الواقع الافتراضي والواقع المعزز

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,264
مستوى التفاعل
1,715
النقاط
76
برزت العديد من التقنيات الحديثة في عصرنا الحالي والتي كانت في يومٍ من الأيام مجرد ضربٍ من الخيال. من ضمن هذه التقنيات تقنية الواقع الافتراضي، التي تنقلك من العالم الواقعي إلى عالمٍ آخر مبني على الخيال تعيشه كأنك في الواقع، تتحكم به وتتحرك فيه بحرية لدرجة تُثير لديك الشك بأن ما تراه مجرد خيال!

واقع افتراضي

إلى جانب هذه التقنية العظيمة التي استُعملت في مجالات مختلفة، برزت تقنية أخرى موازية لها عُرفت باسم الواقع المعزز AR. تقنية جديدة قلبت موازين الحياة الواقعية بقدرتها على إضافة تفاصيل عديدة إلى عالمك الحقيقي. وبين الواقع الافتراضي والواقع المعزز، هناك اختلافات شاسعة رغم تقارب المصطلحات.

في هذا المقال، نصحبك في جولة تعريفية ممتعة وأبرز الفروقات بين تقنيّتيْن عظيمتيْن باتتا تُستعملان بشكلٍ متزايد في التكنولوجيا، وتُبنى على أساسها العديد من الأجهزة في محتلف المجالات، كالطب والفضاء والتعليم….إلخ.



الواقع الافتراضي Vs الواقع المعزز !
الواقع الافتراضي الواقع المعزز

ما هو الواقع الافتراضي Virtual Reality ؟
يُمكن إجمال الأمر بأن الواقع الافتراضي هو عالم يصنعه الحاسوب بطريقة مجسّمة ثلاثية الأبعاد، بحيث يُمكنك أن تتحرك فيه وتعيش مغامرات عديدة خلاله بالاستعانة ببعض الأجهزة التقنية المرافقة، كخوذة الرأس المخصصة أو النظارات والسماعات وقفازات خاصة تُمكّنك من مسك الأشياء في عالمك الوهمي.

واقع افتراضي

يتم تطوير تقنية الواقع الافتراضي من خلال برمجيّات متطوّرة تُحاكي ألعاب الفيديو، مع اختلافٍ واحد، وهو أنك جزء من هذه اللعبة! حيث يُمكنك أن تتحكم فيما تراه وأنت داخل اللعبة أو الفيديو بواسطة نظارات الواقع الافتراضي VR headset التي توفّر لك هذه التجربة مع الاستعانة بتطبيقات خاصة تدعم هذه التقنية VA apps يُمكن تحميلها من خلال الحاسوب أو الهاتف.

في العالم الافتراضي، أنت محكومٌ بالحدود المحيطة. بمعنى أنك لن تتمكّن من الذهاب أبعد من المشاهد التي يُوفرّها الواقع الافتراضي. كما أنك لن تتمكّن من التفاعل مع العالم الحقيقي طالما أن نظارة الواقع الافتراضي على رأسك والتطبيق لا يزال يعمل. ولا يُمكنك أن تخرج من عالمك الوهمي سوى بخلع نظارة VR أو إغلاق التطبيق الذي وفّر لك البيئة المجسّمة الوهمية.

واقع افتراضي

اليوم، العديد من تقنيات الواقع الافتراضي أصبحت متاحة في الأسواق وبأسعار تنافسية. من أشهر هذه الأجهزة التقنية، نظارة Oculus Rift التي تعتمد على أجهزة الحاسوب لتوفير البيئة ثلاثية الأبعاد. تُتيح النظارة مشاهد بزاوية رؤية 360 درجة وبوضوح 1080 بيكسل، وعرض بنسبة منخفضة بتقنية OLED.

جهاز آخر شائع الاستعمال في تقنية VR وهي نظارة Samsung Gear VR، والتي تُوظّف تقنيات سامسونج في العرض مثل هاتف Note 4، الذي يُستعمل لتوفير برمجيّات الواقع الافتراضي لنظارة Gear VR، ثم يتمتّع المستخدم بتجربة VR بدقة (2560*1440 بيكسل) ورؤية بزاوية 96 درجة ومعدّل تحديث 60 هيرتز. المميّز في هذه النظارة أنها منخفضة السعر ما يجعل امتلاكها سهلًا، خاصةً إن كُنت تمتلك هاتف Note 4.

