آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الطفل الرضيع الذي يملأ الكل كإله
رسالة 8:17-18 للقديس كيرلس الكبير

بينما كان يُرى كطفل رضيع مقمطًا في أحضان العذراء التي ولدته، كان يملأ الخليقة كلها كإله وكجليس مع الآب الذي ولده، لأن اللاهوت غير خاضع للكم والقياس، ولا تحده أي حدود... فهو صانع الدهور، الواحد مع الآب في الأزلية وخالق الجميع، ولكنه, كما قلنا سابقًا, لما اتحد أقنوميًا بالبشرية، واحتمل الميلاد الجسدي من بطن العذراء، لم يكن ذلك عن حتمية إلزام لطبيعته الخاصة أن يولد في الزمن في آخر الأيام، بل كان ذلك لكي يُبارك بداية وجودنا، حتى أنه بميلاده من امرأة وهو متحد بالجسد تبطل اللعنة الواقعة على كل جنسنا التي كانت ترسل أجسادنا الترابية إلى الموت، "بالحزن تلدين البنين" ويكفّ بواسطته القول القائل ابُتَلع الموت متجبرًا, فيتحقَّق بذلك صوت النبي القائل: ثم مسح الله كل دمعة من كل الوجوه.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح بدءٌ لجنس جديدٍ مولودٍ من الروح القدس
المسيح واحد: للقديس كيرلس الكبير

لقد جاء ابن الله, كما قلت, وتأنس، وأعاد تشكيل الذي لنا في نفسه هو أولا إلى ميلاد جديد وحياة مقدسة عجيبة وإعجازية بالحقيقة. فقد صار هو بصفته البدء مولودًا من الروح القدس, أعني بحسب الجسد, لكي تصل إلينا نحن أيضًا هذه النعمة عن طريقه، فيكون لنا الميلاد الجديد الروحي ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل, بالروح القدس، لكن من الله. وإذ يتغير شكلنا الروحي إلى شكل الابن الحقيقي الطبيعي ندعو بالتالي الله أبًا لنا، وهكذا نبقى غير فاسدين، إذ لم نعد بعد ننتمي إلى أبينا الأول، أعني آدم الذي فيه فسدنا, ولذلك قال المسيح مرًة بحق: لا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح بدءٌ لجنس جديدٍ مولودٍ من الروح القدس
المسيح واحد: للقديس كيرلس الكبير

لقد جاء ابن الله, كما قلت, وتأنس، وأعاد تشكيل الذي لنا في نفسه هو أولا إلى ميلاد جديد وحياة مقدسة عجيبة وإعجازية بالحقيقة. فقد صار هو بصفته البدء مولودًا من الروح القدس, أعني بحسب الجسد, لكي تصل إلينا نحن أيضًا هذه النعمة عن طريقه، فيكون لنا الميلاد الجديد الروحي ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل, بالروح القدس، لكن من الله. وإذ يتغير شكلنا الروحي إلى شكل الابن الحقيقي الطبيعي ندعو بالتالي الله أبًا لنا، وهكذا نبقى غير فاسدين، إذ لم نعد بعد ننتمي إلى أبينا الأول، أعني آدم الذي فيه فسدنا, ولذلك قال المسيح مرًة بحق: لا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السموات.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
كلمة الله يسكن فينا أيضًا
جلافيرا علي سفر الخروج للقديس كيرلس الكبير

