هكذا قالو لها أنتِ حامل بطفل برأسين وأطراف زائدة ويتوجب عليك الإجهاض

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,067
مستوى التفاعل
5,425
النقاط
113
119739703_10223642158020701_2659830104890632751_o.jpg

أنتِ حامل بطفل برأسين وأطراف زائدة ويتوجب عليك الإجهاض
هذا هو التشخيص الذي واجهته روزا سيلفا سنة ١٩٨٤ في تشيلي، لكنها رفضت الإجهاض وقبلت مشيئة الله التي كانت أن في رحمها كاهنين لأبرشية فالبارايسو الكاثوليكية هما التوأم المتطابق ومنذ العام ٢٠١٢ الأب باولو والأب فيليبي ليزاما.
لم تكن روزا وزوجها هومبرتو يتخيلان قبل ٣٦ سنة أنهما سيكونان والدين لتؤام من الكهنة، فعندما ذهبت روزا لإجراء فحص طبي بعد أن علمت بحملها، أجرى الطبيب فحصاً بالموجات فوق الصوتية واعتقد أنه يرى على الشاشة طفلاً مشوهاً وربما في أحسن الأحوال توأم ملتصق غير قابل للانفصال، وهو حمل من الناحية الطبية يمكن أن يعرّض حياة الأم للخطر دون ضمان حياة الجنين، فأوصى الطبيب بالإجهاض العلاجي كحل آمن.
روزا لم ترغب بالإجهاض وقررت رغم الخطر على حياتها أن لا تسلب فرصة الحياة من الجنين الذي في رحمها فقط لأنها تستطيع أن تقرر بينما هو لا يستطيع.
اليوم تخبر الأم أنها غير متأكدة مما إذا كان الطبيب قد أساء ربما تفسير الموجات فوق الصوتية، لكن ما هي متأكدة منه هو أن الله تدخل ورزقها توأم سليم.
ولد التوأم بصحة جيدة في ١٠ أيلول ١٩٨٤، فيلبي ثم بعد ١٧ دقيقة باولو، ولديهما أخت تكبرهما بأربع سنوات واسمها باولا.
يقول الأبان التوأم إنهما يشعران دائماً بالحب والمودة والحنان عندما يفكران في قلب والدتهما التي كانت على استعداد لتقديم حياتها من أجلهما.

لم يكن طريق فيلبي وباولو من الولادة إلى الكهنوت سهلاً، فعلى الرغم من نشأتهما في عائلة كاثوليكية إلا أن حماسهما للعب كرة القدم كان يعيق حضورهما قداس الأحد، وعندما بلغا من العمر ١٤ عاماً انفصل والداهما.
عندما بلغا ١٦ سنة انخرطا في الكنيسة أكثر من قبل وبقيا مع ذلك من عشاق الرياضة، ثم التحقا بالمدرسة الكهنوتية في سن الثامنة عشرة.
الانضمام إلى الرهبنة الكهنوتية لم يكن قراراً مشتركاً اتخذاه، مع أنه معروف عن التوائم أنهما يتشاركان بالأسرار والقرارات، إلا أن كل من فيلبي وباولو حافظ على خصوصية قراره، لأنه لم يكن يرغب في التأثير على قرار الآخر.
انجذب كل منهما إلى الكهنوت بطريقته الخاصة، على الرغم من أن النتيجة النهائية كانت واحدة، ويقول باولو:

لا أعرف أي واحد منا حصل على دعوته أولاً، أعتقد أن الله دبّر الأمور بشكل جيد للغاية، لكيما يحمي حرية استجابتنا للدعوة.
الأب فيلبي بدوره يقول:

الله يريدنا أن نكون سعداء، والكهنوت هي دعوة جميلة تسعدنا كثيراً.
ليتابع الأب باولو:
إن يسوع والكنيسة والعالم بحاجة إلينا، لكنهم لا يحتاجون فقط إلى أي عدد من الشباب، بل إلى شبان تشع فيهم حقيقة الله بطريقة تنعكس على حياتهم فتُظهر ابتسامتهم الأمل ونظراتهم الإيمان وأفعالهم الحب.
يثق التوأم بالعناية إلهية وأن الله دعاهما منذ الأزل، وجعل حب أمهما وتضحيتها من هذا الأمر ممكناً، وفي هذا الصدد يقول الأب باولو:
كيف لا ندافع عن الحياة؟ وكيف لا نبشّر بإله الحياة؟ قصة ولادتنا تعطيني اندفاعاً وتضيف حيوية على دعوتي. أنا مقتنع بما أؤمن به وبما أنا عليه وبما أتحدث عنه بفضل نعمة الله.
بعد عشر سنوات من الدراسة والإعداد، تمت سيامة التوأم كاهنين في يوم واحد في ٢٨ نيسان ٢٠١٢ في كاتدرائية فالبارايسو.

ويقول الأب باولو:
يخلط الناس بيننا لأننا توأم متطابق وأتظاهر أحياناً بأنني أخي، وتضحكني الطريقة التي يتفاعل بها الناس، لكنها على كل حال شقاوة التوائم، وهي ميزة يجب الاستفادة منها، ومعظم الناس لا يلاحظون أن أحدنا أعسر والآخر أيمن.
إن أساليب الله مختلفة عن أساليب البشر، فروزا وهومبرتو واجها قراراً صعباً وكان بإمكانهما اختيار طريق أسهل كان سيتعارض مع مشيئة الله، لكنهما اختارا أن يثقا بالله وأن يحترما الحياة ويرحبا بعطية الخالق كيفما كانت، وعندها أراد الله أن يبارك هذا الإخلاص والإيمان بتقديم هدية للوالدين وللكنيسة.
119746007_10223642163340834_8674254498739724769_n.jpg



119783824_10223642161020776_914497215060119238_n.jpg
 
أعلى