اقرأ أيضًا: كيف تعمل تقنية الواقع الافتراضي ؟



ما هو الواقع المعزز Augmented Reality؟
على الجانب الآخر، برزت تقنية حديثة أخرى تُشبه إلى حدٍ كبير تقنية الواقع الافتراضي، لكن مع اختلاف جوهري بارز، وهو أن المستخدم سيتمكّن من رؤية مشاهد وهمية في محيطه الحقيقي بعرض 2D و 3D، حيث تندمج المشاهد مع الواقع الحقيقي للمستخدّم لتُنتج ما يُعرف بالواقع المعزز أو AV.

واقع معزز

يُمكن توظيفة هذه التقنية في عرض بعض المعلومات والتفاصيل عن أشياء حقيقية في العالم الحقيقي. مثل عرض درجات الحرارة للمدن على خريطة افتراضية تظهر للمستخدم في عالمه الحقيقي، أو عرض أماكن وجود المطاعم في منظور حقيقي للمستخدم بعرض 3D وهكذا.

تمامًا مثل VR، فإن تشغيل AR يحتاج إلى تطبيقات خاصة وبرمجيات متخصصة تدعم هذه التقنية. هذه البرمجيات تعمل على دمج الواقع الفعلي للمستخدم مع تفاصيل وهمية ولا تفصله عن الواقع، على عكس تجربة VR التي تنقل المستخدم إلى عالم منفصل تمامًا عن عالمه الحقيقي.

واقع معزز

من المُذهل أن تقنية AR تم توظيفها في العديد من الأشياء، أكثرها شهرةً الألعاب مثل لعبة بوكيمون جو، لكن من خلال شاشة الهاتف المحمول وليس نظارات خاصة. حيث تظهر لك البوكيمونات في نفس البيئة المحيطة بك! كما تم استخدام AR في العديد من أفلام الخيال العلمي، مثل فيلم Wall-E وبعض أفلام هوليوود مثل Avatar، Iron ، Minority Report.

واقع معزز

أما عن الأجهزة الحديثة التي تدعم هذه النظرية، نظارة Hololens من مايكروسوفت التي يُميّزها أنك لن تحتاج لإقرانها بأي أجهزة خارجية لبدء تجربة الواقع المعزز. فهذه النظارة تضم حاسب holographic في العدسات يخلق لك تجربة تفاعلية ثلاثية الأبعاد في عالمك الحقيقي.

المذهل في الأمر أن كلا تقنيّتي VR و AR ليستا وليدتا العصر الحالي، إنما ظهرتا منذ منتصف القرن الماضي، لكن بأساليب مختلفة نظرًا لافتقار التكنولوجيا في ذلك الوقت للعديد من الأجهزة الحديثة التي تدعم كلا التقنيّتين.

حيث كانت كلا التقنيّتيْن تُستعملان بطريقة أبسط وأقل تطورًا في محاكاة الواقع لأغراض التدريب العسكري أو الطبي أو في مجالات الفضاء وتدريب الروّاد على المهمات في الفضاء الخارجي.
ما هي تقنية الواقع الافتراضي virtual reality؟

في تقنية الواقع الافتراضي يمكن للمستخدم تجربة الدخول في معركة قتالية أو مباراة لكن في قلب المنزل، حيث يمكن لهذه التقنية أن تنتج محاكاة لتجربة المباريات أو الحروب القتالية باستخدام الحاسبات التي تنشأ محيط 3D يمكن للمستخدم أن يكون جزء في هذه التجربة، كما يمكنه التنقل فيها، والتفاعل أيضا من خلال أجهزة خاصة تدعمه للاندماج أكثر في التجربة، وهي في الغالب عبارة عن نظارات للواقع الافتراضي أو وحدات تحكم باستشعار للحركة.