يشبه الكتاب المقدس الطبيعة الإلهية بالنار، بسبب قدرة هذا العنصر الفائقة وتغلُّبه بسهولة على كل شيء. وأما الإنسان الترابي فيشبهه بالأشجار وبنبات الحقل. فيقول مرة: إن إلهنا نار آكلة (عب 12 : 19) ومرة أخرى: الإنسان مثل العشب أيامه، كزهر الحقل كذلك يزهر (مز 103 : 15) فكما أن النار تكون غير محتملة للشوك، هكذا أيضًا اللاهوت للناسوت, ولكن في المسيح جاء اللاهوت وصار محتملا، فإنه "فيه قد حلَّ كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو 2 : 9) كما شهد الحكيم بولس، "والساكن في نور لا يُدنى منه" (1تى 6 : 16) أى الله أتى وحلَّ في هيكل جسده المأخوذ من العذراء, لذلك فالنار (التي رآها موسى) كانت تشفق على الشوك (العليقة)، ولهيبها صار محتملا للخشب الحقير الضعيف، لأن اللاهوت صار كما قلت ملازمًا للناسوت، وهذا هو السر الحاصل في المسيح. ولكن فينا نحن أيضًا يسكن كلمة الله، غير مطالب بقصاص، ولا موقِّع علينا عقوبات, بل مشرقًا علينا بقبلاته الحنونة الفائقة الرحمة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
كلمة الله يسكن فينا أيضًا
جلافيرا علي سفر الخروج للقديس كيرلس الكبير

يشبه الكتاب المقدس الطبيعة الإلهية بالنار، بسبب قدرة هذا العنصر الفائقة وتغلُّبه بسهولة على كل شيء. وأما الإنسان الترابي فيشبهه بالأشجار وبنبات الحقل. فيقول مرة: إن إلهنا نار آكلة (عب 12 : 19) ومرة أخرى: الإنسان مثل العشب أيامه، كزهر الحقل كذلك يزهر (مز 103 : 15) فكما أن النار تكون غير محتملة للشوك، هكذا أيضًا اللاهوت للناسوت, ولكن في المسيح جاء اللاهوت وصار محتملا، فإنه "فيه قد حلَّ كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو 2 : 9) كما شهد الحكيم بولس، "والساكن في نور لا يُدنى منه" (1تى 6 : 16) أى الله أتى وحلَّ في هيكل جسده المأخوذ من العذراء, لذلك فالنار (التي رآها موسى) كانت تشفق على الشوك (العليقة)، ولهيبها صار محتملا للخشب الحقير الضعيف، لأن اللاهوت صار كما قلت ملازمًا للناسوت، وهذا هو السر الحاصل في المسيح. ولكن فينا نحن أيضًا يسكن كلمة الله، غير مطالب بقصاص، ولا موقِّع علينا عقوبات, بل مشرقًا علينا بقبلاته الحنونة الفائقة الرحمة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح ربطنا بواسطة نفسه مع الله أبيه
الحوار الأول فى الثالوث الأقدس للقديس كيرلس الكبير

إن الله الكلمة قد أنزل نفسه إلى الإخلاء دون أن يضطره أحد إلى ذلك، بل بمشيئته وحسب مسرة الآب صار إنسانًا، بينما هو محتفظ تمامًا بصفات طبيعته الخاصة بلا نقصان ولا تغيير، فقد اقتنى لنفسه الناسوت بحسب التدبير، فهو يعتبر ابنًا واحدًا من اثنين، إذ قد اجتمعت واتحدت معًا في شخصه الواحد، بطريقة لا توصف ولا تُفحص، الطبيعتان الإلهية والبشرية، لتكونا معًا وحدًة بطريقة لا يمكن تصوّرها... فهو إله، وهو أيضًا بعينه وفى نفس الوقت إنسان....لهذا السبب أيضًا هو يعتبر وسيطًا، لأن الاثنين اللذان كانا بحسب الطبيعة متباعدين جدًا عن بعضهما، إذ كانت تفصل بينهما هوٌة بلا قياس، أعني اللاهوت والناسوت, قد أظهرهما مجتمعين ومتحدتين في نفسه، وبذلك ربطنا بواسطة نفسه مع الله أبيه.

