تطهيرات الجسد من جهة الاستحمام والنظافة العامة وعلاقتها بالقداسة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
هناك بعض الأحباء يتسائلون عن تطهيرات الجسد من جهة الاستحمام والنظافة العامة وعلاقتها بالقداسة والاستعداد للصلاة وقراءة الإنجيل وحضور شركة الصلاة سواء العامة في الاجتماع أو الكنيسة وحضور القداسات الكنسية.​
عليكم يا إخوتي أن تستوعبوا أن الاستحمام نظافة للجسد ضرورية جداً، لكنها ليس لها أي علاقة بالقداسة والتقديس، وأيضاً الاستحمام تطهيراً للجسد من الميكروبات والجراثيم والتخلص من الجلد الميت وخلافه ولكنها لا تطهر القلب ولا تغسل الضمير، فينبوع التطهير ورفع ضمير الخطايا وملامة القلب هو الروح القدس وليس صنبور المياه الطبيعية، فنحن نتطهر داخلياً بفعل عمل الروح القدس فينا حسب مسرة مشيئة الله​
فمثلاً لو الإنسان زنا أو فعل اي عمل غير طاهر في عينيه، فماذا ينفعه داخلياً (من جهة الضمير والقلب) لو ظل يغتسل بالماء والصابون والمطهرات الطبيعية وسيرته كلها في الظلام، فالحرامي والنصاب والقاتل والزاني كلهم يستحمون بعد ارتكاب جرائمهم، فهل تبرروا بذلك أمام الضمير وامام الله والناس من افعالهم؟​
فالقلب لن يتطهر بغسل الجسد من الخارج، بل يحتاج لما هو اقوى ليصل لأعماق قلبه ليطهره ويُطهر ضميره من الداخل ليرفع شكايته، فالقلب هو المحتاج للغسل والضمير يحتاج للبر لكي يكون ضمير طاهر ليس فيه ملامة.​
انتبهوا لأن المسيح اتى ليبرر الخاطي ويغسل قلبه ويطهره على مستوى الداخل، لكي يصير ابيض أكثر من الثلج، من جهة الطهارة والنقاوة الداخلية، اما من جهة الخارج لو كان خلاص النفس وتطهيرها بالماء لضاع الفقراء ووضعوا في الجحيم الأبدي لأن ليس لديهم ماء به يتطهرون، أو استحمام القاتل والسارق كان طهرهم وغيرهم وجعل سلوكهم أفضل وتوبتهم أقوى، فيا إخوتي الله لا يعاملنا على مستوى الخارج بل الداخل، لأن ماذا ينتفع الإنسان لو صار جسده كله طاهراً وشكلة صار رائعاً وقلبه وبالتالي فكره دنساً، فأي فائدة تُرتجى من إنسان شكله رائع كالقبر المُبيض من الخارج بلون أبيض ناصع وبهي الجمال أمام الجميع، ومن الداخل كله عظام نخره وأجساد فاسدة يأكل فيها الدود ويعشش فيها الحشرات ويخرج منها كل رائحة نتنه.​
فنحن نصلي لكي نتطهر داخلياً لأن كل إناء ينضح بما فيه، ولا ينظر الله لا لحلاوة المنظر ولا لجمال الشكل إنما للقلب، لأن عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام وكل شيء عريان ومكشوف أمامه، فاسعوا لتطهير الداخل أكثر جداً من الخارج، لأن الداخل أهم لأنه مكشوف أمام الله، أما الخارج ينتهي عند حدود الجسد وفترة الاستحمام، فيه راحة للجسد تنضح - بالطبع - على نفسية الإنسان، لكنها لا تنضح على قلبه ولا حرية فكره ولا تستطيع تغييره داخلياً ولا تجدد ذهنه، فالمسيح اتى ليغيرنا ويجدد طبعنا على حسب صورته هوَّ، فنحن نأتي إليه في الصلاة لكي نتطهر ونغتسل داخلياً فنتغير ونتقدس لكي نعاين مجده، لأن الغرض من نقاوة القلب والتطهير الداخلي أننا نعاين النور البهي النقي الذي لله الحي، ونحن نقترب من الله لا باستعداد الجسد إنما باستعداد القلب عن طريق التوبة وطلب النعمة الإلهية المُخلِّصة للنفس.
فنحن نستطيع وقادرون على أن نُطهر الجسد مما تعلق به من أوساخ وقذورات، لكننا لن نستطيع بماء الصنبور أن نغسل قلوبنا وضمائرنا ونغير شخصيتنا ونمحو خطايانا وآثم دنس الأفكار الباطلة التي تأتي علينا ونقبلها، بل دم يسوع المسيح ابن الله الحي يطهرنا من كل خطية، فالروح القدس بنقل لنا طهارة يسوع ويعطينا، لذلك مكتوب: اغسلي من الشر قلبك يا أورشليم لكي تخلصي، إلى متى تبيت في وسطك أفكارك الباطلة (إرميا 4: 14)

