، ولا حتى كيان يخصها، بل هي فقط تُعبِّر عن غياب النور، أما النور الحقيقي فبطبعه إيجابي وحالة قوية ذات سلطان لأن لهُ كيان حقيقي وقوام خاص به، وحينما يُشرق النور تتبدد الظلمة فوراً ولا يبقى منها شيئاً، بل تتلاشى بالتمام ويُمحى آثارها بشكل نهائي تام.

[FONT=&quot]لذلك لم نسمع في الكتاب المقدس كله أن الله خلق شيء اسمه ظلام، بل نور، لأن الظلام لا وجود له من الأصل، لأنه وضح في سفر التكوين أنه كان ظلام لأنه لم يكن هناك نور، ووضع لنا مثال حي نراه في الخليقة، بالنسبة للمساء والصباح، فالمساء يدل دائماً عن توقف كل شيء وعدم القدرة على الرؤيا، والصباح يدل على البداية الجديدة الحسنة المشرقة والمفرحة، وكل شيء فيه واضح وجميل، لأن فيه بداية عمل خلق جديد مُريح ومفرح، لأنه حسنٌ جداً بكونه جميل للغاية، وهو يُعبِّر عن الجمال والرونق الإلهي الخاص، لأن كل شيء خلقه الله لهُ مجده الخاص به، لأنه يعكس – طبيعياً – المجد الإلهي الفائق المستتر فيه، لكن بعد السقوط فُقِدَ هذا المجد وزحف الفساد وتخللت الظلمة كل شيء، وتشوه الإنسان رأس الخليقة وبالتالي اعترى الفساد كل ما يحيط بالإنسان، مثل المرض المُعدي الذي حينما يتفشى يُصيب الجميع ويزداد عدد ضحاياه بشكلٍ سريع جداً.[/FONT]
[FONT=&quot]+ فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ (بحسب الوصية المقدسة) الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ (المتسلطة) السَّاكِنَةُ فِيَّ. إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ (رومية 7: 14 – 24)[/FONT]
[FONT=&quot]فنحن نحمل جسد الموت الساكن فيه الخطية كسيد متسلطاً عليه، لأنها سبب نشأة الموت الذي سرى في الكيان البشري عبر التاريخ الإنساني كله، بل وقد أفسدت الزمن الذي خلقه الله حسناً، فصارت كل أيام الإنسان وتاريخه موصوم بعار الخطية المُشين، لأن كل الأفعال الإنسانية أصبحت مضادة لكل ما هو حسن حسب الخلق الأول مما تسبب في الهم والغم والضيقات والأحزان والآلام والأوجاع على مستوى الداخل والخارج أيضاً، لأنه بسبب سكنى الخطية صارت الشهوة حاضرة، لذلك مكتوب: لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً. (يعقوب 1: 13 – 15)[/FONT]

[FONT=&quot]فصار الإنسان في حالة من الفقر المُدقع وبالتالي صار معوزاً لما فُقد منه، وهو المجد الفائق للطبيعة، أي مجد الألوهة الخاص، لذلك اتى الرب في شبه جسد الخطية، تحت الآلام مثلنا، مُجرباً في كل شيء، لكي ينفُذ بمجده للخليقة كلها، لأنه حوَّل الألم نفسه لمجد خاص يكلل به البشرية إذ يُدخلها في حالة جديدة مضمونة ثابته لأن هو الضامن بنفسه:[/FONT]
[FONT=&quot]لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ؛ لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ؛ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ؛ مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي؛ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. [/FONT][FONT=&quot](فيلبي 2: 7؛ عبرانيين 4: 15؛ فيلبي 2: 8؛ غلاطية 2: 20؛ رومية 8: 17)[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]+ وأعوزهم مجد الله [FONT=&quot]ὑστεροῦνται
[/FONT]
[FONT=&quot]هنا علينا أن نعود لنُركز على معنى أعوزهم، لأنها تعني: الافتقار والمُعاناة الشديدة، بمعنى أن هناك أزمة احتياج ضروري تولد مُعاناة في النفس تجعل الإنسان في حالة من الأنين والصراخ مصحوبة بشعور بالوضاعة وقلة القيمة، مثل أمير غني ترك قصر والده وذهب لبلد غريب فاقداً مركزه وأمواله واحترام الجميع له، عائشاً في حظيرة حيوانات كعبد حقير، فصار في حالة من المُعاناة والعوز لمجده المفقود، وهذه هي عينها حالتنا الشخصية.

