صلاة للقديس إكليمندس الروماني

عبد يسوع المسيح

يارب أعطنى حكمة
مشرف سابق
إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
2,920
مستوى التفاعل
808
النقاط
113
الإقامة
مصر


كُتبت نحو عام 96 م


أنت أيّها العليُّ الرفيعُ الأحَدُ الساكنُ في السماوات العُليا،
والقدوس المُستقِرُّ في القديسين (إش 57: 15)
يا مَن تُبطل تَعَظُّم المُستكبرين (إش 13:11)
يا مَن ترفَعُ المتواضعين وتَحطَّ المُتعالين (أي 5: 11)
أنتَ المُفقِرُ المُغني (1 صم 7:2)
أنتَ المُميتُ المُنقِذ المُحيي (تث 32: 39)
يا إله أرواح كلِّ بشرٍ (عدد 16:22)
أنتَ السابِرُ الأغوار وفاحصُ أعمالِ البشر (دا 55:3)
أنتَ المُنجِد في الأخطار والأمل في اليأس (يهوديت 11:9)
يا بارئَ كلِّ نفسٍ حيَّةٍ وراعيها،
يا مُكثِّر الأجناس في الأرض،
أنت الذي تصطَفي منها مُحبيكَ في المسيح يسوع،
ابنِكَ الحبيب، الذي به علَّمتنا وقدَّستنا ومجَّدتنا،

نسألُكَ أيُّها السيِّد: كن ستراً لنا وترساً (مز 118: 114)
أغِثِ المظلومين فينا، وارحَمِ الضعفاء
أنهِض المُتعثِّرين، وأرِ البائسين وجهك،
إشفِ المسقومين،
إهدِ الضالّينَ من شعبِكَ،
أعطِ الجائعينَ خُبزاً،
أعتِقنا من أسرِنا،
أعضُدِ الواهنينَ،
قوِّ الخائفين،
فتعرِفَ الأُمَمُ كلُّها أنَّكَ أنتَ وحدك الإله (1 مل 8: 60)
وأنّ يسوع المسيح هو ابنُكَ،
وأننا نحن شعبُكَ وغنَمُ رعيَّتِك (مز 78: 13)

أنت الذي تُظهِرُ أعمالُكَ الانتظامَ الأزليّ للكون،
أنت ياربُّ جعلتَ الأرض آهلة،
أنتَ الذي تتجلّى أميناً، على مدى الأجيال،
عادلاً في أحكامك،
عجيباً في قُدرتك وجلالك،
حكيماً في خَلقِك،
بصيراً في تدبير استقراره،
صالحاً في كلِّ ما يُرى،
أميناً لمَن يتوكَّلون عليك.
أيها الرب الحنون الرحيم (يؤ 2: 13)
إغفِرْ لنا ذنوبَنا وخطايانا،
أعفُ عن معاصينا ومُخالفاتنا،

لا تُحصِ آثامَ عبيدكَ،
بل اغسلنا في حقيقتك فنطهُر،
ثبِّت خُطانا، فنسير في قداسة القلب (1 مل 9: 4)
ونُتِمم ما هو صالح ومرضيُّ في عينيكَ، وفي عيون مدبّرينا.

أجل، أيّها السيِّد! أضيء بوجهك علينا (مز 66: 2)
من أجل خيرنا، وسلامنا،
فتكون لنا يمينك عضداً،
ويُعتِقَنا ذراعُك من كلِّ خطيئةٍ،
وتُنقِذنا من شرِّ حقد مُضطهدينا.

هبنا السلام والوثام،
مع جميع أهل الأرض،
نظيرَ ما فعلتَ لآبائنا،
يوم كانوا يتوسَّلون اسمك في الإيمان والحقّ.
واجعلنا خاضعين لاسمك الكلّيّ القدرة والقداسة،
مع حُكَّامِنا ومُدبِّرينا في الأرض.

أنت ياربُّ، بعظمة قوَّتِك التي لا توصَف،
أعطيتهم القدرة على ممارسة سلطانهم،
حتى إذا عرفوا أنهم من لدُنك نالوا المجدَ والكرامة،
خضعنا لهم، خضوعنا لمشيئتك،
هبهُمُ الصحَّة، ياربُّ، والسلام والوئام والثبات،
لكي يُتمموا، من غير عائقٍ، سلطاناً أقمتَهُم عليه.
لأنك أنتَ أيّها السيِّد، ملك السماوات مدى الأجيال،
تهبُ المجدَ والكرامة بني البشر، والسلطان على كلِّ ما في الأرض.
فوجِّه، أنت مشورتهُم بحسب ما يُرضيكَ ويَحسُنُ أمام عينيك،
حتى إذا أتمّوا، بالحِلمِ والسلام، سلطاناً أعطيتهُم، نالوا نعمتَك.

أنت وحدك قادرُ على أن تفعلَ هذه الأشياء،
وتَهبَنا أعظمَ منها وأسمى،
نشكُرُكَ عنها بواسطة الكاهن الأعظم، وراعي نفوسنا، يسوع المسيح،
الذي به نُمجِّدُك ونُعظِّمُكَ، من جيلٍ إلى جيلٍ،
وإلى دهر الدهور آمين.


المرجع: رسائل إقليمُس الروماني وإغناطيوس الأنطاكي وبوليكاربُس السميرني، نقلها إلى العربية سعد الله سميح جحا، سلسلة التراث الروحي، دار المشرق بيروت.

المصدر .. http://erinipasy.blogspot.com
/​
 
أعلى