الرد على فيلم شفرة دافنشي الذي عرض 2006

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
13,131
مستوى التفاعل
1,680
النقاط
76
ا
9415987348.jpg

لطالما كانت لوحة العشاء السري مصدر الهام الهرطقة والاكاذيب لدافنشي نفسه والذين كتبوا رواية شفرة دافنشي ومنها صنع الفيلم شفرة دافنشي
صورة الشخص الجالس على يمين المسيح ليس مريم المجدلية بل صورة يوحنا الحبيب اذ كان جميل الوجه يشبه وجهه وجه فتاة جميلة وهكذا صورته في الصورة الحقيقية للمسيح ومعه بطرس
dxLK.gif

وهذه صور القديس يوحنا الانجيلي وايقوناته المقدسة وكلها تشير على ان وجهه كان وجه فتاة جميلة وهو المتكئ على كتف الرب يسوع وليس مريم المجدلية
7aac9ae5a445f47bd10bcc6d1b7ee156.gif

انها الايام الاخيرة حيث نسمع عن الحروب والمجاعات والاوبئة والبشر بياكلوا بعضهم البعض ووصلت بهم الحد الى اتهام الرب يسوع بزواجه من مريم المجدلية حاشاه ثم حاشاة وان نسله حسب ما يظهره الفيلم في فرنسا وهذه كلها اكاذيب وتفاهات وتعدي على شخص المسيح القدوس البار فالمسيحية منذ بدايتها تتعرض لهجوم الشيطان واليهود فمريم المجدلية كانت تلميذة للرب يسوع وكانت اول شاهدة على قيامة الرب يسوع من الاموات وهم يتهموها كذباً وافتراءاً فهي كانت عاقراً لا تلد رغم كونها زانية قبل ان تعرف المسيح ولقد اخرج منها المسيح سبعة شياطين ولم يكن لها نسل ابداً فكيف نسلها هم في فرنسا كما يعرضه الفيلم وكيف ان اكليلهما كان في عرس قانا الجليل فلم يكن المسيح بعد في حياته العلنية كل الفيلم هو هجوم على المسيحية وعلى شخص المسيح نفسه وكلنا نعرف ان المسيح اله قدوس بار فان عوى الشيطان وهجم باحناده الاشرار لن يؤثر على ايماننا بشخص الرب يسوع وبقداسته وببره وبطهارته وبقداسة مريم المجدلية ايضاً فليعوي من يعوي ولكن لن نضل نحن وسنتمسك بايماننا بشخص الرب يسوع مخلصا وفادياً لحياتنا رغم الهرطقات والاكاذيب الذي يحاول الشيطان واليهود ان يثيروها بين حين واخر انها ابواب الجحيم لن تقوى على المسيحية وكما قال رب المجد يسوع المسيح ( انت هو الصخرة على هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " (مت16 :18)، ونقول مع ما قاله اشعياء النبي بالروح القدس: " كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه " (اش54 :17).وكل من يتهجم على شخص رب المجد يسوع سيؤدي حساباً يوم الدينونة على ما فعله والعالم يزول وكلام الله لا يزول ومن سيثبت في الايمان بالمسيح حتى النهاية سيخلص وسينال اكليل الحياة الابدية وصورة الفتاة المتكئة على رب المجد يسوع المسيح هي ليست صورة القديسة مريم المجدلية بل صورة الرسول القديس يوحنا الحبيب حيث كان جميل الوجه جداً يشبه وجه فتاة جميلة وترسم صورته في الايقونات القديمة على هيئة فتاة جميلة جداً فالشخص المتكئ على كتف المسيح هو الرسول القديس مار يوحنا الحبيب وليس القديسة مريم المجدلية
والتالي هو منقول للامانة
"شفرة دافنشى The Da Vinci Code" رواية أسطورية كتبها مؤلف إنجليزى يدعى "دان براون Dan Brown"، وتم إخراجها فى السينما العالمية فى فيلم يحمل نفس الاسم. وتبدأ الرواية بجريمة قتل مبهمة. وتدور الأحداث حول محاولة إكتشاف القاتل والسبب فى الجريمة، وكشف المؤامرة التى وراء الحادث. وأثناء البحث يتم الكشف عن جماعات سرية متضادة تعمل على كشف كنز به وثائق مخفاه مع ما يدعى بالكأس المقدسة. وادعى الكاتب أن إكتشاف وثائق هذا الكنز سيكون سببا فى هدم الكنيسة المسيحية.
وعلى صفحات الرواية قدم المؤلف دان براون الأكاذيب وكأنها حقيقة، والأسطورة وكأنها الواقع، والتعاليم المضللة وكأنها العقيدة الصحيحة. وحاول براون تشويه المسيحية باتهامها بالممارسات الوثنية. وفى سياق الحديث بين شخصيات الرواية، هاجم الكاتب دان براون Dan Brown الكثير من ثوابت العقيدة المسيحية والكتاب المقدس، بما فى ذلك طبيعة السيد المسيح وحياته ومصداقية الكتاب المقدس. وهذه الإدعاءات تتعارض مع الكتاب المقدس ومع التاريخ المقدس لشعب الله على مر آلاف السنين.

