الدخول السليم للكتاب المقدس

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0

سلام في الرب
أخوتي الأحباء الذين يبحثون عن الدخول السليم للكتاب المقدس: في الواقع الروحي واللاهوتي، أن الدخول في الكتاب المقدس دخولاً سليماً لا يأتي بمقارنة الكتاب المقدس بالميثولوجيا كما هو حادث اليوم، وتجريد الكتابات من إلهام الروح القدس وتصوير على أنها نقل من الحضارات وروحنتها لتوصيل مجرد رسالة إلهية، لأن الله لا يُرسل مجرد رسائل للبشر وهو بعيد عنها، لأن الكتاب المقدس يُظهر حضور الله وسط الأحداث التاريخية، فالله ليس ببعيد عن إنسانيتنا ولا مشاكلنا اليومية، ولا هو الإله المنعزل عن خليقته، فلو جردنا الكتاب المقدس من تاريخه وبحسب تصورتنا الإنسانية التي لا ترى الأمور كما هي معلنه بالروح في صميم التاريخ الإنساني على نحو شخصي وككل، لأننا نحاول أن نعقلن الأحداث، اي نجعلها في صيغة عقلية نتقبلها بسبب تعثرنا في المعجزات التي حدثت تفوق الطبيعة، ونحاول أن نمنطقها لكي نقنع الآخرين بشكل عقلي برسالة الله، وبذلك نخرج عن التدبير الإلهي نفسه لأننا لا نُدرك سياقه ولا واقعيته، فبذلك قد فصلنا الله عن خليقته وجعلناه بعيداً جداً عنا لا يعرفنا ولا نعرفه.
فالله لا يتعامل مع خيال،
ولا يُرسل مجرد رسائل وهو في مكان ونحن في مكان آخر، بل يتدخل في صميم التاريخ ويتنازل لمستوى ضعف الإنسان في كل زمان، لأن الله محبة، والمحبة طبيعة جوهره، مستحيل يقف موقف المتفرج ولا يُظهر أو يعلن ذاته ويتدخل في مشاكل الإنسان اليومية ويتعامل معاه، هو فقط علينا أن نُدرك طفولة الإنسان عبر التاريخ، لأن كل حقبة أو فترة الله بيغير معاملاته مع البشر، لأن الإنسان في كل عصر بيختلف طبيعة فكره حسب تصوراته وعمله وما وصل إليه من حضاره، فليس في كل حال يتقبل الإنسان معاملات الله ولا المعجزات بنفس ذات الطريقة عينها، ولا يستيطع ان يفهم إرادة الله ومشيئته ويعرف انه الإله الحقيقي بنفس ذات الإعلان والشكل والصورة في كل عصر مثل العصر الذي يسبقه، وهذه مشكلة الشراح والمفسرين، هو عدم استطاعتهم فهم سر التدبير في صميم التاريخ الإنساني ولا معاملات الله في كل عصر حسب طبيعة الحضارة الإنسانية المتغيرة من عصر لعصر.
فالكتاب المقدس كتب بالروح
وليس بأفكار الناس وتصوراتهم، وفيه معلن برّ الله على مستوى العهدين، لكن بالطبع تجلى وظهر بالإيمان بالمسيح الرب الذي أظهر قصد التدبير الإلهي، لأن الله ليس بمستعرض ولا صاحب شو إعلامي، لكنه بيتدرج مع الإنسان خطوة بخطوة لكي يصل لحياة الشركة معه على مستوى التبني في الابن الوحيد، وهذا هو قمة وغاية التدبير الإلهي أو الهدف الذي يصب فيه معاملاته كلها، لأن ليس هناك هدف لله منذ البداية إلا ان يصل للإنسان لهذا القصد، ومتى وصل لهذا القصد فأنه يدخل في سرّ التدبير ويمتلأ بالروح ويرتفع لمستوى فهم آخر بعيد تماماً عن الطرق المادية التي تعامل بها الله مع الإنسانية الساقطة والضعيفة التي لا تستطيع أن تفهم الروحيات بسبب انطفاء نور الذهن بالسقوط، لذلك المسيح الرب نفسه قال لينقوديموس:
أن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون أن قلت لكم السماويات (يوحنا 3: 12)
فالإنسان الطبيعي عنده جهاله
لا يستطيع ان يفهم الروحيات، لأنه لا يقارن الروحيات بالروحيات، بل يقارنها بالحسيات والجسديات، يدخل بعلمه لأقوال الله، ويحاول أن يفهم ويمنطق الكتاب المقدس ويشرح كيفما يرى وحسب ما تعلم وتلقن من الكتب والأبحاث، وكلها بتعبر عن طفولة روحية وعدم نضوج.
فيا إخوتي الكتاب المقدس لا يفهم ولا يُشرح
إلا بنفس ذات روح الإلهام الذي كتب به، بمعنى أن يفهم في إطار الروح والقوة وليس بكلام الإنسانية المقنع المنتشر في هذه الأيام الصعبة.
باعتذر عن التطويل
وحاولت أركز الكلام بقدر الإمكان، لكن نصيحتي للجميع ان يصبروا ويدخلوا مخدعهم وينتظروا عمل الله في قلوبهم ويطلبوا الفهم بالروح ولا يتعجلوا لا في شرح ولا تفسير، لأن الموضوع يحتاج إفراز وتمييز وإدراك روحي بإلهم الروح القدس، لأن كثيرين يشروحون ويفسرون بشكل جميل ومقنع لكنهم مفتقرين لبرهان الروح والقوة، لذلك الإنسان الناضج روحياًُ الذي عنده الحس الروحي والإدارك الرؤيوي بإعلان الروح يستطيع ان يُميز ويفرز الأمور ويفهم ما هي مشيئة الله وما هو تدبيره الحسن، كونوا معافين بقوة كلمة الحياة التي لنا في المسيح يسوع آمين.
 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
استاذي الفاضل