وتقوم تجربة الواقع الافتراضي على عناصر أساسية وهي الأجهزة والبرمجيات، حيث يمكن للأجهزة أن تدعم عرض مشاهد الواقع الافتراضي للمستخدم عن طريق برمجيات تحاكي ألعاب الفيديو باختلاف رئيسي وهو أن تكون أنت جزء من أحداث اللعبة، حيث يمكن للمستخدم أن يتمتع بالتجربة عن طريق نظارة الواقع الافتراضي VR headset، وتحميل تطبيقات الواقع الافتراضي VR app ليدخل الى تجربة متكاملة.



الا أن تجربة الواقع الافتراضي تجربة محدودة تركز بشكل أساسي على العالم المحيط بالمستخدم، فلا يمكن للمستخدم الذهاب الى محيط أكبر من المشاهد المحددة في الواقع الافتراضي، كما لا يمكن أن ينفصل المستخدم عن الواقع الافتراضي الا بغلق التطبيق، أو رفع نظارة الواقع الافتراضي، لذا لا يمكن للمستخدم الانفصال عن التجربة والخروج لتصفح سريع للهاتف مثلا الا إذا أردت أن تخرج من التجربة تماما وخلع نظارة الواقع الافتراضي، حيث يحيط الواقع الافتراضي بالمستخدم بشكل كامل في التجربة، أي لا تظهر أي مشاهد من الواقع الفعلي المحيط بالمستخدم.

oculus -vr rift

أمثلة على تجربة الواقع الافتراضي

مرت بضع سنوات الى الأن على ظهور تقنية الواقع الافتراضي، حيث طورت خلال هذه الفترة العديد من تقنيات الواقع الافتراضي بأسعار متفاوتة للمستهلك، وكانت نظارة الواقع الافتراضي Oculus Rift أحدث التقنيات التي قدمت مؤخرا.

وتحتاج نظارة Oculus Rift الى أجهزة الحاسبات ليتمتع المستهلك بتجربة الواقع الافتراضي، وهي بعكس التجربة التي تقدمها العديد من الشركات الأخرى والتي من بينها شركة جوجل Google التي فضلت استخدام الهواتف الذكية لدعم تجربة الواقع الافتراضي للمستهلك، لتكون تجربة الواقع الافتراضي في النهاية متاحة لكافة المستويات في قطاع المستهلكين.



ومن نظارات الواقع الافتراضي المتاحة في الأسواق الأن Oculus Rift، وهي نظارة التقنية الخاصة بالفيس بوك، كما أنها أحد التقنيات الفريدة، التي يمكنها الاتصال بمنافذ DVI أو منفذ USB أيضا في الحاسبات، كما أنها تقدم تتبع لحركة رأس المستخدم لنقل مشاهد 3D الى الشاشة الخاصة بهذه التقنية.

ويتميز النموذج الأخير من نظارة Rift، بعرض مشاهد برؤية 360 درجة، بدقة للعرض 1080 بيكسل، مع عرض بنسبة منخفضة بتقنية OLED، أيضا تم تحسين تقنية التتبع في النظارة، كما أصبحت أخف حجما في النموذج الأخير، مع تجربة صوتية مجسمة لتعزيز تجربة الواقع الافتراضي، أيضا هناك Oculus Share وهو محتوى خاص بنظارة Rift يمكن مشاركته، وسيتم بدء شحن النظارة الى المستهلك في نهاية شهر أبريل بسعر 599 دولار، كما لا تتخطى الطلبات أكثر من نظارة واحدة لكل مستخدم.

نظارة Samsung Gear VR من سامسونج، وهي تستخدم تقنية سامسونج في العرض والمعالجات أيضا، لدفع تقنية الواقع الافتراضي في نظارة Gear VR، حيث يمكن استخدام هاتف Note 4 مثلا في عرض تجربة الواقع الافتراضي عن طريق اقران نظارة Gear VR بمنفذ Micro USB الخاص بالشحن، حيث يمكن للمستخدم عندها أن يتمتع بتقنية الواقع الافتراضي بدقة عرض 2560 في 1440 بيكسل Super AMOLED، بمعدل تحديث 60هيرتز، ورؤية بمشهد 96 درجة، وهي متاحة بسعر 199 دولار، حيث تسيطر على الأسواق في الفترة الحالية.