وقد كشف السيد دان براون عن توجهاته بوضوح فى كتابه وأقواله. ففى لقاء الكاتب دان براون مع أحد المراسلين، سأله المراسل: "هل أنت مسيحى؟" أجاب بطريقة غير مباشرة: "ربما لا أكون مسيحيا بالمعنى التقليدى، ولكننى أعتبر نفسى باحثا لكثير من الأديان. وبينما أتعلم يراودنى الكثير من الأسئلة. والمسألة الدينية هى أمر دائم التطور". وقد قال فى روايته مهاجما الأديان: "كل الأديان مبنية على الفبركة والأكاذيب"، "كل معتقد دينى فى العالم مبنى على الفبركة، وما نعتقد ونقبله أنه صحيح لا يمكن إثبات صحته".

وتفتقد رواية شفرة دافنشى السند التاريخي والعقيدة الصحيحة، ولكن دان براون لا ينظر لروايته أنها مجرد قصة خيالية، بل يدعى أن كل ما جاء بها مبنى على مستندات ووقائع تاريخية حقيقية. ففى لقاء دان بروان مع مات لاور Matt Lauer المراسل لمحطة NBC فى 9 يونيه 2003، سأله المراسل عن أى الإيضاحات التاريخية المكتوبة بالرواية يعتمد على أحداث حقيقية. أجاب السيد براون: "بالتأكيد كلها"[1]. وورد فى إفتتاحية الرواية: "إن وصف كافة الأعمال الفنية والمعمارية والوثائق والطقوس السرية فى هذه الرواية هو وصف دقيق وحقيقى"[2].

والعجيب فى الأمر أن دان براون صدق إدعاءاته الشخصية بعد أن إخترعها. ففى مقابلة تلفزيونية معه، سئل دان براون ما إذا كان يصدق ماكتبه، قال: "لقد بدأت متشككا، فحينما بدأت البحث فى دافنشى كود كنت معتقدا أننى سأثبت عدم حقيقة النظرية الخاصة بمريم المجدلية والكأس المقدسة، وكل ذلك... ولكننى فيما بعد صرت مؤمنا". ولكنه للأسف صار مؤمنا بالأكاذيب التى ملأ بها روايته، وليس بالحقيقة.

ونرجو بنعمة الرب أن نرد على بعض الإدعاءات التى وردت بهذه الرواية. وذلك حسب وصية الكتاب المقدس أن نكون مستعدين لمجاوبة من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا بوداعة وخوف (1بطرس 3: 15)، وأن نثبت فى الحق كما علمه لنا السيد المسيح، وحينئذ نكون بالحقيقة تلاميذه، ونعرف الحق والحق يحررنا (يوحنا 8: 31-32).