ملحوظة: تعليم البابا ديسقورس خالفت تعليم البابا كيرلس عامود الدين ... ولا زال مجمع اساقفة كنيستنا القبطية الارثوذكسية يخالفونها ... ونحن نصفق ونهلل ونهرطق أصحاب الطبيعتين .... آه يا وجعي
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
مع المسيح في المعمودية وفي التجربة
عظة 10:40-11 للقديس كيرلس الكبير

إن كان المجرب عدو النور يعتدي عليك بعد المعمودية، وهو يعتدي فعلا, كما اعتدى أيضًا على الإله الكلمة المستتر في الجسد, فلك ما تغلبه به, لا تخف من المعركة, أشهر ضده الماء, أشهر ضده الروح الذي به تستطيع أيضًا أن تطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة (أف 16:6) وإن كان يحاربك بالطمع ويريك جميع الممالك في لحظة وفي طرفة عين كأنها له، ويطالبك بالسجود له؛ احتقره كمثل فقير لا يملك شيئًا وُقل له وأنت واثق بالختم (الروح القدس) الذي فيك: "أنا أيضًا صورة الله, فقد لبست المسيح (غل 27:3) وتحولت إلى شكل المسيح بالمعمودية، فاسجد أنت لي (أي للمسيح الذي فيَّ) وأنا أعلم يقينًا أنه سيفر منهزمًا ومخزيًا من أقوالك. فكما فر أمام المسيح النور الأول، هكذا سيفر أمام الذين استناروا بالمسيح .... فلنعتمد، إذن، لكي نغلب!
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
قبول المسيح الروح القدس كان من أجلنا
شرح إنجيل القديس يوحنا 32:1 للقديس كيرلس الكبير

لما صار كلمة الله إنسانًا، اقتبل الروح القدس من الآب كواحد منا، ليس كمن يقبل شيئًا لذاته، إذ أنه هو نفسه الذي يوزع الروح؛ بل لكي بقبوله الروح كإنسان يحفظه لطبيعتنا، ويجعل النعمة التي فارقتنا تتأصل من جديد فينا... إذن، فهو قَبِل الروح لحسابنا نحن بواسطة نفسه لكي يستعيد لطبيعتنا ذلك الخير الأصلي, ولذلك أيضًا قيل عنه إنه افتقر لأجلنا, فمع كونه غنيًا كإله ولا يعوزه شيء من الخيرات، جعل نفسه إنسانًا مفتقرًا لكل شيء.... فكما أنه مع كونه الحياة بطبعه قد مات بالجسد لأجلنا لكي يغلب الموت عنا ويقيم طبيعتنا كلها معه, لأننا جميعًا كنا فيه لكونه قد صار إنسانًا, هكذا أيضًا هو يقبل الروح لأجلنا لكي يقدس به طبيعتنا كلها, لأنه لم يأت لكونه محتاجًا شيئًا لنفسه، بل قد جاء ليصير لنا جميعًا بابًا وبدايًة وطريقًا للخيرات السمائية.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ارتياح الروح القدس في الإنسان الجديد
شرح أشعياء 11:1 للقديس كيرلس الكبير​

"ويرتاح عليه روح الله" (اش 1:11) لقد سبق أن مُنح الروح في القديم لباكورة جنسنا آدم، ولكن هذا صار متهاونًا من جهة حفظ الوصية المعطاة له، واستهتر بما أُمر به، فسقط في الخطية، وبالتالي لم يجد الروح راحة بين الناس "لأن الجميع زاغوا وفسدوا معًا، ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (رو 12:3) ثم إن الكلمة ابن الله الوحيد صار إنسانًا، ولكن دون أن يتحول عن كونه إلهًا, فلما صار مثلنا وهو غير قابل لأن ينساق نحو الخطايا، حينئذ ارتاح الروح القدس في طبيعة الإنسان فيه هو أولا بصفته الباكورة الثانية لجنسنا، حتى يرتاح فينا أيضًا، ويثبت في نفوس المؤمنين، محبًا للسكنى فيها. وهكذا يشهد يوحنا الإلهي في موضع ما أنه قد رأى الروح نازلا بألفة من السماء على المسيح. فكما صرنا شركاء في الميراث مع أول جبلتنا في الشرور التي أصابته، هكذا سنصير شركاء أيضًا في الخيرات الحادثة تدبيريًا للباكورة الثانية لجنسنا الذي هو المسيح.
 
