اغلب الشر بالخير

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
اغلب الشر بالخير

كيف يمكن للخير ان يغلب الشر ؟ كيف يمكن للمحبة ان تغلب الكراهية ؟ كيف يمكن للمسالمة ان تنتصر على العدوان ؟ كيف يمكن للمسامحة ان تنتصر على الانتقام ؟
قال ابراهام لنكولن : ان افضل طريقة تغلب بها عدوك هي أن تجعله صديقا ً لك . يقول الكتاب المقدس في رسالة رومية 12 : 19- 21 " لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ . لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." . كثيرا ً ما يظن الناس ان الشر هو قوة ٌ هائلة ولا يمكن للخير الذي هو بنظرهم ضعيف ان يقف في وجه الشر أو ينتصر عليه ، لذا يقولون : إن لم تكن ذئبا ً اكلتك الذئاب ، مع العلم ان الرب يسوع الذي يقول عن نفسه انه الراعي الصالح لا يرعى ذئابا ً بل خراف . لا مكان للذئاب في قطيع المسيح . قال الرب يسوع لتلاميذه : " اِذْهَبُوا! هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ. ( لوقا 10 : 3 ) . يقول ايضا ً الكتاب المقدس : " انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ ." ( 1 تسالونيكي 5 : 15 ) . هذه هي مسيحية الكتاب المقدس ، لكن ما زلنا نسأل : كيف يمكن للخير أن يغلب الشر ؟ سنجيب على هذا السؤال بهذه القصة الحقيقية :
كان هناك شاب مؤمن تعوّد ان يركع كل ليلة ٍ قرب سريره ويصلي قبل ان ينام . انخرط هذا في سلك الجندية لكنه لم يغير عادته في الصلاة كل ليلة . تعرض للكثير من الهزء والسخرية من جميع رفاقه وكثيرا ً ما كانوا يرمونه وهو يصلي بقطع ٍ من ثيابهم ويطلقون صيحات عالية لكي يزعجونه أو ينادونه بالقاب رجال الدين للسخرية ، لكن كل هذا لم يؤثر عليه لأن ايمانه كان قويا ً وراسخا ً . في ذات ليلة ٍ بينما كان كعادته يصلي بعد ان عاد مع زملائه من مسيرة ٍ طويلة ٍ وشاقة ، اذا بأحد رفاقه يحمل حذائه الثقيل الذي كان مليئا ً بالطين من جراء مسيرة ذلك اليوم في الحقول الموحلة ويرمي به الشاب المؤمن على رأسه بواحد ٍ من الجهة اليمنى وآخر من الجهة اليسرى . لم يجب المؤمن ببنت شفة بل وضع الحذاء بجانبه واكمل صلاته ُ ثم أوى الى فراشه بكل هدوء . عندما نهض رفيقه ُ في اليوم التالي الذي كان قد رماه بالحذاء الموحل ، وجد هذا حذائه بقرب سريره منظفا ً ومدهونا ً وملمعا ً . لم يصدّق عينيه ، شعر بتبكيت ٍ شديد ٍ حتى انه ذهب الى رفيقه المؤمن وطلب من المسامحة متأسفا ً على ما بدر منه من اساءات ٍ نحوه . لكن الجميل في هذه القصة ان هذا الشاب الذي كان يترأس حملات الهزء والاضطهاد على الشاب المؤمن طلب أن يسمع عن المسيح لأن قلبه القاسي لم يعد يحتمل قوة المحبة والمسامحة فذاب امام نور الخير والايمان . بعد شهور ٍ قليلة ٍ طلب هذا من الشاب المؤمن أن يصلي معه ُ ، فطلب الخلاص من الرب يسوع المسيح واصبح هو ايضا ً يركع ُ كل ليلة ٍ قرب سريره ويصلي قبل ان ينام . تأثر بقية الجنود مما حدث وراح الواحد بعد الآخر يستفسر عن محبة المسيح وخلاصه ِ وغفرانه ثم تحولت تلك الخلية العسكرية الى كنيسة ٍ صغيرة حيث ينعقد فيها كل ليلة اجتماع صلاة .
هل تظن بعد ان قرأت هذه القصة ان باستطاعة الخير ان ينتصر على الشر ؟ ايهما افضل ان تنتقم لنفسك ام أن تسلم امرك للقائل : " لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. " ( رومية 12 : 19 ) هل يصعب عليك ان تجازي الشر بالخير ؟ هل اختبرت نعمة الرب وقوته في حياتك لكي تستطيع ان تغلب الشر ؟ هل اختبرت خلاص المسيح وغفرانه ُ لك لكي تستطيع ان تغفر للآخرين ؟ اطلب قوة ً من الأعالي لكي تستطيع ان تغلب الشر بالخير كما فعل ذلك الجندي المؤمن .
 
أعلى