الحقيقة الدينيه والاسطورة

عابد يهوه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
1,283
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
في الكتابات الدينيه الاسطورة نجد ان كاتب الاسطورة لا يقول لك ان ما يكتبه هو حقيقة .. ولا يقول لك ايضا ان ما يكتبه هو خيال .. لان قصده هو ان يقدم لك ابداع بشري يجسد الواقع في صورة خيالية ..

ودراسي الكتابات الاسطورية يقولوا ان كاتب الاسطورة لا يعطيك اي شئ تستطيع من خلاله ان تتبعه لتعرف مصداقية الاخبار الموجوده فيها .. مثل اسماء مدن ومناطق وبلاد وشخصيات معروفة واحداث تاريخيه .. الخ .. لانه لا يكتب حقائق وانما مجرد خيال اسطوري وابداع بشري .

قال G. K. Chesterton احد اعظم مفكري الانجليز في القرن العشرين ان الخرافة دائما ابسط من الحقيقة لان الخرافة مهما تعقدت هي انتاج العقل البشري اما الحقيقة فهي اتيه من عقل متجاوز للعقل البشري ..

فالحقيقة دائما تكمن في تعقيدها وصعوبتها التي تفوق تصور العقل البشري لان الحقيقة معقده للغايه ولا يوجد شي حقيقي والا يتسم بقدر مخيف من التعقيد ..
قال c.s.lewis استاذ الادب الانجليزي في اكسفورد وكامبردج .. ان اردت العمق لا تشتكي من عدم بساطة الحقيقة .

ويبقى وجود الاسطورة هو اروع برهان على وجود الحقيقة .. ففي الاساطير المختلفه هناك شئ هام للغايه اتفقت عليه تقريبا كل الاساطير القديمة سواء المصرية او البابلية او الاغريقية .. تتفق مهما اختلفت على شيئين .. الاول هو وجود حياة مع الموت .. والثاني هو وجود مخلص فائق القدرات ليس كباقي البشر ينقد البشرية من المازق الحاضر والمستقبلي..

فكل البشر في اعماقهم رفض لهذا الموت الذي يسود الجميع .. ولا يتصوروا ان يكون الموت هو النهاية فيباد كل شئ وينتهي ونصل الى الفراغ والعدم واللاشئ ..

Martin Heidegger الفيلسوف الالماني قال يعيش البشر باستمرار تحت هذا المهدد المرعب انهم دخلوا العالم بدون ارادتهم وسيخرجوا من العالم رغما عنهم بكارثة اسمها الموت ..

ولرؤية البشر ان الجميع يعانون من نفس المازق والجميع يخافون الموت .. تصوروا ان هذا المخلص لا يجب ان يكون انسانا عاديا لانه سيعاني مما سيعانية البشر ويخاف مما يخافه البشر .. فاشتهوا ان ياتي المخلص من خارج الدائرة البشرية .. وهي رغبات رد فعل منطقي صحيح لواقع حقيقي .. مع ابداع العقل البشري بدا العقل البشري يتصور كيف يحصل هذا الخلاص ومن هنا اتت كل الاساطير .. فالاسطورة هي صياغه ادبية لرغبة عميقة في القلب البشري نشات من واقع حقيقي يؤلم البشر دفعهم لتخيل هذا النوع من الخلاص والذي صاغوه في صورة اسطورة .. وكون البشر الفوا هذا النوع من الاسطورة كتخيل منهم يلبي رغبتهم في خلاص من مازق حقيقي لا يلغي حقيقة احتياج البشر له ولا يمنع تدخل الاله بقصه حقيقة ومخلص حقيقي يخلصهم من المازق الحاضر الذي هو الموت والمازق المستقبلي الذي هو الفناء والعدم .. والمشكلة التي تخيلوا حلها هي مشكلة واقعيه موجودة والرغبه في قلوبهم للخلاص هي رغبة حقيقة وان كان هناك اله اوجد هؤلاء البشر الذين يبدعون هذه الاساطير وان كان اله يحبهم ويعبأ بالماساه التي يعيشونها اقل شئ اخلاقي يتحتم على هذا الاله فعله ان يرسل اليهم مخلص ..

قالت Dorothy Sayers الشاعره والفيلسوفه والمفكره الانجليزية اذا كان يوجد حقا اله خلق هذا العالم وهذا الاله الصالح والحكيم لديه اسباب لا نستطيع ان نعرفها ادت الى هذه الماساه التي يعيشها البشر فاقل شي اخلاقي يتوجب هذا الاله ان يفعله ان ياتي الى خليقته ويذوق ما يذقوه من معاناه والم .
 
التعديل الأخير:
أعلى