تحية اخوية طيبة

في البداية اقدم لحضرتك جزيل الشكر والعرفان على ما تقدمه لنا من غذاء روحي ومعنوي كبير جدا



عندي استفسار على ما تفضلت به في المقتبس ادناه :

فيا إخوتي الكتاب المقدس لا يفهم ولا يُشرح
إلا بنفس ذات روح الإلهام الذي كتب به، بمعنى أن يفهم في إطار الروح والقوة وليس بكلام الإنسانية المقنع المنتشر في هذه الأيام الصعبة.


ممكن اعرف كيف ان الكتاب المقدس لا يفهم ولا يشرح ؟

وهل يجب عليّ ان اكون كالقديس والبشير متى او يوحنا لكي افهم الكتاب المقدس ؟

طيب - انا انسان وكلامي انساني - فهل يوجد غيره ؟


مع الشكر والتقدير مقدما
دمت بكل خير وعز وبركة
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
استاذي الفاضل

تحية اخوية طيبة

في البداية اقدم لحضرتك جزيل الشكر والعرفان على ما تقدمه لنا من غذاء روحي ومعنوي كبير جدا



عندي استفسار على ما تفضلت به في المقتبس ادناه :

فيا إخوتي الكتاب المقدس لا يفهم ولا يُشرح
إلا بنفس ذات روح الإلهام الذي كتب به، بمعنى أن يفهم في إطار الروح والقوة وليس بكلام الإنسانية المقنع المنتشر في هذه الأيام الصعبة.


ممكن اعرف كيف ان الكتاب المقدس لا يفهم ولا يشرح ؟

وهل يجب عليّ ان اكون كالقديس والبشير متى او يوحنا لكي افهم الكتاب المقدس ؟

طيب - انا انسان وكلامي انساني - فهل يوجد غيره ؟


مع الشكر والتقدير مقدما
دمت بكل خير وعز وبركة

سلام لشخصك الحلو
بالطبع مش ده قصدي خالص، أنا قصدي ان الكتاب المقدس يفهم بالحس الروحي بانفتاح الذهن بالروح، وده عمل الله في القلب، بمعنى أني لازم اصلي واطلب من الله أن يفتح ذهني لأفهم الكتب، أما بالنسبة للتعليم لازم الإنسان ينال عطية الله أي موهبة الروح القدس لكي يشرح الكتاب المقدس ببرهان الروح والقوة حسب ما نال نعمة من الله.