_____ إضافة بسيطة للذين لم يقرأوا الموضوع في سياقة السليم _____
(وهذا ما حدث عند عرض الموضوع في الفيسبوك)

يا إخوتي نحن لا نتطهر بحسب فكر الأمم الغرباء عن الله
ولا بمنطق الناس وفكرهم، بل نتطهر بكلمة الحياة الخارجة من فم الله حينما نقبل نورها لكي يُشرق في قلبنا من الداخل فتتبدد ظلمتنا ونستنير بنور إشراق وجه الله بقوة نعمته المخلِّصة، فمن الجميل أن تذهب للكنيسة نظيفاً وهذا ما يفعله الجميع بلا أدنى شك، في الكنائس كما في الأفراح والمناسبات أيضاً، وهذا يفعله الجميع - على مستوى العالم وفي جميع الأديان والعقائد والأفكار - سواء ناس شرفاء أم غير شرفاء، أو قديسين او ليس لهم في الطريق الروحي من الأساس ولا يوجد علاقة بينهما وبين الله، وايضاً يفعله الكثير من الناس في الأوقات العادية، لأن من هو الذي لا يستحم أو يحتاج أن ينبهه أحد على هذا الأمر الطبيعي جداً، لكن هذا ليس محل سرور الله، فما هي الفائدة التي تُرتجى من تطهير الجسد من الخارج ولبس أجمل الثياب ووضع أروع العطور وأغلاها، والقلب مملوء من كل دنس والحياة كلها في الظلام، لذلك علينا أن نستفيق من غفوتنا ونصحى للبرّ ولا ننظر للأمور بمنظور الناس المتغربين عن بر الله بالإيمان بيسوع المسيح، لأن الله يهمه نظافة قلبك وطُهر ضميرك وليس جسدك، لأنه جلس مع الفقراء وأصحاب الثياب البالية الرثة، ولم يهتم بشكلهم بل بقلبهم، فتعقلوا وافهموا الإنجيل وقصد الله.
+++ واعلموا يقيناً انني لا أدعو أحد أن يكف عن الاستحمام
هذا أمر لا يصح أن نتكلم فيه من الأساس بل مخجل أن نذكره أو حتى نلمح إليه، أفهموما وافتحوا آذان قلوبكم لا عقولكم وادركوا الإنجيل وبلاش أفكار غريبه بعيدة عن القصد، أفهموا قصد الله لأنه مكتوب: اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ (أشعياء 1: 16)، فالرب لا يهمه مظهرك بل قلبك لأنه الأهم والأعظم، فانتبهوا لحياتكم وطهروا قلوبكم واغسلوا ضمائركم ولا تجعلوا عدو الخير يجعلكم تنظروا للموضوع بشكل معكوس لأن هذا حوَّل روحي خطير كفيل ان يجعلكم تفقدوا روح المسيح، ولنصلي بعضنا لأجل بعض؛ كونوا معافين
 
التعديل الأخير:

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
2,999
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
المشكلة يااستاذ ايمن ان الناس من قلة معرفتهم واطلاعهم بقوا بيخلطوا ما بين ايمانا المسيحى وتعاليم انجيلنا وبين عادات معروفهوفى المجتمع ممكم تكون متخصناش ولا تنتمى لانجيلنا وهما بيمارسوها على اساس انها تعاليم مسيحية
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
مهي دية المشكلة، الحقيقية التعليم تاه وسط زحمة الإعلام والأفكار الغريبة عن روح إنجيل الخلاص وشفاء النفس، ومعظم الناس بقت تنظر للخارج وتنسى التعليم المسيحي النقي الذي يدعو لطهارة ونقاوة القلب من الداخل لا الأجساد من الخارج.. ربنا يعطي شعبه فهماً ووعياً روحياً ليعودوا يستقوا من ينبوع الحكمة كلمة المشورة، كلمة الله التي هي روح وحياة.
 
أعلى