وسنتناول الرد فى بساطة واختصار على بعض الادعاءات - التى قدمها دان براون – فيما يخص بعض الموضوعات التى تمس جوهر العقيدة والحياة المسيحية، وهى:
1- الكتاب المقدس
2- طبيعة السيد المسيح
3- حياة السيد المسيح
4- المرأة والجنس

الأساس الأول الذى بنى عليه دان براون روايته، هو عدم إيمانه بالكتاب المقدس، وقد أدى ذلك إلى تخبطه فى الكثير من الموضوعات الأخرى، إذ اعتمد على مصادر خاطئة. وفى هذا الفصل نورد بعض إدعاءاته ضد الكتاب المقدس والرد عليها:
o ورد فى رواية شفرة دافنشى: "إن الإنجيل لم يرسل من السماء عن طريق فاكس"، "إن الإنجيل هو كتاب من تأليف بشر... ولم ينزل بوحى من الإله، وهو لم يهبط بشكل خارق من الغيوم فى السماء. فهو من إبتكار الإنسان الذى ألفه لتسجيل الأحداث التاريخية فى تلك العصور التى طبعتها النزاعات والفتن، وقد تطور وتحرف من خلال ترجمات، وإضافات ومراجعات لا تعد ولا تحصى. والنتيجة أنه لا توجد نسخة محددة للكتاب فى التاريخ كله"[3].

فى الحقيقة أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى يحتوى الوصايا العشر التى كتبها الله بنفسه مباشرة. والدليل على ذلك ماجاء فى سفر الخروج:
· "ثُمَّ اعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلامِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِاصْبِعِ اللهِ." (خر 18: 31).
· ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: "انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الاوَّلَيْنِ فَاكْتُبَ انَا عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الاوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا." (خر 1: 34).
· "فَكَتَبَ [الرب] عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ. " (خر28: 34-29).


الكتاب المقدس موحى به من الله وكتبه أناس الله القديسون. حقا لقد كتبه البشر، ولكن بوحى من الروح القدس. وهناك الكثير من الأدلة على ذلك، ونذكر منها الآتى:

الدليل الأول - على أن الكتاب المقدس موحى به من الله - هو التاثير الروحى للكتاب المقدس فى التعليم والتقويم إلى طريق البر. فالذين تبعوا تعاليمه صاروا قديسين، وكل قديس هو إنجيل معاش." كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ." (2 تيموثاؤس 3: 16). "أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟" (أر 29: 23). وقد ترجم الكتاب المقدس إلى أكثر من 850 لغة، ومع ذلك له نفس التأثير الروحى.

والدليل الثانى هو تحقيق النبوات بصورة مذهله. فيقول القديس بطرس الرسول: "لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (2بطرس 1: 21). والقارىء الواعى للأناجيل المقدسة الأربعة يدرك تماما كيفية تحقيق النبوات بدقة. فنجد القديس متى مثلا يشير للنبوات مرات عديدة ويقول: "لكى يتم ما قيل..." (متى 22: 1، 15: 2، 23: 2، 14: 4، 17: 8، 17: 12، 35: 13، 4: 21، 35: 27).

والدليل الثالث هو وحدة الموضوع فى الكتاب المقدس بالرغم من اختلاف الأزمنة والأماكن التى كتب فيها أسفار الكتاب المقدس وثقافات من اشتركوا فى كتابته. فالكتاب المقدس يحتوى 73 سفرا (46 فى العهد القديم، 27 فى العهد الجديد)، وإستغرقت كتابته حوالى 1500 سنة، إشترك فى الكتابة حوالى 40 كاتبا متباينون فى الثقافة، فمنهم: الملك مثل داود وسليمان، وراعى الغنم مثل عاموس، والكاهن مثل زكريا، والنبى مثل صموئيل وأشعياء، والمشرع مثل موسى، والقائد العسكرى مثل يشوع، وصياد السمك مثل بطرس ويوحنا، والفيلسوف مثل بولس، والطبيب مثل لوقا، وكتب فى أماكن متفرقة: برية سيناء، برية اليهوديه، مغارة عدلام، سجن روما، جزيرة بطمس، قصور جبل صهيون، ضفاف أنهار بابل، أورشليم بعد إعادة بنائها. هذه الوحدة العجيبة بين أسفار الكتاب المقدس تشير إلى مصدره الالهى، ولهذا لا يزعجنا على الإطلاق دور البشر فى كتابته وتجميعه وترجمته.