O

Obadiah

Guest


الرب يبارك مجهودك الجليل في نشر أقوال الآباء المتقين المتسريلين بالكلمة المتجسد ... حيث تأخذنا أقوالهم وتقاليدهم المتصلة المستمدة من التقليد الرسولي الشريف إلي رحاب الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية الواحدة الوحيدة ....



وأقول لحضرتك (( « اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ». ))




 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح أعطانا الثبات في اقتناء الروح القدس
تفسير إنجيل القديس يوحنا 39:7 للقديس كيرلس الكبير

إن المسيح لم يقبل الروح لنفسه, بل بالحري لنا نحن فيه، لأن جميع الخيرات إنما بواسطته تتدفَّق فينا نحن أيضًا. فنظرًا لأن آدم أبانا الأول لما تحول بالغواية إلى المعصية والخطية لم يحفظ نعمة الروح، وبذلك فُقدت الطبيعة كلها فيه عطية الله الصالحة. فكان لابد أن الله الكلمة الذي لا يعرف التغيير أن يصير إنسانًا لكي إذ يقبل العطية بصفته إنسانًا يحتفظ بها بدوام لطبيعتنا... فقد صار الابن الوحيد إذن إنسانًا مثلنا لكي إذ يستعيد من جديد في نفسه أولا الخيرات الصالحة ويجعل نعمة الروح متأصلة من جديد ومنغرسة فيه، ليتمكن بذلك أن يحفظها بثبات وبعدم تغيير لكل طبيعتنا. وكأن اللوغس الوحيد المولود من الله الآب قد أعارنا عدم تغيير طبيعته الخاصة, فإن طبيعة الإنسان قد عرفت في آدم أنها عاجزة عن الثبات ومتحولة بكل سهولة إلى السوء, فكما أنه بتحول الإنسان الأول قد اجتاز خسارة الخيرات الصالحة إلى سائر طبيعتنا، هكذا أيضًا أعتقد أنه بواسطة ذاك الذي لا يعرف التغيير سيعود الثبات في اقتناء العطايا الإلهية إلى سائر جنسنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
هذا هو ابني الحبيب
تفسير لو 21:3-23 للقديس كيرلس الكبير

لقد جاء صوت الله الآب قائلا من نحو المسيح أثناء عماده المقدس: "هذا هو ابني الحبيب" وكأنما بذلك كان يقبل فيه وبواسطته الإنسان الأرضي. فإن ابن الله الوحيد الحق بحسب الطبيعة لما صار مثلنا، قد تعين ابن الله ليس كأنه ينال ذلك لنفسه, إذ أنه في ذاته كان ولم يزل كما قلت إلهًا حقًا, بل لكي يوصل إلينا هذا المجد, فإنه قد صار لنا باكورًة وبكرًا وآدمًا ثانيًا, لأجل ذلك قيل إن كل شيء فيه يصير جديدًا, ونحن إذ قد خلعنا عتق آدم، اغتنينا بالجدة التي في المسيح
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
آية يونان وجذب المسيح الجميع إليه
جلافيرا علي سفر الخروج للقديس كيرلس الكبير

اليهود لم يصدقوا التجسد ولا العجائب الحادثة بينهم, لكنهم أخيرًا بالكاد آمنوا بواسطة الآية الختامية، ليس كلهم بل كما كتب بولس الطوباوي: "البقية حسب اختيار النعمة" فماذا كانت الآية الختامية؟ موت المسيح على الخشبة وقيامته التي لاحقت الموت وتبعته للتو....لقد تقدم إليه الفريسيون بعد أن أظهر لهم ربوات من الآيات، وقالوا له متجاهلين إياها: "يا معلم نريد أن نرى منك آية. فأجابهم: "جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تُعطى له آية إلاَّ آية يونان النبي, لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال", لقد أفاد موت عمانوئيل بأن جعله يُعرف دون عناء، ليس فقط من اليهود، بل ومن الأمم أيضًا, فقد قال مرة: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" فهذا القول الذي قاله المخلِّص كان هو آية الختام التي بها آمن ليس فقط الذين من إسرائيل، بل ومن الجموع الأخرى، أعني الذين من الأمم.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
نحن فيه الغالبون
تفسير يو 33:16 للقديس كيرلس الكبير

