محبة العالم عداوة لله

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,274
مستوى التفاعل
1,724
النقاط
76
لا يقصد الرب يسوع حين قال. (محبة العالم عداوة لله) ان لا نحب عوائلنا وان لا نحب اعمالنا وان لا نحب مقتنياتنا بل يقصد ان لا تسيطر محبة العالم وما فيه على حياة الانسان وتصبح شغلها لشاغل وهدفها الجوهري وغايتها بذلك اصبح العالم او اي شئ فيه هو الها لنا لاننا نعطيه اهتمامنا والاولوية في حياتنا وبذلك نصبح اعداء الله لاننا نعيش بعيدا عنه كل البعد فان الله يريد ان نحبه هو وان تكون عبادته وخدمته هو هدف حياتنا الاساسي ومنية وشهوة قلوبنا
وقد أوضح لنا الرسول يوحنا ذلك بقوله "لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة" (1يو16:2 )...
ولذلك فإن من يحب العالم
2– كشهوات ومقتنيات – إنما يفقد محبته لله.. بل يصير في عداوة معه... "أن محبة العالم عداوة لله" (يع 4:4)..."لأن اهتمام الجسد موت" (رو6:8).
أي أن المشغول بالأرضيات والحسيات فقط، إنما يسير في طريق الموت الأبدي.
3- "لست اسأل أن تأخذهم من العالم" أي أن السيد المسيح لا يريد من أتباعه أن يتركوا العالم، ويعتزلوه، ويمضوا جميعاً إلى البراري والصحاري..
بل هو يقصد أن نستمر في العالم لنؤدي دورنا فيه، ولنجاهد ضد الدنايا والسلبيات.
وهذا الجهاد لا يمكن أن ينجح بدون مؤازرة وعمل النعمة، أي عمل روح الله القدوس، في طبيعتنا البشرية الساقطة، لتصير مقدسة بنعمته
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب( 1يو 2: 15 )
لا يوجد تباين صارخ بين محبتين، كما توجد بين محبة العالم ومحبة الآب. والوحي يُخبرنا أنه كما أن الجسد يشتهي ضد الروح ( غل 5: 17 )، وكما أن الشيطان هو العدو الشخصي للمسيح ( مت 13: 24 ، 25، 37، 39)، فإن العالم مضاد للآب. قال الرسول يوحنا: «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» ( 1يو 2: 15 ). كما قال الرسول يعقوب: «أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله، فمَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 ).

ولا يمكن أن نتصور أسلوبًا أقوى مما استخدمه الرسول يعقوب وهو يحذرنا من محبة العالم. لقد نعتها بأنها زنى روحي، كما قال إنها عداوة لله.

هكذا إلى هذا الحد؟ زنا وعداوة. فكما تخون المرأة رجلها، هكذا المسيحي عندم يريد أن يصادق العالم! ورسول المحبة، الرسول يوحنا، يقول لنا: «لا تحبوا العالم»! وكلمة العالم هنا هي باليوناني "كوزموس"، وتعني النظام الذي ابتدعه الشيطان وجمَّله ليحفظ الإنسان فيه بعيدًا عن الله. وهو نظام من وحي الشيطان، ويكره كل شيء مصدره الله، ومُعادٍ تمامًا له. فهل نتهاون بعد ذلك مع محبة العالم؟!

وجّه أليهو سؤالين إلى أيوب في العهد القديم: «إن أخطأت، فماذا فعلت به (أي ماذا فعلت بالله)؟ وإن كثَّرت معاصيك، فماذا عملت له؟» ( أي 35: 6 ). والإجابة على هذين السؤالين يمكننا أن نفهمها أفضل في ضوء العهد الجديد، وفي ضوء علاقتنا الخاصة مع المسيح. إننا من كلمات الرسول يعقوب، يمكننا أن نقول: إننا إن أخطأنا، فقد كسرنا قلب المسيح الودود، تمامًا كما يحدث عندما تخون المرأة رجلها الذي يحبها. فهي عندما خانته، مع صديقه أو مع عدوه، لم تعمل له شيئًا فعليًا أو ماديًا، لكنها في واقع الأمر عملت الكثير جدًا، لقد كسرت قلبه نظرًا لخيانتها له. هكذا إلى هذا الحد محبة العالم يا قديسي الله!

بل إنها ليست خيانة زوجية فقط، بل هي أيضًا خيانة قومية. بلغة العصر الحاضر، هي انضمام إلى العدو في أثناء الحرب. محبة العالم من هذا المنطلق هي إعلان للحرب ضد الله. «ومَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله»!


.
 
التعديل الأخير:

BITAR

ابن المصلوب
مشرف
إنضم
8 ديسمبر 2006
المشاركات
23,093
مستوى التفاعل
785
النقاط
113
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.
إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب
( 1يو 2: 15 )
 
أعلى