وهذه هي مُعاناتنا التي نُعانيها لأننا نعيش في حالة من التدني ونفتقر لمجد الله الحي، لأن عوزنا هنا مبني على ما قبلها (أخطأوا): إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ؛ لأن طالما الجميع أخطأوا، أي تعدوا وعبروا أي زاغوا، فأنه من الطبيعي يعوزهم مجد الله الحي، لأن بعد السقوط فقدنا مكانتنا الأولى كرأس للخليقة التي تمردت على الإنسان، لأنه فقد كرامته إذ خلع عنه كساء الشرف والمجد الذي كان يرتديه، ففقد مكانته وسط الخليقة كلها.
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT] [FONT=&quot]+ مجد الله [/FONT][FONT=&quot]δόξης[/FONT]
[FONT=&quot]والكلمة هنا تعني: الشرف – الجودة الإلهية – روعة – بهاء – تألق – شموخ – فاخر – سطوع – بريق – إشراق – لمعان – مجيد أو مجد – جليل – متألق – طهارة – جلالة – عظمة – فخامة – سلطان. (وكل هذه المعاني لها علاقة وثيقة بالنور)

[/FONT] [FONT=&quot]ومن البديهي أننا نجد هذه المعاني تظهر جليه في الإنجيل منذ ميلاد شخص ربنا يسوع إلى صعوده للسماوات ودخوله لمجده بجسم بشريتنا، لأنه أتى ليُمجدنا معهُ، أو بمعنى أدق يكسينا مجده الخاص وهذا أظهره في صلاته قائلاً: وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ (يوحنا 17: 26)، لذلك في أول الأناجيل أُظهر شخص ربنا يسوع أنه نوراً للأمم ومجداً لشعب إسرائيل الذي هو في الأصل أمير الله: نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل (لوقا 2: 32)[/FONT]

[/FONT]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]وعلينا على هذا الضوء أن نقرأ معاً هذه الآيات الخاصة للغاية:
[FONT=&quot]الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور؛ والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقا؛ هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه؛ أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة؛ رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي؛ وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه.
[FONT=&quot](متى 4: 16؛ يوحنا 1: 14؛ يوحنا 2: 11؛ يوحنا 12: 46؛ أعمال 26: 13؛ يوحنا 1: 12)[/FONT]
[FONT=&quot]والآن علينا أن نُدرك تمام الإدراك أننا في حاجة وعوز شديد إلى المسيح الرب لأن "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي" [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot](عبرانيين 1: 1 – 3) [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]إذاً علينا أن نعي وضعنا الجديد في المسيح يسوع ربنا الحي، لكي نتقدم بإيمان لننال ذلك النصيب الصالح فتفرح قلوبنا جداً به، لأن هو كساء مجدنا الخاص المُعطى لنا حسب التدبير، فأن أراد أحد أن يكون شريفاً عفيفاً طاهراً متألقاً بالمجد السماوي الفائق للطبيعة، أن يتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان بثقة، إلى عرش النعمة لكي ينال رحمة ويجد معونة النعمة والسند الحقيقي ليفرح ويبتهج بفرح لا يُنطق به ومجيد، فعلينا أن لا نسكت على أنفسنا ونحيا في الفقر المدقع أو نحيا بمرض الاكتفاء، بل نظل نطلب ونطلب ذلك المجد البهي حتى نكتسي به ولا تظهر عورتنا، ونحيا متقدمين إلى الكمال ونغتني بالله، لذلك مكتوب:[/FONT]
[FONT=&quot]لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولستُ تعلم انك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان، أشير عليك أن تشتري مني ذهباً مُصفى بالنار لكي تستغني وثياباً بيضاً لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك، وكحل عينيك بكحل لكي تبصر؛ فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة، لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه؛ لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح، لنتقدم إلى الكمال، غير واضعين أيضاً أساس التوبة من الأعمال الميتة، والايمان بالله؛ فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقاً كرسه لنا حديثا حياً بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله، لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي، لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين. [/FONT][FONT=&quot](رؤيا 3: 17، 18؛ عبرانيين 4: 16؛ 6: 1؛ 10: 19 – 23)

[/FONT]
[FONT=&quot]+ + + + + + +
[FONT=&quot]قال لها يسوع ألم اقل لكِ أن آمنتِ ترين مجد الله [/FONT]​
[FONT=&quot]كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض [/FONT]​
[FONT=&quot]والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه [/FONT]​
[FONT=&quot](يوحنا 11: 40؛ 5: 44)[/FONT]​
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
أعلى