لقد أظهر المسيح نفسه أسمى وأقوى من كل خطية ومن كل الظروف العالمية, وحيث إنه قد غلبها جميعًا فقد أعطى الغلبة عليها أيضًا للمجربين لأجله.... فقد انتقلت إلينا نحن أيضًا بالتمام قوة ما فعل، من حيث إن الذي غلب هو منا، بسبب ظهوره كإنسان, وكما أننا نغلب الخطية بسبب أنها أميتت بالتمام في المسيح كبدايةٍ لنا، وبسبب أنه أفاض علينا نحن أيضًا هذا الخير بصفتنا جنسه الخاص؛ هكذا ينبغي أن نثق أننا سنغلب العالم أيضًا. فإن المسيح قد غلب كإنسان من أجلنا، صائرًا للطبيعة البشرية بدايًة وبابًا وطريقًا لهذه الغلبة عينها, فنحن الذين سقطنا وانهزمنا في القديم قد قوينا وغلبنا بسبب ذاك الذي غلب من أجلنا وبصفته أيضًا واحدًا منا. فإنه لو كان قد غلب كإله غير متجسد للما ربحنا شيئًا من ذلك، وأما وهو قد غلب كإنسان، فنحن فيه الغالبون.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
بالأكل انهزمنا في آدم وبالإمساك انتصرنا في المسيح
شرح لو 1:14-4 للقديس كيرلس الكبير

لقد أخذ الرب شكل العبد وصار في شبه الناس، لكي بكونه كواحد منا يستطيع أن يقف كمنتقم لنا ضد الثعبان عدونا القاتل الذي جلب علينا الخطية..... فقد جاء لكي يجعلنا به وفيه ننال النصرة في نفس المعركة التي فيها انهزمنا وسقطنا قديمًا في آدم. فتأمل معي كيف أن طبيعة الإنسان في المسيح تنفض عنها وصمة الشراهة التي أصابتها في آدم, فإننا بالأكل انهزمنا في آدم، وبالإمساك عن الأكل انتصرنا في المسيح... نعم، لقد انتصرنا في المسيح، والذي ساد قديمًا على آدم قد مضى خائبًا، لندوسه تحت أقدامنا، لأن المسيح لما انتصر عليه كان بذلك يعطينا القدرة على أن ننتصر عليه؛ ولذلك قال: "ها أنا قد أعطيتكم أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوات العدو" (لو 19:10)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لقد افتقر لأجلنا لكي يغنينا بفقره
شرح لو 23:10-24 للقديس كيرلس الكبير

الذي هو ابن بحسب الطبيعة قد صار مشابها لنا وأخذ شكل العبد, ليس لكي يدوم معنا في حالة العبودية، بل لكي يحررنا نحن المربوطين بنير العبودية، يغنينا بالأشياء التي له, فإننا به ومعه قد دُعينا أبناءً لله، لأنه اشترك في فقرنا وهو غني، لكي يرفع طبيعة الإنسان إلى غناه الخاص به. لقد رأينا الشيطان ساقطًا، ذلك الجبار رأيناه مذلولا، ذلك الذي كان مسجودًا له رأيناه بلا كرامة، ذلك الذي حاول أن يختطف الإلوهية رأيناه تحت أقدام القديسين؛ إذ أنهم أخذوا سلطانًا أن ينتهروا الأرواح النجسة, وهذا امتياز فائق لطبيعة البشر وخاص بالله وحده الفائق الكل. وقد صار الكلمة الظاهر في الشكل البشري بدءًا لنا في هذه أيضًا, إذ كان ينتهر الأرواح النجسة.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الطعام الروحي
شرح لو 3:4 للقديس كيرلس الكبير

