ان ثبتنا في المسيح وثبت كلامه فينا فيتمجد الاب بالابن باستجابة صلواتنا

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,233
مستوى التفاعل
1,700
النقاط
76
صلواتنا وصلوات كنيسة المسيح هي ثمار يتمجد الله الاب بالله الابن باستجابتها ويكون لنا ما نريد ان ثبتنا في المسيح وثبت كلامه فينا
*   في انجيل يوحنا والاصحاح الرابع عشر "لأني ماضٍ إلى أبي، ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله، ليتمجد الآب بالابن. إن سألتم شيئًا باسمي فإني أفعله" [١٢-١٤]. ذاك الذي قال: "يعملها هو" عاد فقال: "أنا أفعله". كأنه يقول: "لا يبدو لكم هذا مستحيلًا، لأن من يؤمن بي لن يمكنه أن يكون أعظم مني، إنما أنا الذي أعمل الأعمال الأعظم مما أعمل الآن. إني أعمل أعمالًا أعظم بالذي يؤمن بي مما أعمله أنا بدونه. لكن أنا الذي أعمل به... انظروا لقد صنع أعمالًا أعظم حينما كرز به المؤمنون عما عمله عندما تكلم هو مع سامعيه
"إن ثبتم فيّ، وثبتت كلمتي فيكم،

تطلبون ما تريدون فيكون لكم"انجيل يوحنا والاصحاح الخامس عشر. [7]

يربط السيد المسيح بين الثبوت فيه والثبوت في كلمته، فإنه خلال إنجيله نتمتع بالوحدة الصادقة. هذا الإنجيل المترجم عمليًا بحفظ الوصية الإلهية وممارستها والفرح بها [10-11].

الثبوت في كلمة المسيح هو لقاء دائم مع الكلمة، وتعرف على شخص السيد المسيح خلال كلمته، فنثبت فيه بكل قلبنا وفكرنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وإرادتنا. ليس ما يقدر أن يفصلنا عنه قط!

إنه يقدم لنا وعدًا ثابتًا أن كل ما نريده حسب مسرته يكون لنا خلال ثبوتنا فيه. وما هي طلبتنا سوى أن نصير أيقونته، ونحمل مشيئته فينا، ونلتقي به، ونتمتع بالشركة في مجده.

ثبوتنا في المسيح وفي كلمته، وبالتالي ثبوته فينا، يجعلنا بالحق رجال صلاة نعرف ماذا نطلب، وننعم في يقين ما نطلبه، لأنه حسب مسرة الله أبينا. وكأن سرّ قوة الصلاة هو ثبوتنا فيه وسكناه فينا

* ألا ترون أن الابن لم يساهم بأقل من الآب في اهتمامه بالتلاميذ؟ الآب هو الذي يقّلم من جانب، ويحفظهم فيه من الجانب الآخر. الثبوت في الأصل (الجذر) هو الذي يعطي الأغصان ثمارًا.

إن ما لا يّقلم وإن ثبت في الأصل يحمل ثمرًا لكن ليس بالقدر اللائق، أما الذي لا يثبت في الأصل فلا يأتي بثمرٍ نهائيًا، لكن لا يزال التقليم يظهر أنه خاص بالابن والثبوت في الأصل خاص بالآب الذي ولد الأصل. ألا ترون أن كل الأشياء عامة سواء التقليم والإمكانية بالتمتع بما هو من الأصل؟
القديس يوحنا الذهبي الفم

* حقًا تكون لنا طلبات لأمورٍ معينة عندما نكون في المسيح، وتكون لنا طلبات أخرى لأننا لا نزال في هذا العالم... لذلك إذ نثبت فيه، عندما تثبت كلمته فينا، نطلب ما نريد فيكون لنا. لكن إن كنا نسأل ولم يتحقق سؤالنا، فإن ما نسأله لا يتعلق بثبوتنا فيه، بل برغبات الجسد الملحة وضعفاته، التي ليست في المسيح، والتي لا تثبت كلمات المسيح فيها. فبخصوص كلماته، في كل الأحوال، هي تنتمي إلى تلك الصلاة التي علمنا إياها حيث نقول: "أبانا الذي في السماوات" (مت 6: 9). ليتنا لا نسقط من كلمات هذه الصلاة ومعانيها في طلباتنا، فكل ما نسأله يكون لنا... أما إن كانت كلماته تسكن فقط في الذاكرة، وليس لها موضع في الحياة، فلا يُحسب الغصن ثابتًا في الكرمة، إذ لا يستمد حياته من الأصل
القديس أغسطينوس

"بهذا يتمجد أبي، أن تأتوا بثمرٍ كثيرٍ، فتكونون تلاميذي". [8]

هنا يكشف السيد المسيح عن ثمر الثبوت فيه العجيب ألا وهو:

* تمجيد الآب، حيث يُعلن حب الآب الفائق في حياتنا، ويتجلى بهاؤه على أعماقنا، ونمارس بالحق بنوتنا له، "حتى متى أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو".

* الثمر المتزايد، حيث تتحقق كل طلباتنا في الصلاة.

* نتمتع بالتلمذةٍ له، فنصير رجال الله، نشهد له لنرد كل نفس إليه، لكي يصير الكل "أهل بيت الله" (أف 2: 19).

* أترون كيف أن الذي يحمل ثمرًا هو تلميذ؟ ولكن ماذا: "بهذا يتمجد أبي؟ يعني: "أنه يُسر عندما تثبتون فيه، حينما تأتون بثمرٍ"
القديس يوحنا الذهبي الفم

* يرى البعض أن الكلمة اليونانيةdoxazein تعني حرفيًا: "أكثر بهاءً أو وضوحًا" في نظر الناس، كما تعني "يتمجد".

* منه (من المسيح) مثل هذه النعمة، ولهذا فإن المجد ليس مجدنا بل مجده هو... هنا يتمجد الآب أننا نحمل ثمرًا كثيرًا، وأننا صرنا تلاميذ المسيح. بمن نحن صرنا هكذا إلاَّ بذاك الذي رحمته تسبق فتعمل فينا؟ نحن عمله، مخلوقون في المسيح يسوع لأعمال صالحة (أف 2 : 10)
 
التعديل الأخير:
أعلى