o ورد أيضا فى رواية شفرة دافنشى: "الوثائق تلقى الضوء على تناقضات، وفبركات تاريخية فاضحة تؤكد بشدة أن الإنجيل الحديث كان قد جمع ونقح على يد رجال ذوى أهداف سياسية تتجلى بنشر الأكاذيب حول ألوهية الإنسان يسوع المسيح واستخدام تأثيره لدعم قاعدة سلطانهم ونفوذهم."[4]

ادعى "دان براون" مخطئا – وبدون أى مستند تاريخى - أن العهد الجديد تم كتابته وتجميعه طبقا لأهداف سياسية. وهذا الادعاء يدل على عدم معرفة السيد براون بكيفية الاقرار بقانونية canonization كتابات العهد الجديد. فهذا الأمر تم حسب معايير محددة، ليس للأهداف السياسية ولا للمصالح الشخصية دخل فيها.

فلكى يتم اعتبار أى كتابات ضمن أسفار العهد الجديد بالكتاب المقدس كان لابد أن تكون موافقة لثلاثة إشتراطات رئيسية. وهذه الاشتراطات منعت تماما الاحتمال بقبول كتابات مزورة ضمن أسفار العهد الجديد. وهذه الاشتراطات الثلاثة هى:

1- أن تكون الكتابات مكتوبة بواسطة أى من الرسل أو التلاميذ الذين كانوا شهود عيان لقيامة السيد المسيح. وقد قبلت كتابات القديس بولس الرسول أيضا لظهور السيد المسيح له شخصيا، كما أنه عرض موضوع ما يكرز به على الرسل كما جاء فى رسالته إلى غلاطية: "إنما صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً." (غلاطية 2: 2).

2- أن تكون الكتابات أرثوذكسية أى صحيحة فى تعاليمها لا تتعارض مطلقا مع الأسفار العبرية اليهودية ولا كتابات رسل السيد المسيح.

3- أن تكون الكتابات مقبولة من كل الكنائس فى العالم المعروف فى ذلك الوقت، وليس قبولها قاصرا على مجموعة خاصة من المسيحيين.

o بحسب ما جاء فى دافنشى كود، فإن مخطوطات نجع حمادى Nag Hammadi والبحر الميت Dead Sea Scrolls هى أقدم الكتابات المسيحية The earliest Christian record.[5]

وحقيقة الأمر أن مخطوطات نجع حمادى تم إكتشافها عام 1945 بالقرب من نجع حمادى بمصر. وهى كتابات لمجموعة هراطقة وهم الغنوسيون Gnostics، وأقدم مخطوطاتها كتب بعد عام 150 ميلادية، بل أن معظمها يرجع إلى 200-300 ميلادية، فى حين أن العهد الجديد تم تجميعه قبل عام 100 ميلادية أى قبل كتابة أقدم مخطوطة من مخطوطات نجع حمادى بخمسين عاما[6]. وهذه المخطوطات متعارضة تماما مع الكتابات المسيحية القانونية التى كتبها رسل السيد المسيح بالقرن الأول الميلادى، كما أنها تتعارض مع الأسفار العبرية.

واعتبار دان براون مخطوطات البحر الميت ضمن أقدم الكتابات المسيحية أمر غير صحيح لأن تاريخ ومحتويات هذه المخطوطات يدلان بدون شك أنها كتابات لأسفار عبرية، وليست ضمن أسفار العهد الجديد.

o ورد فى رواية شفرة دافنشى: "تم أخذ أكثر من ثمانين إنجيلا بعين الاعتبار لتشكل العهد الجديد، إلا أن القليل منها فقط تم إختياره فى النهاية، وهى إنجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا."[7]

والحقيقة أن الأناجيل الأربعة كانت متداولة بين الجماعات المسيحية ومستخدمة فى العبادة فى القرن الأول الميلادى، وقد ذكرها القديس إيرينيئوس أسقف ليون قبل أن تكتب أقدم نسخة من الكتابات المكتشفة بنجع حمادى.