لأن كل واحد فينا في الكنيسة له موهبته المعطاه له من الله لأجل البنيان، فبالروح يخدم ويتكلم حسب ما نال من نعمة وإلهام، يعني مش ينفع يُعلِّم أحد بدون أن ينال عطية الله كموهبة لكي تُبنى الأعضاء بناء سليم حسب قصد الله.


وطبعاً الفهم الروحي ده للجميع مش للرسل فقط، لأن الرسولية ده شيء تاني خالص ولن يوجد رسل مرة أخرى، لكن على مستوانا احنا فنحن من خلال الصلاة تنسكب علينا النعمة والله بيعطينا فهماً لكلمته لتكون حياتنا، فلما نتذوقها قوة في حياتنا الشخصية نقدر نفهم قصد الله فيها ونعيش حسب قصده المعلن لنا بالروح، فده بيتم فينا بالروح القدس سراً في أذهاننان وبذلك نفهم مشيئة الله كويس ونستوعب قصده، ده اللي اقصده طبعاً مش قصدي اننا هانبقى زي الرسل خالص ولا حتى لازم نكون مثل أعظم القديسين مفسري الكتاب المقدس علشان نفهم ونعرف قصد الله، بالعكس ممكن يكون واحد بسيط جداً حتى ولو مش مثقف ولا متعلم ويفهم كلمه لاله بعمق وقوة وتتأصل فيه وتثمر مع انه مبتدئ في الطريق الروحي وإنسان بسيط جداً في الإيمان، فنحن كأعضاء في جسد المسيح بنستوعب أسرار كلمة الله بالروح القدس الذي يعمل فينا. نعمة ربنا يسوع تفرح قلبك كل حين آمين
 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD


سلام لشخصك الحلو
بالطبع مش ده قصدي خالص، أنا قصدي ان الكتاب المقدس يفهم بالحس الروحي بانفتاح الذهن بالروح، وده عمل الله في القلب، بمعنى أني لازم اصلي واطلب من الله أن يفتح ذهني لأفهم الكتب، أما بالنسبة للتعليم لازم الإنسان ينال عطية الله أي موهبة الروح القدس لكي يشرح الكتاب المقدس ببرهان الروح والقوة حسب ما نال نعمة من الله.



لأن كل واحد فينا في الكنيسة له موهبته المعطاه له من الله لأجل البنيان، فبالروح يخدم ويتكلم حسب ما نال من نعمة وإلهام، يعني مش ينفع يُعلِّم أحد بدون أن ينال عطية الله كموهبة لكي تُبنى الأعضاء بناء سليم حسب قصد الله.


وطبعاً الفهم الروحي ده للجميع مش للرسل فقط، لأن الرسولية ده شيء تاني خالص ولن يوجد رسل مرة أخرى، لكن على مستوانا احنا فنحن من خلال الصلاة تنسكب علينا النعمة والله بيعطينا فهماً لكلمته لتكون حياتنا، فلما نتذوقها قوة في حياتنا الشخصية نقدر نفهم قصد الله فيها ونعيش حسب قصده المعلن لنا بالروح، فده بيتم فينا بالروح القدس سراً في أذهاننان وبذلك نفهم مشيئة الله كويس ونستوعب قصده، ده اللي اقصده طبعاً مش قصدي اننا هانبقى زي الرسل خالص ولا حتى لازم نكون مثل أعظم القديسين مفسري الكتاب المقدس علشان نفهم ونعرف قصد الله، بالعكس ممكن يكون واحد بسيط جداً حتى ولو مش مثقف ولا متعلم ويفهم كلمه لاله بعمق وقوة وتتأصل فيه وتثمر مع انه مبتدئ في الطريق الروحي وإنسان بسيط جداً في الإيمان، فنحن كأعضاء في جسد المسيح بنستوعب أسرار كلمة الله بالروح القدس الذي يعمل فينا. نعمة ربنا يسوع تفرح قلبك كل حين آمين


توضحت الفكرة الان بشكل افضل من السابق

ممنون من حضرتك جدا لتواصلك الكريم والطيب معي

دمت بكل خير وعز وبركة

الرب يبارك لك تعب محبتك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فرح الله يملأ قلبك مسرة دائمة لا تنقطع آمين

 
أعلى