Augmented-reality

ما هو الواقع المعزز augmented reality؟

هي تجربة تحاكي الحاسبات الا أنها تنقل المشاهد بعرض 2D أو 3D في محيط المستخدم، حيث يتم دمج هذه المشاهد بعرض يندمج مع المشاهد الواقعية المحيطة بالمستخدم، لخلق واقع عرض مركب.

ويمكن للمستهلك أن يستخدم تقنية الواقع المعزز AR، لتظهر معلومات أو بيانات عن طريق طبقات مشاهد تظهر للمستخدم في الواقع الافتراضي، حيث يمكن أن يستكشف المستخدم على سبيل المثال مواقع المطاعم التي توجد في محيطه، ويظهر كعرض 3D للمستخدم في الوقت الحقيقي بتزامن مع سير المستخدم في الطرق.



وتحتاج تقنية الواقع المعزز augmented reality أيضا الى برمجيات لدعم تشغيل هذه التقنية، كما تحتاج أيضا الى قوة لدفع عرض المشاهد في الواقع المعزز، حيث يعد الواقع المعزز نفسه أحد الألعاب أو التطبيقات البرمجيات التي صممت من قبل المطورين، الا أنها تقنية تندمج مع الواقع الفعلي ولا تفصل المستخدم بشكل تام عن المحيط الخاص به وهي بذلك تختلف عن تقنية الواقع الافتراضي التي لا تظهر فيها أي مشاهد من الواقع الفعلي بل تفصل المستخدم بشكل تام عن الواقع.

وقد استخدمت تقنية الواقع المعزز في بعض أفلام هوليوود، فعلى سبيل المثال استخدمت في أفلام Avatar، Minority Report، Iron Man هذا الى جانب فيلم Wall-E أيضا، كما دخلت عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت Microsoft الى تقنية الواقع المعزز بتطويرها نظارة HoloLens AR، والتي من المقرر أن تنطلق الى الأسواق خلال عام 2016.

على عكس الواقع الافتراضي فان تقنية مايكروسوفت في نظارة HoloLens AR تختلف عن نظارة Oculus Rift أو نظارة سوني Morpheus، فتقنية مايكروسوفت ستتيح للمستخدم السير على كوكب مارس مثلا ورؤية المحيط بالكوكب من حوله بعرض 3D، الا أنك أيضا ستشاهد الأشخاص المحيطين بك في الواقع الفعلي من خلال عدسات النظارة holographically-printed lenses، التي تدعم النظام ليكشف محيط المستخدم أيضا.

Microsoft- Hololens

وتعد نظارة مايكروسوفت Microsoft Hololens، عبارة عن حاسب holographic في نظارة تدعم المستخدم لرؤية وعرض المشاهد في قلب المحيط الواقعي للمستخدم، هذا الى جانب أن تقنية مايكروسوفت Microsoft لا تحتاج الى أن يتم اقرانها الى أي من الحاسبات عن طريق الوايرلس، حيث يمكن للعدسات الخاصة بالنظارة أن تخلق تجربة غامرة لبيئة 3D مع صوتيات ذات تقنية عالية لدعم المستخدم في الحصول على تجربة تفاعلية مثيرة.

تأتي أيضا نظارة HoloLens من مايكروسوفت Microsoft مع وحدة معالج مركزية للتشغيل ورقاقة معالج رسوم أيضا راقية، الا أنها لم تطلق الى الأن الى المستهلك، لكن النسخة قيد التطوير تصل الى 3,000 دولار.

أيضا تعد نظارة جوجل Google Glass التي أطلقت في عام 2012 أحد تقنيات الواقع المعزز، والتي يمكن أن تكون نظارات تقليدية للمستخدم أيضا، وعلى الرغم من عدم انتشار هذه التقنية لدى قطاع المستهلكين، الا أن بعض التسريبات التي خرجت مؤخرا تشير الى مضي جوجل في تطوير النظارة من جديد.
الموضوع منقول للامانة
 
التعديل الأخير:
أعلى