وفى هذا الادعاء أيضا لم يتوخى دان براون الدقة حتى فى تقديم إدعائه لأنه لا يوجد فى مخطوطات نجع حمادى ما يدعى أنه أناجيل سوى خمسة فقط وليس ثمانون إنجيلا. ولم تعترف الكنيسة منذ البداية بقانونية أى منها بناء على ما سبق أن ذكرناه.

o ورد فى رواية شفرة دافنشى: "يحكى أن وثيقة Q الأسطورية هى جزء من هذا الكنز. وهى مخطوط يعترف حتى الفاتيكان بوجودها. ويقال أنها كتاب يحمل تعاليم يسوع، والذى ربما يكون قد كتب بيديه".[8]

ما أسماه دان براون الوثيقة Q ليست مخطوطة قديمة، بل هو كتاب معاصر ألفه بعض الدارسين لدارسة تعاليم السيد المسيح التى وردت فى أناجيل القديسين متى ومرقس ولوقا معا. وهذا الكتاب متوفر بالمكتبات ومعروف تاريخ نشره وأسماء مؤلفيه. وقد أفترض هؤلاء المجموعة من الدارسين أنه ربما يكون هؤلاء الإنجيليين الثلاثة قد نقلوا هذه التعاليم المشتركة من أصل واحد الذى أسموه فرضا Q من الكلمة الألمانية Quelle أى مصدر.

وحتى لو إفترضنا وجود هذا المصدر كما قال هؤلاء الدارسون، فليس فيه ما يتعارض مع الأناجيل الثلاثة المذكورة.

o ورد فى كتاب شفرة دافنشى أن الإمبراطور قسطنطين كان له الدور الرئيسى فى عملية الاعتراف بقانونية كتابات العهد الجديد. كما ورد فيه: "أمر قسطنطين بإنجيل جديد وقام بتمويله. أبطل فيه الأناجيل التى تحدثت عن السمات الإنسانية للمسيح وزين تلك التى أظهرت المسيح بصفات إلهية. وحرمت الأناجيل الأولى وتم جمعها وحرقها".[9]

وحقيقة الأمر أن عملية الاعتراف بقانونية كتابات العهد الجديد تمت فى العصر الرسولى فى القرن الأول الميلادى. وذلك قبل أن يصير قسطنطين أمبراطورا بسنين كثيرة، وقبل أن تكتب أقدم نسخة من كتابات الغنوسيين كما سبق أن ذكرنا.

وقد حاول هرطوقى يدعى مرقيان عام 140 ميلادية حذف أناجيل متى ومرقس ويوحنا ورسائل بولس الرسول من الإنجيل المستخدم فى كنيسته، ولكنه فشل. فقد حرمته الكنيسة فى ذلك الوقت، وأظهر أباء الكنيسة مثل ترتليانوس وإيرينيئوس أخطاءه. فلو كانت عملية إقرار قانونية كتابات العهد الجديد تمت متأخرا فى عهد قسطنطين كان مرقيان قد سبق ونجح فيما أراده.

وبالفعل كان قسطنطين قد أمر بطباعة 50 نسخة من العهد الجديد المستخدم فعلا، والذى يحتوى الكتابات المعترف بقانونيتها، وذلك دون حذف أو إضافة، ولم يكن إنجيلا جديدا.

وأما فيما يختص بما أسماه براون "حرق الأناجيل الأولى" فهذا أمر ليس له سند تاريخى، وربما ما قصده براون هو حرق الكتابات المزيفة. فقد كتب القديس أثناسيوس الرسولى عام 367 ميلادية للمسيحيين أن يطهروا الكنائس من الكتابات المزيفة، ورفض الكتب المتداولة سرا. وربما يكون بعض الكنائس قد قامت بحرق هذه الكتابات المزيفة ولكنها لم تكن بأى حال من الأحوال "الأناجيل الأولى" كما إدعى دان براون.

وبعكس ما جاء فى إدعاء دان براون - علاوة على تقديم الشهادة القوية للاهوت السيد المسيح - قدم العهد الجديد بأسفاره القانونية شخص السيد المسيح أنه إنسان حقيقي، له طبيعة بشرية حقيقية كاملة. فقد "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ." (فيلبي 2: 7)، لأنه "كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ." (عبرانيين 2: 17). ورد فى إنجيل القديس لوقا: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ". (لوقا 2: 52)، كما ورد فى إنجيل القديس متى قصة ميلاد السيد المسيح بالجسد من العذراء القديسة مريم وختانه فى اليوم الثامن، وذلك علاوة على الشواهد الأخرى الكثيرة الدالة على كمال إنسانية السيد المسيح.