إننا بالأكل انهزمنا في آدم, وبالإمساك عن الأكل انتصرنا في المسيح, من الطعام الذي ينبت من الأرض يقتات جسدنا الأرضي فيطلب لُقوته ما هو من نفس طبعه الترابي، أما النفس العاقلة فتقتات بالكلمة لانتعاشها الروحي, لأن الأطعمة التي من الأرض تغذِّي الجسد الذي من نفس طبيعتها, أما التي من فوق ومن السماء فهي تشدد الروح. فطعام العقل هو اللوغوس الذي من الله، الذي هو خبز روحي يُشدد قلب الإنسان (مز 15:104) كما ننشد في كتاب المزامير، ونقول أيضًا إنه طعام الملائكة القديسين (مز 25:78).
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
«ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد»
تفسير إنجيل يوحنا49:11-52 للقديس كيرلس الكبير

لقد قال قيافا: إن موت المسيح سيكون عن اليهود وحدهم، ولكن يوحنا البشير يقول: إن ذلك كان من أجل البشرية كلها. ذلك لأننا كلنا دُعينا ذرية الله (أع28:17) وأولاده من جهة أنه آب الكل, لكونه أوجدنا عن طريق خلقتنا وبعث إلى الوجود ما لم يكن موجودًا، بل ولأننا نلنا كرامة الخلقة على صورته منذ البدء، وكرامة السيادة على الكائنات التي على الأرض... لكن الشيطان لم يشأ أن نبقى في مثل هذا الحال، فبعثرنا وأضلَّ الإنسان بطرق شتى عن قربه لله. وأما المسيح فقد جمعنا كلنا من جديد، وضمنا معا بالإيمان إلى حظيرة الكنيسة الواحدة، ووضعنا تحت نير واحد، فصار الجميع واحداً، يهودًا أم يونانيين كنا، برابرة أم سكيثيين، مخلوقين من جديد «إلى إنسان واحد جديد» (أف15:2) وعابدين إلهًا واحداً.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
المسيح حول خطة الشيطان إلى طريق للخلاص
تفسير إنجيل يوحنا38:6-39 للقديس كيرلس الكبير

إن «الحكمة» مبدع سائر الأشياء، أعني ابن الله، أستطاع أن يحول الخطة الشيطانية الخبيثة, أعني موته بالجسد، حولها لنا إلى طريق للخلاص وباب للحياة. فانقلبت على الشيطان آماله، وتعلَّم أخيراً مما أصابه أنه صعب عليه أن يجاهد ضد الله. ويبدو لي أن المرنم الإلهي (داود) يؤيد هذا الفكر ويشير إلى شيء من ذلك حينما يقول وكأنما عن المسيح والشيطان: «وفي فخه سيذلُّه» (مز31:9) لأن الشيطان قد بسط الموت وكأنه فخ أمام المسيح، ولكن في نفس هذا الفخ بعينه ذلَّ الشيطان، لأن الموت أُبطل بموت المسيح وأُبيد الطاغية الذي كان يظن أنه لن يسقط.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
لقد صار ضعيفًا لكي يُبطل ضعفك
الدفاع عن الحروم الاثني عشر ضد ثيودوريت للقديس كيرلس الكبير

حينما تبدو لك أمور إخلائه صعبة القبول تعجب بالأحرى من عظم محبة الابن لنا! لأن ما تعتبره غير لائق به, هذا قد فعله بإرادته من أجلك؛ فقد بكى بشرياً لكي يمسح دموعك، وانزعج تدبيرياً تاركاً جسده ينفعل بما يناسبه، لكي يملأنا شجاعة.... ووُصف بالضعف في ناسوته لكي ينهي ضعفك، وقدم بكثرة طلبات وتضرعات للآب لكي يجعل أذن الآب مصغيًة لصلواتك.
 
أعلى