كنا قد ذكرنا سابقا أن عدم إيمان"دان براون “Dan Brown بالكتاب المقدس أدى إلى تخبطه فى الكثير من الأمور الأخرى، ومن هذه الأمور "طبيعة السيد المسيح".

o ورد فى رواية شفرة دافنشى: "تقريبا كل شىء علمه لنا الآباء عن المسيح زائفfalse "[10] وادعى "دان براون" أن شهادة العهد الجديد عن لاهوت السيد المسيح شهادة زائفة.[11]

o ورد فى رواية دافنشى: "كان المسيح فى نظر أتباعه نبيا فانيا... رجل عظيم ذو سلطة واسعة، إلا أنه رجلا...إنسانا فانيا... وليس إبن الله"[12]

o ورد أيضا فى رواية شفرة دافنشى الادعاء بأن الاعتراف بلاهوت السيد المسيح كان بناء على التصويت فى مجمع نيقية، و"كان الفرق فى الأصوات لا يكاد يذكر".[13]

فى هذا الادعاءات نلمس التزييف فى عرض التاريخ. فلم يعقد مجمع نيقية حوالى عام 318 ميلادية لإعلان لاهوت السيد المسيح، وكأنما الأمر لم يكن معروفا سابقا، وإنما لمحاكمة أريوس الذى أنكر لاهوت السيد المسيح. وقانون الإيمان الذى أقره المجمع هو تعبير عن إيمان الكنيسة منذ القرن الأول، كما عاشته الكنيسة وكما ورد فى الكتابات المقدسة وصلوات الكنيسة الليتورجية. وبعكس ما قاله دان براون، فقد وافق جميع الحاضرون على نص قانون الإيمان وعددهم 318، فيما عدا إثنين فقط.

السيد المسيح لم يكن مجرد "رجل عظيم ذو سلطة واسعة" – كما قال براون _ ولكنه "إبن الله" (لوقا 35: 1)، وهو الله الظاهر فى الجسد (1تيموثاؤس 16: 3)...
السيد المسيح كلمة الله منذ الأزل. والقديس يوحنا يقول فى بداية إنجيله: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ." (يوحنا 1: 1). وفى سفر الرؤيا يقول عنه أنه: "مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ»." (رؤيا 19: 13).

المسيح مولود من الله، فقد ولد من العذراء القديسة مريم بالجسد بحلول الروح القدس عليها. وقال لها الملاك: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." (لوقا 1: 35)، وقال السيد المسيح لليهود: "أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي." (يوحنا 8: 42). كما قال لتلاميذه: "الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ." (يوحنا 16: 27).

والاعتراف بلاهوت السيد المسيح لم يكن أمرا ألزمه مجمع نيقية والإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادي، بل أمر شهد له الآب السماوى وكثيرون منذ بداية إعلان السيد المسيح لنفسه وبداية خدمته العلنية، ونذكر من هذه الشهادات الآتى:

فقد شهد الآب السماوى للسيد المسيح أنه إبنه الحبيب. فقال عند عماده: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا" (مر 10: 1-11)، كما شهد له بنفس الشهادة على جبل التجلي (متى 17: 5، مرقس 7: 9، 2بطرس 16: 1-18).

ومنذ القرن الأول الميلادي، شهد التلاميذ وكثير من شهود العيان الذين شاهدوا أعمال السيد المسيح ومعجزاته شهدوا أنه "إبن الله" وليس مجرد إنسان كما ادعى براون.

فقد سأل السيد المسيح تلاميذه: "وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى 16: 15-17). ويحمل رد السيد المسيح على اعتراف بطرس معنى موافقته على صحته، بل وأكثر من ذلك أن السيد المسيح قال أن الآب السماوى نفسه هو الذى أعلن هذه الحقيقة لبطرس.

كما أن الأناجيل الثلاثة الأخرى متى ومرقس ولوقا – والتي كانت قد كتبت قبل إنجيل القديس يوحنا، أشارت كلها إلى السيد المسيح أنه إبن الله. ويقول القديس متى مستشهدا باشعياء النبى: "هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ،الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا."(متى 1: 23). وبدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ" (مرقس 1: 1)، وأورد القديس لوقا كلام الملاك للعذراء مريم: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." (لوقا 1: 35).

والسيد المسيح إبن الله أيضا لأنه عمل أعمال الله. فقد قال: "الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي." (يوحنا 5: 36)، "إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ". (يوحنا 10: 37-38).

كما أن المعترضين على صحة الكتاب المقدس أقروا أن القديس بولس الرسول كتب رسائله لكنائس الامبرطورية الرومانية خلال عشرين سنة بعد موت السيد المسيح على الصليب، وأشار فيها إلى لاهوت السيد المسيح. وهذه الرسائل كانت متداولة بين الكنائس المسيحية ومقبولة فى القرن الأول الميلادى.

وقد وصفت رسائل القديس بولس الرسول التى كتبت فى الفترة 40 - 60 ميلادية السيد المسيح أنه ابن الله. وكتب يقول: "مَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 2: 20). لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ" (1 كورنثوس 8: 6).

وكتابات بولس الرسول الأخيرة تصف السيد المسيح أنه صورة الله غير المنظور. وكتب يقول: " الَّذِي [السيد المسيح] إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ." (فيلبي 2: 6)، "اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أمْ سِيَادَاتٍ أمْ رِيَاسَاتٍ أمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." (كولوسي 1: 15-16)، "وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ" (عبرانيين 1: 3).

وفى السيد المسيح يحل ملء اللاهوت. فيقول القديس بولس: "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً." (كولوسي 2: 9).

وقد أعلن السيد المسيح لنا عن الله وصفاته. "اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." (يوحنا 1: 18). وقال السيد المسيح: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ" (يوحنا 14: 9).

وقد اكتشفت فى مصر جزء من مخطوطة إنجيل القديس يوحنا ترجع إلى عام 100 ميلادية. وهذا الاكتشاف يدل على أن إنجيل يوحنا - الذي شهد بقوة عن لاهوت السيد المسيح - كان متداولا على نطاق واسع قبل نهاية القرن الأول الميلادي.

حتى المعارضون ذكروا أن المسيحيين فى الكنيسة الأولى كانوا يعترفون بلاهوت السيد المسيح. فقد كتب سيلسوس Celsus الوثنى - عام 178 ميلادية - مهاجما الإيمان المسيحي وقال أن: "المسيح أعلن نفسه إلها".[14]

وقد واجه المسيحيون منذ القرن الميلادي الأول الاضطهاد والموت من أجل عقيدتهم فى شخص السيد المسيح. فلو كان الاعتقاد بلاهوت السيد المسيح أمرا مستحدثا فلماذا استشهد القديس أسطفانوس والقديس يعقوب الرسول وغيرهم كثيرون فى القرن الأول والقرون التى بعده؟.

o ورد أيضا فى رواية شفرة دافنشى: "قسطنطين... ابطل فيه الأناجيل التى تحدثت عن السمات الإنسانية للمسيح..."[15]
o ورد فى رواية شفرة دافنشى: "لحسن حظ المؤرخين... فقد تم العثور على وثائق البحر الميت عام 1950 مخبأة فى كهف بالقرب من قمران فى صحراء النقب. كما عثر على الوثائق القبطية عام 1945 عند واحة حمادي. وقد تحدثت تلك الوثائق عن خدمة المسيح بمصطلحات إنسانية تماما..."[16]

أخطأ دان براون فى الجمع بين مجموعتين مختلفتين من المخطوطات، وهما مخطوطات البحر الميت، ومخطوطات نجع حمادى. ومخطوطات البحر الميت هى كتابات عبرية لأسفار فى العهد القديم وقد كتبت قبل ميلاد السيد المسيح بزمن طويل، وليست كتابات مسيحية.
 
التعديل الأخير:
أعلى